تشكل العلاقات الثنائية بين السعودية والسودان التي تقوم على أساس التعاون والمصير المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما، عنوان الشراكة والترابط الأخوي.
وقدمت السعودية، التي تحتفل باليوم الوطني الـ94، حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية، وكذا إعلان المملكة عن تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني حيال مستقبله، ودعوة المملكة المستمرة للشعب السوداني بكافة فئاته وتوجهاته إلى تغليب المصلحة الوطنية وبما يحقق تطلعاتهم وآمالهم في الرخاء والتنمية والازدهار، تأكيداً على دعم المملكة لكل ما يضمن للسودان أمنه واستقراره وسلامته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومنها جهودها في التوصل لاتفاق الشراكة الموقع بين الأطراف السودانية.
وبذلت السعودية جهوداً كبيرة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بصورة نهائية، وتحركت كذلك للضغط على دائني السودان للتوصل إلى اتفاق واسع لخفض ديونه البالغة 50 مليار دولار، وذلك بهدف إعادة السودان إلى مكانه الطبيعي بين دول العالم، كما التزمت بتقديم 1.5 مليار دولار كمنحة وجزء من المساعدات الاقتصادية كانت قد أقرتها للسودان في 2019، منها مبلغ 750 مليون دولار تم إيداعها في حساب الحكومة السودانية، و500 مليون دولار مخصصة للمساعدة في حل أزمة القمح والدواء والبترول وبعض السلع الأخرى، إضافة إلى إيداع 250 مليون دولار في البنك المركزي السوداني في مايو 2019.
وتعهدت المملكة في مارس 2021 باستثمار ثلاثة مليارات دولار في صندوق مشترك للاستثمار في السودان، كما قدمت في عام 2021 مبلغ 400 مليون دولار لمساعدته في توفير مدخلات الإنتاج الزراعي للموسمين الصيفي والشتوي للعام 2021.
وتبذل المملكة جهوداً كبيرة، واستضافت طرفي الصراع في السودان (الجيش والدعم السريع) في منبر جدة 1، 2، وخرجت بقرارات تدعم الجهود الإنسانية للشعب السوداني وهو ما أسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية، كما خرجت مع الشركاء الدوليين في جنيف (متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان) الشهر الماضي، بنتائج إيجابية منها فتح عدد من المنافذ البرية مع دول الجوار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وامتداداً لما دأبت عليه المملكة، واستشعاراً من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد للأوضاع الراهنة التي يعاني منها الشعب السوداني، صدر توجيه كريم بتقديم مساعدات متنوعة (إغاثية وإنسانية وطبية) بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.