Connect with us

ثقافة وفن

ناصر القصبي يعود بـ«فبراير الأسود».. دراما غامضة تثير التساؤلات

تعاقد الفنان ناصر القصبي رسمياً على بطولة مسلسل درامي جديد يحمل عنوان «فبراير الأسود»، من تأليف ناصر العزاز، وإخراج

تعاقد الفنان ناصر القصبي رسمياً على بطولة مسلسل درامي جديد يحمل عنوان «فبراير الأسود»، من تأليف ناصر العزاز، وإخراج عمرو صلاح، والمقرر عرضه على منصة «شاهد» خلال الفترة القادمة .

المنصة أثارت فضول المتابعين بنشر صور للقصبي ممسكاً بسيناريو العمل الجديد، في خطوة تشويقية تؤكد أن المسلسل سيحمل طابعاً مختلفاً عن تجاربه السابقة. ولم يتم حتى الآن الكشف عن تفاصيل القصة أو أسماء الأبطال المشاركين، فيما تواصل الشركة المنتجة عمليات الترشيح والتعاقد مع باقي فريق العمل.

اللافت أن اسم «فبراير الأسود» كان قد استُخدم سابقاً في فيلم سينمائي عُرض عام 2013، من بطولة النجم الراحل خالد صالح، وتأليف وإخراج محمد أمين، وتناول قصة اجتماعية ساخرة حول صراعات الطبقة الوسطى والرغبة في الهجرة بسبب الواقع القاسي، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان المسلسل الجديد يحمل أي تشابه في الطرح أو المضمون.

أخبار ذات صلة

في سياق آخر، يواصل ناصر القصبي حضوره الفني اللافت، حيث شارك أخيراً في الفيلم السينمائي «The Seven Dogs»، إلى جانب نجمي السينما المصرية كريم عبدالعزيز وأحمد عز، بمشاركة نخبة من النجوم مثل هنا الزاهد، تارا عماد، منة شلبي وسيد رجب. العمل من تأليف محمد الدباح، ولم يُعلن حتى الآن عن موعد عرضه الرسمي.

وكان القصبي قد لاقى إشادات واسعة من الجمهور خلال موسم عيد الفطر الماضي، بعد عرضه المسرحي «الشنطة» على مسرح بكر الشدي، ضمن فعاليات العيد، وهو ما يؤكد استمراره في تقديم أعمال تجمع بين الجودة والتجديد.

Continue Reading

ثقافة وفن

أوطان تنتمي لنا أوطان ننتمي لها

في لحظة من تلك اللحظات التي تتقاطع فيها القراءة مع الذاكرة، كنت أستعرض فصول رواية 9 مارس للكاتب والمهندس الإرتري

في لحظة من تلك اللحظات التي تتقاطع فيها القراءة مع الذاكرة، كنت أستعرض فصول رواية 9 مارس للكاتب والمهندس الإرتري العفري محمود شامي، حتى وقفت عند الفصل الثالث، الموسوم بعذوبة: «أوطان تنتمي إلينا، وأخرى ننتمي إليها». عنوان يتقاطع مع أسئلة الهوية والمنفى والانتماء، وتبدأ معه رحلة الغوص في ذاكرة البطلة رحمة، التي يلازمها تاريخ التاسع من مارس كما يلازم الظل صاحبه، كوشم لا يُمحى، كقدر.

‏ليست رواية 9 مارس مجرّد سرد لأحداث تاريخية، بل هي رحلة في تضاريس النفس البشرية، حكاية منفى وحنين، ونضال يتخلله رجاء لا ينطفئ. هي رواية الوطن البعيد الحاضر في الوجدان، حيث تبقى برعصولي كل العشق لوالد رحمة، وعصب الحياة لوالدتها، وتظل إرتريا تسكن أعماق البطلة، تلاحقها حتى ليالي المطر الباردة في بريطانيا، علّها تحظى يومًا بربيع مارسي جديد.

‏يشدك الغلاف، ويثير عنوان الرواية تساؤلات في ذهن القارئ والقارئة: لماذا هذا التاريخ بالذات؟ سرعان ما تكشف الرواية عن أثر التاسع من مارس، الذي يتردد صداه في وجدان البطلة، فيعيد تشكيل محطات حياتها، كما لو أنه لغز يتكرر، ويدفعها إلى خوض عواصف الحياة بكل تقلباتها، عبر سردٍ شفيف، ولغة تنبض بحميمية الأماكن والذكريات، لتغدو الرواية شهادة وجدانية على ذاكرة جماعية، وإنسانية عميقة لا تنسى.

‏لم يكن اختيار الكاتب محمود شامي لعنوان روايته (9 مارس) محض صدفة، بل هو استدعاء لتاريخ حافل بالنضال والتضحيات، تاريخ يشكّل نقطة تحوّل فارقة في مسيرة التحرر الإريتري. التاسع من مارس عام 1977، في إقليم دنكاليا وتحديدًا في مدينة برعصولي الواقعة شمال عصب في دولة إرتريا، هو التاريخ الذي ينسحب صداه على جسد الرواية وشخوصها، وعلى ذاكرة البطلة رحمة التي لا تنفصل عن هذا اليوم كوشمٍ قدره أن يبقى نابضًا.

‏يحلق بنا الكاتب عبر شخوص الرواية وتسلسل الأحداث إلى عوالم التاريخ والجغرافيا، والحنين والتضحية من أجل المحبوب، والانكسار والنهوض من الخيبات وطعنات القدر، ويعيد تكوين الإنسان في منطقة القرن الأفريقي. شخصية رحمة، بطلة الرواية، تنتمي إلى برعصولي في دنكاليا، ذلك الإقليم الساحلي الذي يفيض بالشعر وأهازيج البحارة، حيث البحر لا يعني الهروب فقط، بل الأمل أيضًا، وحيث تتردد نداءات الحياة من بين الأمواج والأغاني الشعبية.

‏ومن هناك، من ذاكرة البحر والمكان، تبدأ رحلة المنفى القسري، حين تهاجر رحمة مع أهلها من برعصولي إلى اليمن، ثم إلى جيبوتي. في كل محطة، تترك الأرض أثرها في الروح، وتترك الذاكرة علامات لا تُمحى. ليست الهجرة هنا جغرافيا فقط، بل عبور داخلي مؤلم بين وطنٍ يُنتزع بالقوة، وآخر يُبنى بالحنين.

أخبار ذات صلة

‏تفتح الرواية أبوابًا على قلق الهوية والانتماء، وتطرح أسئلتها على لسان شخصيات تتنقل بين أوطان شتى: بغداد، جيبوتي، السودان، وهران، هرجيسا… في كل مدينة صوت، ولكل صوت نبرة الحنين الخاصة. في تاجورا وجيبوتي العاصمة، تصغي الرواية للهجات متنوعة، تعكس امتداد الهوية الجيبوتية بروافدها العفرية والصومالية والعربية، حتى تغدو الرواية سجلًا حيًا لتعدد التكوين الاجتماعي والثقافي في بلدان القرن الأفريقي.

‏وقد وفقت القاصة والرسامة عائشة رفة نور في لوحة الغلاف، التي تجسّد بطائرٍ يخرج من جسد الإنسان، ليحلّق في فضاء المنافي، في استعارة مرئية عميقة لحياة منفى لا تخلو من الأمل، حيث يعبر الطائر عن النبض الداخلي، عن صوتٍ صامت يصرّ على البقاء.

‏وسط هذا الحكي، ينبض إقليم دنكاليا، لا كمكان جغرافي فقط، بل كرمزٍ حيّ للذاكرة والهوية. هناك، على شواطئه، تهمس أهازيج البحّارة، وتروى حكايات البحر والانتظار. وهناك، في صخور هذا الساحل، دفنت الأيام بقايا أولى الجماجم الإنسانية المعروفة، كـ«لوسي»، لتشير الرواية إلى عمق جذور هذه الأرض، وكأنها تريد أن تقول إن المنفى ليس مجرد فَقد، بل امتداد لوجود بدأ منذ أقدم الأزمنة.

‏رحمة وأهلها ليسوا فقط أبطالًا لحكاية معاصرة، بل يمثلون بأوجاعهم وأحلامهم ذلك الامتداد الإنساني العميق لأرض ما تزال، رغم كل الصعوبات، تفيض بالحياة والكرامة. إن رواية التاسع من مارس ليست فقط عن إرتريا، بل عن الإنسان الذي يُقتلع، ثم يعيد بناء نفسه من رماد الغياب، عن أرض تُنسى قسرًا ولكن لا تُمحى من الوجدان.

‏وتقف الرواية أيضًا على تخوم بلد عربي أفريقي كجيبوتي، حيث تتقاطع اللغات والثقافات عند بوابة البحر الأحمر. العربية، رغم منافسة الفرنسية التي ترسّخت إداريًا وتعليميًا منذ ما يزيد على 160 عامًا، لا تزال نابضة في الوجدان الشعبي والروحي للمجتمع الجيبوتي. أما اللغات المحلية، كالعفرية والصومالية، فهي ليست فقط أدوات تواصل، بل حُفر في ذاكرة الأرض، وجذور لهوية جماعية غنية، تنعكس على تفاصيل الشخصيات في الرواية.

9 مارس إذًا، ليست فقط عنوانًا لزمن مضى، بل نافذة تُفتح على أسئلة لم تغلق بعد، عن المنفى، عن الهوية، عن ما تبقى من الوطن في قلوب من عبروا البحر بحثًا عن ضوء بعيد. رواية تمسك بيد القارئ والقارئة، وتأخذهما إلى هناك… حيث لا يزال البحر يغني للذين لم يعودوا، وحيث تظل الذاكرة، رغم كل شيء، هي الوطن الحقيقي.

Continue Reading

ثقافة وفن

مصادفات وذكريات في معرض أبوظبي

في مدينةٍ تنضحُ بالأناقة والسكينة، كان لقائي مع أبوظبي أشبهَ بنزهة في ذاكرةٍ لم تكتمل. حضرتُ لتوقيع الطبعة الثانية

أخبار ذات صلة

في مدينةٍ تنضحُ بالأناقة والسكينة، كان لقائي مع أبوظبي أشبهَ بنزهة في ذاكرةٍ لم تكتمل. حضرتُ لتوقيع الطبعة الثانية من روايتي (ابنة ليليت) لكن ما جنيتُه هناك كان أعمق من توقيع، وأبعد من حكاية. رافقتُ صديقي الناشر هيثم حسين، في جولة بين أجنحة معرض الكتاب، نخوضُ بهو الكتب كمن يخوض في نهرٍ من المعاني، حتى توقفنا عند جناح باذخ الطلّة، أنيق كقصيدةٍ محبوكة: مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. استقبلنا فيه رجل طاعن في الوقار، تعلو وجهه لحية بيضاء كأطراف السحاب، مُهذبة كما لو أنّها ترتل الصمت. بادره هيثم بالسلام، وناداه: «أبا هاشم». ارتجف الاسم في قلبي، كجذع نخلة هزّته ذاكرة قريش، فأطرقتُ احترامًا، وكأنني أمام سلالة التاريخ تمشي على قدمين. أهديتُه نسخة من الرواية، كنت أحتفظ بها لأحدهم، لكنها ذهبت لمن يستحقّها. وقّعتها، ثم غادرنا، وأنا أشعر أنّي سلّمت الكتاب إلى قارئ من زمنٍ آخر، زمنٍ قيمة الكتب فيه كما أثمان التحف.
لكن القصة لم تبدأ بعد.. ففي تلك الليلة، تلقيت دعوة عشاء من صديق إماراتي قديم، اسمه أحمد. أربعون عامًا تفصل بين لقاءينا، منذ جمعتنا مقاعد معهد اللغة الإنجليزية في بلدةٍ ساحلية جنوب بريطانيا تُدعى فاكوستون عام 1985. كانت الأيام هناك تمضي كأنها شريط سينمائي، بالأبيض والأسود، نركض فيه نحو الحياة دون دليل. التقينا في المعهد بشبابٍ خليجيين مبعوثين من خطوط الإمارات. بينهم شاب اسمه إبراهيم، شاعر في هيئة صامت، يكتب ملاحظاته في دفتر صغير، يجلس في الحدائق وحيدًا، كأنه يُصغي إلى الأشجار وهي تهمس بأسرارها. لم يكن يُرى في المطاعم أو المقاهي، لكنه كان يُرى في الشعر، كلما فتّحت القصائد نوافذها. ذات ليلة، اجتمعنا في مطعم صغير يُدعى لقروتا، فيه ركن للرقص لا يُغري إلا بالضحك. كنا أربعة: أنا، وأحمد، وجمال، وإبراهيم. وبينما نتجاذب الحديث ونغالب الضجر، صعدت من إحدى الطاولات فتاة كأنها خرجت من صفحة أسطورة. ترتدي فستانًا أبيض قصيرًا، شعرها يتدفق كسواد الليل، وعيناها كغيمتين متجاورتين على وشك المطر.. ما إن انتهت الرقصة وعادت الجميلة إلى مقعدها، بحراسة عيون من حضر الفقرة السحرية، لم يحتمل الشاعر أن يحضروا له ورقة، فسحب منديلًا ورقيًا من على الطاولة، أخرج قلمه، وكتب. نعم، كتب القصيدة فورًا، ومن قلب اللحظة. قرأها علينا، بصوت كأنه يسحب الكلام من صدر الغيم. كانت القصيدة جميلة، مغسولة بالموسيقى. طلبنا منه إعادتها، وأعادها مرارًا، حتى عدنا إلى بيوتنا، سكارى من خمرة الكلمات، نُردّد العنوان في الطريق: الجميلة ذات الرداء الأبيض. بعد ساعات، وبينما نجلس على مائدة العشاء في منزل صديقي أحمد في أبوظبي، تذكرنا أسماء الرفاق، واحدًا تلو الآخر، حتى جاء ذكر إبراهيم. قلت: «عجبًا، ما أخباره؟». فأجاب: «أتعلم أين هو اليوم؟ هو مدير مؤسسة العويس الثقافية». شهق هيثم، وقال: «هذا هو الذي كنا عنده اليوم! يا أبا يوسف». نظرت إليه بدهشة، وأنا أحاول ترتيب ملامح الذهول على وجهي، وقلت: «مستحيل!»، وفي اليوم التالي، غادرت أبوظبي نحو الرياض، أحمل في جيبي رقم هاتف إبراهيم الهاشمي، وفي قلبي قصيدة كُتبت على منديل ورقي.

Continue Reading

ثقافة وفن

سعيد السريحي يؤكد مهارته السرديّة برواية «جدة 915 هـ»

كعادة الناقد الدكتور سعيد السريحي، في الافتتان بالدهشة، والإدهاش، غدا مُدهشاً وهو في مطلع العقد السابع من عمره،

كعادة الناقد الدكتور سعيد السريحي، في الافتتان بالدهشة، والإدهاش، غدا مُدهشاً وهو في مطلع العقد السابع من عمره، بتبنيه منهجية «الإنتاج» الأدبي، ما بين سيرة، ونقد، وقصائد، وروايات، ولكي يؤكد لقارئه امتلاكه أدوات السارد، عاد إلى المشهد بأحدث إصداراته، السردية «جدة 915هـ» متناولاً فيه حياة أهالي مدينة جدة في زمن الوباء، وكأنما استعاد السارد زمن الجدري، واستبطن تداعيات وباء فايروس كورونا، والرواية الصادرة عن دار مدارك، تعد الإصدار الـ17 لأبي إقبال.

يؤكد صاحب «الكتابة خارج الأقواس» أن العمل الأحدث يمثّل بالنسبة له مغامرة تستند على أساس من إيمانه بأن الكتابة إن لم تكن ضرباً من المغامرة فإنها لا تستحق العناء الذي يُبذَل فيها، والرواية تقوم على تخييل الأصول التاريخية، التي صاحبت بناء سور جدة عام 915هـ.

ومن الفصل الأول للرواية نجتزئ هذا المشهد:

«اقتربوا من بيوتهم، تلوح على جدرانها ذاكرة موشومة بالجدري، الذي عاث فيها قبل سنوات قليلة، جاس شهراً بين البيوت، كمَن لهم في مفارق الطرق ومنعطفات الأزقة، ولم يغادرها إلا بعد أن اصطحب، من كل بيت من بيوتها، رفيقاً له في رحيله عنها، وترك في كل بيت من بيوتها أجساداً موشومة بآثار الدمامل، رحل وحمل معه أولئك الذين حملوه لجدة على أكتافهم من أعماق البحر، وقسموا دمامله وبثوره بين حاراتها وبرحاتها وأزقتها وأسواقها، حملهم معه فأراحهم من تحمّل إثم من رحلوا ولوم من تركهم الجدري أشباه أحياء.

​عاد البحارة ذات يوم بقواربهم محملة بما أخفوه عن أعين حراس البحر، من توابل وقمح وأقمشة مهربة غير أنهم عادوا بخبر آخر تكتموا عليه، ثم أفشوه بعد أن أثقلهم حمله سرّاً، تحدثوا عمّا رأوه على سطح تلك السفينة، التي كانت تحمل البضائع، من رجال توشم وجوههم وسواعدهم الدمامل، ورجال يئنون من وطأة الحمى والجراح التي تمزق أجسادهم، وحدثوهم عن جثث تنز أكفانها صديداً تتناهشها الحيتان يلقي بها البحارة في الماء.

– حسبنا الله ونعم الوكيل، وما قلتوا لنا ليه؟

– الله لا يجزاكم خير، بعتوا لنا بضايع ناس منصابين بالجدري؟

أخبار ذات صلة

– ما خفتوا ربكم؟ الطمع عمى عيونكم

أوسع أهل جدة أولئك المهربين الذين نقلوا البضائع من سفينة الجدري لوماً، ثم أسرعوا إلى مخازنهم ودكاكينهم وبيوتهم يخرجون منها ما اشتروه من توابل وقمح وأقمشة يشعلون فيها النار، كلما أوشكت تنطفئ أشعلتها بضائع جديدة تردد من اشتروها في حرقها ثم لم يجدوا بدّاً من أن يطعموها النار.

– الله يستر، صار لها أكثر من أسبوع عندنا

– ما يصيبنا إلا اللي كتبه الله لنا

انتظرت جدة الموت يسقط عليها ذات مساء من السماء، أو يخرج إليها ذات صباح من البحر، واستيقظت يوم عيد الأضحى على فاجعة أول إصابة بالجدري، أدركوا أن الموت اختار من بينهم أضاحيه للعيد.

عقدت الجائحة ألسنتهم وعقدوا مجلسهم يتراءون فيما يصنعون.

أدخلتهم يد الجدري في تجربة مختلفة مع الموت؛ تجربة تشكل نقيض تجربة الموت فجأة، الموت حين يتوقف القلب، تغادر الروح الجسد بسلام، تتركه سالماً معافى، تقبل جبينه، تلقي عليه تحية الوداع، تنحني شاكرة له السماح لها بقضاء الوقت معه، ثم تغادر، تتركه كأنما هو يغط في نوم عميق، كأنما هو بانتظار تراجعها عن قرارها وعودتها إليه، أو بانتظار روح أخرى تحل فيه، الموت بالجدري مختلف تمام، الجسد يتهالك، يتقوض، يتحلل، لا يأبه بالروح التي لا تزال ساكنة فيه، كأنما يعلن الجسد للروح أنه لم يعد مكاناً تسكن فيه، وأن عليها أن تغادر، الجسد في موت الفجاءة يشبه بيتاً أسدل القاطنون فيه ستائره، أغلقوا بابه بهدوء، وغادروا، الجسد في الموت بالجدري يشبه بيتاً هوى على رؤوس ساكنيه».

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .