الثقافة و الفن
تنافس الريف والمدينة: احترافية السرد في القرى والمدن
اكتشف كيف يسرق الريف الأضواء من المدينة في عالم الرواية، وهل يمكن للريف أن ينافس ديناميكية المدينة في سرد الأحداث المتجددة؟
الرواية: بنت المدينة أم ابنة الريف؟
لطالما كانت مقولة الرواية بنت المدينة تتردد على ألسنة النقاد والكتّاب وكأنها حقيقة لا تقبل الجدل. لكن، هل حقاً يمكن حصر الرواية في إطار المدينة فقط؟ دعونا نغوص في هذا العالم السحري ونكتشف كيف أن الريف بدأ يسرق الأضواء من المدينة.
المدينة: مسرح الأحداث المتجددة
يقول الببلوغرافي خالد اليوسف إن عالم المدينة هو عالم واسع ومتعدد ومليء بالأحداث التي تتجدد كل دقيقة. هذه الديناميكية تجعل من المدينة بيئة خصبة لولادة الروايات، حيث يمكن للكاتب أن يستلهم من زحمة الشوارع وصخب الحياة اليومية قصصاً لا تنتهي.
لكن، هل هذا يعني أن القرية تفتقر إلى السحر والإلهام؟ بالطبع لا! فالقرية هي منبع الأصول والجذور والحنين إلى الأصالة والقيم التي قد تكون ضاعت في زحمة الحياة المدينية. إنها المكان الذي يحتفظ بالهدوء والسكينة والتماسك الاجتماعي، وهي عناصر تغري الكاتب بالسفر إليها عبر قلمه.
الريف: عودة إلى الجذور
في المقابل، نجد اليوم روائيين يكتبون عن قراهم باحترافية لافتة للنظر. هؤلاء الكتاب نجحوا في جذب الأنظار إلى إبداعاتهم، مما عزز حضور سرديّة الريف وجعلها تنافس بنت المدينة أو حتى تسحبها نحوها.
رواية خالد اليوسف ارتحالات يعقوب النجدي مثال حي على ذلك. تدور أحداثها في الخمسينات في بلدة زليفات، حيث يشعر الأبطال بالحنين إلى جمال الطبيعة وهدوء القرية رغم أنها طردتهم منها!
السؤال المشروع: أيهما الأحق؟
يرى الدكتور عبدالحميد الحسامي أن السؤال حول انحياز الروايات للريف أو المدينة مشروع تماماً. فالمشهد الروائي المعاصر شهد تحولاً نحو الريف على حساب المدينة. لكن عندما نعود لتاريخ الجنس الروائي نجد أنه ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالمدينة منذ نشأته.
فالمدينة كانت ولا تزال مسرحاً مناسباً لنشأة جنس سردي جديد مثل الرواية التي وُصفت بأنها الملحمة الجديدة ووريثة فن الملاحم القديمة.
ختامًا: أين تجد نفسك كقارئ؟
سواء كنت من عشاق صخب المدن أو هدوء القرى، فإن الأدب يمنحك فرصة لاستكشاف كلا العالمين بعمق وتفاصيل مثيرة. فما رأيك أنت؟ هل تفضل الغوص في تعقيدات الحياة المدينية أم أنك تجد الراحة بين أحضان الطبيعة الريفية؟ شاركنا برأيك!