شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في الدورة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي عُقد في مدينة أنطاليا التركية خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل الجاري، وكان صوت القضية الفلسطينية بارزاً في كلماته ولقاءاته خلال أعمال المنتدى الذي يعد منصة عالمية رائدة، تهدف إلى تعزيز الحوار الدبلوماسي ومناقشة القضايا الدولية الملحة.
وخلال مشاركته ألقى أبو الغيط كلمة في ندوة رئيسية تحت عنوان «السلام في الشرق الأوسط.. حان الوقت لحل الدولتين» أكد فيها أن «صعود اليمين المتطرف الإسرائيلي يشكل العائق الأكبر أمام تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي» مشيراً إلى أن حل الدولتين هو أول صيغة خرجت بها الأمم المتحدة في 1947 لتسوية الصراع بين العرب واليهود في أرض فلسطين التاريخية، وأنه يظل إلى اليوم «الحل الوحيد» العقلاني والقابل للتطبيق لهذا الصراع الطويل».
وتحدث أبو الغيط مطولاً خلال الجلسة التي شاركه فيها المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) فيليب لازاريني، والمبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام سيجريد كاغ، ومتحدثون من جنوب أفريقيا وفلسطين، حول مسار تطور الصراع مؤكداً أن من المهم «أن تعرف الأجيال الجديدة كيف وصلنا إلى النقطة الحالية، لأن الصراع لم يبدأ في السابع من أكتوبر» مشدداً على أن «صعود اليمين المتطرف في إسرائيل ضيع فرصا كثيرة للسلام، وأن هذا التيار اليميني العنصري يمثل العقبة الأكبر اليوم امام تسوية الصراع».
وعلى هامش المنتدى، عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية لقاءات رفيعة المستوى عززت من الجهود العربية لدعم القضية الفلسطينية، كان اللقاء الأبرز مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وأعرب أبو الغيط عن دعم الجامعة العربية الكامل لجهود خان «في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها بسبب موقفه الداعم للعدالة في الحرب على غزة» مؤكداً أن خان يقوم بعمل مهم في «الدفاع عن مصداقية نظام العدالة الدولية الذي طالما لطخته اتهامات الازدواجية والنفاق».
وركزت نقاشات الأمين العام للجامعة العربية والمدعي العام للجنائية الدولية، على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، خصوصاً بعد إصدار المحكمة مذكرات اعتقال بحق شخصيات إسرائيلية بارزة في نوفمبر 2024، في ظل «مساعي إسرائيل لتخريب نظام العدالة وتحديه، بمساعدة بعض الدول» ما يعد تقويضاً للنظام الدولي المؤسس على القواعد، وفق بيان رسمي لجامعة الدول العربية.
كما شارك أبو الغيط في الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال العربية الإسلامية المعنية بغزة، وشدد على الأولوية المطلقة لوقف إطلاق النار في غزة، محذراً من خطورة تدهور الوضع الإنساني الى مدى غير مسبوق بهدف دفع الفلسطينيين إلى خارج القطاع، مطالباً المجتمع الدولي بـ«الضغط من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة».
ووفق بيان للمتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير جمال رشدي، فإن اجتماع وزراء مجموعة الاتصال العربية الإسلامية الذي عقد في أنطاليا تناول الخطوات القادمة على الصعيد السياسي والدبلوماسي لجهة تجسيد حل الدولتين وتعزيز الدعم له في المجتمع الدولي، لاسيما ما يتعلق بالمؤتمر الذي يُنتظر أن يعقد في نيويورك في يونيو القادم برعاية سعودية فرنسية مشتركة من أجل دفع حل الدولتين، وأن الاجتماع شدد على أهمية قيام فرنسا باتخاذ الخطوة الضرورية والواجبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتبار ذلك خطوة مهمة على طريق حل الدولتين.