وصف البطريرك الماروني بشارة الراعي تأجيل تشكيل الحكومة اللبنانية بأنه «عمل تخريبي». وشن الراعي خلال حديثه أمس (الأحد) هجوماً على «حزب الله» على خلفية إطلاقه المسيّرات باتجاه حقل كاريش النفطي، ورفض التلاعب باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية. ودعا إلى انتخاب رجل دولة فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، معتبراً أن عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية هو عمل تخريبي يؤدي إلى إبقاء قوى الأمر الواقع متحكمة بالقرار الوطني وبمصير لبنان، في إشارة إلى حزب الله.
وتحدث الراعي عن مشكلات يعانيها لبنان أبرزها المراوغة واللامبالاة المستمرة في موضوع تشكيل الحكومة، موضحاً أن عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية، وتتمتع بالصفة التمثيلية وطنياً وسياسياً وميثاقياً لهو عمل تخريبي. ولفت إلى أن ترك البلاد بلا حكومة في نهاية عهد وعشية الاستحقاق الرئاسي، يؤدي حتماً إلى إضعاف الصفة التمثيلية للشرعية اللبنانية كمرجعية وطنية للتفاوض مع المجتمع الدولي. فتبقى قوى الأمر الواقع تتحكم بالقرار الوطني وبمصير لبنان، محذراً من أن من شأن ذلك أن يزيد انهيار الدولة وغضب الناس، كما من شأنه أن يجعل صراعات المنطقة وتسوياتها تتم على حساب لبنان كما جرت العادة في العقود الأخيرة.
وشدد على رفض التلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية، معلناً التمسك باحترام هذا الاستحقاق في وقته الدستوري، وانتخاب رئيس متمرس سياسياً وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحديا لأحد، ويكون قادرا على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية.
وأكد الراعي ضرورة أن يتم انتخاب هذا الرئيس في بداية المهلة الدستورية، أي في شهر سبتمبر القادم، لا في نهايتها؛ ليطمئن الشعب وتستكين النفوس وتنتعش الآمال.
وانتقد مسيرات حزب الله التي أطلقها قبل أسبوعين وكادت تطيح بالمفاوضات مع إسرائيل، داعيا إلى متابعة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل حتى يتمكن لبنان من استخراج الثروات النفطية والغازية الموعودة من دون أي انتقاص من حقوق لبنان الواضحة منذ تأسيس دولة لبنان الكبير. واعتبر أن نجاح هذه المفاوضات يتوقف أساساً على متانة وحدة الموقف اللبناني وراء الشرعية، وعلى عدم التشويش عليها وتعريضها للفشل في ظرف دقيق للغاية، مشددا على أن مصلحة لبنان العليا تقتضي تحييد ملف المفاوضات الحدودية عن اللعبة السياسية والاستحقاقات الداخلية والصراعات الإقليمية.