بسم الله نبدأ.. وبه نستعين
لا سلطان بلا رجال ولا رجال بلا عمارة ولا عمارة بلا مال ولا مال بلا عدل
هذه مقولة مأثورة غابت حقيقة قائلها.
و حضرت حقيقة معناها
لا سلطان بلا رجال
فمنذ ثلاثمائة عام، من وسط الصحراء، كانت انطلاقة السلطان برجاله، فحمل الراية إنسان هذه الأرض همته بعثت الحياة في وادي النخيل، وكان رجع صداها في مآذن الحجاز، وقمم السراة، وسهول الأحساء، وأشجار الزيتون وزهو الخناجر، راية جامعة فقدتها جزيرة العرب، منذ خروج الخلافة من المدينة إلى الكوفة في زمن علي رضي الله عنه، ولم ينجح منذ ذلك الحين تشكيل أي دولة تشمل كل هذه الأرض، وتجمعها على قلب رجل واحد لسبب أصيل وهو أن كل المحاولات أتت من خارج طينتها وتركيبتها حكم عليها بالفشل، ومع نهضة سلطان الإمامة من الدرعية تداعت الصحراء والجبال وشواطئ البحار، لتصنع دولة اكتسبت من كل ذلك سعة العقل ورحابة الصدر، فوحدت القلوب قبل الدروب لتنتظم الجموع المتعطشة لاجتماع الصف ووحدة الكلمة.
ورغم قلة مواردها، إلا أنها دولة قوية في شخصيتها، مستقلة في قرارها، وهو انعكاس لصفات حكامها وسمات سكانها، فكان الإصرار على البقاء طبيعة في شخصيتهم، قد أحاطوا حياتهم بقيم تعينهم على التكيف، أخذوا من الصحراء صبرا، ومن القداسة إيمانا، ومن الجبال عزة، ومن السهول عطاء، ومن البحر رحابة، فما كبت دولتهم إلا ونهضت، وما تراجعت إلا لتتقدم، يتكالب عليها الأعداء فتعود من جديد، لأن همة رجالها الحفاظ على الكرامات، وحماية المكتسبات، كيف لا وهي أرض قال عنها أبو الأنبياء: واد غير ذي زرع، ولم يغادرها حتى قال: «فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم» وتهواهم.
وهذه هي المملكة العربية السعودية اليوم، سلطان الحكم وشعبها هم هم. غير أن من كان يصارع الأرض بقاء بالأمس، ها هو اليوم يطاول السماء اصطفافا في عالم القوة الأول مرتكزا على قوة في شخصيتها، واستقلال في رأيها، واعتداد بموروثها.
ليتحقق المعنى: لا سلطان بلا رجال
ولأنه لا رجال بلا عمارة
فقد ترجل فارس الوحدة عن فرسه واضعا سيفه في غمده، منطلقا نحو مفهوم عمران الدولة الذي يتجاوز البناء المادي إلى تحقيق الحضارة الإنسانية ومازال هو و أبناؤه حتى انبرى حفيد المؤسس لصناعة رؤية المملكة 2030م التي أخذ من صفات القرون الثلاثة مقاومة البقاء والشعور بالاعتداد والاستقلال في القرار، وتشكيل القيم، والتكيف مع الظروف، والصعود بعد التعثر، مع سعة في العقل ورحابة في الصدر.
وغرست الرؤية المباركة في كل منطقة منطق قوة، لتنال عسير ما تستحقه من رؤية ووسمها سمو ولي العهد: «بالقمم والشيم» لينتظم المعنى: لا رجال بلا عمارة.
ولأنه لا عمارة بلا مال
فقد فتحت الدولة – ابتداءً – خزائنها لعسير بعد اعتماد استراتيجيتها بما يتجاوز 25 مليار ريال في مشاريع واستثمارات حكومية أساسية قد بدأ تنفيذها، كمشاريع صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق التنمية السياحي وبنك التنمية الاجتماعي وصناديق التمويل الأخرى، إيمانًا منها بأن عسير هي مصدر قوة اقتصادي وممكِّن للقطاع الخاص، تستحق معه الصعود نحو الازدهار.
ومن ثم صدر التوجيه الكريم بأن تُسخّر عسير كافة مواردها الممكنة، لعقد التحالفات الأجدر مع رجال المال والأعمال، ليكونوا حليفاً جديراً في رحلة الصعود فتحققت منذ اعتماد استراتيجية عسير استثمارات تتجاوز 5,4 مليار ريال وقد بدأ تنفيذها، إضافة إلى 5 مليارات ريال ملتزم بها سيعلن عن تفاصيلها في هذا المنتدى.
ولأنه لا مال بلا عدل
فإننا نشهد اليوم مرحلة في رحلة صعود عسير، وغداً سترونها وقد بلغت في
المجد غايتها.
فمواردنا سخرناها لكم
وتحالفنا عقدناه بكم
وتوجهاتنا رسمناها معكم
والتزامنا «اللانهائي» هو أن نحفظ حقوقكم، ونرعى مصالحكم.
لأننا نؤمن يوم بدينا منذ 300 عام أنه:
لا سلطان بلا عدل