Connect with us

ثقافة وفن

محمد مرتضى.. سيّاف الثقافة القروسطي

أراد أدلجة الثقافة ضمن مشروع لتكريس الكيانات الموازيةسياسي لا يخلو من شعبوية فاشية، وتزمت «أخلاقي» شديد الرجعيةيريد

أراد أدلجة الثقافة ضمن مشروع لتكريس الكيانات الموازية

سياسي لا يخلو من شعبوية فاشية، وتزمت «أخلاقي» شديد الرجعية

يريد نسف كل خصائص وميزات الشخصية اللبنانية وصورتها أو تنوعها الثقافي

تعزيز الطائفية على حساب الجانب الحضاري والثقافي للمجتمع اللبناني

أمهر من يستطيع تهفيت موسيقي بارع هو الموسيقي الفاشل، وأشد أعداء المبدعين غالباً من فشلوا ولو بلمعة إبداعية واحدة. هؤلاء لديهم ولع بتضخيم الذات مع نزعة هائلة في تهشيم الآخرين. يجنحون إلى حب الظهور بأي طريقة تعويضاً عن الشعور العميق بالنقص. ولذا، تتولد عندهم رغبة جامحة بالتسلق واكتساب المناصب والتملق لمن يمنحهم أي سلطة. وهم دوماً يشعرون أنهم هبة أو نعمة من القدر على البشر. منذ أن تسلّم القاضي محمد مرتضى منصبه كوزير للثقافة، نجده مزهواً بنفسه، وبالأخص عندما تتاح له فرصة التلذذ بصيغه اللغوية المتحذلقة وأفكاره المتدفقة التي يبدو أنه هو نفسه مندهش بها. لكنه أراد أدلجة الثقافة ضمن مشروع لتكريس الكيانات الموازية، أو تدمير مؤسسات لصالح مؤسسات رديفة. فحول الموسيقى إلى رفع صوت الطوائفية أو المذهبية، وجعل من الكتاب ممزقاً، فجزّأ معرض بيروت العربي الدولي للكتاب وعمره يتجاوز 65 عاماً، أي أكبر من عمر الوزير وكان منارة ثقافية، فابتدع مشروعاً مناهضاً في سياق أدلجته، وأطلق معرضاً جديداً وصفه كثيرون بأنه معرض الترويج للأيديولوجيا والثقافة الإيرانية، لمحاربة المعرض الأساسي.

ربما يأتي من إحدى روايات ميلان كونديرا وعنوانها الحياة في مكان آخر، بطل الرواية هو شاعر فاشل يدعى جاروميل، انتسب للحزب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا كي يستطيع الترقي، فبدأ بكتابة تقارير بالمثقفين، والكتاب والشعراء، واعتمد أسلوب التحريض عليهم بوصفهم خونة وعملاء ومنشقين، وبنتيجة تقاريره أصبح سيد من يعتلي المنابر في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، ولا داعي لإكمال الرواية، ولكن خلاصتها أنه تحت ستار الإخلاص للعقيدة وللصواب الديني أو الإيديولوجي ترتكب أشنع الجرائم الأخلاقية. وربما في مثل هذه الحالة، قد يتراود البعض خيالات محارق الكتب، أو محارق اللوحات والرسومات، وإغلاق المسارح، ومنع الموسيقى والأغاني، فهذه كلها «موبقات غربية واستعمارية»، ومنبع للفساد الأخلاقي والتهتك بالنسبة الى بعض المؤدلجين الذين يدعون مكافحة المجون.

هذا الوزير، يعرف تماماً وعلى نحو تبشيري وأيديولوجي، مهمته الصعبة، في «تنظيف» الثقافة اللبنانية، وتدجينها بـ«ثقافته» الشخصية، التي تبدو مزيجاً من إيمان ديني مذهبي، وركاكة أكاديمية، وهوى سياسي لا يخلو من شعبوية فاشية، وتزمت «أخلاقي» شديد الرجعية. الرجل آت من القضاء، يظنّ الثقافة «شركة كبرى» من شركات متقاضية أمامه، يتعاطى معها ومع الفن، بمطرقة، هي أبعد ما تكون عن العدل. وهو الذي تنقّل في السياسة، كمن ينقّل فؤاده أنى شاء من الهوى، وهواه تعدد بين تكبير «حجم المطرقة» من قاعة المحكمة إلى قاعدة مجلس النواب، فهو الحالم الطموح، في ارتقاء سلّم تتكسّر درجاته أمامه. وهواه الآخر ذات مرّة كان يميل إلى أجهزة الأمن، فطمح ليتولى رئاسة جهاز الأمن العام. كل ذلك، أي ما بين ضيق جدران المحاكم، ورتابة أقواسها، أو حتى أقفاصها التي تستحيل أحياناً اتحاداً بين الحكم والمحكوم.. إلى جلافة رجل الأمن أو تسلطه أو ابتعاده القاصي عن أي ابتكار أو حيوية فنية أو ثقافية أو موسيقية. اختار الوزير منصبه «كمتسلّط» على الثقافة طمعاً بالذهاب إلى ما هو بعيد عنها، لأن يعود رجل أمن.

يزدهي «الوزير» بنفسه. يخال حاله كجرّاح، يدّعي القيام بعمليات جراحية لإصلاح الأمراض، فتتحول بيده ريشة الرسم إلى مشرط يهتز بين يديه فينحر الحياة في العروق، وعزف الكمان إلى قرع طبول الحرب في فرقة عسكرية من فرق الانكشارية القروسطية ربما، فلمثله يريد أن تقرع الطبول، ليست وفق إيقاع الموسيقى، بل كإنذار بقدومه، وهو يعلم ما الذي يريد القيام به، الانتهاء من لبنان السابق أو الراسخ، بالمعاني الثقافية أو الإيديولوجية، لنسف كل خصائص وميزات الشخصية اللبنانية وصورتها أو تنوعها الثقافي، ضمن سياق احتقاري للديمقراطية الاجتماعية القائمة أو لليبرالية اللبنانية. ما يريده الوزير وفق مساره هو انغلاق كل ما يشكّل انفتاحاً، بينما هاجسه اليومي هو الظهور بمظهر الملكي أكثر من الملك، والبارع في استعمال سيف السلطان. ربما إذا خيّر ما بين قلعة بعلبك، أو معبد باخوس، وبين مقام السيدة خولة عليها السلام، فهو حتماً يميل لاختيار الثانية بمعنى تعزيز الثقافة الدينية أو الطائفية على حساب الجانب الحضاري الآخر برما يرمز إليه من تراكمات أسست لهذا اللبنان.

آخر إشكالات الوزير هو محاولة تقويض المعهد الوطني العالي للموسيقى، فالرجل من محور يتبنى نظريات المؤامرة، ويهوى اعتماد سياسة التظهير والتنظير، في الثقافة يختار اعتماد سياسة «مطاوع تنميطي»، بينما الثقافة أو الموسيقى لا توضع في خانة، وهي فوق كل الحدود والفنون والأيديولوجيات، وأخطر ما يمكن أن يصل إليه مجتمع هو إيلاء أصحاب الأوهام مقاليد الأمور، فيسعى إلى تبجيل نفسه، وربط ألسنة الآخرين أو منعهم من ارتقائهم، فيسعى إلى الحدّ منهم، لكنه لا يحدّ إلا نفسه، لكأنه يريد أن يضيق على العقول، ويحشر الأفكار في مقبض، وذلك يبقى بحاجة إلى علاج، وإيقاف المهزلة أو المهازل، وتبقى المسألة بعهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري رجل التوازنات والحكمة.

Continue Reading

ثقافة وفن

مصر.. انهيار عمارة «نور الشريف».. وسقوط ضحايا

شهدت منطقة السيدة زينب بمدينة القاهرة، في الساعات الأولى صباح اليوم (الأربعاء)، حادثاً مأساوياً عقب انهيار عقار

شهدت منطقة السيدة زينب بمدينة القاهرة، في الساعات الأولى صباح اليوم (الأربعاء)، حادثاً مأساوياً عقب انهيار عقار سكني مكون من 7 طوابق، وهو عقار قضي فيه الفنان الراحل نور الشريف سنوات طفولته.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بلاغاً من الأهالي يفيد بحدوث انهيار كامل لعقار مأهول بالسكان في شارع محمد عنايت بمنطقة السيدة زينب.

وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارات الدفاع المدني والإسعاف إلى مكان الحادث لإزالة الحطام والركام الناتج، وتم فرض طوق أمني حول مكان الواقعة، ونقل المصابين إلى المستشفى وانتشال جثامين الضحايا.

وكشفت المعاينة الأولية عن وجود ضحايا تحت الأنقاض، ونجحت قوات الحماية المدنية في استخراج 7 بينهم وفيات من أسفل العقار، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وانتشال جثامين المتوفين ونقلهم إلى ثلاجة المستشفى، وتواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث لانتشال بقية المفقودين تحت الأنقاض.

وتبيّن أن العقار شهد طفولة الفنان الراحل نور الشريف، الذي فقد والده في سن مبكرة ونشأ تحت رعاية أعمامه في هذا المنزل العريق، وفي عام 2021 طالب المخرج محسن أحمد بإطلاق اسم «نور الشريف» على المبنى تكريماً وتوثيقاً لمسيرته وتراثه الفني.

ومن جانب آخر، انتقل محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر إلى الموقع لتفقد عمليات إنقاذ المصابين واستخراج المتوفين، وإزالة الحطام والركام الناتج عن الانهيار.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

ما سبب المطالبات بسحب الجنسية المصرية من هند صبري؟

حالة من الجدل وموجة انتقادات أثيرت حول الفنانة التونسية هند صبري خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما تداول البعض

حالة من الجدل وموجة انتقادات أثيرت حول الفنانة التونسية هند صبري خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما تداول البعض منشورات لها تدعم من خلالها قافلة الصمود المتجهة من تونس إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية، ما اعتبره البعض تجاوزاً للموقف الرسمي المصري وأصبح الأمر حديث «السوشال ميديا».

واشتعلت الأزمة عندما تم تداول منشور لهند صبري عبر حسابها الشخصي بمنصة «إنستغرام» تؤيد فيه قافلة كسر الحصار المتجهة من تونس إلى غزة تحت عنوان قافلة الصمود، تلك المبادرة التي لاقت تفاعلاً واسعاً في العالم العربي وانقسمت الآراء فيها بين مؤيد ومعارض للفكرة.

وإثر انتشار تصريحات هند صبري حول تأييدها قافلة الصمود، هاجمها عدد كبير من الجمهور المصري، إذ اعتبر البعض تصريحاتها تجاوزاً واضحاً للموقف الرسمي المصري، ووصل الأمر إلى مطالبات بسحب الجنسية المصرية منها، وشطبها من نقابة المهن التمثيلية في مصر.

وفي منشور مثير للجدل على منصة «فيسبوك»، انتقد الدكتور أشرف صبري والد الفنانة ياسمين صبري، تصرفات هند صبري، وكتب: «تخيلوا أن الممثلة التونسية التي اشتُهرت في مصر تدعم القافلة ضد رأي الشعب المصري وحكومته، هؤلاء هم الأشخاص الذين نرفعهم، بينما يحقرون آراء المصريين».

وطالب أشرف صبري، بسحب الجنسية المصرية منها وترحيلها من مصر، موضحاً في منشوره: «أطالب بترحيلها وفصلها من نقابة الممثلين»، كما اعتبر دعمها للقافلة «جحوداً واضحاً» تجاه الدولة المصرية التي احتضنتها فنياً ومنحتها الفرصة للظهور، لافتاً إلى أن ما قامت به يعد إخلالاً بالاحترام الواجب للدولة التي تعيش وتعمل فيها.

في المقابل، دافع آخرون عن الفنانة هند صبري، مشيرين إلى أن دعمها يعد تحركاً إنسانياً وليس سياسياً، وكان من بين المدافعين عنها المخرج يسري نصرالله، وكتب عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»: «هند صبري حبها لمصر وللمصريين صعب جداً أي حد يشكك فيه، جوّ إرهاب كل من يختلف معك، هو أكبر إساءة ممكن توجهها لمصر وللمصريين».

ووصف الناقد المصري طارق الشناوي الحملة على الفنانة بقصة وهمية، مضيفاً أنها محاولة لاغتيالها معنوياً، معلقاً عبر منصة «فيسبوك»: «واثق أن كل الأوراق سيتم فضحها».

ومن جانبها، لم تُصدر هند صبري حتى الآن أي رد مباشر على الهجوم ومطالبات ترحيلها من مصر التي أصبحت حديث «السوشال ميديا».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

ميلا الزهراني هل تراهن على الاستمرارية أم يخدعها توهج المرحلة؟

منذ بروزها في المشهد الفني قبل نحو سبع سنوات، تواصل ميلا الزهراني، شقّ طريقها مُمَثِّلةً تحفر مكانها بهدوء، بعيداً

منذ بروزها في المشهد الفني قبل نحو سبع سنوات، تواصل ميلا الزهراني، شقّ طريقها مُمَثِّلةً تحفر مكانها بهدوء، بعيداً عن المبالغات الإعلامية أو الاندفاع نحو الأضواء. ما يميزها برأيي ليس فقط عدد الأعمال التي شاركت بها، بل الأسلوب الذي تؤدي به أدوارها: حضور فني ينتمي إلى ما يمكن وصفه بـ«السهل الممتنع»، إذ تبدو الشخصيات التي تؤديها قريبة، صادقة، غير مفتعلة، لكنها في العمق تحمل طبقات من التعبير والانفعال تلامس جوهر الموقف الدرامي دون أن تصرخ فيه.

هذا الأسلوب، جعلها تحظى بثقة عدد من أبرز المخرجين السعوديين، وفي مقدمتهم هيفاء المنصور التي منحتها بطولة فيلم «المرشحة المثالية»، وهو أول فيلم سعودي يُنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا 2019م.

تجربة كهذه لم تكن مجرد محطة دولية لميلا، بل فتحت أمامها أفقاً احترافيّاً عزّز من وعيها السينمائي، وجعل النقاد يلتفتون إلى إمكانات ممثلة لا تزال في طور التكوين رغم السنوات الماضية، لكنها تعرف كيف توظّف تلقائيتها في خدمة الدور وتتقدم بشكل محسوب.

في فيلم «هوبال» مثلاً، وضمن تركيبة بطولة جماعية، أثبتت ميلا، أن وجودها لا يحتاج إلى مركزية الشاشة لتُرى، بل يكفي أن تدخل المشهد حتى تستقر في الذاكرة. هذا النوع من الحضور الناضج فنّاً يشي بموهبة لديها أكثر، ولم تقل كلمتها بعد، لكنها تقولها كل مرة بطريقتها الخاصة: دون صخب، ودون اصطناع.

رغم توهجها النسبي في الفترة الأخيرة، تظل ميلا ممثلةً في طور التشكُّل، ويبدو أن ما حققته حتى الآن ليس سوى بدايات ناضجة. ولعل الرهان الأكبر عليها لا يكمن في ما قدمته، بل فيما يمكن أن تقدمه إذا ما حافظت على وتيرة استمرارية مدروسة، وإذا ما واصلت صقل نجاحاتها عبر الاحتكاك بخبرات عالمية، واختارت أدوارها بعناية لا تقلّ عن صدق أدائها.

في هذه الحالة فقط، لن تكون ميلا مجرد وجه مألوف في المشهد السعودي، بل قد تصبح واحداً من ملامحه الرئيسية نحو سينما سعودية أكثر نضجاً وامتداداً.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .