أكدت السعودية، حرصها على جودة حياة مدنها وتطوير حوكمة فعالة وإضفاء الطابع الثقافي العمراني المحلي من خلال تنويع المسؤوليات وتعزيز الفرص الجديدة على المستويين الإقليمي والمحلي، وذلك بقصد تكريس الإسهام الفعّال في تحول المملكة وتحقيق تطلعاتها الطموحة.
جاء ذلك في كلمة المملكة، خلال الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة، التي ألقاها وكيل وزارة الشؤون البلدية الدكتور عادل الزهراني.
وأشار إلى أن 2016 كان بمثابة مرحلة مختلفة للتنمية الحضرية إذ أُطلقت رؤية 2030 الطموحة التي حدَّدت تطلعات وآفاق مهمة للبلاد،
وأفاد أن هذا التوجه شمل تنويع الاقتصاد، وتوسيع قطاع الثقافة والترفيه، والانفتاح على السياحة، وتمكين المرأة والشباب؛، مبيناً أن هذه المرحلة لم تكن تحولية للمملكة فحسب، بل كانت للعالم أجمع، إذْ تزامن ذلك مع وضع أهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة، وسمح لنا هذا التوافق العرضي بوضع تطلعات مهمة للمملكة، ومكننا من تصميم ورسم وإقرار خارطة طريق لتحويل مدننا وقرانا إلى هياكل حضرية ومنظومات حياتية متفاعلة تعزز القيم المشتركة للعيش، والشمولية، والاستدامة، والصمود.
ولفت الزهراني الانتباه إلى أنه على سبيل المثال، تم اتخاذ خطوات مهمة لاستعادة الأماكن العامة غير المستخدمة والمفتوحة في المدن بقصد تعزيز الرياضة والترفيه وتحسين جودة الحياة فمشروع الرياض الخضراء، يهدف إلى زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية من 1.5% إلى 9%، وزراعة 7.5 ملايين شجرة في الشوارع بحلول عام 2030.
وعلاوة على ذلك، فإن المسار الرياضي في الرياض، الذي أوشك على الانتهاء، سيمتد 135 كيلومتراً عبر المدينة ويشمل مرافق فنية عامة لإضفاء عناصر إنسانية وجمالية.
وأكد الزهراني أن مشروع «نيوم» يأتي لتمهيد الطريق في هذا التوجه، وهو حلم جريء يعد انطلاقة التغيير التي ستجسِّد مستقبل الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة، مبيناً أن مفهوم نيوم لا يقتصر على المكان فحسب، بل هو توجُّه فِكريٌ ونمط حياة، إذ إن تصميمَ هذا النموذج وإنشاؤه وإدارته يقوم على أسلوب متحرر من قيود المنهجيات القديمة للبنى التحتية الاقتصادية والبيئية
وأشار إلى الإشادة به بكونه المختبر العملي في المملكة؛ حيث قدمت نيوم من هذه الزاوية الواسعة، فرصة لإطلاق الإبداع السعودي، وسوف تُطبَّقُ الدروس المستفادة في نيوم في جميع أنحاء المملكة.