رغم محاولات رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان فتحي باشاغا مزاولة عمله من العاصمة طرابلس، إلا أن المليشيات الموالية لخصمه رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبية حالت دون ذلك. وأسفرت اشتباكات دارت أمس (الثلاثاء)، بين الجانبين عن مقتل أحمد الأشهب أحد مرافقي باشاغا، بحسب مصدر مقرب من رئاسة الحكومة الليبية اليوم (الأربعاء) بعد إصابته في مواجهات اندلعت بين مجموعات مسلحة مؤيدة للدبيبة وأخرى مؤيدة لباشاغا سقط فيها 8 جرحى.
وقال الباحث في الشؤون الليبية الدكتور كامل عبد الله، إن ما حدث خلال الساعات الماضية حول دخول رئيس الحكومة المكلف باشاغا إلى طرابلس قادماً من مصراتة وخروجه السريع منها يمثل منحى خطيرا في الأزمة.
ولم يستبعد سيناريو تشكيل حكومة جديدة خلال الصيف الجاري مع تعثر العملية السياسية الحالية التي تقودها الأمم المتحدة وتعذر إجراء الانتخابات وعودة الانقسام الحكومي، معتبرا أن الوضع في ليبيا مرشح لمفاوضات جديدة نتيجة فشل العملية الحالية في تحقيق التسوية المطلوبة للأزمة.
وحذر الباحث المصري من دخول ليبيا مجددا في آتون الفوضى والاضطرابات السياسية والتخريبية في ظل الانقسامات والخلافات، فضلاً على تحرك المليشيات المعروفة بالعنف والتطرف إلى داخل الأراضي الليبية خصوصاً تنظيم داعش.
وأوضح الباحث أن اجتماع القاهرة الثاني الذي انطلق (الأحد) بحضور كامل أعضاء لجنة البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، وفي خضم هذه التطورات ربما يكون في غاية الأهمية، لأن نجاحه سينزع فتيل أي توترات محتملة قد تعيد البلاد إلى المربع الأول، مشدداً على ضرورة وجود الإرادة الحقيقية لدى السياسيين المشاركين لاستعادة الدولة الليبية الموحدة قبل فوات الأوان.