Connect with us

ثقافة وفن

«مشرحة بغداد».. جثث ناطقة بآلام العراقيين

مشرحة بغداد.. رواية للكاتب برهان شاوي، تعد واحدة من الروايات التي تنتمى إلى أدب الديستوبيا العربية؛ وهو الأدب الذي

مشرحة بغداد.. رواية للكاتب برهان شاوي، تعد واحدة من الروايات التي تنتمى إلى أدب الديستوبيا العربية؛ وهو الأدب الذي يُعرف أيضاً بأدب المدينة الفاسدة، إذ جعلنا الكاتب (برهان الشاوي) نشاهد ما يحدث من سفك للدماء ومجازر للقتل والخيانات والرياء بأرجاء الوطن المذبوح كل لحظة.

حيث يستخدم الكاتب خياله وفقاً لما يعايشه أو يتوقعه فيرسم تلك المدينة التي تسودها الفوضىٰ، ويحكمها الشر المطلق.

شخصية آدم الحارس غريبة نوعاً ما وتدعو للتساؤل، فهو من جانب يقرأ بنهم الكتب الفلسفية والروايات ويتوق لمعرفة حقيقة التكوين رغم تعثره بالدراسة وهجرها قبل أن يحصل على شهادة الإعدادية، واضطراره للعمل كحارس لهذه المشرحة حتى يعين أمه الوحيدة التي تفارق الحياة فيما بعد، ويضبطه مساعد الطبيب ذات ليلة يضاجع جثة امرأة ذبيحة ميتة.

نرى آدم الحارس يهيم بعشق جثة فتاة قتلها شقيقها غسلاً للعار، ثم يتضح بعد تشريحها أنها لم تزل عذراء، وأن حملها الذي خدع عائلتها لم يكن إلاّ ورماً نتيجة اضطراب جهازها التناسلي.

علاقته مع جثث المشرحة تتصف بالعاطفة وبالإنسانية، فقد يقوم بتعديل وضع جثة التوى عنقها حتى يدعها تغفو براحة في نومتها الأبدية، فهو يرى أن تلك الجثث تتنفس الحياة ولذا نجده يمعن النظر، ويسمع الجثث تتحدث فيما بينها كلما حلّ الظلام على المشرحة.

جعلنا نستمع إلى قصص النساء الأربع معهن جثة الطفل الصغير التي سيقت ذلك اليوم إلى المشرحة بعد دوي الانفجار، قصصها تثير الدهشة واعترافاتها التي يقشعر من صدقها البدن.

قصص وحكايات تكشف عن بشاعة وحيوانية الكائن البشري وشغفه الأعمى بهذه الحياة الخادعة.

الموتى يتحدثون.. أجل بصدق مثير. ثم إن آدم الحارس يكتشف أن هذه المشرحة تضم في أحد طوابقها معتقلاً لجثث أعدمت.

يستدرجنا الكاتب إلى واقعية مخيفة جداً في البداية، ثم يباغتنا بعوالم غريبة تدهشنا وتجعلنا في حيرة، ثم نرى الجثث الذبيحة تهرب من المشرحة، وأن مجموعة من الحرس الوطني أبصرت تلك الجثث تسير على الجسر المفضي إلى المدينة، فرار جماعي للجثث من ثلاجات الموتى وقاعات التشريح بعد أن حكت قصصها الغريبة والمخيفة واعترافاتها، ويحرص الكاتب على تلك الحبكة والعقدة والغموض السحري في سرده الأدبي حتى السطر الأخير من الرواية بعد هروب الجثث.

تدور أحداث رواية «مشرحة بغداد» حول العراق، بين الأمس واليوم، وكيف أصبح الإنسان بمثابة مشروع جثة، وليس مشروع حياة، وهو ما تجسد عبر شخصيات الرواية التي أتت على هيئة جثث تجتمع في مشرحة بغداد الكبرى، لتحكي كل واحدة منها بشاعة موتها؛ منها من قضى في انفجار، ومنها من قضى في التعذيب، ومنها من أعدم تحت جنح الظلام.

«كانت كل جثة قد جلست على سريرها النقال، وكانت الجثث ممزقة من الخلف. بعضها في الرأس وبعضها في الصدر. رأس إحداها قد بدت مهشمة من الخلف، وعند أخرى كان نصف القفص الصدري قد اقتلع في الانفجار…».

من خلال ذلك، تبدو الرواية شديدة الكابوسية، وهي تناقش قضية الإنسان والوجودية وتناقضات وجوده وتعقيداتها، حتى يبدو وكأن الموت هو الحياة الحقيقية، وما الحياة سوى كابوس طويل. نستمع إلى إحدى الجثث: «… إن الذي أعرفه هو أننا نبقى لفترة قليلة جداً في هذا العالم ثم ننتقل إلى عالم الأرواح. غداً سنفترق. بعد أن يمزقوا أجسادنا، باحثين عن سبب موتنا. وربما لن يقوموا بذلك. فقط سيأتي أهلنا لأخذنا من هنا لتدفن أجسادنا…».

«مشرحة بغداد» رواية تعبر عن أكثر حالات الإحباط البشري والشعور بعبثية الفعل الإنساني أمام مصيره المحتوم بأساه وتراجيدياه الأزلية الأبدية، وعلاقته بفعل الموت.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كل الجميلات عملوا كده».. شمس البارودي تتبرأ من أدوارها الجريئة

تبرأت الفنانة المعتزلة شمس البارودي في تصريح عبر حسابها على «فيسبوك» من جميع أعمالها، وقالت إنها ندمت وكانت تتمنى

تبرأت الفنانة المعتزلة شمس البارودي في تصريح عبر حسابها على «فيسبوك» من جميع أعمالها، وقالت إنها ندمت وكانت تتمنى ألا تقدم مثل هذه الأدوار، معربة عن استيائها من فكرة توجيه انتقادات لها بالرغم من تقديم العديد من فنانات جيلها أدواراً مشابهة.

وكتبت شمس البارودي عبر «فيسبوك»: «أنا عملت أفلام كل ممثلات السينما المصرية الجميلات عملوها، وعملتها مع كبار المخرجين مش في الخفاء، وصُرحت من الرقابة، انتو كده بتهاجموا كل الفنانات اللي عملوا أدوار مشابهة، وكان عمري لا يتعدى 37 عاماً».

وعبّرت شمس البارودي عن استيائها من انتقاد أدوارها الجريئة بالرغم من تقديم فنانات أخريات تلك الأدوار: «كثير من الفنانات الجميلات شكلاً -حتى من اعتزلن- بعضهن قدمن أدواراً مشابهة، ما هجمتوش ليه الوسط كله، بلاش نفاق».

وقالت:«أنا شخصياً اعتزلت وتبرأت من أدوار مع كبار المخرجين كنت أتمنى ألا أقدمها».

أخبار ذات صلة

اعتزال شمس البارودي

اعتزلت شمس البارودى في وقت شهرتها وشبابها بعد أداء العمرة 1982، وقررت الابتعاد عن الأضواء والتفرغ للعبادة ولأسرتها، وتزوجت الفنان الراحل حسن يوسف وأنجبت منه أبناءها الأربعة، ورفضت كل عروض العودة للأضواء من جديد.

Continue Reading

ثقافة وفن

إبراهيم الحساوي.. النجم الذي تألق خارج بؤرة الضوء

ليس من السهل أن يظل الفنان وفياً لفنه دون أن تسرقه بهرجة الأضواء أو تغريه الطرق السهلة، لكن إبراهيم الحساوي، الذي

ليس من السهل أن يظل الفنان وفياً لفنه دون أن تسرقه بهرجة الأضواء أو تغريه الطرق السهلة، لكن إبراهيم الحساوي، الذي اختير أخيراً شخصية العام في مهرجان الأفلام السعودية، يثبت أن القيمة الحقيقية للفن لا تقاس بعدد العناوين ولا بمساحة الظهور، بل بعمق الأثر وصدق الأداء.

الحساوي، ابن الأحساء، وُلد 1964، وبدأ مسيرته على خشبة المسرح في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يشق طريقه إلى التلفزيون والسينما دون أن يتخلى عن هويته الأصيلة كممثل حقيقي، يحترم النص ويقدّس الدور. هو من أولئك الذين لا يحتاجون إلى «بطولات» شكلية ليثبتوا موهبتهم، إذ تتكئ أعماله على البساطة الظاهرة والعمق الباطن، ويكفي أن تراقب تعبيرات وجهه أو نبرة صوته لتدرك حجم ما يملكه من أدوات.

في السينما، لمع اسمه في أفلام قصيرة وطويلة شارك بها، فكان حاضراً بقوة في المشهد المستقل، متعاوناً مع أبرز مخرجي الموجة السعودية الجديدة، ومضيفاً للأعمال التي شارك فيها طاقة تمثيلية ترفع من قيمة الفيلم لا تقلل منه. أما في التلفزيون، فكانت أدواره غالباً مركّبة، تنبض بالحياة وتعكس تجارب إنسانية صادقة.

تكريم الحساوي، ليس فقط احتفاءً بفنان متمكّن، بل هو أيضاً إنصاف لمسيرة طويلة من العطاء الهادئ، وتأكيد على أن الفن الحقيقي لا يضيع، ولو تأخر الاعتراف به. إنه رمز لجيل زرع كثيراً من دون أن ينتظر التصفيق، وجاء الوقت ليحصد التقدير المستحق.

الحساوي، فنان من طراز نادر، يلمع بصمت ويُبدع بصدق، وها هو اليوم يتقدم نحو واجهة المشهد، لا كطارئ، بل كأحد أعمدته الراسخة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

محمد رمضان… جدل لا ينتهي.. وغضب شمس البارودي يزيد النار اشتعالاً

تحول اسم محمد رمضان، إلى مرادف دائم للجدل الفني والاجتماعي، ليس فقط بسبب أدواره المستفزة أحياناً أو حضوره الصاخب

تحول اسم محمد رمضان، إلى مرادف دائم للجدل الفني والاجتماعي، ليس فقط بسبب أدواره المستفزة أحياناً أو حضوره الصاخب على المسرح والشاشة، بل أيضاً بسبب ردود الأفعال المتصاعدة التي يثيرها من زملائه في الوسط الفني والجمهور على حد سواء. ورغم النجاحات الجماهيرية التي يحققها إلا أن رمضان، لم يسلم من النقد اللاذع، الذي اتخذ هذه المرة منحى شخصياً حين دخل في صدام غير مباشر مع المخرج عمر عبدالعزيز، ليفتح بذلك باباً جديداً من الاشتباك مع أحد رموز الإخراج المصري المعروفين، ويجعل والدته، الفنانة المعتزلة شمس البارودي، تتدخل على نحو نادر للدفاع عن ابنها.

شمس البارودي، التي اختارت الابتعاد عن الأضواء منذ عقود، خرجت عن صمتها لتهاجم محمد رمضان بعنف، معتبرة أنه تجاوز حدود الأدب واللياقة، عندما قلل من شأن ابنها وأعماله، دون أن يسميه صراحة، في معرض رده على انتقادات عبدالعزيز له. وأكدت البارودي، أن ابنها لم «يُطرد من النقابة»، كما زعم البعض، بل استقال بمحض إرادته، مشيرة إلى أن من يتحدث عن القيم عليه أن يراجع محتوى أعماله أولاً.

هذا التدخل من شمس البارودي، أعاد إلى الواجهة قضية استخدام الشهرة كمنبر للإساءة أو تصفية الحسابات، وطرح تساؤلات حول مسؤولية الفنان تجاه تاريخه وتجاه زملائه، خصوصاً حين يكون في موقع التأثير الواسع.

وبينما لا يزال رمضان، يواصل مشواره متحدياً الانتقادات، يبدو أن موجات الغضب المحيطة به بدأت تتجاوز الأطر الفنية، لتصبح جزءاً من مشهد متوتر يثير تساؤلاً جوهرياً: هل يمكن للنجاح وحده أن يبرر كل شيء؟

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .