Connect with us

السياسة

تحديات على طاولة الشرع

تتسع دائرة المطالبات الداخلية والخارجية في سورية من أجل ترسيم هيئة وشكل الدولة الجديدة وملامح الإدارة بكل مفاصلها

تتسع دائرة المطالبات الداخلية والخارجية في سورية من أجل ترسيم هيئة وشكل الدولة الجديدة وملامح الإدارة بكل مفاصلها السياسية والأمنية والخدمية، ولعل هذه المطالبات محقة إلى درجة بعيدة في دولة يتوق الشعب إلى رسم ملامحها، على الرغم من أن الطريق إلى الوصول إلى هذا الهدف يحتاج المزيد من الصبر والإرادة معاً في دولة خرجت من حفرة مظلمة وحقبة استمرت 65 سنة من الفساد وانحلال مؤسساتها.

ثمة تحديات أمام الإدارة الجديدة في سورية ما زالت قائمة بعد أربعة أشهر تماماً على سقوط نظام بشار الأسد، ولعل هذه التحديات سترافق الدولة الجديدة لفترة طويلة نتيجة الظروف الإقليمية والدولية ونتيجة الزلزال الكبير الذي حدث في سورية في الثامن من ديسمبر عام 2024، هذا الزلزال غيّر موقع سورية الجيوسياسي والإستراتيجي ونقلها من محور إلى اللامحور -حتى الآن-. لذا فإن هذه التحديات ستكون الشغل الشاغل للحكومة السورية وتعتبر بمثابة الاختبار، خصوصاً أن الجميع يراقب سلوك الإدارة الجديدة، البعض يراقب من منطلق التقييم السياسي لاتخاذ موقف، والبعض الآخر يتصيد الأخطاء في عمل هذه الإدارة، لكن في كل الأحوال لن تتمكن هذه الإدارة من إقناع العالم بإيجابياتها إلا بتحقيق الإنجازات وتجاوز التحديات في حدود الإمكانات المتاحة.

التحدي الداخلي

ولعل أبرز هذه التحديات على المستوى الداخلي تتجسد في توفير الأمن والاستقرار والقضاء على مظاهر انتشار السلاح، أو الأدق جمع هذا السلاح من الأطراف المسلحة التي كانت جزءاً من الثورة على مدى سنوات، هذه العملية (جمع السلاح)، على الرغم من التوافقات بين وزارة الدفاع وهذه القوى العسكرية، إلا أنها مسألة تحتاج إلى هندسة أمنية من نوع فائق الدقة، إذ ما زالت هذه القوى المتناثرة على مدار 14 عاماً تحتاج إلى مزيد من الثقة والقناعة ببناء المؤسسة العسكرية على أكمل وجه، بحيث تكون الذراع الأساسية في توفير الأمن، الذي يعتبر الأولوية الآن في الحالة السورية.

يرافق التحدي الأمني وعملية توحيد البندقية، العمل بإرادة حقيقية على مسألة السلم الأهلي، ففي 30 يناير الماضي تحدث الرئيس أحمد الشرع في خطاب تعيينه رئيساً للمرحلة الانتقالية عن ضرورة بناء السلم الأهلي والتسامح مع الماضي وعدم تحميل المكونات السورية مسؤولية جرائم وممارسات النظام السابق الوحشية، هذه العملية تحتاج إلى ما يشبه العقد الاجتماعي بين الإدارة الجديدة والمجتمع السوري، خصوصاً الطائفة العلوية، لذا كان قرار رئاسة الجمهورية في التاسع من مارس الماضي بتشكيل لجنة السلم الأهلي من ثلاثة أشخاص حكيماً يدرك أهمية هذه المسألة ذات الطابع الاجتماعي.

تحديات دبلوماسيةأما التحدي الثاني هو المنهجية الدبلوماسية للإدارة الجديدة، التي تعتبر الواجهة السياسية للدولة، وهي بكل تأكيد تحت المجهر الدولي لتقييم هذه الإدارة، ولا شك أن مثل هذه المهمة ستكون الأكثر حساسية في المرحلة القادمة، وليس سراً أن العالم يراقب بدقة السلوك السياسي والدبلوماسي للإدارة الجديدة، بعد أن كانت الخارجية السورية حقيبة أمنية بغلاف دبلوماسي على مدى سنوات الحكم البائد في سورية، وبعد أن انتهت حقبة الأسد ذات الخطاب الإقصائي، بات من اللازم في المرحلة القادمة رسم شكل الدبلوماسية السورية وصناعة خطاب متوازن قادر على التعبير عن الشعب السوري بالدرجة الأولى ويطمئن الإقليم أن سياسة نظام بشار الأسد السابقة القائمة على الابتزاز والتدخل في شؤون الدول لن يكون لها وجود في صورة الدولة الجديدة، لذا كان تصريح وزير الخارجية أسعد الشيباني في خطاب القسم خلال تعيين الحكومة الجديدة في بداية الشهر الجاري، يركز على بناء علاقات دولية متوازنة ورصينة قائمة على الاحترام المتبادل، وهذه المهمة الأساسية للدبلوماسية السورية لتثبت للعالم أنها قادرة على التغيير من نهج الأسد المخادع دبلوماسياً إلى نهج موثوق بالأفعال قبل الأقوال.

كل هذه التحديات السابقة مرتبطة بالمحور الأخير الذي يجمع كل خيوط اللعبة في سورية، وهو تجاوز العقوبات الدولية والانفتاح الدولي على سورية اقتصادياً، وبالدرجة الأولى وبشكل واضح وصريح الانفتاح الأمريكي الذي يعتبر بوصلة الدول.

تفاؤل سوري

وحتى الآن لا ترى الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التعامل والتعاون مع الإدارة السورية الجديدة. صحيح أن هذا مبعث للقلق بالنسبة للشعب السوري والإدارة الجديدة، إلا أنه في الوقت ذاته ليس رفضاً، وهو ما يفتح الباب لكي تثبت الإدارة الجديدة قدرتها على التعاون الإقليمي والدولي، لذا فإن المطالب الأمريكية التي سلمتها ممثلة الخارجية الأمريكية ناتاشا فرانشيسكا لوزير الخارجية أسعد الشيباني في 17 أبريل في مؤتمر بروكسل حول سورية، تشير إلى منهج أمريكي مقبول يقوم على «جس» الاستجابة من قبل إدارة الشرع، وأياً كانت واقعية هذه المطالب إلا أن واشنطن وضعت سكة للتعامل مع الإدارة الجديدة تقوم على إظهار حُسن النية وإمكانية التعامل مع الإدارة الأمريكية.

وقد كان تصريح الخارجية الأمريكية قبل أيام أن الإدارة الأمريكية تعمل على مراجعة العقوبات، إشارة تثير التفاؤل في الأوساط السورية والعربية، لتخرج سورية من هذه القائمة التي خلفها الأسد على مدار 14 عاماً، لكن ماذا عن سلوك الإدارة الجديدة؟

بكل واقعية؛ يمكن القول إن السياسة السورية الآن على المستوى الداخلي والخارجي صفر «استفزازات»، بل إن الكثير ممن يتابع المشهد السوري يرى إرادة قوية من الشرع بضرورة اتباع سياسة الصبر الإستراتيجي على الأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية، ويمكن القول إنه حتى الآن لم تصدر أي تصريحات على مستوى الخارجية أو على مستوى رئاسة الجمهورية تثير حفيظة أو قلق الدول، وهذا بحد ذاته مؤشر جيد على الإيجابية في التعاطي السياسي، والرغبة في نقل سورية من قاع الحفرة.

بالطبع المسألة ليست سهلة على الإطلاق، ولعل حجم الملفات التي تقبع فوق طاولة رئيس الجمهورية، خصوصاً أنه قرر أن يكون المشرف المباشر على سلوك الحكومة، فضلاً عن الملفات الأمنية والدولية، يزيد على الرئيس المسؤوليات، وبالتالي فإن أية خطوة في سورية هي الآن تحت الرادار الدولي والإقليمي، وهذا قدر سورية أن تكون دوماً تحت الرادار.

أخبار ذات صلة

السياسة

‎«التعاون الإسلامي» تدين استمرار الإبادة الجماعية بغزة وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته

أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات استمرار جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي

أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات استمرار جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واستمرار العدوان على المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية بما فيها القدس، التي أسفرت عن استشهاد 92 شخصاً، وإصابة 219 آخرين خلال الـ 48 ساعة الماضية، مما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 51,955 شهيداً و123,034 إصابة منذ السابع من أكتوبر عام 2023.

وأكدت المنظمة أن استمرار هذه الجرائم يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية والقيم الإنسانية، داعيةً إلى ضرورة وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه. وجددت المنظمة تحذيرها من تصاعد وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً أن المسجد الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة فلسطين، مشددةً على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، خصوصاً المسجد الأقصى المبارك. وجددت دعوتها لمجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إلزام إسرائيل -القائمة بالاحتلال- بوقف جميع جرائمها وبشكل شامل، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

وكيل محافظة تعز اليمنية.. بدعم السعودية نواصل العمل على تطوير التعليم

أشاد وكيل أول محافظة تعز اليمنية الدكتور عبدالقوي المخلافي، بدعم السعودية المستمر والمتواصل لليمن عموماً، ولمحافظة

أشاد وكيل أول محافظة تعز اليمنية الدكتور عبدالقوي المخلافي، بدعم السعودية المستمر والمتواصل لليمن عموماً، ولمحافظة تعز على وجه الخصوص، في شتى المجالات.

مستعرضاً مجالات الدعم السعودي في قطاع التعليم بما في ذلك التعليم الفني والتدريب المهني، والتي يعد أبرزها إنشاء وإعادة تأهيل كليات الطب والمدينة الطبية، وعدد من المدارس النموذجية في مديريات ومناطق محافظة تعز.

أخبار ذات صلة

ولفت إلى إن التنسيق جارٍ مع الأشقاء في السعودية، عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، لدعم قطاع التعليم الفني، والعمل على إعادة تأهيل وصيانة المعهد التقني والصناعي، والمدرسة الفنية، وتزويدها بالمعامل والورش والمعدات الحديثة وكافة المتطلبات المتعلقة بالتعليم الفني والمهني، إلى جانب إعادة تأهيل معهد الخنساء، الذي كان قد أنشأه الصندوق السعودي للتنمية ولكنه تعرض للدمار الهائل من قبل الميليشيات الحوثية، ومن المقرر أن يبدأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن العمل على إعادة تأهيله في غضون الفترة القادمة.

وقال إن العمل مستمر للنهوض بواقع تعز، معرباً عن امتنان وتقدير السلطة المحلية بالمحافظة للأشقاء في السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لاهتمامهما البالغ ودعمهما السخي ومواقفهما الأخوية في دعم وتمويل العديد من المشاريع التنموية الحيوية التعليمية وغيرها على مستوى اليمن بشكل عام ومحافظة تعز على وجه الخصوص، باعتبارها أكثر المحافظات تضرراً ودماراً جراء الحرب الحوثية التي تصدت لها المحافظة ببسالة كبيرة. مؤكداً خلال حفل تكريم أوائل الجمهورية على الدور الحيوي للتعليم الفني والمهني والتقني والصناعي في تحقيق النهضة والتقدم والمساهمة في التخفيف من حدة البطالة وتغطية احتياجات المجتمع وسوق العمل المحلي والإقليمي.

Continue Reading

السياسة

غانا تنقذ 219 شخصاً تحتجزهم شبكة اتجار بالبشر

أعلن مكتب الجرائم الاقتصادية والمنظمة في غانا اليوم (السبت)، أنه أنقد 219 شخصاً أغلبهم من الأجانب كانوا محتجزين

أعلن مكتب الجرائم الاقتصادية والمنظمة في غانا اليوم (السبت)، أنه أنقد 219 شخصاً أغلبهم من الأجانب كانوا محتجزين لدى شبكة للاتجار بالبشر والجرائم الإلكترونية في منطقة أوياريفا في ضواحي العاصمة أكرا، موضحاً أن الضحايا معظمهم شباب.

وقال المكتب في بيان: إن الضحايا من دول غرب أفريقيا تم استدراجهم إلى غانا للحصول على وظائف وأعمال، والعيش في حياة أفضل، لكن بعد وصولهم وجدوا أنفسهم محتجزين قسراً لدى شبكة منظمة تستغلهم، مبيناً أن السلطات عثرت في موقع الاحتجاز على أدلة متنوعة، من بينها أجهزة حواسيب وإنترنت، وبعض الأدوات التي تستخدم في عمليات الاحتيال الإلكتروني.

ولفت المكتب إلى إن الضحايا الذين تم إنقاذهم كانوا محتجزين في ظروف قاسية وصعبة، حيث كانوا يعيشون في أماكن مكتظة وغير صحية، ويجبرون على العمل لساعات طويلة تحت المراقبة الصارمة.

وأوضح المدير التنفيذي المؤقت لمكتب الجرائم المنظمة عبدول بشير أن العديد من الضحايا تم احتجازهم لفترات طويلة، وبعضهم قضى أكثر من عام في الأسر، قائلا في مؤتمر صحفي: الضحايا أكدوا أنهم كانوا يعانون من الجوع، إذ لا يحصلون في اليوم إلا على وجبة واحدة، ولا يسمح لهم بمغادرة المبنى.

وأضاف: ملتزمون بالعمل على تفكيك الشبكات العاملة في مجال الاتجار بالبشر، والجرائم المنظمة العابرة للحدود.

أخبار ذات صلة

من جهتها، قالت السلطات في غانا إنها بدأت في تنفيذ خطط منسّقة لإعادة الضحايا إلى بلدانهم الأصلية وخصوصاً الأشخاص من دولة نيجيريا.

وكان مكتب الجرائم المنظمة قد قال إنه يقوم حالياً بعمليات مماثلة في عدة مناطق من البلاد لاستهداف شبكات اتجار بالشر تعمل بشكل جيد ومنسق.

ويعمل مكتب الجرائم الاقتصادية والمنظمة مع إدارة التحقيقات الجنائية، وبعض الأطراف الإقليميين والشركاء الدوليين، على تنفيذ عمليات فرز للفصل بين الضحايا والمشتبه بهم، وكذا تحديد القصّر من بين الضحايا الذين تم إنقاذهم.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .