تزخر منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية القديمة في العديد من المناسبات الاجتماعية والدينية، التي تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، حيث اشتهرت المنطقة وبعض المحافظات الجنوبية في الأعياد بعدد من الأطباق التي تقدم يوم العيد، والتي تحرص أغلب الأسر على تناولها.
ويعد «المحشوش» من أشهر أكلات منطقة جازان وبعض مناطق تهامة، وأبرز أطباق عيد الأضحى، ويتكون «المحشوش» من قطع لحم الخروف وشحمه وبعض البهارات، وتعد وجبة ذات سعرات حرارية مرتفعة.
لماذا سمي بهذا الاسم؟
سبب تسمية الـ«محشوش» بهذا الاسم يعود للطريقة التي يصنع بها، وهي تقطيع كميات من اللحم والشحم إلى أجزاء صغيرة، وهو ما يدعى محليا بـ«الحش»، وهي واحدة من العادات الاجتماعية، التي يشترك فيها جميع أفراد العائلة، ويبذل كل شخص منهم ما يستطيع في تقديم هذه الأكلة التي تُعد من أهم الأكلات على مائدة العيد وأكثرها صعوبة لما تتطلبه من الوقت والجهد، وعادةً يتم تخزين «المحشوش» بعد يوم العيد في درجة حرارة منخفضة ليبقى حاضرًا على المائدة لأيام عديدة.
يتم تقطيع اللحم والشحم قطعًا صغيرة، ومن ثم يؤخذ الشحم، ليوضع في قدر على النار ويتم تحريك الشحم حتى ينتج زيتًا وينضج الشحم، ليوضع اللحم من بعده ويتم قليه في ذلك الزيت حتى يستوي، ويُفضل البعض على «المحشوش» وضع بعض البهارات، والهيل، لتضفي عليه طعمًا أفضل.
وتعلقت هذه الأكلة بشهر ذي الحجة، حتى أصبحت ملازمة لأغلبية سكان منطقة جازان، وبعض المناطق الجنوبية، لكن شعبيتها تراجعت أخيرا لابتعاد البعض عن تناوله نظراً لارتفاع نسبة الدهون فيه.