بدأت ملامح الفوضى السياسية والإدارية والأمنية في إيران مع زيادة الضغوطات الخارجية حول الملف النووي الإيراني، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية والصراعات الداخلية التي تعصف بأجهزة الدولة الإيرانية.
وفي تطور جديد على مستوى الاستقالات بعد موجة من التصفيات لقيادات من الحرس الثوري الإيراني، استقال حاكم مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان جنوب إيران، مسعود فلاحي، مشيرا إلى أنه يتجه للعودة إلى العمل في الحرس الإيراني.
وتأتي هذه الاستقالة في الوقت الذي تعاني فيه القيادة الإيرانية من هشاشة إدارية وأمنية في إدارة الملفات السياسية والاقتصادية، إذ عزا فلاحي الاستقالة إلى ضغوط من شخصيات نافذة خارج حكومة إبراهيم رئيسي.
وقال في تصريح لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية إنه «استقال من منصبه بسبب العراقيل والضغوط التي يضعها بعض الأشخاص خارج الحكومة أمامه في مهمته»، مبينا أنه يخطط للعودة إلى مقر خدمته السابق في الحرس الإيراني.
لكن فلاحي لم يكشف التدخلات التي يعاني منها في إدارة الولاية، مكتفيا بالتلميح لتدخلات كبيرة في إدارة الولاية ما يعكس حجم التناقضات داخل منظومة الولي الفقيه وفقدان السيطرة على مقاليد الحكم.
فلاحي تقلد مناصب مختلفة في الحرس الثوري وقوات الباسيج، بما في ذلك المستشار الأعلى لقائد ولي عصر، وقائد مدينتي الأهواز وباغ مالك، وقائد الباسيج غربي الأهواز، ومدير مركز الدفاع المقدس الثقافي بالأهواز.
وتصاعدت حدة التوتر والأزمة الاقتصادية في محافظة خوزستان، بسبب الظروف المعيشية والمالية السيئة والأوضاع الاقتصادية في عموم إيران، فيما أغلقت بعض المحلات التجارية ومحلات بيع الخبر بسبب عدم توفير مادة الطحين.
هذه التصدعات التي تضرب عمق النظام الإيراني، تأتي في سياق الاعتراض على حكم الملالي في إيران الذي حول إيران إلى بحر من الأعداء والدماء خصوصاً بعد عودة الإعدامات للرافضين لسياسة التجويع التي ينتهجها نظام رئيسي الذي يركز فقط على النووي الإيراني الذي أدخل البلاد في حالة من الفقر المدقع بحسب تقارير محلية وأممية.