استبقت تل أبيب أمس (السبت) زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان بضربات عسكرية استهدفت مقرات إيرانية في الساحل السوري في مدينة طرطوس، في إشارة إلى توجه إسرائيلي للاستمرار في الضربات العسكرية ضد التمدد الإيراني في سورية أينما تواجدت المقرات الإيرانية.
الضربة، بحسب مصادر محلية، استهدفت أحد مراكز البحوث الإيرانية في الساحل السوري، إلا أن مصادر رسمية في دمشق قالت إن الاستهداف كان لمزارع محلية في محيط بلدة «الحميدية» جنوبي محافظة طرطوس، ما أدى إلى إصابة مدني ومدنية بجروح، إضافة إلى وقوع بعض الخسائر المادية.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أكدت وقوع سلسلة انفجارات في قاعدة مالك الأشتر التابعة للحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران، دون ورود المزيد من التفاصيل، في الوقت الذي تواجه فيه إيران هجمات إسرائيلية على المستوى الأمني والعسكري والسيبراني داخل البلاد وخارجها.
وتشير الضربات إلى أن تل أبيب مستمرة في العمل ضد التوسع الإيراني في سورية، رغم التباين الروسي حول هذه الضربات بسبب الاختلافات في الحرب الروسية على أوكرانيا، إلا أن تل أبيب لم توقف ضرباتها على المقرات الإيرانية ومقرات حزب الله في سورية.
وعلى وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة ضد إيران في سورية تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق، إذ باتت الضربات الإسرائيلية مصدر إزعاج للنظام السوري بسبب الانتشار الإيراني في كل المناطق السورية، ما يتطلب إعادة التموضع الإيراني وفق خبراء ومراقبين عسكريين في سورية.
ولعل الزيارة تأتي أيضا في الوقت الذي تقوم فيه روسيا بإعادة التموضع في البادية السورية ومحافظة دير الزور (شرقي البلاد)، ما يدفع طهران إلى استغلال هذه التحركات الروسية بسبب الأولويات في الحرب الأوكرانية، لكن في الوقت ذاته فإن التموضع الإيراني في سورية ليس على ما يرام بسبب استمرار الضربات الإسرائيلية على كل المواقع من دون استثناء.
وتزايدت في الآونة الأخيرة المخاوف الإقليمية من التمدد الإيراني في سورية إلى أن بلغ الانتشار الحدود الأردنية السورية، ما يشكل تهديداً لأمن الأردن، التي طالبت بإبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود وعودة روسيا إلى أن تكون الضامن على الحدود مع سورية بسبب انفلات المليشيات الإيرانية وتجارة المخدرات.