حراك يمني غير مسبوق في الداخل يتمثل في الاجتماعات شبه اليومية لمجلس القيادة الرئاسي لتشكيل لجنة لهيكلة القوات الأمنية والعسكرية سيعلن عنها في الأيام القادمة، مهمتها إصلاح أوضاع هذه القوات، وتوحيد العمل الأمني والعسكري، من خلال افتتاح عدد من الكليات والمعاهد العسكرية للتأهيل والتدريب في مواجهة المليشيا الحوثية إذا لم تقبل الدخول في حوار يفضي إلى السلام بعيداً عن ويلات الحروب التي يدفع ثمنها الشعب اليمني.
وخارجياً، تتواصل الجهود الأممية من خلال عقد اجتماعات بين ممثلي الشرعية اليمنية والحوثيين في العاصمة الأردنية عمّان، بهدف فك الحصار عن محافظة تعز، لرفع المعاناة عن أكثر من ثلاثة ملايين يمني، بفتح الطرق رغم الحشود العسكرية للمليشيا، التي تؤكد عدم الجدية في إنهاء هذه المعاناة الإنسانية، يضاف إلى ذلك اجتماعات للجنة التنسيق العسكرية التي تضم جميع الأطراف لإنشاء آلية نشطة لتنسيق الحوار والتواصل، لخفض تصعيد الأحداث، التي لها أثر على المدنيين، وتهدد بعرقلة الهدنة عن مسارها.
كل هذه المؤشرات لن يُكتب لها النجاح ما لم تشارك المليشيا الحوثية برؤية يمنية، بعيداً عن الوصاية الإيرانية، وأن تضع مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل الأحلام الوهمية والأطماع غير المشروعة، خصوصاً أنها أثبتت للعالم أنها لا تلتزم بالوعود ولا تفي بالعهود، ودائماً ما تثبت أنها تمارس عملاً مليشياوياً يخرق في كل مرة الهُدن، التي تسعى لها كل الأطراف لرفع المعاناة عن الشعب اليمني.