نهاية الحوار: كيف نعرف متى نتوقف عن الكلام؟

تيراميسو في روما: حلوى النهاية وذكريات البداية

بينما كنت أستمتع بآخر قطعة من حلوى التيراميسو في مقهى (GINORI 1735) في روما، شعرت بأنني أعيش لحظة سينمائية لا تُنسى. الأطباق الملونة ذات النقوش المبهجة كانت تلمع تحت ضوء الشمس الإيطالية، وكأنها تدعوني لشراء واحدة منها كذكرى من هذه الرحلة الساحرة. يمكنك اقتناء هذه الأطباق الرائعة مباشرة من المتجر أو ببساطة بضغطة زر عبر موقعهم الإلكتروني.

النادلة الإيطالية البشوشة، التي تحمل في عروقها دماء الإسكندرية المصرية، جلبت لي فاتورة الحساب بابتسامة دافئة. وفي تلك اللحظة أدركت أن رحلتي الجميلة شارفت على نهايتها.

السلع الضائعة بين الشراء والتكديس

تذكرت حينها مقولة المديرة السابقة في شركة أمازون: لا أظن أننا كنا نفكر بمآل هذه الأشياء في النهاية. ملايين السلع تجوب أنحاء العالم بضغطة زر، تصل إلينا كهدايا ومكافآت لأنفسنا، لكنها غالبًا ما تنتهي بمحاولات التخلص منها أو تكديسها في ظلام المخازن.

بعض السلع تضيع طريقها لأصحابها الحقيقيين؛ لذا قررت بعض شركات التوصيل وضع حد لمكوثها الطويل في مخازنها المكتظة. مئات القطع الجديدة تُعرض للبيع بالكيلوغرامات في متاجر خاصة. يمكن لأي شخص اختيار مغلف ودفع ثمنه حسب وزنه بالكيلو، ليحمله معه بدافع الفضول.

قد تحتوي هذه الطرود الغامضة على ملعقة خشبية بسيطة أو مملحة طعام، وربما جهاز لاب توب أو فستان سهرة من فالنتينو! إنها مغامرة تسوقية مثيرة تشبه فتح صندوق كنز مجهول.

النهاية… بداية جديدة

مثل رواية (الجزيرة الأخيرة) للكاتب التركي عمر زولفو ليفانيلي التي تبدأ بعبارة كنا نعيش بسعادة وسلام على أفضل مكان آمن، وتنتهي بحكاية فقدان الجزيرة بكل تفاصيلها الحزينة؛ تبقى آثار الثعالب وهجرة النوارس ولدغات الثعابين محفورة في ذهن القارئ.

وفي الشعر أيضًا ننصت للبداية دون أن نتوقع شكل النهاية. قصيدة المدينة للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن تبدأ بسؤال عذب: وين تبدأ هالمدينة كل يوم؟، لتنتهي بحقيقة الغياب وغموض الإجابات: صك شباك التذاكر وانمحى حبر الختوم وما لقيتك.

إنها النهاية الحزينة؟ أم ربما بداية جديدة تنتظر خلف الأفق؟