لا شك في أن العالم يمر حالياً بأوقات عصيبة، يزداد فيها التوتر، واحتمالات التهور، وتفاقم النزاعات. وهي نتيجة طبيعية للنزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، وتذبذب نتائج الحرب على فايروس كورونا الجديد، وتزايد شبح انعدام الأمن الغذائي، وتفاقم ظاهرة التغير المناخي التي أضحت تهدد العالم بأسره.
كل هذه الأزمات، وما تثيره من تهديدات للأمن الدولي والسلم الاجتماعي تتطلب حِكمة، ورَوِيَّة، وحِنكة من قادة الدول الكبرى، واستعداداً للتعاون، وتقديمَ أكبر قدر من التنازلات للتوصل إلى حلول وسط، تبعد شبح المواجهات. فقد بات واضحاً أن الخلاف الراهن بين الغرب وروسيا يمكن أن يرفع ترمومتر التهديدات بشن حرب نووية. كما أن تماطل إيران في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي يعطيها فرصة أكبر لشراء الوقت لتصبح قادرة على صنع سلاح نووي. وهو خيار غير جيد بتاتاً، ليس للمنطقة فحسب، بل لجميع دول العالم. ووسط هذا التشظي تأتي التوترات الأخرى المثيرة للقلق، وفي صدارتها النتيجة المحتملة للرئاسيات الفرنسية اليوم، والمخاوف من صعود اليمين المتطرف، والعنف المفرط الذي تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى والضفة الغربية. ولذلك فإن الحاجة ماسة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لإصلاح منظومة الأمم المتحدة، وتعزيز المبادرات الرامية الى إحلال السلام في المناطق الملتهبة.