بعد قمة جدة، وما جاء في بيانها الختامي، على ضوء مضامين كلمات المشاركين فيها، والتي وجهت دعوة صادقة وصريحة لإيران، بأن تغيّر من سلوكها العدواني في المنطقة، ومؤامراتها ومخططاتها التخريبية، وتغذيتها لأحزاب وجماعات إرهابية، بهدف زعزعة أمن واستقرار الدول وإقلاق الشعوب، وافتعال الحروب والصراعات، هذه الدعوات الموجهة للنظام الإيراني، كيف سيستقبلها، ويفهمها، ويفسرها، ويتعامل معها؟ هل بعقلانية قادة الدول الذين يحرصون على السلام، أم بعقلية قادة العصابات والمليشيات، الذين يدركون أنه لا حياة كريمة لهم في الأجواء الآمنة العادلة المستقرة؟
ليس أمام إيران اليوم، وهي تعيش عزلة غير مسبوقة، وانهياراً اقتصادياً يدفع ثمنه شعب لا يزال يعاني ومنذ سنوات طويلة من الفقر والمجاعة، إلا أن تتخلى عن فرد عضلات مهترئة، وسياسات فاشلة، والتغني بأطماع وهمية، وأن تدخل في حوارات جادة وصادقة مع جيرانها في الخليج، ومن تجمعها بهم روابط الإسلام والثقافة، بهدف إطفاء نار الحروب التي أشعلتها، وإنهاء الخلافات التي أججتها، وأن تثبت للعرب والمسلمين خاصة، وشعوب العالم عامة، أنها غيّرت سلوكها العدواني، ودعمها للإرهاب، وأنها باتت دولة سلام ومحبة وإخاء، معلنة التزامها بعدم التدخل في شؤون الدول، وتخليها عن أي أحزاب وجماعات متمردة.
هل تفعلها إيران، لمصلحتها ورفاه شعبها، أم تستمر في غيّها، وتثبت للعالم، أن قوتها مستمدة من الإرهاب، ودعم أذرعه في الدول العربية والإسلامية؟