في صفعة جديدة موجعة لحماس وعدت تركيا بأنها لن توفر مساعدات عسكرية للحركة الفلسطينية، وكشفت صحيفة «حريت» التركية في تقرير لها أمس (الأربعاء)، أن أنقرة أخبرت حماس أن الأسماء التي لها دور ونشاط عسكري لن تبقى داخل البلاد، في إشارة إلى أنها تستعد لطرد بعض عناصرها. وتحدثت وسائل إعلام تركية أن أنقرة تدير منذ أكثر من عام محادثات سرية مع دول في المنطقة بينها إسرائيل في محاولة لإيجاد «موطن جديد لقادة حماس الذين تنوي ترحيلهم».
وأفادت الصحفية في تقريرها بأن تل أبيب لطالما أرادت طرد عناصر حماس من تركيا خصوصاً الأسرى الذين أفرجت عنهم في صفقة جلعاد شاليط عام 2011. وأسفرت صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته حماس 5 سنوات، عن إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً، تم ترحيل عدد منهم إلى دول عربية وغربية بينها تركيا التي استقبلت 10 بينهم 9 من حماس وأسيرة من فتح.
واعتبرت مصادر فلسطينية أن الإجراء التركي يمثل ضربة مؤلمة ويجعل الحركة أمام تحديات كبيرة لفقدانها الحاضنة الأبرز في المنطقة. ولفتت إلى أن العديد من قادة حماس في الخارج كانوا في بريطانيا واستخدموا بطريقة أو بأخرى القوانين هناك لنشر أفكار الحركة سواء من خلال المؤتمرات أو المنشورات.
ويتوقع أن يزور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تركيا في منتصف مارس القادم في أول رحلة من نوعها منذ سنوات لرئيس إسرائيلي.
يذكر أن معظم دول الاتحاد الأوروبي تحظر نشاطات حماس، فيما ترفض سويسرا والنرويج قطع العلاقة مع الحركة حتى الآن. وقررت بريطانيا في نوفمبر الماضي ضم الجناح السياسي لحماس إلى القائمة السوداء، بعد نحو 20 عاماً من حظر لندن الجناح العسكري للحركة. وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية، حينها، أن أي شخص أو جهة يدعم الحركة سيكون تحت الملاحقة القانونية. ولا تقيم دول أوروبا اتصالات مع حماس بجناحيها السياسي والعسكري، فيما تقيم دول مثل روسيا والنرويج وسويسرا وجنوب أفريقيا اتصالات مع الجناح السياسي للحركة.
وجاءت الخطوة البريطانية بعد أشهر قليلة على استكمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يصنف هو الآخر حماس بالكامل تنظيماً إرهابياً، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تنتهج التصنيف نفسه.