Connect with us

ثقافة وفن

نزهة متأملة في حدائق فاتنة اسمها الكتب

كرة القدم في الشمس والظلكلما ذكرني أحد الأصدقاء بكتاب من تلك الكتب الجميلة التي قرأتها وراقت لي كثيرا، أقول لنفسي:

كرة القدم في الشمس والظل

كلما ذكرني أحد الأصدقاء بكتاب من تلك الكتب الجميلة التي قرأتها وراقت لي كثيرا، أقول لنفسي: آن لك أن تمتحن الذاكرة، هل هي مزهرة كما كانت في ربيعها الثري أم ترى امتدت إليها أصابع اليباس؟ وعلى الفور أمعن في استعادة ما مكث فيها وكتابته من دون الرجوع إلى الكتاب أو إلى أي مصدر من المصادر الأخرى، هنا مثلا بمجرد أن رأيت غلاف كتاب «كرة القدم بين الشمس والظل» لإدواردو غاليانو، تدفقت أمامي مشاهد كثيرة ونصوص وفيرة.. مثلا ذلك النص الجميل عن «حارس المرمى»؛ الذي يصد الكرة ويحول دون إقامة الأعراس وهو نفسه الذي لا ينبت في مكانه العشب.. كذلك تذكرت نصا طويلا رائعا عن «ماردونا»، براعته الكروية التي تصل إلى مستوى العبقرية، شيطناته التي لا تحصى، نزقه وحماقاته التي ربما تندرج فيما يسمى بمديح البسالة، قناعاته الراسخة وتصديه لكل ما لا يروق له في عالم الكرة والسياسة والإعلام والمجتمع.. تذكرت أيضا نصا عن لاعب قديم من أمريكا اللاتينية، كانوا قبل إقامة المباراة بدقائق يمرون عليه في «المشرب»، وكان -رغم كونه ثملا- بارعا في تسجيل أهداف عصية على التسجيل.. العجيب هو: عندما جاء نظام ما يسمى ب،«الانضباط»، حيث وضع اللاعبون في معسكر، كما لو كانوا في معتقل؛ استعدادا للمباراة القادمة حيث النوم في موعد والطعام في موعد، كف ذلك اللاعب عن التسجيل وأصبحت مهمته تنحصر في كونه يركض لاهثا و يتصبب عرقا غزيرا كما لو كان محض «مرشة».. في الكتاب أيضا نص عن حروب طاحنة نشبت بين دول جارة بسبب كرة القدم وملابساتها، وعن دم غزير تدفق مجانا بسبب ذلك الجنون الذي يصيب المفتونين بها.. وأخيرا أذكر نصا جميلا ورد في الكتاب عن «تاريخ الملاعب».. تحديدا عن تلك الملاعب التي لها ذاكرة وتلك التي من دون ذاكرة وإن كانت مقاعدها من ذهب.

غواية الشحرور الأبيض

في هذا الكتاب الصغير الذي جاء في ١٣٣ صفحة فقط، أدهشتني ثقافة محمد شكري بالدرجة الأولى، وهو الذي قضى العشرين عامًا الأولى من حياته أميًّا -كما ذكر هو في سيرته الشهيرة «الخبز الحافي»-.. في «غواية الشحرور الأبيض» -الصادر عن «منشورات الجمل»ـ حضرت قائمة طويلة من كبار الكتّاب والرسامين والموسيقيين العالميين، كما حضرت عناوين كتبٍ شاهقة تركت بصماتها عميقًا على الوجدان الجمعي في العالم كما غيرت مفاهيمَ ورؤًى وحيوات.. في هذا الكتاب يتناول شكري تجربته مع القراءة والكتابة، كما يتحدث عن مفهومه للتجربة الأدبية.. وهو هنا في هذا الكتاب يهجو بحدّة عددًا من الكتاب -خصوصًا الكتّاب العرب «التعبويين» المستلبين بالشعار والغارقين في المحلية والمسكونين بحنين ماضويّ مرضي ليس منه برء، داعيا في الوقت نفسه إلى تطوير أدبنا إلى ما فوق التقاليد القومية البحتة كي يصير أدبًا إنسانيًا، مثمنًّا في الوقت نفسه الثوري الحقيقي الذي يحمل معه شبابه إلى المعركة فكرًا وعقلًا، بينما ينقضُّ على الرومانسي الذي يصف وجه حبيبته وكأنه يقشر برتقالة إذ ينعته شكري بأنه «الطائر الإنساني الضعيف الذي يتغذى على الجيف».. في هذا الكتاب هاجم شكري الروائي الطاهر بن جلون الذي يصفه بأنه «كاتب تحت الطلب» وأن رواياته محض أعمال سياحية، ممتدحًا تجربة الطيب صالح (بندرشاه، مريود تحديدًا)، وتحدث عن أدونيس قائلًا «ربما نثره أكثر فاعليةً من شعره»، واعتبر نجيب محفوظ أجرأ روائي عربي عندما كتب «أولاد حارتنا»، ولم ينس أن يزدري عددًا من الكتّاب العرب الذين تراجعوا عن آرائهم حفاظًا على سلامة أعناقهم (طه حسين مثلًا).. وراح يثمن كثيرًا عبدالرحمن بدوي الذي ترجم أعمالًا إبداعيةً كبرى (دون كيخوتة ـ مثلًا) الذي أعاد الاعتبار لمن أُهْمِلَ من عباقرة الشخصيات الإسلامية مشيرا إلى كتابه الثمين «شخصيات قلقة في الإسلام».. وفي سياق حديثه عن كتاب عالميين، امتدح شكري طويلًا أدغار ألن بو، وبودلير لأنهما «ثارا على الموت ولكنهما لم يثورا على الألم».. أما صديقه جان جينيه فنال الكثير من تثمينه العالي كونه «أحيا عصر الملاعين عن جدارة».

عجلة مشتعلة تمر فوقنا

دار كلمة في أبوظبي أصدرت في 2009 مختارات للشاعرة الأمريكية لويز غليك، بعنوان «عجلة مشتعلة تمر فوقنا»، اختارها وترجمها سامر أبو هواش الذي ترجم أيضا العديد من المختارات الرائعة لكوكبة من المبدعات والمبدعين في أمريكا وسواها.. وتم إصدارها عن الدار نفسها «دار كلمة» في مجلدات أنيقة؛ أي أن صدور هذه المختارات للشاعرة لويز في لغتنا العربية حدث قبل أكثر من عشر سنوات من حصولها على نوبل، ورغم هذا -وعندما حصلت هذه الشاعرة على الجائزة- انتفض الكثيرون في عالمنا العربي غاضبين: من هذه الشاعرة النكرة؟ وكيف تمت ترجمة نصوصها إلى العربية بهذه السرعة؟ ومن يعرفها سوى أمها؟ وغيرها من الأسئلة المدببة والحانقة، هذا الأمر يتكرر كثيرا في عالمنا العربي في كل عام، التساؤلات ذاتها، المناحات نفسها، والهجاء نفسه.. لقد حدث الأمر نفسه حين فاز بنوبل الروائي بيتر هاندكه الذي ترجمت دار الآداب وسواها منذ عام 1990 -وربما قبل هذا العام- الكثير من أعماله، منها مثلا روايته الشهيرة «المرأة العسراء» التي قرأتها بعد صدورها بثلاث سنوات مترجمة بحبر الرائعة ماري طوق، ورغم هذا لم ينج من وصف الكثيرين له بأنه «نكرة»، وتعرض للكثير من التشكيك والقدح والذم والازدراء، كما تعرضت الروائية أولغا توكارتشوك إلى الكثير من الإساءات في عالمنا العربي، أقلها وصفها بأنها نكرة، وهي التي ترجمت أعمالها إلى أغلب لغات العالم، وحصلت على العديد من الجوائز العالمية قبل نوبل، وترجم لها إيهاب عبد المجيد رواية بعنوان «رحالة»، كما ترجم صديقنا الجميل جمال الجلاصي ثلاث روايات لها.. سؤالي هو: لماذا يحدث هذا في عالمنا العربي تحديدا؟ وهل الذي لا يعلم عنه أحدنا شيئا يكون عدما بالضرورة؟

كيف كتبت الرسالة الأولى ؟

عند قراءة كتاب «كيف كتبت الرسالة الأولى» – وهو مجموعة قصصية اختارت نصوصها وترجمتها عائشة الكعبي – وجدت نفسي أغرق في قراءة سير كتابها الخمسة: كالفينو، تشيخوف، كابوتي، كبلنغ، طاغور… لقد سحرتني معاركهم مع الحياة ومواقفهم من قضايا الناس والوطن..السارد الساحر إيتالو كالفينو انسحب من الحزب الإيطالي الشيوعي إثر الاجتياح السوفييتي للمجر في العام 1956، تشيخوف الحاصل على جائزة بوشكين فيما كان عمره ٢٦ عاما، تخلى عنه والده البقال المستبد حين تعرض للإفلاس، فكرس حياته مذ كان فتى غضا – في السادسة عشرة تحديدا – للإنفاق على عائلته الفقيرة البائسة وإسعادها..ترومان كابوتي عاش طفولة بائسة تخلت عنه أمه وهو طفل وزج أبوه في السجن.. كان تحصيله العلمي متدنيا في كل المواد باستثناء القراءة والكتابة، ومع هذا أبدع كتابا بعنوان «بدم بارد»، بفضله تربع على قائمة أفضل الكتاب في أمريكا سنين عديدة..روديارد كبلنغ هو أول كاتب إنجليزي حصد جائزة نوبل وهو أول من تلقاها وهو أصغر سنا…كانت العائلة التي عاش في كنفها تذيقه أشد أنواع العذاب والرعب ومع هذا لم يفش هذا السر لخالته لأنه كان مؤمنا بأن الأطفال «يتقبلون ما يحل بهم وكأنه قدر خالد»، كبلنغ هذا حين تعرض المصرف الذي كان يدخر فيه أمواله للخسارة استأجر كوخا متواضعا شهد ولادة طفله الأول كما شهد ولادة قصة الفتى موغلي الشهيرة ب «كتاب الأدغال»، وهو ذاته فضح ممارسات الغرب في قصيدة شهيرة بعنوان «عبء الرجل الأبيض».. أما حكيم الهند طاغور فقد كان منحازا لطبقة العمال الفقيرة وكان وطنيا مهتما بالإصلاحات الاجتماعية، أنشأ لهؤلاء الفقراء مدرسة لينسجم القول مع الفعل، في العام ١٩١٥ منحته الحكومة البريطانية وسام الفارس لكنه رفضه بعد عدة أعوام احتجاجا على المذبحة البريطانية في حق المتظاهرين الهنود…العجيب إن ثلاثة من هؤلاء الخمسة كانت خاتمتهم متشابهة..كالفينو رحل متأثرا بنزيف دماغي حاد، تشيخوف بنزيف رئوي حاد إثر إصابته بالسل، كبلنغ بنزيف في الاثنى عشر…

Continue Reading

ثقافة وفن

لن أعتزل لأجل الدين.. باسكال مشعلاني: أحب الحجاب لكن النقاب يفزعني

أكدت الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني عدم تفكيرها في ترك الفن من أجل الدين، وقالت خلال استضافتها في برنامج «الفصول

أكدت الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني عدم تفكيرها في ترك الفن من أجل الدين، وقالت خلال استضافتها في برنامج «الفصول الأربعة» مع علي ياسين: «لا أرى أن هناك تعارضا بين الدين والفن، والله أعطاني نعمة الصوت، وهناك مهندس محترم ومهندس غير محترم، في كل مهنة هناك المحترم وغير المحترم، أنا أصلي وأخاف ربي ومحترمة، هناك من يعتزل الفن قد يكون لديه شيء خاطئ فعله في حياته».

وأضافت: «الفن رسالة حلوة ونظيفة تزرع فيها الفرح وأنت تحافظ على نفسك، أنا أغني وأسعد الجمهور، وكل الفنانات محترمات».

وعن ارتداء الحجاب، قالت باسكال: «أنا أحب الحجاب فيه رقي كثير، ولا أحب النقاب، أنا ضد النقاب، يفزعني، لا أعرف ماذا يخفي وراءه».

أخبار ذات صلة

وتحدثت باسكال مشعلاني عن فكرة الموت والمستقبل، وقالت: «أكثر شيء يخيفني من المستقبل هو المرض لأن الصحة نعمة، أنا جاهزة دينيا للرحيل لأني أصلي كل يوم وأطلب من ربي كل يوم قبل النوم أن يسامحني إذا فعلت شيئا خاطئا أو أذيت شخصا ما، وأقول يا رب سلمتك أمري لتكن مشيئتك».

يذكر أن آخر أغنيات باسكال مشعلاني كانت أغنية «بضيعة زغيرة» من كلمات الأب الحبيس يوحنا خوند، وألحان خليل رحمة، وميكس وماستر جوزيف كرم، وتسجيل ملحم أبو شديد.

Continue Reading

ثقافة وفن

«في محبة الفيصل».. سرد بصري يحتفي بذاكرة قائد وفكر شاعر

يتألق معرض «في محبة خالد الفيصل» واحداً من أبرز محطات موسم جدة 2025، جامعاً بين الإبداع البصري والذاكرة الوطنية،

يتألق معرض «في محبة خالد الفيصل» واحداً من أبرز محطات موسم جدة 2025، جامعاً بين الإبداع البصري والذاكرة الوطنية، في تكريم حيٍّ لشخصية الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز -الإنسان، والشاعر، والمسؤول- عبر تجربة فنية وثقافية غامرة تمزج بين القصيدة والريشة والفكرة والإنجاز.

ويتنقّل الزائر داخل المعرض بين تسعة أقسام صمّمت لتروي سيرته بأسلوب فني مبتكر، يأخذ بيد المتلقي في رحلة بصرية تبدأ من ملامح الطفولة وتدرجات المسؤولية، لتصل إلى آفاق الفكر والتأثير، وتنطلق الحكاية مع قسم «أنورت»، وفي «مجموعة إنسان» تُستعرض المواقف والذاكرة، وتلامس القصائد وجدان الزوار في قسم «انثر المعنى»، وتترجم ملامح رؤاه الفنية في «ريشة»، وتُفتح أبواب الفكر العميق في «أفكاري»، وتُقرأ مسيرته التنموية في «سايق الخير»، ويُسمع صدى الوطن في «أنا غنيت»، وتُعرض المبادرات في «الواجب أكبر»، وتُقرأ المقالات في «كتاب ليس فيه أنا».

أخبار ذات صلة

من جانب آخر نظّمت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة جدة زيارة لعدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين من مختلف المسارات الإبداعية والثقافية، إلى معرض «في محبة خالد الفيصل»، واطلع المشاركون على أقسامه المتنوعة، التي تستعرض محطات مضيئة من فكر سموه، وأعماله الشعرية، ومبادراته الوطنية والثقافية المؤثرة، وما قدمه من إسهامات في بناء المشهد الثقافي السعودي.

Continue Reading

ثقافة وفن

دهسه على الدائري.. الإفراج عن نجل فنان مصري شهير قتل شاباً بالخطأ

قبضت الجهات الأمنية في مدينة السادس من أكتوبر في القاهرة على نجل الفنان المصري محسن منصور لتسببه في حادثة مرورية

قبضت الجهات الأمنية في مدينة السادس من أكتوبر في القاهرة على نجل الفنان المصري محسن منصور لتسببه في حادثة مرورية مروعة على الطريق الدائري أسفرت عن وفاة شاب كان يحاول عبور الطريق بالقرب من أحد المجمعات السكنية الشهيرة.

وفي محضر الشرطة، قال أحمد نجل الفنان المصري الشهير: كنت أقود سيارتي بشكل طبيعي عندما فوجئت بالمجني عليه يعبر الطريق من نقطة غير مخصصة للمشاة، ما منعني من تفادي الاصطدام به.

وأكدت التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية أن الشاب كان يعبر الطريق في مكان غير مخصص لعبور المشاة، وهو ما عزز رواية نجل الفنان بأنه لم يكن بإمكانه تفادي الحادثة، رغم محاولته التوقف بشكل مفاجئ، كما أظهرت آثار الفرامل الحادة الموجودة على الطريق.

وبعد إخضاع أحمد محسن منصور لاختبار الكحوليات والمخدرات، أثبتت النتائج عدم تعاطيه لأي مواد مؤثرة على القيادة، كما ثبت أن رخصة القيادة الخاصة به سارية المفعول، وكذلك تراخيص السيارة.

أخبار ذات صلة

وفي ظل عدم وجود كاميرات مراقبة توثق اللحظة الحاسمة لوقوع الحادثة، اعتمدت النيابة على تقرير الأدلة الجنائية وشهادات الشهود، والتي جاءت متوافقة إلى حد كبير مع أقوال ابن الفنان المصري حول ظروف الحادثة.

وقررت أسرة الشاب الراحل التصالح والتنازل عن القضية، فوالد الضحية، الذي كان متأثراً بشدة، قال لجهات التحقيق: «ابني رحل ولن يعيده شيء، عوضنا على الله، ولا أريد استكمال الإجراءات القانونية».

بناءً على ذلك، قررت النيابة العامة إخلاء سبيل أحمد محسن منصور بكفالة مالية قدرها 20 ألف جنيه مصري لا غير، مؤكدةً أن الواقعة تندرج تحت بند «القتل الخطأ»؛ نظراً للظروف المحيطة بالحادثة وعدم وجود شبهة تعمد.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .