الثقافة و الفن
إيرادات السينما السعودية: نمو قياسي يعكس نجاح رؤية 2030
شهد شباك التذاكر السعودي إيرادات بلغت 10.5 مليون ريال في أسبوع، مما يؤكد على النمو الهائل لقطاع السينما كجزء من التحول الثقافي والاقتصادي في المملكة.
سجل شباك التذاكر في دور السينما السعودية أداءً استثنائياً خلال الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر، حيث بلغت إيراداته 10.5 مليون ريال سعودي، نتجت عن بيع أكثر من 196.5 ألف تذكرة. ويعكس هذا الرقم الزخم الكبير الذي يشهده قطاع الترفيه في المملكة، والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي الحديث.
وتأتي هذه الحصيلة القوية من عرض مجموعة متنوعة من الأفلام بلغت 34 فيلماً، تنتمي لإنتاجات سينمائية من أكثر من 10 دول مختلفة. هذا التنوع لا يلبي فقط الأذواق المختلفة للجمهور السعودي، من محبي أفلام هوليوود إلى عشاق السينما العربية والآسيوية، بل يبرز أيضاً مكانة المملكة كسوق سينمائي منفتح وجاذب للموزعين والمنتجين العالميين.
خلفية تاريخية: عودة السينما كجزء من رؤية 2030
لم تكن هذه الأرقام ممكنة قبل سنوات قليلة. فبعد حظر دام لأكثر من 35 عاماً، أعيد افتتاح دور السينما العامة في المملكة في أبريل 2018، كإحدى المبادرات الرئيسية ضمن “برنامج جودة الحياة”، وهو أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030. هدفت هذه الخطوة التاريخية إلى تنويع خيارات الترفيه المتاحة للمواطنين والمقيمين، وتعزيز الإنفاق المحلي على القطاع، وخلق قطاع اقتصادي جديد وواعد. ومنذ ذلك الحين، شهد القطاع نمواً متسارعاً، حيث أصبحت المملكة اليوم واحدة من أسرع أسواق السينما نمواً في العالم.
الأهمية الاقتصادية والتأثير المجتمعي
يتجاوز تأثير عودة السينما مجرد توفير وسيلة ترفيهية. فعلى الصعيد الاقتصادي، ساهم القطاع في جذب استثمارات ضخمة، سواء من شركات تشغيل السينما العالمية أو المستثمرين المحليين، مما أدى إلى افتتاح مئات الشاشات في مختلف مدن المملكة. كما أسهم في خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للشباب السعودي في مجالات متعددة مثل التشغيل، والتسويق، والإنتاج الفني.
أما على الصعيد الثقافي والاجتماعي، فقد أتاحت السينما منصة حيوية لصناع الأفلام السعوديين لعرض قصصهم ورواياتهم المحلية على الشاشة الكبيرة، مما ساهم في إثراء المشهد الفني المحلي وتعزيز الهوية الثقافية. كما أصبحت السينما وجهة ترفيهية عائلية رئيسية، تعزز الروابط الاجتماعية وتوفر تجارب مشتركة للمجتمع. إن الإقبال الجماهيري الكبير الذي تعكسه إيرادات شباك التذاكر الأسبوعية هو شهادة واضحة على نجاح هذه التجربة وتأثيرها الإيجابي العميق.
الثقافة و الفن
فيلم ‘القصص’: تأريخ الطبقة الوسطى المصرية وجوائز قرطاج
مراجعة وتحليل فيلم ‘القصص’ للمخرج أبو بكر شوقي، الذي يرصد تحولات الطبقة الوسطى في مصر عبر عقود حاسمة وفاز بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية.
حقق الفيلم المصري “القصص” إنجازاً لافتاً بفوزه بجائزة التانيت الذهبي في الدورة الـ36 لأيام قرطاج السينمائية، ليؤكد مكانته كأحد أبرز الأعمال السينمائية العربية لهذا العام. يأتي هذا التتويج بعد مشاركته المميزة كفيلم مصري وحيد في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، مما يعكس القيمة الفنية العالية للعمل الذي يقدمه المخرج أبو بكر شوقي.
خلفية تاريخية: مصر في عيون الطبقة الوسطى
يعود فيلم “القصص” بالمشاهد إلى فترة تاريخية محورية شكلت وعي أجيال بأكملها في مصر، ممتدة من هزيمة عام 1967 وحتى منتصف الثمانينيات. هذه الحقبة لم تكن مجرد سنوات عابرة، بل كانت مسرحاً لتحولات سياسية واجتماعية عميقة؛ بدءاً من انكسار الحلم الناصري بعد النكسة، مروراً بحرب أكتوبر 1973 التي أعادت جزءاً من الكبرياء الوطني، ثم سياسات الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات وما تبعها من تغيرات في بنية المجتمع، وصولاً إلى اغتياله وبداية عهد جديد. يقدم الفيلم هذه الأحداث الكبرى ليس كخلفية تاريخية جامدة، بل كجزء لا يتجزأ من حياة أبطاله، حيث تتشابك آمالهم وإحباطاتهم الشخصية مع مصير الوطن، مما يمنح السرد عمقاً إنسانياً وتاريخياً فريداً.
لماذا “القصص”؟ حكاية عائلة ترسم ملامح وطن
يتجاوز عنوان الفيلم “القصص” كونه مجرد اسم، ليعبر عن جوهر العمل الذي ينسج شبكة من الحكايات المتداخلة لعائلة البطل “أحمد” (أمير المصري). تبدأ القصة الرئيسية بعلاقة حبه مع النمساوية “ليز” عبر المراسلات البريدية، وهي وسيلة تواصل كانت شائعة في تلك الفترة. تتطور علاقتهما عبر عقود مليئة بالأحداث الفارقة: سفره للنمسا، عودته القسرية بعد استشهاد شقيقه في حرب 73، وصول “ليز” إلى مصر تزامناً مع انتفاضة الخبز عام 77، وزواجهما عام اغتيال السادات 81. كل محطة في حياتهما ترتبط بحدث وطني كبير، مما يجعل قصتهما الشخصية مرآة للتاريخ المصري. الفيلم لا يقتصر على قصة الحب، بل يتفرع ليقدم بورتريهات حية لأفراد العائلة، من الأب الموظف القلق، والأم التي تسكن المطبخ، والأعمام بشخصياتهم المتناقضة، ليصنع عالماً غنياً بالتفاصيل يعكس روح الطبقة الوسطى المصرية آنذاك.
رموز ودلالات: الفساد، الصلع، وصورة الرئيس
يبني أبو بكر شوقي رؤيته النقدية للمجتمع من خلال ثلاثة رموز أساسية. أولها “الفساد”، الكلمة التي يتفوه بها الأب الموظف في لقاء تلفزيوني فتتسبب في قطع الإرسال وخوفه من الاعتقال، وهو ما يلخص علاقة المواطن بالسلطة القمعية. الرمز الثاني هو “الصلع” الذي يصيب أحمد وزميله الوصولي “شمس”، كدلالة على التكلس الوظيفي وقتل الطموح داخل البيروقراطية الحكومية. أما الرمز الثالث والأقوى فهو “صورة الرئيس”، التي تمثل مفتاح الترقي الاجتماعي والوجاهة. فصورة “شمس” مع عبد الناصر فتحت له أبواباً مغلقة، بينما يحلم “أحمد” بصورة مماثلة مع مبارك لتغيير مصيره. هذه الرموز تفكك ببراعة سيكولوجية الطبقة الوسطى وعلاقتها المعقدة بالسلطة والوظيفة والحلم بالصعود الاجتماعي.
أهمية الفيلم وتأثيره المتوقع
تكمن أهمية فيلم “القصص” في قدرته على تقديم سردية محلية شديدة الخصوصية، لكنها تلامس قضايا إنسانية عالمية مثل الحب، الطموح، والإحباط. على المستوى المحلي، يعيد الفيلم تسليط الضوء على الطبقة الوسطى التي كانت عماد المجتمع المصري، ويحلل أسباب تآكلها وتغير أحلامها، وهو موضوع يكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات الاقتصادية الحالية. إقليمياً ودولياً، يمثل فوز الفيلم في مهرجان عريق مثل قرطاج اعترافاً بقوة السينما المصرية المستقلة وقدرتها على المنافسة وإنتاج أعمال فنية ناضجة تتجاوز الحدود الجغرافية، وتقدم للعالم نافذة صادقة على التاريخ والواقع المصري المعاصر.
كرة القدم والوطن الأكبر: سخرية من الهزائم المتكررة
يضيف المخرج عنصراً آخر لتحليله وهو الهوس بكرة القدم، وتحديداً تشجيع العائلة لنادي الزمالك، المعروف بتاريخه المليء بالخسائر الدرامية. هذا الارتباط بفريق “الانتكاسات” يصبح مجازاً ساخراً لحياة الأسرة والطبقة التي تنتمي إليها، المليئة بالآمال التي لا تكتمل. في لحظة مفارقة سينمائية بديعة، يتزامن فوز الزمالك النادر مع حصول أحمد على صورته المنشودة مع الرئيس، لتنتهي الحكاية على أنغام أغنية “الوطن الأكبر”، في خاتمة تجمع بين المرارة والسخرية، وتلخص رحلة طويلة من الخيبات والانتصارات الصغيرة التي شكلت هذه الطبقة المحورية في تاريخ مصر.
الثقافة و الفن
الجزائر تستنهض صناعتها السينمائية بخطط طموحة ومشاريع كبرى
تسعى الجزائر، الفائزة بالأوسكار، لإحياء قطاعها السينمائي عبر مدينة سينما جديدة وفيلم ملحمي عن الأمير عبد القادر لجذب الإنتاج العالمي وتعزيز هويتها.
عودة قوية للسينما الجزائرية على الساحة العالمية
تشرع الجزائر، الدولة العربية الوحيدة التي حفرت اسمها في سجلات جوائز الأوسكار، في تنفيذ خطة استراتيجية طموحة لإعادة إحياء صناعتها السينمائية واستعادة بريقها الذي خفت على مدى عقود. مستندة إلى إرث سينمائي عريق، تراهن الدولة على مشاريع ضخمة تشمل فيلماً ملحمياً عن بطل المقاومة الأمير عبد القادر، وتأسيس بنية تحتية حديثة لاستقطاب الإنتاجات العالمية، في خطوة تهدف إلى تنويع اقتصادها وتعزيز قوتها الناعمة على المسرح الدولي.
إرث من ذهب: العصر الذهبي للسينما الجزائرية
لم يكن فوز الجزائر بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 1970 عن فيلم الإثارة السياسي “زد” (Z) للمخرج كوستا غافراس وليد صدفة، بل كان تتويجاً لحقبة ذهبية للسينما الجزائرية في فترة ما بعد الاستقلال. خلال الستينيات والسبعينيات، أصبحت السينما أداة أساسية لتوثيق ملحمة الثورة التحريرية وبناء الهوية الوطنية. أفلام أيقونية مثل “معركة الجزائر” (1966) للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، والذي رُشح لثلاث جوائز أوسكار، و”وقائع سنين الجمر” (1975) للمخرج محمد الأخضر حمينة، الذي انتزع السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي، رسخت مكانة الجزائر كقوة سينمائية مؤثرة، قادرة على إنتاج أعمال فنية خالدة ذات رسالة سياسية وإنسانية عميقة.
خطة “إعادة تنظيم تاريخية” للقطاع
اليوم، تسعى الحكومة الجزائرية إلى استلهام هذا المجد عبر ما وصفه مستشار الرئيس عبد المجيد تبون للشؤون الثقافية بـ”إعادة تنظيم تاريخية” للقطاع. تهدف هذه الخطة إلى معالجة التحديات البيروقراطية التي أعاقت نمو الصناعة طويلاً. ويأتي تأسيس “المركز الوطني للسينما” كخطوة محورية لتوحيد الإجراءات وتسهيل منح التصاريح والتراخيص والتأشيرات، مما يفتح الباب أمام المنتجين المحليين والدوليين على حد سواء. هذه الجهود تأتي في سياق أوسع يسعى فيه الرئيس تبون لتعزيز صورة الجزائر الدولية، وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن الاعتماد الكلي على قطاع الطاقة.
مشاريع عملاقة وبنية تحتية متطورة
تتجسد هذه الرؤية في مشاريع ملموسة على رأسها إنشاء “مدينة سينما” جديدة في العاصمة الجزائر، ستضم استوديوهات تصوير متكاملة ومرافق للإنتاج وما بعد الإنتاج. كما يُخطط لإنشاء مرافق متخصصة في المونتاج والمؤثرات الخاصة في منطقة تينركوك الصحراوية، للاستفادة من التنوع الجغرافي الفريد الذي تتمتع به البلاد. الهدف المعلن هو رفع القدرة الإنتاجية السنوية إلى ما يصل إلى 30 فيلماً، وهو رقم طموح بالنظر إلى وجود 170 مشروعاً سينمائياً ينتظر التمويل حالياً من وزارة الثقافة.
الأمير عبد القادر: أيقونة النهضة السينمائية
يُعتبر الفيلم الضخم الذي يتناول سيرة الأمير عبد القادر، قائد المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، حجر الزاوية في هذه النهضة. تؤكد الحكومة استعدادها لتوفير كافة الموارد اللازمة لهذا العمل الملحمي، ليس فقط لأهميته الفنية، بل لرمزيته الكبيرة في سرد قصص الأبطال الوطنيين وتقديمها للعالم. وقال فيصل متاوي، مستشار الرئيس: “إنه إنتاج كبير، والحكومة مستعدة لتوفير الموارد اللازمة لأننا بحاجة إلى سرد قصص أبطالنا. لن نحسب التكلفة”.
الانفتاح على الإنتاج الدولي
إلى جانب تعزيز الإنتاج المحلي، تسعى الجزائر بقوة لجذب الإنتاجات السينمائية الدولية. وقد تم بالفعل توقيع اتفاقيات إنتاج مشترك مع دول مثل جنوب أفريقيا، كندا، إيطاليا، وتركيا. وتمتلك الجزائر مقومات طبيعية هائلة، من سواحل البحر المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى، مما يجعلها موقعاً مثالياً لتصوير أنواع مختلفة من الأفلام، وتطمح لمنافسة جارتها المغرب التي أصبحت وجهة مفضلة لهوليوود. كما يبرز مشروع فيلم “رقان” للمخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب، الذي يتناول قضية التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، كنموذج للتعاون الدولي في تناول موضوعات تاريخية حساسة، مما يعكس الثقة والدعم الكامل الذي يحظى به المشروع من السلطات الجزائرية.
الثقافة و الفن
فيلم الست: نقد فني وقراءة في تجسيد منى زكي لأم كلثوم
تحليل نقدي شامل لفيلم ‘الست’ الذي يتناول حياة أم كلثوم. نستعرض رؤية أحمد مراد ومروان حامد، وأداء منى زكي، وتأثير الفيلم على إرث كوكب الشرق.
أم كلثوم: سياق تاريخي لأسطورة لا تغيب
قبل الخوض في تفاصيل فيلم “الست”، من الضروري فهم السياق التاريخي والثقافي لشخصية أم كلثوم. لم تكن مجرد مطربة، بل كانت أيقونة ثقافية وسياسية شكلت وجدان أمة بأكملها. انطلقت فاطمة البلتاجي، الفتاة الريفية من قرية طماي الزهايرة بالدقهلية، في رحلة صعود أسطورية تزامنت مع تحولات مصر الكبرى في القرن العشرين. شهدت عصر الانفتاح الليبرالي، وتأسيس الدولة الحديثة، وصعود القومية العربية. كانت صوت مصر الذي صدح في كل بيت عربي، ورمزاً للقوة الناعمة المصرية في أوجها. ارتبطت أم كلثوم بعلاقات وطيدة مع قادة الفكر والسياسة والفن، من أحمد رامي وبيرم التونسي إلى محمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب، وهم الرجال الذين شكلوا جزءاً أساسياً من نجاحها، وهو ما يجعل أي عمل يتناول سيرتها محط أنظار وتدقيق.
رؤية فيلم “الست”: صراع المرأة ضد الرجل؟
يأتي فيلم “الست”، للثنائي أحمد مراد ومروان حامد وبطولة منى زكي، ليقدم رؤية جديدة لسيرة كوكب الشرق. لكن هذه الرؤية تبدو، من خلال التحليل النقدي، وكأنها ترتكز على فكرة محورية واحدة: صراع أم كلثوم مع الرجال في حياتها. ينتقي السيناريو محطات معينة ليصور معظم الرجال كعقبات في طريقها؛ فالأب عنيف، والأخ وصولي، والمنافسون يحاربونها لكونها “ست”، وحتى الشخصيات الداعمة يتم تقزيم دورها. هذه المعالجة، وإن كانت تتماشى مع بعض التوجهات الفكرية المعاصرة، تتجاهل حقيقة أن أم كلثوم كانت نتاج عصر من الرجال العظام الذين دعموها وصنعوا معها مجدها، من طلعت حرب في الاقتصاد، إلى عمالقة التلحين والشعر الذين رفعوها إلى عنان السماء، مروراً بالدعم السياسي الذي حظيت به من الملك فاروق وجمال عبد الناصر.
يعتمد الفيلم على أسلوب سردي غير خطي، يبدأ من لحظة سقوطها الشهيرة على مسرح الأولمبيا بباريس عام 1967. هذه التقنية، رغم أنها تمنح صانع العمل حرية التنقل بين الأزمنة، إلا أنها هنا تخدم فكرة واحدة: استعراض “سقطات” أخرى في حياتها تسبب بها الرجال، وكيف كانت تنهض منها. لكن هذا التفتيت الزمني المستمر، والانتقال بين “فلاش باك” داخل “فلاش باك” آخر، يخلق حالة من الارتباك لدى المشاهد، ويستهلك طاقته في محاولة ترتيب الأحداث بدلاً من التفاعل الوجداني مع الشخصية.
الإخراج والأداء: بين الطموح الفني وكسر الإيهام
بصرياً، يتبع المخرج مروان حامد أسلوباً فنياً طموحاً، لكنه يقع في فخ الارتباك. فاستخدام الأبيض والأسود في مشاهد والملون في مشاهد أخرى يفتقر إلى منطق واضح؛ فتارة يرمز للماضي، وتارة للحظات الضعف، ثم يظهر فجأة في مشاهد انتصار، مما يفقد هذا الاختيار الجمالي دلالته. كما أن الإفراط في استخدام الموسيقى التصويرية، حتى أثناء غناء أم كلثوم نفسها، يبدو قراراً غريباً يزاحم صوتها الأسطوري بدلاً من أن يخدمه.
أما أداء منى زكي، فقد وُضع أمام تحدٍ كبير بسبب إصرار الفيلم على المحاكاة الشكلية الدقيقة لأم كلثوم، وفي نفس الوقت إغراق السرد بمقاطع أرشيفية حقيقية لها. هذا التناقض يضع المشاهد في مقارنة مستمرة بين الأصل والتقليد، مما يكسر الإيهام الدرامي باستمرار. أجبر هذا المنهج منى زكي على تبني لكنة ريفية قد تبدو غير مقنعة، وأثر على تلقائية الأداء، خاصة أن أفضل مشاهدها كانت تلك التي تخفي فيها عينيها بالنظارة السوداء، وهو ما يطرح تساؤلاً حول مدى نجاح عملية التقمص.
خلاصة نقدية: هل أضاف الفيلم للأسطورة؟
في الختام، يبدو أن فيلم “الست”، رغم ضخامة إنتاجه ونجومية أبطاله، لم يقدم الإضافة المأمولة لسيرة كوكب الشرق. لقد اختار رؤية درامية ضيقة تركز على شيطنة الذكور، واعتمد أسلوباً بصرياً وسردياً مربكاً، ووضع بطلته في تحدٍ صعب بكسر الإيهام الدرامي. قد يظل الفيلم في الذاكرة ليس كعمل فني خالد، بل كدراسة حالة حول مخاطر تناول السير الذاتية العظيمة دون رؤية متكاملة ومنهجية بحثية عميقة تحترم كلاً من التاريخ والفن.
-
الرياضة2 years ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحلية2 years ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 years ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 years ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 years ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحلية2 years ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 years ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 years ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية