تأثير الوسائط على اللغة الرسمية للشعر: تحذير عكور

أهمية اللغة في الشعر

تحدث الشاعر والأديب علي عكور عن دور اللغة في بناء النص الشعري، موضحًا أنها ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي المحور الأساسي الذي ينتج المعنى. بمعنى آخر، اللغة في الشعر لها قوة تتجاوز الشاعر نفسه لتصل إلى القارئ، حيث تُخلق الدلالات والمعاني من داخلها وليس من الخارج.

هذا يحدث بفضل ما يسمى بـ”التحول الدلالي”، وهو عملية تجعل الكلمة تنتقل من معناها المباشر إلى أبعاد جمالية أعمق. هذا يمنح القصيدة نوعًا من الاستقلالية التعبيرية التي تساهم في توسيع آفاق الإبداع.

الفرق بين اللغة الشعرية واليومية

أشار عكور إلى الفرق بين اللغة المستخدمة في الشعر واللغة اليومية. فاللغة الشعرية لا تهدف فقط إلى إيصال المعنى بشكل مباشر أو لتحقيق فائدة تواصلية. بدلاً من ذلك، تعتمد على استخدام المجاز والانزياح لتوليد تأثيرات فنية وجمالية.

في المقابل، تبقى اللغة اليومية مشروطة بالوضوح والبساطة. وهذا يعني أن القارئ يلعب دورًا مهمًا في فهم النص الشعري وتوسيع معانيه عبر التفاعل والتفسير الشخصي، مما يخلق نصًا حيًّا متعدد الطبقات.

الشعر الرقمي وتأثير الوسائط الحديثة

تناول عكور أيضًا موضوع القصيدة الرقمية التي أصبحت شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه القصائد غالباً ما تتضمن وسائط مصاحبة مثل المؤثرات الصوتية أو المرئية التي تضيف بعداً جديداً للنص الشعري.

ومع ذلك، حذر عكور من الاعتماد المفرط على هذه الوسائط بحيث تحل محل النص الأصلي إذا كان يفتقر للقوة اللغوية اللازمة. بمعنى آخر، يجب أن تكون هذه المؤثرات مكملة للنص وليست بديلاً عنه.

تأثير التكنولوجيا على الأدب والشعر

إن إدخال التكنولوجيا والوسائط المتعددة في عالم الأدب يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية استقبالنا وفهمنا للشعر اليوم. فعلى سبيل المثال، يمكن للمؤثرات الصوتية أن تعزز التجربة السمعية للقصيدة وتجعلها أكثر جذباً وعمقاً إذا تم استخدامها بشكل صحيح وبتوازن مع النص الأصلي.

ندوة حول سلطة اللغة في تشكيل المعنى الشعري

<pجاءت هذه الأفكار خلال ندوة نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة بعنوان سلطة اللغة في تشكيل المعنى الشعري، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025. قدم الورقة الرئيسية علي عكور وأدار الجلسة علي الأمير بحضور جمهور مهتم بالأدب وتحولاته.