وسط تصاعد التحذيرات الدولية من خطورة اندلاع حرب شاملة وتوسع الصراع، في ضوء تفاقم المواجهات على جبهة جنوب لبنان، رفعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي درجات التأهب، وأعلنت تأجيل جلستها الأسبوعية التي كانت مقررة اليوم (الأحد).
ووجهت قيادة الجبهة الداخلية بإغلاق كل المدارس في مناطق شمال البلاد القريبة من الحدود مع لبنان، بعد إطلاق حزب الله دفعات من الصواريخ اليوم. وأضافت أن المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى ستبقى مغلقة حتى الساعة السادسة مساء غد (الإثنين)، (15:00 ت غ).
وأصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تعليمات للمستشفيات في الشمال بنقل عملياتها إلى منشآت تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف. وأضافت أن مستشفى رمبام في مدينة حيفا سينقل المرضى إلى منشأته الآمنة تحت الأرض.
وفي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات في البلدة القديمة لمدينة نابلس، إثر اقتحام جيش الاحتلال للمدينة.
من جهتها، حذّرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت من أن المنطقة تقترب من «كارثة وشيكة»، وسط ارتفاع منسوب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أي طرف. وقالت في منشور على منصة إكس: مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، لا يمكن التشديد بما يكفي على أنّه لا يوجد حلّ عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ طرف.
واستهدف حزب الله، (الأربعاء)، مجمع صناعات عسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا، فضلا عن قاعدة رمات دافيد الجوية قرب مدينة حيفا، بعد ساعات من إعلان إسرائيل شنّ غارات مكثفة على أهداف للحزب في الجنوب اللبناني بينها آلاف من القاذفات الصاروخية.
واعتبر الحزب أن هذه الهجمات «رداً أولياً على عملية البيجر والووكي توكي»، التي قتل فيها 39 شخصا وأصيب نحو 3 آلاف آخرين بجروح.
يذكر أن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله استخدام هذه الصواريخ المتوسطة المدى (مداها يبلغ 100 كيلومتر) منذ بدء التصعيد في الثامن من أكتوبر الماضي.
وكان مسؤولون أمريكيون حذروا من احتمال حصول تصعيد خطير على الحدود خلال الأيام القادمة، وسط مخاوف من انزلاق المواجهات إلى صراع أوسع، وبالتالي انطلاق ساعة الصفر لحرب شاملة.
يذكر أن “رامات ديفيد” من أكبر القواعد العسكرية في شمال إسرائيل وهي واحدة من ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية. وأنشأتها بريطانيا عام 1942 خلال فترة الانتداب البريطاني وتبلغ مساحة القاعدة العسكرية الإسرائيلية نحو عشرة كيلومترات مربعة. وتضم حظائر للطائرات تحت الأرض، وثلاث مدرجات لإقلاع وهبوط الطائرات، ومنها طائرات F16 وF15، وطائرات مروحية، وأخرى للتزود بالوقود. وتنطلق من تلك القاعدة غالبية العمليات العسكرية الإسرائيلية الجوية التي تستهدف الميليشيات الإيرانية في سوريا، وكذلك في لبنان.كما أنها كانت منطلقا لإقلاع الطائرات التي قصفت المفاعل النووي العراقي، وقبلها استخدمتها بريطانيا خلال العدوان الثلاثي على مصر.وتضم هذه القاعدة مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مثل منظومة “باتريوت” الأميركية، ومنظومات “السهم 2” و”السهم 3″، ومنظومة “مقلاع داود”، ومنظومة “آردو” لاعتراض الصواريخ الباليستية، إضافة لمنظومة “القبة الحديدية”.
أما مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل فهي شركة متخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية.