Connect with us

ثقافة وفن

مراجعة مصطلح «الصحوة»

قبل أن نتحدث عن مفاهيم بعينها وسياقها الاجتماعي والثقافي المتداول؛ الذي يتعلق بأسباب تداولها إعلامياً، يجدر بنا

قبل أن نتحدث عن مفاهيم بعينها وسياقها الاجتماعي والثقافي المتداول؛ الذي يتعلق بأسباب تداولها إعلامياً، يجدر بنا أن نتناول تحول تلك المفاهيم إلى مصطلحات سائدة، وهنا مكمن الخطورة، إذ تصبح مراجعتها أصعب من كونها مجرد مفاهيم. ومن تلك المفاهيم (الصحوة) الذي تحول إلى تداول سائد في الأوساط الثقافية والإعلامية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول هذا المفهوم، بصورة واسعة، بصفته الحالية، أدى إلى تمركزه كمصطلح رغم أنه يحتاج لمراجعة وتصحيح، فكما نعرف هناك مفاهيم ومصطلحات تأتي منهجياً بزخم معرفي، ويكون لديها قوة بينما مثل هذا المصطلح (الصحوة) أتى لأسباب جذرية من داخل منظومة من يحمل (حدث الصحوة) ويدافع عنها، و(حدث الصحوة) وضعته بين (قوسين) لتعليق الحكم والتقييم ولحديث يتبعه، فمفهوم (الصحوة) الذي أصبح مصطلحاً له معنى إيجابي، رغم دلالته السلبية في الدراسات والنقد المقدمة وهذا بحد ذاته مفارقة، إلا أننا هنا نريد أن نبحث عن مغزى أن يتم تداوله، كما ورد في أدبيات الصحوة نفسها؛ التي أرادت أن يحمل المصطلح معنىً إيجابياً موجهاً، فكلمة (يصحو) الذي يشتق منها مفهوم (الصحوة) يشير إلى غاية إيجابية بشكل انتقائي، ولها تفسير فردي واجتماعي؛ كما أراد لها تيار معين في زمن مضى، وما زالت بعض قناعات اجتماعية تدعم تلك الغاية رغم تراجع نسبي لها، إلا أنها تتواجد اجتماعيا بأشكال مشتتة ولم يحصل لها قطيعة بشكل نهائي، وهذا انطباع ناتج من ملاحظات وتعامل واستعراض لمحتويات مواقع التواصل، بينما الوصف الإحصائي لمدى تواجدها يحتاج إلى دراسة ومنهجية تتبين مدى انحسارها، وهذه زاوية تحتاج إلى دراسة مستقلة وربما لا تختلف كثيراً عن الانطباع والملاحظات، ولكني في هذا المقال أتحدث عن المفردة (الصحوة) بشكل عام كمفهوم ومصطلح قبل أن نبين سياقها الزمني وأسباب نشوئها الذي ارتكز على فئات بعينها أرادت فعلياً ذلك السياق، فتلك الفئات قد وضعت المفهوم بشكل متعمد وانتقائي حتى ترسخ إعلامياً، وفرض على الساحة الثقافية بطريقة غير مباشرة، لكن من باب المراجعة الفكرية فإن النقد الثقافي والحس الفلسفي لابد أن يلعب دوراً ويدرس تلك المفاهيم مثل (الصحوة) خارج سياقاتها، وبما تدل عليه في معانيها المجردة والمعرفية لكي لا تضفي على فئات (الصحوة) مبررات وأهدافاً تخدم غاياتهم بينما تلك المبررات أصلاً هي ضد تفكيرهم الجامد والمصلحي، وبالتالي فمن واجب الوسط الثقافي والفكري بكل اختلافاته أن يقوم بمراجعة وتشريح ما يتم تداوله خطأ كما يحدث مع مثل هذا المفهوم وعدم قبوله على علاته، ومن الممكن أن يتم نحت مفاهيم أخرى بديلة تحمل معنى ودلالة عن واقع فئات ما أطلق عليهم (الصحوة)، ومن البدائل المفهومية لذلك يمكن الأخذ باقتراحات عديدة منها: (التقليدية) أو (الغفوة) أو (التخلف) أو (السيطرة الدينية) أو غيرها من مفاهيم تناسب الحدث وعدم الخضوع ومسايرة مفهوم أصبح متداولاً بصيغة فيها توجيه وأدلجة، لكن دلالاته المستخدمة في زمنه وحالياً هي دلالات غير سليمة ولا تنطبق على حقيقته. وكذلك فإن استمرار نفس المفهوم (الصحوة) بصيغته الحالية والمتداولة يتيح فرصة رجوع خلفيته وسيطرته وأغراضه السابقة، خاصة أن الأرضية والأسباب الاجتماعية ما زالت متوفرة ولو نسبياً، وعندما نتحدث عن الأرضية والأسباب فهذا متعلق بتركيبة المجتمع واهتماماته الثقافية والفكرية والمتمركزة حول دين وتراث وبشكل سلبي بحت أي الاستناد على هاتين الحاضنتين بسمات ترتبط بعادات وتقاليد ومرجعيات ضعيفة دون فهم ودون تأويل يصحح القناعات، ودون أيضاً حوار أو قبول للاختلاف بين أغلب أفراد المجتمع، وفي نفس الوقت لا يتوازى مع هذا الواقع الاجتماعي شغف بقراءة أو بمعرفة أو بتفكير نقدي أو بتفلسف، وبالتالي تستمر حاضنة الجمود والعادات والتفكير السائد من قبل المجتمع وحياة الناس العادية قريبة من معدل سابق في فترة ما أطلق عليه (الصحوة)، وبذلك يصبح مراجعة المفهوم والمصطلح ونقده ضرورياً لأهداف متعددة ثقافية ومعرفية واجتماعية، أهداف ثقافية تخدم الحراك الثقافي الصحي والحوار الثقافي، وأهداف معرفية تخدم الشغف المعرفي والنتائج والتركيبة المعرفية، وأهداف اجتماعية تخدم رسالة المجتمع نحو الرؤية الوطنية والوعي العام، وكذلك هناك بعد كل ذلك هدف يضاف لهذا وهو أن تكون السياقات التاريخية في مكانها الصحيح وتصاحبها مفاهيم سليمة تتناسب مع وصف حقيقي للأحداث والوقائع.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

ثقافة وفن

سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال، وهم: حنان الحازمي، وجواهر السيد من السعودية، وعاطف أحمد من مصر، وعبدالعزيز بوبي من الصومال.

ووفقاً لمدير الاتيليه هشام قنديل، سيقدم كل فنان تجربته الخاصة واتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه من الفنانين.

وتقدم الفنانة جواهر السيد 10 لوحات تمثل آخر تجاربها، التي يقول عنها الناقد تحسين يقين: «إن ما يميزها هذا التواصل اللافت بين النساء والأطفال، فضلا عن تعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف».

وأضاف: «على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية».

وتقدم الفنانة حنان الحازمي 10 لوحات بأحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية، وستضع في هذا المعرض أقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي. وحول تجربتها، قال الناقد المصري الدكتور حسان صبحي: «اعتمدت الفنانة حنان الحازمي على طرق تحليلية خاصة في إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات المهمة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية». ولفت إلى أن تلك الأعمال امتلكت طاقة مسالمة تكتنزها عناصرها وبناؤها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.

أما الفنان المصري عاطف أحمد فيقدم 10 لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته.

وعن أعماله قال الناقد صلاح بيصار: «أعمال عاطف تنحاز إلى الجموع من الفلاحين الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل، يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد».

أما الصومالي عبدالعزيز بوبي فهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وتتميز تجربته كما يقول الناقد الدكتور عصام عبدالله العسيري بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام.

وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، يقدمها في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان جذابة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .