تحتفي المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، اليوم (الإثنين) بيومها الوطني الـ94. وتأتي المناسبة الوطنية والمملكة جمعت المجد من أطرافه، وحققت المنجزات تلو المنجزات، بخطط تنموية واضحة انطلاقًا من رؤية وطنية متكاملة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتحقق النمو والازدهار، ولتكون وطنًا يشار إليه بالبنان.
وما تعيشه المملكة اليوم امتداد لتاريخ صنعه رجل عظيم وقائد حكيم هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، -رحمه الله- الذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، في تأسيس دولة على شرع الله، رايتها التوحيد، ودستورها كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، غايته بناء دولة حضارية ذات قوة فاعلة على المستويين المحلي والدولي.
وأكمل المسيرة، أبناؤه البررة من بعده، لتصل المملكة اليوم إلى عصرها الزاهر في ظل قائد مسيرتها وحامي بلادها ومصدر فخرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين.
ويحتفل أبناء الوطن ومن يقيمون على أرضه، اليوم، بهذه المناسبة الوطنية وهم ينعمون برخائه، ويتمتعون بنموه، معتزين بشموخه، ومتفاخرين بإنجازاته، وطامحين بمستقبل يحقق أحلامهم ويرسم طريقًا ذا خُطى ثابتة للأجيال المتعاقبة، تحت ظل قيادة حكيمة سارت بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، وسخّرت كل السبل لراحة المواطن والمقيم، ليعيشوا بكرامة وعزة وسلام وأمان.
فالقائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله، الذي أفنى عمره في مواجهة تحديات الحياة في الجزيرة العربية التي كانت ترزح قبل أكثر من 8 عقود تحت وطأة التناحر والخوف والهلع وشظف العيش، أسّس بفضل الله تعالى، دولة فتية تتمتع بالأمن والاطمئنان والخيرات الوفيرة، ويقف لها العالم احترامًا وتقديرًا.
ولقد ارتسمت على أرض المملكة ملحمة جهادية، تمكَّن فيها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من جمع قلوب أبناء وطنه وعقولهم على هدف واعد نبيل، إذ أرسى قواعد وأسس راسخة للوطن قادته لنشر العدل والأمن، مفنيًا من أجل ذلك سنين عمره.
وفي 23 من سبتمبر 1932م، جاء الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز -رحمه الله، لتوحيد هذه البلاد المباركة تحت راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها بعد جهاد وكفاح استمر 32 عامًا وضع خلالها قواعد راسخة لهذا البنيان العظيم، وذلك على هدي من كتاب الله الكريم وسنة الرسول الأمين، عليه الصلاة والسلام، سائرًا في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود.
وقد نشأت آنذاك دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا، ناشرةً السلام والخير والدعوة المباركة، باحثة عن العلم والتطور، سائرة بخُطى حثيثة نحو مستقبل أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع.