نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (السبت)، الأنباء التي تحدثت عن محاصرة القوات الروسية للجنود الأوكرانيين في منطقة كورسك الروسية الحدودية، مؤكداً في منشور على حسابه في «تلغرام» أن الاشتباكات تتواصل بين القوات الأوكرانية والروسية.

وقال زيلينسكي تواصلت مع رئيس الأركان أوليكساندر سيرسكي الذي أحاطني بالأوضاع في المنطقة، مبيناً أن قواته تواصل تحركاتها في بعض اتجاهات كورسك.

وأشار إلى أن الجيش الأوكراني يواصل منع هجمات الجنود الروس والكوريين الشماليين في هذه المنطقة، مضيفاً: ليس هناك أي محاصرة لجنودنا.

وأوضح أن روسيا تحشد قوات عسكرية إضافية على الجبهات الشرقية لأوكرانيا، معتبراً أن ذلك مؤشر على رغبتها في مهاجمة منطقة سومي.

واتهم الرئيس الأوكراني روسيا بمحاولة إطالة أمد الحرب، موضحاً أن كييف ستحيط حلفاءها بهذا الشأن.

وفيما يتعلق باختيار النسخة طويلة المدى من صاروخ نبتون المصنع محلياً، قال زيلينسكي: حققنا نتائج مهمة، فقد تم اختبار صاروخ نبتون بعيد المدى واستُخدم بنجاح في القتال وهو صاروخ دقيق للغاية ويصل مداه ألف كيلومتر.

بمقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم أن قواتها استولت على بلدتي زاوليشينكا وروبانشينا في مقاطعة كورسك الروسية، موضحة أن القوات المسلحة الأوكرانية، خسرت أكثر من 220 جندياً، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشارت إلى أن وحدات من قوات مجموعة الشمال الروسية تمكنت خلال العمليات الهجومية، من تحرير بلدتي زاوليشينكا وروبانشينا.

وأفادت الوزارة أنها أسقطت 126 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق عدة مناطق روسية، بينها البحر الأسود ومنطقة بريانسك، في تصعيد جديد للضربات الجوية بين الطرفين.

وأعلن الكرملين، أن الفرصة لا تزال متاحة أمام القوات الأوكرانية في كورسك للاستسلام وضمان حياتها، محذراً من أن الوقت ينفد.

وذكرت وكالة «تاس» الروسية أن السلطات بدأت إجلاء الجرحى وكبار السن من منطقة سودجا الحدودية بسبب القصف الأوكراني المستمر.

وسط خضمّ الصراعات والتوترات العاصفة في أكثر من منطقة، برزت جهود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في حلحلة الملفات الشائكة، والتوسط لتحقيق المصالحات بين القوى العالمية الكبرى، ما جعل المملكة «بوصلة» العالم نحو تحقيق السلام والاستقرار العالمي.

وتلقى الجهود الدبلوماسية السعودية اهتماماً وتقديراً عالمياً، باتت معه المملكة موضع اهتمام عالمي جعلها تتصدر أجندة الأخبار على الشاشات العالمية، على خلفية استضافاتها الناجحة للمحادثات الأمريكية -الروسية، ومن بعدها المحادثات الأمريكية -الأوكرانية التي انتهت إلى موافقة كييف على هدنة لمدة 30 يوماً، بانتظار موافقة الجانب الروسي.

ليس هذا فحسب، بل إن أنظار العالم تشخص إلى العاصمة الرياض، ترقباً لقمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي يتوقع أن يشارك فيها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، حسب ما يتردد من معلومات، ليتم في ختامها الإعلان عن وقف القتال وانتهاء الحرب بين موسكو وكييف. ولاشك أن هذه القمم والاستضافات تعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها المملكة في الأوساط الإقليمية والدولية.

القمة الثنائية أو الثلاثية التي ينتظرها العالم بترقب شديد، تؤكد مكانة المملكة بوصفها دولة رائدة، تتجاوز تأثيراتها الإيجابية المحيط الإقليمي والإسلامي ليصل إلى الأسرة الدولية، ما يعكس ثقلها السياسي والدبلوماسي على الساحة العالمية ومدى المصداقية والموثوقية التي تتمتع بها بسبب سياستها المتزنة ودبلوماسيتها الهادئة والحكيمة التي تعتمد على الصراحة الوضوح، وبذل الجهود المخلصة.

ولاشك أن التقدير الكبير الذي تحظى به القيادة السعودية لدى عواصم صناعة القرار في العالم، خصوصاً الولايات المتحدة وروسي، فضلاً عن مكانة المملكة السياسية والاقتصادية وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، والمكانة التي تحظى بها في المجتمع الدولي، كل ذلك كان دافعاً لمختلف الأطراف لقبول دعوتها ووساطتها ودعوتها للحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل الخلافات والنزاعات.

وهذه المبادرات ليست وليدة اللحظ، ولكنها تمثل امتداداً لجهود السعودية القائمة على تعزيز الأمن والاستقرار الدولي واستكمالاً لمبادراتها المستمرة منذ اندلاع الأزمة في التنسيق والتشاور مع الأطراف المعنية، وبحث سبل التوصل إلى حل يرضي أطرافها.

الموقف السعودي المعتدل منذ بداية الأزمة، واحتفاظ الرياض بالقدرة على التواصل مع مختلف الأطراف، شجع المتخاصمين على القبول بمبادراتها والوثوق بطروحاتها، حتى مرحلة الوصول إلى المحادثات التي نجحت في الخروج بنتائج إيجابية، كانت محل إشادة وترحيب من مختلف دول العالم، وتحدث قادتها عن دور المملكة الفعال، وقدرتها على تحقيق الاختراق واقتحام القضايا الملتهبة.

فيما تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تصعيد احتجاجاتهم واتهاماتهم للحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن أراضيهم وأبنائهم ودعت للتظاهر أمام مقر الحكومة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتماع يعقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء اليوم (السبت) للمجلس الأمني والسياسي (الكابينت) لمناقشة تقرير مفصل من فريق التفاوض العائد من الدوحة.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المستوى السياسي برئاسة نتنياهو قد يقرر مساء اليوم شن عمليات عسكرية محدودة في قطاع غزة للضغط على حركة حماس خصوصاً بعد غارة إسرائيلية على بيت لاهيا أدت إلى مقتل 9 فلسطينيين بينهم صحفيون وعاملون في المجال الإغاثي.

في الوقت ذاته، شددت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة على ضرورة إعادة كل الأسرى دفعة واحدة الآن، مؤكدة في بيان أنه وبعد 526 يوماً لا يزال 59 أسيراً في جحيم غزة.

وأشارت إلى أن الحرب لن تعيد الأسرى بل ستقتلهم، مبينة أن حكومة الاحتلال تخاف من نضالها ونحن سننتصر بإعادة كل الأسرى.

وطالبت عائلات الأسرى الرئيس الأمريكي ترمب بمواصلة الضغط على نتنياهو حتى إعادة كل الأسرى، مبينة أن نتنياهو يستطيع إعادة الأسرى لكنه يتعمد عرقلة المرحلة الثانية من الصفقة.

وقالت العائلات في بيان: «نثق في الرئيس ترمب وقدرته على إعادة الأسرى وقد سبق وأنقذ عدداً من الرهائن»، مشددين على ضرورة إعادة الرهائن الـ59 دفعة واحدة.

واتهمت عائلات الأسرى نتنياهو بمحاولة جر إسرائيل إلى الحرب وجعل الجميع يدفع ثمناً إضافياً، مشيرة إلى أن نتنياهو يفضل التضحية بحياة الأسرى من أجل مصالحه الشخصية خصوصاً وأن الحرب لن تعيد الاسرى، بل ستقتلهم.

بالمقابل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة مقتل أكثر من 150 فلسطينياً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير، بينهم 40 قتيلاً خلال الأسبوعين الماضيين في هجمات إسرائيلية.