استقبل رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا في القصر الرئاسي في روما الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى. ‏وجرى خلال اللقاء بحث عددٍ من الموضوعات ذات الصِّلة بأهمية فاعلية الإسهام الدينيّ من أجل دعْم جهود السِّلْم العالمي، وتعزيز الصداقة بين الشعوب، من منطلَق أنّ كثيرًا من الصراعات عبر التاريخ الإنساني تعتمد في جذورها على تأويلاتٍ دينية خاطئة.

‏وأكّد الدكتور العيسى أنَّ دين الإسلام دعا إلى التعارُف بين الأُمَم والشعوب، واحترام كرامة الإنسان، والتعايُش معه بسلام، شارحًا معالمَ رئيسة في «وثيقة المدينة المنورة» و«وثيقة مكة المكرمة».

وشكرَ العيسى الرئيس الإيطالي على موقفه العادل من الحقّ الفلسطيني، ولاسيّما تأييد الخيار الحتميّ لحلّ الدولتين. ‏وأشار إلى ما لمسهُ من قيادات المُكَوِّن الإسلاميّ الإيطاليّ من عُمق الوعي الديني والفكري، الذي يعكس حقيقة الإسلام، مُشيدًا باعتزازهم بهويتهم الوطنية، واحترام دستورها، وتعايُشهم المثالي في إطار وَحدة المجتمع الإيطالي ومفاهيم دولة المواطنة الشاملة، مع احترام الخصوصية الدينية.

وقد ثمّن الرئيس الإيطالي جهودَ رابطة العالم الإسلامي بقيادة أمينها العام؛ من أجل تعزيز السلام الديني والحضاري، مُشيدًا بقِيَم الإسلام في ذلك، ومؤكِّدًا أن التطرف -أيًّا كان مصدره- لا يمثِّل إلا نفسه، ولا يمثِّل القيم الحضارية التي تدعو لها الأديان.

تراجعت إسرائيل عن موقفها في عرقلة إطلاق الأسرى الفلسطينيين تحت مزاعم خوفها على رهائنها. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن تل أبيب حصلت على تعهدات من الوسطاء بضمان سلامة الرهائن أثناء الإفراج عنهم.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إنه بعد تدخل الوسطاء سيبدأ الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الساعة 5 مساء (3 بتوقيت غرينتش)، وهو ما أكده مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني الذي قال بعد متابعة الأمر مع الوسطاء «سيتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في الساعة 5 بالتوقيت المحلي».

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إن «رئيس الحكومة ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أمرا بتأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين (110 أسرى) حتى يتم ضمان خروج آمن لرهائننا في المراحل القادمة».

بعد التزام الفصائل الفلسطينية بإطلاق الدفعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين والبالغ عددهم 8 أسرى بينهم 5 عمال تايلنديين، أعلنت حكومة نتنياهو اليوم (الخميس)، تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الـ110 من سجن عوفر غرب رام الله.

وقال مسؤول إسرائيلي: القيادة الإسرائيلية أخّرت الإفراج عن الأسرى رداً على ما حدث في غزة، من فوضى وتدافع خلال تسليم عناصر من كتائب القسام لجناح العسكري لحركة حماس الأسيرة أربيل يهود والثمانيني المسن غادي موسيس، إلى فرق الصليب الأحمر، موضحاً أن حافلات الأسرى الفلسطينيين ستبقى لوقت إضافي أمام سجن عوفر، رغم تجمع أهالي الأسرى بجوارها بانتظار أقاربهم.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن تعليمات صدرت بتأخير قافلة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية في إطار الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، مبيناً أن الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين عادت أدراجها إلى الأماكن التي انطلقت منها.

بدورها، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية أن تعليمات عرقلة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين صدرت عن المستوى السياسي، مبينة أن المستوى السياسي وجه بتعليق عملية إطلاق الأسرى الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى.

وعزت إذاعة الجيش الإسرائيلي تأجيل عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بسبب محاولة إعدام رهائننا في خانيونس، على حد زعمها، موضحة أن المبعوث الأمريكي يضغط لتنفيذ جولة أخرى من عمليات التبادل غداً (الجمعة)، مشدداً بالقول: نضغط من أجل الإفراج عن أسير أمريكي من غزة غداً وسنظل ملتزمين بإعادة جميع الأسرى من غزة.

وذكرت «القناة 12» أن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تطالب بعقد جلسة طارئة عقب مشاهد إطلاق سراح أربيل يهود وغادي موزيس، في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلاً.

بالمقابل، قال مسؤول في حماس: نتابع مع الوسطاء عرقلة إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مطالباً الوسطاء بالتدخل السريع جراء تأجيل إطلاق سراح الأسرى.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد وصف ما جرى من عملية حشد كبير في غزة أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر بـ«الخطير والصادم»، مشدداً بالقول: «أشاهد ببالغ الخطورة المشاهد الصادمة التي شهدها إطلاق سراح رهائننا».

وطالب الوسطاء بضمان عدم تكرار مثل هذه المشاهد الخطيرة وضمان سلامة رهائننا.

في غضون ذلك، تجمهر الآلاف من الفلسطنيين في غزة في مكان تسليم المحتجزين إلى سيارات الصليب الأحمر، وسط انتشار لمسلحي الفصائل الفلسطينية، وقد أدى ذلك إلى توقف سيارات الصليب الأحمر التي كان على متنها 7 من الأسرى بينهم 5 عمال تايلنديين.