Connect with us

السياسة

الدعجاني: كل ساعة بحضور أمي ولادة لي !

للأديب سهم الدعجاني حضوره الأدبي والثقافي، منذ بواكير الشباب، ولعل شغفه بعالم الكبار جَسَر المسافات بينه وبين

للأديب سهم الدعجاني حضوره الأدبي والثقافي، منذ بواكير الشباب، ولعل شغفه بعالم الكبار جَسَر المسافات بينه وبين كل من علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر، فأكسبه ثقة الجاسر ثم الشاعر المؤرخ عبدالله بن خميس، والبروفيسور راشد المبارك، وهنا نستعيد معه في حديث الذكريات شيئاً من السيرة الذاتية والأدبية، فإلى نصّ المسامرة:

• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟

•• لا أعلم ساعة قدومي للدنيا، لأنني لم أسأل سيدتي الوالدة «وضحى بنت هزاع» عن تلك الساعة، لكن الذي أعلمه يقيناً أن كل ساعة في حضرتها -رحمها الله- كانت ساعة ميلاد، وكل ثانية بعد رحيلها هي «قرن» من الشقاء والعناء واليتم!، لكن أظن أن ساعة القدوم كانت «ضحى» يوم ربيعي في «عالية نجد»، عندما عزفت الصحراء معزوفتها الأزلية «الصمت الحياة».

• أي موسم وُلدت فيه؟

•• لا شك أنه موسم الربيع، في تلك اللحظة كانت عيون أمي هي «الربيع»، بل هي سيدة الفصول الأربعة.

بلسم حياتي

• ماذا يعني الانتماء للثقافة والأدب؟

•• يعني «الحياة» و«المبدأ» و«العطاء»، القرب من أهل الثقافة والأدب هو «بلسم حياتي» ونبراس مسيرتي وعنوان حضوري الاجتماعي، فالثقافة «وعي» والأدب «أسلوب حياة»، وهنا تذكرت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- قبل 25 عاماً عندما رعى مساء الثلاثاء التاسع من رمضان المبارك عام 1421هـ الموافق للخامس من ديسمبر 2000، حفل إنشاء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية ومركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي، وتبرع -رعاه الله- بمبلغ مليون ريال لصالح المؤسسة، وأتذكر العديد من الصور الجميلة للأجواء الرمضانية؛ خصوصاً في مساءات الصالونات الثقافية بمدينة الرياض، فقبل 25 عاماً، أذكر أنني حضرت أحدية المفكر السعودي المعروف الدكتور راشد المبارك بمنزله بحي الشميسي في رمضان 1420هـ، عندما تحدث العميد محمد الهاشم عن «إيلاف قريش»، الاتفاقية التي غيّرت خريطة المنطقة وتاريخ العرب في المنطقة في طقس فكري معتدل، كما أتذكر حديثاً في «إثنينية» الأستاذ عثمان الصالح -رحمه الله- بمنزله بحي المؤتمرات للشيخ عبدالله النعيم -رحمه الله- عن «العمل التطوعي»، كما وفي «خميسية» أستاذي الشيخ حمد الجاسر «علامة الجزيرة» عندما تتحول من وقت «الضحى» إلى بعد صلاة التراويح خلال شهر رمضان بمنزله «دارة العرب» بحي الورود، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من الداخل والخارج من خلال أحاديث سمر تتناسب مع روحانية الشهر الفضيل.

• هل نشأت في بيئة قروية؟ وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكرمن الأحداث والمواقف والناس؟

•• بل نشأت في الرياض «سيدة المدائن»، هذه المدينة المتجددة، منذ أن كانت مزيجاً من القرية والمدينة، حتى كبرَت وشبَّت على عيني سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- إبان توليه إمارة منطقة الرياض لأكثر من نصف قرن، أتذكر الآن ساعة «سفلتة» شارعنا القديم، أمام بيتنا الطيني بحي الصالحية، ساعة لها حضورها وذكراها في نفسي حتى اللحظة، كانت فرحتها كبيرة مع أولاد حارتنا عندما لعبنا ذاك اليوم بكرة «الصب»، على «الأسفلت» الأسود الجديد بأقدامنا الصغيرة، ونردد دائما عبارتنا الشهيرة قبل البدء في اللعب: «من يسطح الكورة يجيبها» من سطح الجيران مهما كان الثمن، وعادة ترجع إلينا «الكورة» بلا عناء ممن فعل فعلته، وأحيانا نتلقاها وهي «مفقوعة»، خصوصاً إذا وقعت في سطح بيت لا نعرف صاحبه أو «غير متعاون» أو «أقشر» بالتعبير النجدي.

مكيف في «القايلة»

• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟

•• من يتذكر ذلك اليوم يا علي؟!، أذكر منه تلك السويعات الجميلة قبل المغيب، عندما كنا نلعب مع أولاد حارتنا، ونحرص أن نكون قريبين من بيت جارتنا «فلحاء أم جائز الحربية»، ونحرص أن يكون باب بيتها هو محطتنا الأخيرة في اللعب قبل غروب الشمس، لعلنا نفوز بهديتها الأثيرة، شيء من «لقيمات» رمضان أو شربة «شربيت» ثم نعود للبيت مسرعين فأسمع «صوت ابن ماجد» مؤذن الجامع الكبير (جامع الإمام تركي بن عبدالله) في وسط الرياض يتردد في مسامعنا ومعه صوت المدفع، وعلى سفرة سيدتي الوالدة -رحمها الله- نجد كل أصناف الحب ودفء العائلة الذي منح نفوسنا الصغيرة «عشق الحياة» واحترام «لمّة العائلة»، كما أذكر بعض صور الصيام مع أخوالي في «عالية نجد» في قلب الصحراء عندما كان خالي «علي بن هزاع» يربط مولد الكهرباء على «كفر» سيارة داتسون لكي يشغل مكيفاً صحراوياً نتبرّد به في «القايلة». وعلى سفرة الفطور مع جدي وجدتي -رحمهما الله- وخالي راشد وخالتي سارة، وبيت الشعر، أتذكر التمر مع «الإقط» والسمن البري والقهوة التي يعدها خالي علي -رحمه لله- بنفسه وعلى ناره في «رفة» بيت الشعر.

«رُح الخباز وهات خبز»

• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر؟ وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟

•• موقف والدي من صيامي المبكر هو التشجيع والدعم والترغيب في هذه العبادة العظيمة، التشجيع بالكلمة الطيبة والدعم بالقدوة الحسنة في سلوكهما -رحمها الله- رحمة واسعة.

• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟

•• السحور.. يا لجمال هذا الوقت في بيتنا القديم، عندما تعلن سيدتي الوالدة حالة التأهب والاستعداد قبل الفجر، تجتهد -رحمها الله- أن تعود إلى المطبخ الحياة بعد نهار رمضان، لتكون سفرة السحور على بساطتها لذيذة وفيها سيدي الوالد وأشقائي وهي -رحمها الله- «سيدة الفجر» بعبادتها وسجادتها وأذكارها وكلماتها التي تسبق طلوع الفجر إلى قلوبنا وآذاننا ونحن صغار، كان السحور في بيتنا العتيق هو فاتحة الروح في شهر رمضان.

• ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به؟

•• كنت الابن الثاني في ترتيب الأسرة بعد شقيقتي الكبرى أم مريم -حفظها الله-، لذا كانت مسؤولياتي المنزلية محدودة، منها إحضار الخبز من خباز الحي اليمني، فما زلت أذكر وصية أمي -رحمها الله- لي عندما تضع نقوداً في جيبي الصغير قائلة لي بكل حنان «رح الخباز، وهات خبز بهذه الفلوس كلها»، طبعاً أنجح كثيراً في هذه المهمة البسيطة التي لا تحتاج مني سوى الشجاعة في الخروج من البيت والذهاب لخباز الحي الذي يبعد عن البيت قرابة كيلومتر، لكنني لا أعود بالخبز مكتملاً، ولا أذكر أنها -رحمها الله- عاتبتني على هذه العادة، طبعاً في غير نهار رمضان.

الوعي وحسن التربية

• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تتميز بها عن أقرانك؟

•• الميزة التي أشعر بها وأفتخر أنها تميزني عن بقية أقراني هي أن والديَّ على درجة عالية من «الوعي» وحسن التربية بأساليب فطرية معتدلة، فقد كان سيدي الوالد -رحمه الله- يجلب لي من عمله الصحف والمجلات، فرغم أن قراءته بسيطة إلا أنه يرى ضرورة توفير وسائل التثقيف لأبنائه حسب استطاعته، ويتوّج ذلك كله اهتمام والدتي وحرصها الشديد على وقت خروجي من البيت وعودتي إليه، وعدم السماح لي بالخروج إلا في أوقات محددة، هذا الطقس غير المحبب للطفل آنذاك، إلا أنني بمضي أعوام عدة أيقنت أن «التربية الحازمة» التي تقف خلفها أمي -رحمها الله- هي السبب الرئيسي وراء «الانضباط» الذي أعيشه اليوم في كل تفاصيل حياتي، إذ كان للبيت حرمته المقدسة في الحضور والانصراف والنوم واللعب، لها ضوابطها الدقيقة لدى تلك الأم النجدية العظيمة التي لم تقرأ ولم تكتب لكنها كانت «أستاذة» في «الوعي» و«الأمومة».

الآلة الحاسبة وأنا• من تتذكر من زملاء الطفولة؟

•• زميل الدراسة «منيف» الذي كان ينافسني على الصدارة في الصف السادس الابتدائي بمدرسة عبدالحميد الكاتب بحي «الصالحية»، الذي لا يكتب إلا بالقلم الحبر السائل، ويقوم بحل الواجبات جميعها داخل الصف في أوقات الفراغ، ذات يوم أعطانا معلم الحساب أستاذنا سليمان العيد مسألة حساب، ولم أفلح في الحل وتأخر زميلي منيف في حلها فطلب مني إحضار «الآلة الحاسبة» من سيارته التي كانت خارج المدرسة، فلما ذهبت وأحضرت الآلة وإذا بالزميل منيف حل المسألة! طبعاً هذا المعلم الفاضل، حصل على درجة الدكتوراه وانتقل عضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود في ما بعد، والتحقت بها طالباً بكلية التربية قسم العلوم.

• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟

•• لأن الحنين لا يكون إلا للأشياء الجميلة التي كنا نسعد بها حتى لو كانت بسيطة، وللأسف الحياة بمشاغلها تأخذ البعض بعيداً عن «صناعة الجمال» في واقعه المعاش، فلا يجد إلا الماضي يحنّ إليه، مثلما كان يقول الدكتور عبدالعزيز الخويطر عن نفسه عندما يُسأل من أحدهم هل تشتاق للتدريس في الجامعة؟ فيقول هامساً كعادته: أحنّ إليها كحنين الإبل إلى معاطنها.

• متى بدأت علاقتك بالتعليم؟

•• عندما صدر قرار تعييني معلماً في 1412هـ بمدرسة عامر بن الجراح المتوسطة بحي الدار البيضاء بمدينة الرياض، وأديت رسالتي التعليمية معلماً، ثم بعد ذلك مشرفاً تربوياً، ثم رئيس قسم، ثم مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض، ثم مدير مكتب التعليم بقرطبة، ثم بالروضة، حتى تقاعدي المبكر قبل سنوات.

طبخات أم أفنان• ما المواقف العالقة بالذهن من تلك المرحلة؟

•• «التعليم» في كل أحواله رسالة عظيمة، والمواقف العالقة كثيرة منها الدرس الأول الذي قدمته لطلابي بثانوية الغزنوي بحي الملز الصف الثاني ثانوي عندما كنت «أتدرب» في الفصل الأخير من كلية التربية «التربية الميدانية» تحت إشراف أستاذي الدكتور صالح الضبيبان -رحمه الله-، ذلك الدرس هو «الحصة الأولى» في حياتي المهنية تعلمت منه التخطيط والمواجهة والثقة بالذات وإدارة الصف التي علمتني فنون الإدارة في مختلف مراحل حياتي المهنية والعامة.

• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟

•• أحرص على أن يكون برنامجاً منسجماً مع بقية أيام العام، إلا إضافة محاولتي أن أكون في هذا الشهر الفضيل إلى الله أقرب قدر الاستطاعة، وأحاول جاهداً أن أقضي سويعات هذا الشهر الفضيل في أحضان عائلتي الصغيرة.

• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية خصوصاً المحلية؟

•• والله كل الطبخات من زوجتي الغالية أم أفنان وبناتي أحبها.

• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية؟ وما هي؟

•• نعم، وأحرص على البرامج الحوارية خصوصاً في المجال الثقافي والفكري.

أشجع المنتخب • لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟

•• في نظري أن ذلك نتيجة طبيعية للنضج وتقدم الإنسان في التجربة الحياتي، فتقلّ -بل تزداد- خصوصية الاهتمام وتضيق دائرة التجانس مع الآخرين، إلا أولئك الذين شاركونا جمال البدايات الصعبة.

• ما حكمتك الأثيرة؟ وبيت الشعر؟ واللون الذي تعشق؟

حكمتي المفضلة:

يظل الرجل طفلاً، حتى تموت أمه، فإذا ماتت شاخ فجأة.

أما بيت الشعر:

عبدالعزيز الذي ذلّت لسطوته *** شوسُ الجبابر من عُجمٍ ومن عَرَبِ

ليثُ الليوثِ أخو الهيجاءِ مُسعِرُها *** السيّدُ المُنجبُ ابن السادةِ النُجُبِ

هذان البيتان لشاعر نجد الكبير محمد بن عبدالله بن عثيمين -رحمه الله- في مدح جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وكلما أعدت قراءتهما حضر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكل تفاصيله الملهمة.

وأعشق اللون الأخضر.. لون الحياة والنماء والسعودية الخضراء دائماً وأبداً.

• هل لك ميول رياضية؟ وما فريقك المفضل؟

•• وهل غير منتخبنا الوطني يستحق التشجيع والميول؟ اللهم إني صائم!

• أي قصيدة ترى أنها توزن بماء الذهب؟

•• أجل نحنُ الحجاز ونحن نجدُ *** هنا مجدٌ لنا وهناك مجدُ

قصيدة غازي القصيبي -رحمه الله- التي اختصرت الوطن في قصيدة.

• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟

•• يكفيني أنني أعيش هذا العصر.. عهد سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز-أيده الله- ملك الحزم والعزم، وسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القائد الملهم، فنحن نعيش عصراً يستقي الفخر، فهنيئاً لأبنائنا وأحفادنا بمستقبل الوطن الحلم.

أخبار ذات صلة

السياسة

الرابطة تُسمع العالمَ صوتَ الشعوب المسلمة في يوم مكافحة «الإسلاموفوبيا»

استضافت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك، الجمعة، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة

استضافت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك، الجمعة، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ليكون متحدثاً رئيسيًّا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.

وعقد الدكتور العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثاتٍ ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ «رُهاب الإسلام»، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتعكس دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية «حضورياً»، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وكذلك تأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة «الإسلاموفوبيا» وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق.

وفي كلمته الرئيسية في احتفاء الأمم المتحدة باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، أكد الدكتور العيسى أن «رُهاب الإسلام» يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، مشدِّدًا على أنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني، ويعتبر -وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصائيات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية.

وتحدَّث بإسهاب عن أسباب نشوء «رُهاب الإسلام»، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم، إذ يقول الله تعالى: ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)).

وشدَّد على أن «رُهاب الإسلام» ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: «وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية».

وأضاف الشيخ العيسى: «ولذلك نقول: «لا» لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، و«لا» للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، و«لا» لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، و«لا» للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، و«لا» للإعلام الذي يغذي العنصرية، و«لا» للمنصات التي تروج للفتنة، و«لا» للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضا: «لا» لربط الإرهاب بدين يعتنقه نحو ملياري إنسان، و«لا» للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل:«لا» لمن يرفض أن يرى الحقيقة».

وتابَع: «كما نقول أيضًا: «لا» للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين».

وحمَّل المجتمع الدولي مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكدا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤوليةَ أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وخصوصا في عقول الصغار والشباب.

بعد ذلك تتالت كلماتُ وفود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متحدثةً بالنيابة عن جهود مؤسساتها الحكومية في محاربة «الإسلاموفوبيا».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

ما السيناريوهات المحتملة لإنهاء حرب أوكرانيا ؟

بعد المحادثات الناجحة التي استضافتها جدة بين وفدي أمريكي وأوكراني رفيعي المستوى، انتهت إلى الإعلان عن موافقة

بعد المحادثات الناجحة التي استضافتها جدة بين وفدي أمريكي وأوكراني رفيعي المستوى، انتهت إلى الإعلان عن موافقة كييف على هدنة للحرب الدائرة مع روسيا لمدة 30 يوما.

ومع التقارير التي تشير إلى أن الولايات المتحدة وأكرانيا يقتربان إلى إتمام اتفاقٍ صفقة المعادن، إذ تشير المناقشات الأخيرة إلى تسوية محتملة تمنح أوكرانيا بموجبها الولايات المتحدة الوصول المحدود لمواردها المعدنية مقابل الحصول على مزيد من الدعم العسكري والمالي.

ورأى أحدث تقرير للمعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» أن هذا التحول في موقف أوكرانيا يطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقلال الاقتصادي، واحتمال أن تشمل الترتيبات النهائية ضمانات أمنية مستقبلية.

وعلى خلفية هذه التطورات تواصل روسيا تقدمها في الأراضي الأوكرانية، حيث سيطرت حتى فبراير 2025 على المناطق التالية: منطقة دونيتسك بنسبة 75%، منطقة لوغانسك أكثر من 99%، ومنطقتي خيرسون وزاباروجيا بنحو 75%.

وأفاد التقرير بأنه رغم هذا المكاسب على الأرض وسيطرة موسكو على أربع مناطق، فإنها لم تحقق بعد أهدافها المعلنة من هذه الحرب.

ويطرح تقرير المعهد ثلاثة سناريوهات محتملة في سياق إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية.

الأول: وقف إطلاق النار وتجميد الصراع

ويرى المعهد أن هذا السيناريو لن يصب في مصلحة أوكرانيا لأنه يشرعن سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها ولن يكون بمقدور أوكرانيا المطالبة بهذه الأراضي في وقت لاحق.

ولفت إلى أن التحول في موقف واشنطن من الصراع يمكن أن يعقد الحالة أكثر ويقلل من الخيارات الدبلوماسية أمام أوكرانيا، ومن المحتمل التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار لكن مع تجميد الصراع على خطوط المواجهة الحالية، وهذا أيضًا لن يكون مربحا لروسيا، خصوصا أن قواتها تتقدم الآن على أرض المعركة وتستمر في التقدم التدريجي، لكن في ظل تصاعد الضغوطات الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية قد تنظر روسيا في وقف مؤقت لعمليات القتال.

الثاني: تنازلات وضمانات إقليمية

وفي هذا السيناريو يتوقع التوصل إلى تسوية توافق فيها أوكرانيا على التنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا مقابل ضمانات أمنية ملموسة من الولايات المتحدة وأوروبا.

لكن هذا الأمر يتطلب مناورات دبلوماسية كبيرة، ومن المرجح أن يتوقف على ضمانات بأن الأراضي المتبقية في أوكرانيا تظل ذات سيادة ومحمية من أي عدوان مستقبلي.

إلا أن هذا المسار يفرض تحديات كبيرة؛ فالتنازل عن الأراضي خطوة حساسة سياسيًا وغير مقبولة شعبيًا في أوكرانيا، في ظل المقاومة الوطنية لأي شكل من أشكال التنازل، ناهيك عن أن فعالية الضمانات الأمنية غير مؤكدة، وخصوصا في ظل الأولويات الجيوسياسية المتغيرة في واشنطن والمخاوف بشأن الالتزامات الغربية طويلة الأجل.

إضافة إلى ذلك أن هناك معارضة روسيا شديدة لأي اتفاق يشمل منطقة كورسك، ما يعقد المسألة؛ إذ رفضت موسكو صراحةً أي مقترحات لتبادل الأراضي، مؤكدةً التزامها باستعادة المنطقة بالقوة إذا لزم الأمر.

الثالث: استمرار الحرب

ووفقا لهذا السيناريو، فإن من المرجح أن تطيل روسيا من أمد الحرب، مستفيدةً من تراجع الدعم الأمريكي لكييف، وإن كان هناك حديث عن عودته مع نجاح محادثات جدة، ومن ثم فإن روسيا تواصل التقدم العسكري إلى أن تحقق أهدافها العسكرية، ومنها السيطرة على ما تبقى من أراضي من مقاطعات دونيتسك وخيرسون وزاباروجيا.. إلا أن هذا السيناريو يحمل في طياته مخاطر كبيرة للجانب الروسي، على خلفية معاناة الاقتصاد الروسي من العقوبات، والمجهود الحربي المتواصل، والاضرابات الداخلية. ويتطلب استمرار العلميات العسكرية على هذا المستوى موارد كثيرة في ظل تحديات اقتصادية جسيمة، ما قد يثبط من قدرة موسكو على الاستمرار على نفس المستوى الحربي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

1500 مركز رعاية تقدم فحوصات مجانية «دون موعد مسبق»

تسعى المملكة جاهدة لتحقيق تقدم ملحوظ في مجال الخدمات الصحية، حيث تكاد تكون الأولى على مستوى العالم في توفير فحوصات

تسعى المملكة جاهدة لتحقيق تقدم ملحوظ في مجال الخدمات الصحية، حيث تكاد تكون الأولى على مستوى العالم في توفير فحوصات صحية دقيقة ومجانية لأكثر من 33 مليون مواطن ومقيم لتحسين جودة الحياة وتعزيز الرعاية الصحية، مما يعكس التزامها العميق بصحة المجتمع ورفاهيته.

وتهدف وزارة الصحة إلى تعزيز الوعي الصحي والوقاية من الأمراض، مما يتيح للجميع فرصة الحصول على تقييم شامل لحالتهم الصحية بسهولة ويسر.

حيث يمكن الآن للفئات المستهدفة إجراء فحوصات صحية متنوعة مجانية، دون الحاجة لموعد مسبق، في 1500 مركز رعاية أولية منتشرة في مختلف أنحاء المملكة. وتأتي هذه الجهود في إطار تحسين جودة الخدمات الصحية وتيسير الوصول إليها.

وتشمل الفحوصات المتاحة قياسات الدهون والكوليسترول، وحمض اليوريك، ووظائف الكبد، والغدة الدرقية، ومستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى فحص فيتامين D. وهذا يتيح للزوار تقييم صحتهم بشكل شامل، مما يسهم في الوقاية من العديد من الأمراض.

أخبار ذات صلة

وبعد إجراء الفحوصات في المراكز، يتم إرسال النتائج مباشرة إلى مستخدم تطبيق «صحتي» خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة. وبهذه الطريقة، يتمكن الأفراد من متابعة حالتهم الصحية بسهولة وسرعة، مما يعزز الوعي الصحي ويساعد على رفع مستوى الرعاية الصحية في المملكة.

وتعتبر هذه الفحوصات المجانية خطوة أساسية نحو الكشف المبكر والوقاية من المشاكل الصحية المحتملة، إذ تتيح للأشخاص اتخاذ قرارات صحية مستندة إلى معلومات دقيقة، مما يؤدي إلى تعزيز جودة حياتهم.

وتستمر وزارة الصحة السعودية في مساعيها لرفع مستوى الخدمات الصحية وتوفيرها بشكل يسير للجميع، مما يعكس التزام الحكومة بتحقيق أهداف رؤية 2030، التي ترتكز على تعزيز الصحة العامة وتقديم رعاية صحية متكاملة. وتدعو الوزارة الجميع للاستفادة من هذه الفرصة وعدم التردد في زيارة المراكز المتاحة لإجراء الفحوصات المطلوبة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .