Connect with us

الثقافة و الفن

محمد الماجد: الثبيتي أشعل فينا حريقاً بالتضاريس

كان اللقاء بالشاعر محمد الماجد، من محاسن الصدف، فالمهندس المعماري (وظيفياً) شغوف، بالهدم وإعادة البناء، بوعي واقتدار،

Published

on

كان اللقاء بالشاعر محمد الماجد، من محاسن الصدف، فالمهندس المعماري (وظيفياً) شغوف، بالهدم وإعادة البناء، بوعي واقتدار، لا عبثاً وتمادياً، يشتغل على نصه، كما لو أنه يصمم بناءً؛ ليدهش المتلقي، ويشحذ ذهنه، ويطرب ذائقته، يغنّي المفردات فتثمل المعاني، وينتهك حدود الشكل بالتجريب وبالتضمين؛ ليندفع النص بقوة الإيحاء والإلهام السحري الداعي للتأمل، ولعل في هذا الحوار، ما يؤكد تقاطع الفن مع الجنون والتمرد:

• ما قصة مساءلتك الشعراء من امرئ القيس، إلى محمد الثبيتي؟

•• هو سؤال الحداثة المقلق، فالحداثة تطرّفت كثيراً تجاه التراث، باعتراف (أدونيس) وهو من أقطاب الحداثة؛ وأعدها شجاعةً منه، إذ لم يتأثروا بأبي نواس وأبي تمام الحاضرين في القرن الثاني الهجري، قدر تأثرهم بـ(بودلير) مثلاً، فهناك ما يتجاوز قروناً من الرؤية النقدية، المنقطعة والمنبتة عن جذورها، فنحن منذ ما يتجاوز ثمانية قرون كنا أكثر تقدماً من أوروبا شعرياً، ولعل أبا العلاء المعرّي أبلغ حداثةً من (سيوران) الذي نقل عنه أدونيس قوله «لو عرفتُ بتجربة أبي العلاء وثرائها؛ لما كتبتُ حرفاً واحداً». هذه جهة من الحداثة، والجهة الأخرى، هي التي تحفر فيها الحداثة؛ وهو التراث العربي العريق العميق، من امرئ القيس ابتداءً، مروراً بكل الشعراء الإنسانيين، من العمودي إلى التفعيلة إلى النثر، إلى اللغة البيضاء، وإلى الأهزوجة إلى الرجز إلى المنظومات، والحكاية، والفن الشعبي، والفلكلور، وفن الصوت، فأدونيس يعترف بأنّ الحداثة أدارت ظهرها لكل هذا الثراء، وانتبهت أخيراً لحجم وأثر الفادحة، فعادت للتكفير، ويبدو أن العرب أهملوا الكثير من الحقول، ومن حُسن الحظ أن الحقل الشعري لا يزال نضراً، ومغرياً لأي باحث.

• ما شعورك وأنت تترافع وتتقاطع مع أسلافٍ مؤسساً تجربة لها خصوصيتها؟

•• حنق إيجابي، لا يمكن أن يُقرأ خارج هذا الإطار، وبقدر ما فيه من انتقاد، بقدر ما فيه من تفاؤل وتفاعل مع هذا التراث الجدير بإعادة القراءة والتعالق معه لغوياً، وإلا ما كنت لأقف في وجه طود عظيم مثل امرئ القيس وأوجّه له مثل هذه التساؤلات، فأنا أطمعُ في إشعال حريق من نوع ما، يثير دخاناً، أو ضباباً باحوياً جميلاً.

• متى كان الخروج من البئر الأولى، وبماذا خرجت؟

•• لعل القراءة المُبكّرة، منذ المرحلة الابتدائية، وتعلقي بالمكتبة المدرسية، واستعارة القصص لأعيد قراءتها ليلاً؛ بشيء من الدهشة والتأمل، وفي المرحلة المتوسطة أسرتني مادة الأناشيد والمحفوظات، ولم يكن تفكيري بالشعر وكتابته إلا العشق، ودون شك هناك ينابيع، ربما أتذكر بعضاً منه وربما ننسى، وكما قيل (الأسد هو مجموعة من الخراف المهضومة)، فجيلنا وفي مطلع العقد الثالث، كنا نجتمع، وكان الشكل الشعري العامودي، هو المنطلق بحكم البيئة، الحاضنة، الثمانينات برزت المحاولات الأولى، ولم نعر اهتماماً للتفعيلة رغم حضور محمود درويش، وأدونيس، فالبداية كلاسيكية.

• لماذا وأنت خريج جامعة البترول والمعادن، الأقرب للمواد العلمية تعلّقت بهذا الفن النظري؟

•• صدقني لا أدري، فأنا فعلاً توجهي الدراسي علمي، إلا أنه ظهر تعلّقي بأبي فراس الحمداني، وبالسياب، ونازك الملائكة، وبدأت بجمع المجموعات الشعرية، وسجّلتُ حواراً للجواهري بثته محطة تلفزيون البحرين، وكنتُ مذهولاً وأنا أتابع الشاعر العملاق محمد مهدي الجواهري، وإلى وقت دخولي الجامعة كنتُ قارئاً، ومستمعاً للشعر، وربما إلى أن تخرجت من الجامعة، إلا أن هناك شباناً مهتمين كانوا يجتمعون في لقاء أسبوعي، ومن قبل معرفتي بهم بأعوام، فوجهوا لي الدعوة، وحضرتُ لأصغي، وهم يغروني بإبداء وجهة نظري، ومن وقتها انطلقت التجربة.

• معنى ذلك أنك أتيت للشعر دون تخطيط مسبق؟

•• هو كذلك بالفعل، اندمجت في مجموعة الأصدقاء، وتورّطتُ بالشعر، إلا أنني منذ بدأت حملت الفكرة والتوجه على محمل الجدّ، وكانت التجربة الأولى بكتابة العمود، وفي ظل إشادة الأصدقاء، غادرته سريعاً إلى التفعيلة ؛ ثم إلى النثر.

• هل تأثرت بمجموعة الأصدقاء؟

•• نعم كثيراً، لأنهم كانوا على قدر كبير من الوعي بالإبداع، والدفع بي نحو التجريب، ومنهم الشاعر شفيق العبادي، والشاعر عبدالكريم زارع، والباحث عبدالخالق الجنبي، ومدير مشروع القطيف الجيني محسن الشبركة، وحبيب محمود، وجمال رسول، وحسن المصطفى، وزكي الصدير، وزكي اليحيى، ومع الوقت الشباب يحضرون التجارب للقراءة، وكان محسن الشبركة، يدرس عند الناقد الكبير الدكتور عبدالله الغذامي، فبدأ يزوّد صديقنا بصور من مجموعة الشاعر المتفرد( محمد الثبيتي) التضاريس تحديداً، وكانت بخطّ يد (سيّد البيد)، ومنذ قرأنا الثبيتي شعرنا بصدمة كبيرة، وأشبّه تلك اللحظة المفصلية (بحادثة سير) كأننا نقود سيارة بسرعة جنونية واصطدمنا بجدار صلب وعال، فأشعل (أبو يوسف) فينا حريقاً بتضاريسه، وبعض التقليديين عدّوا افتتاننا به، خروجاً وتمرداً على السويّة الدينية، إلا أننا نحن المغرمين بنار الشعر ذهبنا مع الثبيتي دون تردد، وبالتوازي كانت تجربة الحداثة العربية بين أيدينا بحكم الانفراجات في توفير الكتب، والقرب من المنامة.

• بماذا أدهشكم الثبيتي؟

•• باللغة قطعاً، وقدرته على صياغة قاموسه أو معجمه الخاص به، والذي لا يشبه فيه أحد، وكنا نغنيه كل ليلة جمعة، وكان محسن الشبركة يفكك نصوص التضاريس ببراعة مذهلة، فكنا نستمتع بالنص، وبالقراءة النقدية المجنونة، والمجنحة بنا لأمداء وفضاءات أرحب، فتشربنا الثبيتي على يد محسن الشبركة الذي لو استمر في مراكمة تجربته لكان اليوم من أبرز النقاد، ثم تناولنا تجربة محمود درويش والسياب وسميح القاسم، ومن إذاعة قطر، تعرّفنا على الشاعر السوري علي الجندي، والعراقي عدنان الصائغ.

• هل تحولك للتفعيلة ثم النثر؛ سيرورة طبيعية لتجربتك؟

•• تماماً، ولا أخفيك أن جدل الحداثة كله، جدل فلسفي عميق، ولا يتمحور حول الشكلاني والنمط، فلا يمكن للغة إلا أن تكون كائناً حياً، ولا مناص للكائن من التطور، بتطور الحياة والأحياء، وتنعتق من (سجن العمود) إلى حرية التعبير التفعيلية ثم النثرية، والمعمار العالي كما عند محمود درويش، والفضاء الواسع الخالي من القيود، وقصيدة النثر من الشعر العالي جداً.

• ماذا يعني لك التحول الشعري فلسفياً؟

•• يعني أن اللغة بكل طاقتها لا يمكن القبض عليها مطلقاً، وتنميطها، فاللغة كائن منفلت، لا يمكن أن تأسره أو تحصره في شكل من الأشكال، فالحرية شرط جمالي للغة، والشكل يرتبط بالذائقة، والذائقة نسبيّة، وهناك شكل وشكل آخر، من حقها أن تتجاور وتتحاور، في سبيل ديالكتيك إيجابي قادر على بناء لغة مفارقة، فتبقى جينة الحداثة موجودة في كل شكل من الأشكال، ومصطلح العمود الجديد لعله يذهب لهذا الاتجاه، وليس عاراً على اللغة مسايرة عصرها، بشجاعة وجرأة وجمالية، في ظل العصر الرقمي والتكنولوجيا الحديثة.

• ألم تتعرض للنقمة، وأنت ابن المراثي الموغلة في غنائيتها؟ •• أعدتني للبيئة، ونحن أطفال كنا نتحلّق حول المنابر، ونسمع أبدع الرثائيات الكلاسيكية، ويبدو أن الجواهري آخرها، فقبله السيّد جعفر الحلي، والسيد حيدر الحلّي، والسيّد الحبوبي، والكواز، فتصور أمام هذه القصائد التي تتم قراءتها بتنغيم، وأطوار موسيقية، فالقابل يسكنه كل هذا الفيض الذي يظهر على التجربة لاحقاً، وهناك بالفعل نظرة سلبية للتفعيلة والنثر؛ باعتبارها خارج الإطار المؤسساتي والشعبوي المؤصل عبر تقاليد وأعراف مجتمعية حاضنة، وربما شكلياً يخرجك البعض من منظومته الدينية بسبب تمرُّدك باللغة على اللغة.

• أين كانت قسوة ردة الفعل على تجربتك؟

•• حدثت مرة واحدة فقط، ضمن أمسية كلاسيكية جداً، فدخلتُ الأمسية وألقيتُ نصاً حديثاً، والقائم على الفعالية تذمّر مني، وربما فكّر في إنزالي من المنصة، وبشكل عام، ليس هناك ردود أفعال قاسية تمثّل عائقاً يحول دون استمراريتك.

• كيف تمايز بين الشعر والنظم؟

•• النظم كمن يدخل نفقاً يصعب عليه الخروج منه، ولا العودة عنه، فالشعر رؤية، والإبداع والتفرد يحتاج لرؤية، والتقليدي، لربما كانت لديه إمكانية لتطوير تجربته، إلا أنه لخطأ في التقدير يبدأ ناظماً ويستمر لفقد رؤية وبصيرة النقد لذاته وحاجاته للمضي قُدماً، فهو واقف ويظن نفسه متحركاً، والمشكلة ليست مع النظم، كونه لم يبدأ لينتهي، لأنه خارج الشعر، المشكلة مع النمط، فالذي يكتب القصيدة العمودية، ويطلق عليها عموداً جديداً وهو لم يغادر القصيدة العمودية النمطية، ثم يقلّد ويحاكي ويعدّه نمطاً جديداً وهو غارق في تقليديته، فالاعتقاد بعمود جديد نكوص شعري وفني.

• ماذا أضافت مواقع التواصل الاجتماعي للقصيدة؟

•• سطّحت الموضوع إلى حد بعيد، ونستعيد مقولة: كلما زاد عدد الجمهور تراجع مستوى النص، فالانتشار الواسع للكتابة الشعرية يثير سؤالاً: هل هو لمصلحة الشعر أم ضده؟

• هل من إيجابية لكثرة ظهور الشعراء في أماسٍ ومناسبات؟

•• هناك حكمة جاءت من علم الكلام، والإلهيات، تقول: لا أحد يهتم بما هو كثير الوجود، فبالطبع الكثرة تعوّد والتعوّد ملل، وكسل دائم، فالظهور بحذر وحساب، فمن يخسر العزلة يخسر نصه، والحضور المتكرر فضيحة للنص، ولكاتبه، يفضي للركود، وكثير الظهور يقع في فخ مؤسسي يحكمه المجتمع، والفعاليات الثقافية والمهرجانات، فتتحول القيم الشعرية لديه لقيم آلية ومؤسسية، لا فردية.

• ماذا أضافت دراستك في جامعة البترول والمعادن لنص محمد الماجد؟

•• لحسن حظي أني درست (العمارة) وفي الماجستير الهندسة المعمارية، والعمارة حداثة، وتاريخ فن، وهي علم جمال، وكل مناطق الجمال المعماري تنتقل للنص عبر وعي غير مرئي، وهناك نظرية تقول «الغنى في البساطة»، وفي العمارة فراغ وامتلاء، فالنص إن لم يكن به امتلاء وفراغ، لن تشعر به، فالتناغم والتجانس والتناص موجودة في العمارة شأن النص الشعري.

• هل افتقدت تجربتكم للناقد الموضوعي؟

•• نعم، نفتقد الناقد المستقل، وابتلينا بالناقد الأيديولوجي، فيه نقاد حداثة تعصبوا لقصيدة النثر، دون إنصاف للتفعيلة، والعمودي، والشاعر ذو البصيرة لا يلتفت.

• كيف ترى حضور جمهور الشعر؟

•• بالتأكيد ما زال الشعر حاجة، وكلما شعرنا بالاستغناء عنه، ينبغي أن نصرّ على بقائه، وأماسي وزارة الثقافة الشعرية تؤكد هذا التوجه، كون الشعر مؤانساً ومخففاً مآسي الإنسان.

• في إلقائك تقاطع مع الجواهري ومحمد العلي؟

•• لا تقاطع بيني وبين الجواهري ومحمد العلي، فتجربتي لا تشبه تجاربهما، ولم تقترب من عالمهما.

• هل في تقديم النص بقصة رشوة للمتلقي؟

•• لستُ في حاجة لرشوة المتلقي بشرح القصيدة، لكن هناك من يلذ له سماع الدوافع والمحفزات ومخاض النص.

• أي نمط شعري له المستقبل؟••النمط شكلٌ تصب فيه اللغة، والشعرية شرط للشعر، ويحتاج رؤية فلسفية يخترق بمعناها الوعي، ويحفز على التأويل.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية

تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.

Published

on

شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.

رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء

لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.

رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث

يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.

الأثر الثقافي والانطباع العالمي

إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.

ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة

مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.

Published

on

في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.

سياق الاحتفال والخلفية التاريخية

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.

دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030

تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.

الأهمية الثقافية والدولية للحدث

لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.

وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

Published

on

تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.

أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً

يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.

رؤية 2030 ودعم التراث الوطني

تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.

ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟

من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.

الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع

إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.

Continue Reading

Trending