أكدت السعودية أهمية تعزيز التعاون الدولي للتصدي والاستجابة لمعاناة الأطفال المرتبطين بالنزاعات المسلحة، ورؤية المزيد من الأطفال في قاعات الدراسة حيث من المفترض أن يكونوا.
جاء ذلك في كلمة السعودية التي ألقاها نائب مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار محمد بن عبدالعزيز العتيق، أمام مجلس الأمن الدولي أمسفي جلسته المنعقدة تحت بند «الأطفال والنزاع المسلح».
وأفاد العتيق، أن مسألة حماية الأطفال في النزاعات المسلحة تمثل أهمية خلق أجيال متزنة تستطيع بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للدول المتأثرة بالنزاعات، إذ ينبغي على المجتمع الدولي التعامل مع الأطفال في النزاعات المسلحة بعناية فائقة وبشكل يُمكّن من خلق واقع جديد لأولئك الأطفال يتم من خلاله كسر دائرة العنف ومعالجة الآثار السلبية التي تلحق بالأطفال ومواجهة أي إرهاصات قد تؤدي إلى إيجاد بيئة حاضنة للتطرف والعنف.
وشدد على أن السعودية تؤمن أن حماية الأطفال في النزاعات المسلحة على مستوى العالم تعد مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الأطراف في المجتمع الدولي وتستدعي مواجهة جماعية وجهوداً متسقة لمعالجة تداعياتها والتصدي لأسبابها، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية قامت بالانضمام للعديد من الأطر الدولية التي تعزز ذلك.
وقال العتيق: «ترحب السعودية بتقرير الأمين العام للأطفال والنزاع المسلح وتحديداً الفقرة المرتبطة بتعاون التحالف مع الممثلة الخاصة للأمين العام – بالرغم من التحفظ على أعداد الحوادث المنسوبة للتحالف فيه – إذ أكد التقرير التزام تحالف دعم الشرعية في اليمن بحماية الأطفال وجدوى التدابير المهمة والمستمرة التي اتخذها لتعزيز حمايتهم في النزاع القائم في اليمن وفقاً للمرجعيات الدولية.
وأضاف: «إنه انعكاس لمدى قدرة التحالف على تقديم نموذج للتحالفات الدولية في حماية الأطفال في النزاعات المسلحة».
تزايد انتهاكات الحوثي
وجدد التأكيد في هذا الصدد على دعم المملكة لولاية ممثلة الأمين العام للأطفال والنزاع المسلح فرجينيا غامبا ودورها الإيجابي لحماية الأطفال على الصعيد الدولي، معربا عن تطلع المملكة لاستمرار التعاون البناء بينها وبين التحالف من أجل تطوير آليات حماية الأطفال المرتبطين بالنزاع المسلح في اليمن.
ونوه إلى أن التقرير أظهر تزايداً في أعداد الانتهاكات المرتكبة من قبل مليشيات الحوثي ضد هؤلاء الأطفال سواءً من تجنيد للأطفال أو قتلهم أو تشويههم أو اختطافهم، مقارنة بتقرير العام السابق، وما تزال مليشيا الحوثي تمارس أفظع الجرائم بحق الأطفال في اليمن وانتهاك حقوقهم، بل وحشدهم في مبان وملاعب رياضية بهدف التأثير على أفكارهم لتفريخ الإرهاب ونشر التطرف تمهيداً لإرسالهم نحو الجبهات.
ولفت النظر إلى ضرورة أن أي إشارات إيجابية حالية أو مستقبلية في التقرير مرتبطة بمليشيا الحوثي الإرهابية يجب أن يقابلها تنفيذ والتزام حقيقي وتطور إيجابي على أرض الواقع من قبل هذه المليشيا تجاه أطفال اليمن، إذ أثبتت جميع الشواهد والتجارب السابقة مع الحوثيين وبشكل متكرر عدم جدية هذه المليشيا وإخلالها بجميع الاتفاقيات والمواثيق.