Connect with us

السياسة

السعودية في «الألكسو» خلال عامين ونصف العام

أعلن المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» في اجتماعه الذي عقد عقب اجتماع المؤتمر

أعلن المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» في اجتماعه الذي عقد عقب اجتماع المؤتمر العام في تونس في تاريخ 21 مايو 2022، إعادة انتخاب المملكة العربية السعودية رئيساً للمجلس التنفيذي حتى العام 2024، بعد أن حقق الدور القيادي للسعودية في إدارة المجلس التنفيذي مكتسبات ونتائج مهمة بفضل العمل التصاعدي للمجلس التنفيذي لدعم المنظمة، وما اتخذه من إجراءات إستراتيجية وتنظيمية لتطوير حوكمة وكفاءة الأداء، وتحقيق الاستدامة المالية، وتمكين المجلس التنفيذي والمنظمة، وتعزيز العمل العربي المشترك، وعكس الواقع الفعلي للمنظمة إعلامياً بما يعزز الصورة الذهنية الإيجابية عنها.

لماذا الألكسو ؟

امتداداً لدور السعودية المحوري والمؤثر في الحوار والتفاهم مع دول العالم، والتواصل مع تكتلاته الرئيسية، وقواه المؤثرة، وانطلاقاً من اهتمامها بالمنظمات الإقليمية والدولية، وحرصها على تعزيز العلاقات مع دول العالمين العربي والإسلامي، تحرص السعودية على تفعيل دورها بشكل مؤسسي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، بما ينسجم مع أدوار الدول الأعضاء ويساهم في تحقيق أهداف المنظمة، ويمتد أثره إلى تطوير مجالات عمل المنظمة في المجتمعات العربية كافة.

وبفضل رعاية واهتمام القيادة وتوجيهات وحرص ومتابعة وزير الثقافة، عملت «السعودية في الألكسو» منذ يوليو 2020 حتى اليوم على استثمار الفرص المتاحة والطاقات الوطنية السعودية بما يتناسب مع ما وصلت إليه السعودية من تقدم وتأهيل، ودور تقوده إقليمياً ودولياً، لتقديم نموذج حي وواقعي للإرادة السعودية للتحسين والتطوير المؤسسي، وتعزيز المحتوى السعودي في المنظمات، وهو ما انعكس على دورها في منظمة «الألكسو» من خلال تقديم 44 مبادرة مثل برنامج الموهوبين العرب والموافقة على تنظيم مؤتمرات دولية مثل المؤتمر الدولي الأول للأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وإقامة ورش عمل ولقاءات افتراضية.

كيف أصبح الدور السعودي في المنظمة بعد انتخابها رئيساً للمجلس التنفيذي في يوليو 2021؟

أصبح للسعودية دور قيادي مهم في تطوير عمل المجلس التنفيذي للمنظمة، وهو ما انعكس على المنظمة بشكل عام، وتتمثل أبرز محطات عمل السعودية في «الألكسو» بعد انتخابها رئيساً للمجلس التنفيذي في التالي:

– يوليو 2021 انتخبت السعودية ممثلة في هاني بن مقبل المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو»، ومنذ انتخابها رئيساً حرصت السعودية على أن يعمل المجلس وفق خطة واضحة، تنطلق من العمل التشاركي بين المجلس وإدارة المنظمة، مع تعزيز التواصل والتحسين المستمر من خلال الموائمة مع المنظمة وهو ما انعكس على أداء المنظمة بشكل عام.

– أغسطس 2021، بدأ العمل على إعداد خارطة طريق لرئاسة المجلس التنفيذي، وتبع ذلك إعداد استبانة للمختصين في مجال الثقافة والتعليم والعلوم والتقنية وحصر مرئيات بيوت الخبرة والجهات الوطنية، وعقد اجتماعات فردية مع أعضاء المجلس التنفيذي.

– سبتمبر 2021 جرت مراجعة مرئيات الخبراء ومراجعة 178 مقترحا وترتيب الأولويات، وإجراء زيارة المنظمة ومناقشة المرئيات والمقترحات مع قيادات المنظمة، وتسليم مقترحات أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، ودعوة المدير العام لزيارة السعودية، وعقد اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي.

– أكتوبر 2021 عقد رئيس المجلس التنفيذي ورشة عمل مع أعضاء المجلس لبحث فرص آليات العمل والتطوير.

– نوفمبر 2021 قامت رئاسة المجلس التنفيذي بالتنسيق مع 6 دول لتقديم مقترحات رسمية باسمها، وإعداد ورقة مفاهيمية لتأسيس وحدة الشراكات وورقة مفاهيمية لتنويع مصادر تمويل الأنشطة خارج البرامج.

– يناير 2022 استضافت العلا اجتماع المجلس التنفيذي في دورته الـ 116، خلال الفترة 25-27 يناير 2022. وخلال هذا الاجتماع وما سبق من عمل مؤسسي قاده المجلس التنفيذي طيلة الأشهر الثمانية الماضية، تحققت عدة مخرجات مهمة على النحو التالي:

1- 7 دول عربية ترأس لجانًا داخل المجلس التنفيذي (لأول مرة في تاريخ المنظمة).

2- 6 دول عربية تقدم مقترحات رسمية في اجتماع واحد (لأول مرة في تاريخ المنظمة).

3- تشكيل 4 لجان فنية دائمة منبثقة من المجلس التنفيذي في مجالات: التربية، الثقافة، العلوم، المعلومات والاتصال (لأول مرة في تاريخ المنظمة).

4- تشكيل 4 لجان إستراتيجية داخل المجلس التنفيذي (لجنة إعادة النظر في النظام الداخلي للمجلس التنفيذي، لجنة الشراكات وتنويع مصادر تمويل المنظمة، لجنة الإعلام والتسويق للمنظمة، لجنة جائزة الألكسو).

5- تشكيل لجنة دائمة للشباب.

ومنذ شهر مارس الماضي عقد المجلس التنفيذي 19 اجتماع للجان الـ9 المنبثقة عن المجلس التنفيذي خلال اجتماعه في دورته 116 المنعقدة في محافظة العلا، وشاركت 20 دولة على مدار 50 يوماً لتصدر اللجان أكثر من 30 توصية.

وعكس العمل التشاركي والتكاملي بين أعضاء المجلس التنفيذي مخرجات الاجتماع إلى واقع ملموس من خلال بدء العمل على تنويع مصادر دخل المنظمة وتطوير قنوات التمويل وإعداد إستراتيجية الشراكات للمنظمة، وتعديل النظام الداخلي للمجلس التنفيذي لزيادة فاعلية دوره في دعم المنظمة أمام تحدياتها، وإعداد خطة إستراتيجية للإعلام والتسويق للمنظمة، وإعداد دراسة شاملة للجوائز وتقييمها، فضلاً عن انضمام الألكسو إلى الجمعية العمومية لمنتدى الجوائز العربية.

ويأتي هذا الحراك تأكيداً لاهتمام السعودية بـ«الألكسو» ودورها الفاعل في الوطن العربي، وحرصها على تحقيق المنظمة لأهدافها بما ينعكس على الدول الأعضاء، وتسخير الفرص والممكنات من خلال توظيف المكتسبات والمبادرات الثقافية والعلمية السعودية للاستفادة منها في مجالات عمل المنظمة من جانب، واستثمار ما وصلت إليه «الألكسو» من برامج وممارسات نوعية من قبل المؤسسات السعودية ذات العلاقة وتبادل التجارب والخبرات من جانب آخر، وذلك في إطار تكامل جهود الدول الأعضاء نحو تحقيق برامج وإنجازات ثقافية وعلمية مشتركة.

معلومات عن «الألكسو».. ولمحة عن جهود الدور السعودي فيها:

1- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو».

– تأسست في العام 1970.

– تعمل في نطاق جامعة الدول العربية.

– مقرها في تونس.

– تعمل في مجالات: (التراث والثقافة، التربية والتعليم، العلوم والبحث العلمي، والمعلومات والاتصال).

2- أهداف «الألكسو»:

– تنسيق الجهود العربية في ميادين التربية والثقافة والعلوم.

– دعم تبادل خبرات وتجارب الدول الأعضاء.

– تنسيق جهود مجامع اللغة العربية وإصدار المعاجم المتخصص متعددة اللغات.

– النهوض بالفكر والثقافة العربية والتعريف بالثقافة العربية والإسلامية.

– تنمية البحث العلمي ودعم التعاون المشترك بين العلماء والباحثين العرب.

– تشجيع إنشاء المعاهد التي تعنى بالحضارة العربية الإسلامية.

– تنسيق جهود مؤسسات المجتمع المدني وإِشراكها في العملية التربوية والثقافية والعلمية.

– المحافظة على التراث المادي وغير المادي وحمايته ونشره.

3- ما هو دور المجلس التنفيذي لـ«الألكسو»؟

1) يعمل المجلس التنفيذي على إعداد جدول أعمال الجمعية العمومية والمؤتمر العــام ويدرس برنــامــج العمل بالمنظمة وتقديرات الموازنة اللازمة له.

2) يتخذ المجلس التنفيذي جميــع الإجــراءات الضرورية لضمان تنفيذ البرامج بواسطة المدير العام وطبقا لقرارات الجمعية العمومية.

3) يقوم المجلس التنفيذي في الفترة بين الدورات العادية للجمعية العمومية المؤتمــر العــام بتقدم الرأي الفني للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بناء على طلبه في الموضوعــات التي تهم المجلس.

4) يناقش المجلس التنفيذي ملفات حيوية مثل تقرير المدير العام عن تنفيذ برامج المنظمة والأنشطة خارج البرامج، والأوضاع التربوية والثقافية والعلمية، والخطة العربية للتعليم في حالة الطوارئ والأزمات، واعتماد مشروع إستراتيجية المنظمة.

4- دور السعودية في المنظمة:

– العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومنظمة «الألكسو» تمتد إلى 51 عاماً من تأسيس المنظمة، وشهدت أخيرا نشاطا ملحوظا من خلال عدد من الأنشطة ذات العلاقة بعمل المنظمة، حيث أثبت القطاع الثقافي في المملكة مدى استعداده وجاهزيته غير المسبوقة في إعداد وخلق جُملة من الأنشطة والمبادرات والفعاليات الثقافية رغمًا عن الظروف الصعبة التي كان يمر بها العالم جرّاء الجائحة، بما يعكس اهتمام المملكة الكبير في كل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته، ودورها العميق في تحقيق رؤى الدول وتقارب الشعوب العربية وخلق المزيد من الفرص المشتركة وأوجه التعاون من خلال الثقافة العلوم.

السياسة

جناح المملكة في «إكسبو 2025 أوساكا» يجسّد مكانتها العالمية

زار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان المفوّض العام لجناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض «إكسبو

زار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان المفوّض العام لجناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض «إكسبو 2025 أوساكا» أمس، الدكتور غازي فيصل بن زقر، مقر الجناح السعودي، وذلك قبيل الافتتاح الرسمي للمعرض المقرر الأحد القادم.

واطّلع الدكتور «بن زقر»، يرافقه مدير الجناح المهندس عادل الفايز، على التحضيرات النهائية وتجربة الزائر المتكاملة، التي تُبرز ثقافة المملكة الغنية، وتراثها العريق، وتستعرض مسيرة تحولها الوطني في إطار رؤية المملكة 2030، إضافة إلى طموحاتها المستقبلية.

وأعرب المفوّض العام عن اعتزازه بالجهود التي يبذلها فريق الجناح السعودي، مشيداً بما تحقق من إنجازاتٍ في فترةٍ وجيزةٍ، مؤكداً أن جناح المملكة يُجسّد حضورها العالمي المتنامي، ويعكس مكانتها بوصفها وجهةً رائدةً للسياحة، والثقافة، والاستثمار.

وأشار السفير «بن زقر» إلى أن مشاركة المملكة في هذا الحدث الدولي تأتي متزامنةً مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة واليابان، مؤكداً أن الجناح يدعو الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف إرث المملكة الغني، وحاضرها المتجدد، ومستقبلها الطموح، سواءً من خلال الزيارة المباشرة، أو الاستثمار في قطاعاتها الواعدة، أو المشاركة في التبادل الثقافي المثمر.

ويستعد الجناح السعودي لاستقبال زواره بالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض إكسبو 2025 أوساكا، الذي يمتد حتى 13 أكتوبر القادم، إذ يقدّم الجناح أكثر من 700 فعالية تشمل عروضاً موسيقيةً ومسرحيةً، وأفلاماً وفنوناً أدائيةً، وسرداً قصصياً، إلى جانب العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

الرياض تستعد لانطلاق أعمال المنتدى العالمي للمياه 2027

تشهد العاصمة الرياض، الإثنين القادم، انطلاق أعمال اللقاء التحضيري الأول للمنتدى العالمي الحادي عشر للمياه، المزمع

تشهد العاصمة الرياض، الإثنين القادم، انطلاق أعمال اللقاء التحضيري الأول للمنتدى العالمي الحادي عشر للمياه، المزمع عقده في مارس 2027م، تحت شعار «العمل لغدٍ أفضل»؛ بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه، ومشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص، والمنظمات الدولية والمحلية، ونخبة من الخبراء والمسؤولين والمهتمين بقضايا المياه محلياً ودولياً.

وستشهد فعاليات اللقاء التحضيري الأول خلال يومي 14 و15 أبريل 2025م، الاجتماع الافتتاحي واجتماع أصحاب المصلحة، وأعمال التحضير للمنتدى؛ الذي يشكل أكبر اجتماع في مجالات المياه في العالم، وتحديد مواضيع النقاش ذات الأهمية والأولوية عالمياً، إضافة إلى تنظيم عددٍ من الجلسات وورش العمل بمشاركة متحدثين محليين ودوليين؛ مما يعكس الدور الريادي للمملكة في تبني قضايا المياه عالمياً، إذ تحرص المملكة من خلال استضافة المنتدى على تعزيز التعاون الدولي، وإيجاد الحلول المبتكرة للتمويل، وتعزيز قدرة العالم للاستجابة للتحديات المتعلقة بالمياه.

وتتصدر المملكة المشهد العالمي للمياه في مجالات مختلفة، بما في ذلك امتلاكها أكبر سعة لتحلية المياه، والأقل استهلاكاً للطاقة في تحلية المياه، وتؤدي دوراً رئيساً في تمويل مشاريع تنمية الموارد المائية على مستوى العالم.

يُذكر أن المنتدى العالمي للمياه، الذي يُنظمه المجلس العالمي للمياه، بالمشاركة مع الدول المستضيفة، يعد الحدث الأكبر والأهم في مجال إدارة المياه عالمياً، إذ يوفر منصة لتبادل الأفكار والمعرفة والتعاون بين الأطراف المعنية حول العالم، ويتيح الفرص لطرح أفضل الممارسات الدولية، وإيجاد سبل التعاون لضمان الإدارة المستدامة لموارد المياه على مستوى العالم.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

نتنياهو يغرق في وحل غزة

في ظل أوامر الاحتلال بإخلاء عدد من المناطق في غزة، خصوصاً الشجاعية، واستحداث محور موراج الذي يعزل رفح عن باقي القطاع،

في ظل أوامر الاحتلال بإخلاء عدد من المناطق في غزة، خصوصاً الشجاعية، واستحداث محور موراج الذي يعزل رفح عن باقي القطاع، وتزايد جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 18 مارس الماضي، لا يزال وضع القطاع المنكوب المحاصر منذ سنوات غامضاً.

وتواصل الآلة الإسرائيلية دكَّ الأحياء في غزة وتدميرها بشكل ممنهج وسط اعترافات لجنود إسرائيليين بأن ما يجري عملية مخطط لها من قبل، رغم أنها تنفذ دون وجود أي مخاطر تواجه الاحتلال، مع أن استئناف الحرب على غزة استند إلى مبررات واهية تأتي في إطار محاولات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الهروب من الأزمة الداخلية نحو الصراعات والحرب؛ بهدف تجنب الملاحقات القانونية والأزمات الداخلية.

وفي هذا السياق، رأى المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) في تقرير حديث له أن حكومة نتنياهو تواجه أزمات داخلية مُتعددة كادت تعصف بها، منها القانوني المُتعلق بطلب مثوله أمام المحكمة التي تهدد مستقبله السياسي، ومطالبات واسعة باستقالته بتهم تورطه في قضايا فساد ورشاوى في نفس يوم استئناف الحرب على غزة 18 مارس 2025، لذا فإن حاجته لأصوات كتلة (عوتسما يهوديت) بزعامة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، لتمرير الموازنة العامة في البرلمان، الذي كان من بين شروطه العودة للحكومة، واستئناف الحرب، والمُطالبة بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، الذي أججت إقالته الخلافات داخل الشارع الإسرائيلي، ما يؤكد مصداقية رواية العلاقة بين دوافع الحرب والأزمات الداخلية لحكومة نتنياهو.

وأفاد المعهد بأن حكومة الاحتلال وجدت نفسها محاصرة بين الأزمة الداخلية و«الخطة العربية» التي اعتمدتها القمة العربية لمنع التهجير من قطاع غزة، ما جعل نتنياهو يخشى من تبخر الوعود الأمريكية أمام المشروع العربي، والذي يتعارض مع الأهداف الحقيقية للحرب على غزة والمتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية برمتها وتهجير أهل غزة والضفة المحتلة للدول العربية المجاورة.

ورغم الخلافات الداخلية والهجوم الكبير من المعارضة الإسرائيلية على نتنياهو، إلا أن رئيس الوزراء لا يزال يرى أن غزة هي الميدان الوحيد للهروب من الواقع المرير الذي يواجهه، عبر تنفيذ سلسلة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية، ما يزيد من حجم المأساة الإنسانية ويُعمّق الأزمة التي يَعيشها الفلسطينيون في غزة تحت وطأة الحصار والعدوان.

وبحسب التقرير، فإن نتنياهو لم يوافق على اتفاق وقف إطلاق النار منذ البداية، ولكنه رضخ استجابة لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل أن يتولى منصبه في 20 يناير 2025، وفي المقام الثاني تخفيف الضغوط الداخلية بشأن الدخول في صفقة من أجل إطلاق سراح الرهائن، ولذلك ظل طوال الوقت يبحث عن الحجج من أجل العودة إلى الحرب، من خلال الكثير من المماطلات في الالتزام ببنود الاتفاق، ومحاولة إلقاء المسؤولية على فصائل المقاومة في عدم الالتزام بالهدنة، لكن الواقع الفعلي يبين أن الإرادة الإسرائيلية في التصعيد هي الحقيقية والتي تأتي بدافع كبير من المتشددين داخل حكومة الليكود.

ومن الواضح أن نتنياهو وفريقه يرون أن هُناك فرصةً تاريخيةً من أجل إحداث تغيير كامل وشامل في «ميزان القوى» لصالح الاحتلال بشكل حاسم، سواء في مواجهة فصائل المقاومة، أو ما يتعلق بإحداث تغيير استراتيجي في «ميزان القوى» في الشرق الأوسط ككل، وصولًا إلى تغيير التصورات بشأن مُستقبل القضية الفلسطينية، وفرض أمر واقع جديد يتم فيه تخطي كافة التصورات القديمة بشأن الوضع في الأراضي المحتلة، سواء ما يتعلق بالسلام الشامل أو حل الدولتين، وكذلك بالنسبة لسيادة إسرائيل على حِساب حدود دول جوارها الإقليمي.

ولفت تقرير (رصانة) إلى أن نتنياهو يراهن على استئناف القتال كوسيلة لتنفيذ خطة التهجير، وتفريغ قطاع غزة من سُكانه. وقد تجلى ذلك بوضوح في عدم وفاء الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الاتفاق بتوفير المعدات والبيوت المتنقلة وكل ما يلزم لتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة في القطاع، بل أوقف دخول المساعدات وأحكم الحصار على القطاع بما في ذلك إمدادات الطاقة والمياه، وكان واضحاً أن هناك إصراراً إسرائيلياً على دفع الفلسطينيين إلى مُغادرة أراضيهم، ولعل العودة للقتال تعكس الرغبة في مواجهة الخطة العربية من أجل إعادة إعمار غزة.

المراقب للوضع وما يجري من جرائم إبادة إسرائيلية في غزة وحرب تجويع وتدمير، يرى أن نتنياهو غارق في أزمات وليس أزمة واحدة ويحاول البحث عن منقذ عبر الذهاب إلى وحل غزة، لكن يبدو أن التحديات كبيرة أمام مسار أهدافه، التي في مقدمتها الحراك الداخلي الرافض لمسار الحرب خصوصاً من قبل ذوي الأسرى، الذين يرون أن الحرب هدفها سياسي بحت يخص نتنياهو وتحالفه المتشدد، وأنها محاولة للهروب من المحاكمات والملاحقات القانونية وتمرير قانون الإصلاح القضائي، وجرائم الإبادة والملاحقات الدولية لنتنياهو.

وأكد التقرير أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم والدعم العربي المطلق لهم يضع مشروع نتنياهو على كف عفريت، بل يعزز موقف الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

ربما كانت مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب داعمة لمشروع نتنياهو المتشدد، لكن بالمجمل فإن استمرار الضغوطات الدبلوماسية العربية، وجرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي قد تجعل ترمب يعيد حساباته ويضغط في سبيل العودة إلى مسار الهدنة وضرورة تحقيق السلام. لكن السؤال الأهم، وفق تقرير المعهد، هو: في ظل جرائم الإبادة وتصاعد الغضب الدولي، هل يغرق مستقبل نتنياهو في وحل غزة؟.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .