الثقافة و الفن

الأمير محمد بن سلمان: رؤية مستقبلية للإنسانية

Published

on

الأمير محمد بن سلمان: رؤية مستقبلية

لم يكن من المتوقع أن يبلُغ صديق لي درجة الغضب التي بلغها بحجة أنني علقت على نقاشنا حول (شخص ما) بقولي: “إنه مسكين”، الأمر الذي دعاه إلى وصفي بالساذج لأنني -حسب قوله- أصف كل الناس وبكل أطيافهم وطبقاتهم وميولهم بالمسكين.

والحقيقة أنني أطلق هذا الوصف بوعي تام وإدراك دقيق، لأنني بالفعل أرى أن كل الناس مساكين للغاية ويستحقون الشفقة مهما طغوا وتجبروا أو امتلكوا القدرة والمال أو حتى الذكاء أو أي سمة كانت.

الإنسان في مواجهة الحياة

والدافع الذي أنطلق منه لهذا الوصف، يعود إلى يقيني بأن الإنسان في أساسه كائن ضعيف جداً حتى إن أمتلك ما أمتلك، فهو في النهاية كائن ضعيف، لأنه وإن كان مالكاً للعقل الذي يميزه عن بقية الكائنات فهو في المقابل “مملوك” للكثير من السمات الشخصية والجوانب الوجدانية والنفسية، بل هو مملوك لكونه وإنسانيته التي جُبلت على التناقضات والنسيان والخطيئة، وهذا بحد ذاته -من وجهة نظري- كفيل بأن يجعله كائناً مسكيناً ويدعو للشفقة، مع ملاحظة أنني أطلق مفردة “مسكين” متجاوزاً كل الاعتبارات اللغوية التي يمكن أن يستغلها أحدهم ليدخلني ويدخل كل قارئ في دهاليز المعاني الأسمية لمفردة “مسكين”، وبالتالي فأنا هنا أعني بالمسكين قلة الحيلة وغلبة الضعف الداخلي على هذا الكائن الذي جاء لهذا الوجود وهو محمل بحمولات ثقال أشهر لها الكتاب الأعظم (القرآن الكريم) في كثير من المواطن، فضلاً عن القصص والأحداث التي تؤكد به -أي الإنسان- إلى مآلات مجهولة وغير معلومة، حتى إن كان منها ذلك النعيم المنتظر الذي ورد في آيات الكتاب الكريم مشروطاً ومجهولاً، وبالتالي جاء عجزه في التوصل إلى وصف يمكن أن أصف به الإنسان غير “المسكين”، ولك عزيزي القارئ أن تحمل الفكرة وتتفحصها بطريقتك الخاصة بك.

المهم أن صديقي الذي فتح لي نوافذ هذا الحديث ما زال يقاطعني حتى الساعة وما زلت في نظره جاهلاً بحال البشر ومعادنهم، بل وزاد إصراره على ذلك عندما علم أنني حزنت على (الشخص الـ ما) محل النقاش السابق بعد إصابته بمرض عضال أجبره على طلب الدعاء له من كل المحيطين به من كل المحيطين به.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Trending

Exit mobile version