Connect with us

السياسة

الحُريات المسؤولة ترتقي بإرادة التفكير وإدارة التعبير

لا خلاف على أن مراد الله من الإنسان أن يكون كائناً مفكراً ومتدبراً، ليحقق بعقله التمايز عن بقية الكائنات، ويتصل

لا خلاف على أن مراد الله من الإنسان أن يكون كائناً مفكراً ومتدبراً، ليحقق بعقله التمايز عن بقية الكائنات، ويتصل بخالقه؛ عبر كتبه المقروءة والمنظورة بوعي؛ ما يرفع من مستوى لغته ومنجزه، إلا أننا وبحكم ما نعايشه يومياً وما نعيشه، نرى أنه يمكن للمخلوق البشري أن يفكّر كما يشاء طالما أن تفكيره لم يكن بصوت مسموع.

والتفكير بمفرده لا يؤتي ثماراً؛ ومن هذا المنطلق؛ يذهب الفلاسفة والمفكرون إلى حتمية التلازم بين حريتي التفكير والتعبير، لإدارة الحوارات التفاعلية النموذجية، وتداولها، والاستفادة منها بالخروج بفكرة قابلة للتطبيق، إلا أنه وفي ظل معطيات ثقافية واجتماعية وسياسية، تراكمية، لا يمكنك أن تعبّر عن أفكارك بذات المساحة والمشروعية الفطرية التي تفكّر بها، فليس كل ما يُفكّر فيه يُقال، خصوصاً في عالمينا العربي والإسلامي.

وربما بثت السوابق التاريخية؛ ذعراً في النفوس، فالسُّلطات الاجتماعية، والنخبوية، والسياسية، والدينية، يمكن أن تلتقي جميعها، على إدانة؛ مُفكّرٍ، وإهدار دمه، وإحراق كتبه، وصلبه، ولذا نلمس مسافةً كبيرة بين ما يطرحه مُنظّر لما يصل إليه من أفكار، في بيئات أعلت مكانة الحريات نظرياً وعملياً؛ بينما يظل المفكّر العربي في البلدان الإسلامية ملتحفاً بالرمزية تارةً وبالمهادنات تارات أخرى ليمرر فكرته بهدوء تفادياً للتبعات المُكلِفة، علماً بأن الحُريّة المسؤولة ترتقي بإرادة التفكير وإدارة التعبير.

ويذهب المفكر السعودي محمد بن علي المحمود إلى أن عالم الحريات هو عالم الإنسان؛ بقدر ما هو عالم الإبداع، وعالم اشتغال طاقات الإنسان المختلفة، المتنوّعة إلى حدودها القصوى، ليتقدّم العالَم الحُرِّيّاتي، وتتصاعد فيه مؤشرات السعادة، ويتحقّق فيه معنى الإنسان، في الوقت الذي يتخلّف فيه العالم الانغلاقي الشمولي، ويتّسع فيه فضاء التعاسة، بل ويتعمّق بؤسها ويتنوّع؛ لِتَتبخَّر فيه كلُّ مُقَوّمات المعنى الإنساني.

وأوضح المحمود أنه في الثالثة والعشرين من عمره، وكان قرأ المئات من الكتب الأدبية العربية، وكتب التاريخ والتراجم، وكتب السياسة، وكتب أصول الدين والشريعة وجدليات الأديان والمذاهب، لاحظ الاعتداء على حرية التعبير، وكأنه مُعْتاد، ومتوقع نتيجة هذا الاعتياد. ويتم الحذف وتعويضه بنقط للدلالة على الحذف، أو تكتفي بالإشارة للحذف في الهامش، ورجّح أن هذا المسلك العبثي يبدو طبيعيا عند كثير من محققي كتب التراث العربي.

ولفت المحمود إلى أنه في أعوام لاحقة، مرّ بنماذج كثيرة من التطاول على حريتي التفكير والتعبير، وتأكّد له أن الثقافة الشرقية المنتجة والمستهلكة للمحرمات والممنوعات والمقموعات ثقافة راسخة الأعماق، لا تؤمن بحرية الكلمة أصلا، ولا تُقِيم لها وَزْناً، وأن أبناءها الأصلاء الأوفياء لها يحذفون ويمنعون، بل ويُحَرِّفون على نحو تلقائي، يفعلون كل هذه الموبقات المعرفية والأخلاقية؛ وكأنهم بهذا يُمارِسون بديهيات الحقوق المكفولة لهم، لمجرد أنه يُرْضِي أدنى عواطفهم وأبسط مشاعرهم، باختيارهم طائعين؛ دونما ضغط عليهم، أو احتياج ضروري يُلْجِئهم لذلك، أو حتى لِمُستلزم وظيفي يجعل هذا من مهامهم، كونهم يرون مصطلح «حرية التعبير» مجرد شعار غير مفهوم، وغير مدرج على مُمْكِن الاستيعاب.

وعدّ المحمود إجهاض المعرفة، أحدَ أبرز أسباب التخلف العربي خصوصاً، والمشرقي عموماً؛ مشيراً إلى أن الإجهاض يبدأ بإجهاض شرط المعرفة الأساس: متمثلاً في حرية التفكير، مضيفاً أنه لا حرية للتفكير إلا بحرية التعبير، إذ التداول شرط التعرّف، والتعرّف شرط مُرَاكمة التجارب (تجارب الوعي)، الذي يتحول ـ بكثافته وتعدّده وتنوّعه ـ من الكمي إلى النوعي في مسار نامٍ من الإبداع.

Continue Reading

السياسة

لماذا أوقفت محكمة أمريكية ترحيل مهاجرين فنزويليين إلى السلفادور؟

أوقفت المحكمة العليا الأمريكية -بشكل مؤقت- اليوم (السبت)، أمراً من إدارة الرئيس دونالد ترمب لترحيل مهاجرين فنزويليين

أوقفت المحكمة العليا الأمريكية -بشكل مؤقت- اليوم (السبت)، أمراً من إدارة الرئيس دونالد ترمب لترحيل مهاجرين فنزويليين محتجزين لدى سلطات الهجرة إلى السلفادور، لمراجعة الخطر عليهم.

ووجّهت المحكمة إدارة ترمب بعدم ترحيل الفنزويليين المحتجزين في مركز بلوبونيت، حتى صدور أمر آخر من المحكمة بعد نظرها في استئناف عاجل قدمه الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الذي حذّر من أن سلطات الهجرة تتجه لاستئناف عمليات الترحيل بموجب قانون الأعداء الأجانب لعام 1798.

وأعلن القاضيان المحافظان كلارنس توماس وصمويل أليتو معارضتهما العلنية لقرار المحكمة، فيما قال محامي الاتحاد لي جيليرنت: «نشعر بارتياح عميق لأن المحكمة أوقفت عمليات الترحيل مؤقتاً»، مضيفاً: «كان هؤلاء الأفراد في خطر داهم بقضاء بقية حياتهم في سجن سلفادوري وحشي، دون أي إجراءات قانونية واجبة».

وقدم محامو الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية طلبات عاجلة (الجمعة)، إلى محاكم متعددة، ومنها المحكمة العليا، مطالبين باتخاذ إجراءات فورية بعد الإبلاغ عن أن بعض الرجال قد نُقلوا بالفعل إلى حافلات، وأُبلغوا بأنه سيتم ترحيلهم.

وقال اتحاد الحريات المدنية إن التطورات السريعة تعني أن إدارة ترمب كانت على وشك ترحيلهم باستخدام قانون يعود لعام 1798، الذي لم يُستخدم تاريخياً إلا في زمن الحرب، دون منحهم فرصة واقعية للطعن في قرار ترحيلهم مثلما اشترطت المحكمة العليا، ومن المتوقع أن تعود الإدارة الأمريكية إلى المحكمة العليا سريعاً في محاولة لإقناع القضاة بإلغاء أمرهم المؤقت.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

الدفاع المدني يوضح أهمية اقتناء طفايات الحريق داخل المنازل

أوضحت المديرية العامة للدفاع المدني أهمية اقتناء طفايات الحريق داخل المنازل، وضرورة تعلم الطرق الصحيحة لاستخدامها

أوضحت المديرية العامة للدفاع المدني أهمية اقتناء طفايات الحريق داخل المنازل، وضرورة تعلم الطرق الصحيحة لاستخدامها عند وقوع حوادث الحريق لا قدر الله؛ حمايةً للإنسان ومحافظةً على الممتلكات.

وأكدت المديرية أن طفاية البودرة الجافة تعد الأنسب للتعامل مع مختلف أنواع الحرائق المنزلية من خلال استجابتها السريعة في الحد من انتشار النيران والسيطرة عليها.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

الرياض.. القبض على شخصين لترويجهما 150255 قرصاً خاضعاً لتنظيم التداول الطبي

قبضت القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة الرياض على مواطنين لترويجهما 150255 قرصاً خاضعاً لتنظيم التداول الطبي، مخبأة

قبضت القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة الرياض على مواطنين لترويجهما 150255 قرصاً خاضعاً لتنظيم التداول الطبي، مخبأة داخل مركبة يقودها أحدهما، واتُّخذت الإجراءات النظامية بحقهما، وأحيلا إلى جهة الاختصاص.

وتهيب الجهات الأمنية بالإبلاغ عن كل ما يتوافر من معلومات لدى المواطنين والمقيمين عن أي نشاطات ذات صلة بتهريب أو ترويج المخدرات، من خلال الاتصال بالأرقام (911) في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية و(999) في بقية مناطق المملكة، ورقم بلاغات المديرية العامة لمكافحة المخدرات (995)، وعبر البريد الإلكتروني Email: 995@gdnc.gov.sa، وستعالج جميع البلاغات بسرية تامة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .