Connect with us

الثقافة و الفن

عمران ﻳﻀﻊ «اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ» ﻋﻠﻰ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﺴﺮد

ﺗﻌﺪ اﻷﺣﺴﺎء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻜﺎن، وﻣﺎ ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻣﻮروث وﺗﺮاث وأﻧﻤﻮذج ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ

Published

on

ﺗﻌﺪ اﻷﺣﺴﺎء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻜﺎن، وﻣﺎ ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻣﻮروث وﺗﺮاث وأﻧﻤﻮذج ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﺧﺼﺒﺔ وﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺴﺮدﻳﺔ، وﻇﻠﺖ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻮروث ﺗﺤﺪﻳﺪاً ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺤﻈﻮرة ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﺮد ﻓﻲ اﻷﺣﺴﺎء ﺟﺮأة ﻟﻼﻗﺘﺮاب، وﻟﻜﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻤﺮان ﻓﻲ رواﻳﺘﻪ «اﺧﺘﺮاع رﺟﻞ دﻳﻦ» ﺣﺎول أن ﻳﻜﺴﺮ ﻫﺬا اﻟﺤﺎﺟﺰ اﻟﻨﻔﺴﻲ وﻳﺨﻮض ﻏﻤﺎر اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺗﺪور أﺣﺪاث اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ راﺋﺤﺔ اﻷﺣﺴﺎء، وﻓﻲ زﻣﺎن ﻣﻔﺘﻮح ﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻘﺎرئ، وﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺠﻨﺖ ﺑﻄﻴﻨﺔ وﺑﻴﺌﺔ اﻷﺣﺴﺎء ﺑﺘﻨﻮﻋﻬﺎ.

ﺗﺒﺪأ اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻟﺪى اﻟﻘﺮاء، وإﺳﻘﺎط اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﻴﻤﻬّﺪ اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﺪﺧﻮل ﻋﺎﻟﻢ أو رﺟﻞ دﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻗﻴﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺠﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﻮﻋﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ، وﻗﺪ ﺗﻘﻒ أﺻﻮات ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ رﺟﻞ دﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺮﻣﺠﺘﻪ ﺣﺴﺐ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳﻠﻮك ﻗﺪﻳﻢ، واﺧﺘﺮاق اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺠﻤﻌﻲ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء وﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﺪى ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺜﻘﻒ أو اﻟﻤﺘﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ، وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻟﺪى اﻟﻤﺘﺪﻳﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ، وﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ وﺟﻮد ﺻﺮاع ﺑﻴﻦ رﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻤﺜﻘﻒ واﻟﻤﺘﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ، وإن ﻟﻢ ﺗﺤﺪد اﻟﺮواﻳﺔ زمنا معينا، إﻻ أن ﺳﻴﺎق اﻷﺣﺪاث ﻳﻌﻄﻲ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت، أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـ«اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ».

اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﺼﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﻤﺜﻠﻮن ﺗﻴﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﺧﺘﺮاع رﺟﻞ دﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ واﻧﺘﻤﺎءاﺗﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وإن ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺼﺪاﻗﺔ واﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ، إﻻ أن اﻟﻬﺪف ﻛﺎن مختلفا ﺑﻴﻨﻬﻢ.

كمتلقٍ وﻗﺎرئ ﻟﻠﺮواﻳﺔ أﺧﺬﺗﻨﻲ اﻷﺣﺪاث ﻟﻔﺘﺮة اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت، وﻓﻲ أوج «اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ 1979م» ﺣﺪﺛﺖ ﺗﻐﻴﻴﺮات اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺴﺎء ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﻼد واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻴﺎرات ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ اﻟﻈﺮوف ﻟﺘﺠﻨﻴﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺤﻮزوﻳﺔ ﻓﻲ «ﻗﻢ» اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺖ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﻠﻄﻼب اﻟﺸﻴﻌﺔ دون أي ﺷﺮوط، ﻣﻤﺎ أﺣﺪث ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻴﺐ، ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻘﻌﺪا ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ أو وﻇﻴﻔﺔ، أو ﻣﻦ ﻛﺎن ﻋﺎﻃﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، أو ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮاﺟﻪ ﺿﻐﻮط أﺳﺮﻳﺔ وﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﻲ «ﻗﻢ» ﻟﻴﺼﺒﺢ شيخا ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ، وﻣﺪى ﺟﺪﻳﺘﻪ.

وﻛﺎﻧﺖ «ﻗﻢ» ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻣﻴﻊ ﻷﻫﺪاف ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﻲ، وﻟﻴﺲ ﻋﻘﺎﺋﺪي ﻛﻤﺎ اﺗﻀﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺧﺮوج ﻇﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ، ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻛﻮﻧﺖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ اﻷﻓﺎﺿﻞ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺤﻮة، وﻫﻢ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻳﻦ درﺳﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﺷﺮف، وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ وأﻫﺪاﻓﻬﻢ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺈﺧﻼص، وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أي ﺷﻮاﺋﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو مصلحية، ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ أﻧﻬﺎ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺦ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ، وﻳﺮى أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﻐﻠﻐﻠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻧﺸﺮ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ إﺳﻘﺎط اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺮﻣﻬﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻹﻳﺠﺎد ﻓﺮاغ ﻋﻘﺎﺋﺪي واﺟﺘﻤﺎﻋﻲ دﻳﻨﻲ ﻳﺘﺴﻠﻠﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

ﻧﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ﺣﻀﻮر «اﻟﺠﺒﻞ» ﻛﺘﺄوﻳﻞ دﻻﻟﻲ وﻓﻬﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﻜﺎن ﺟﻐﺮاﻓﻲ ﺑﻞ ﻳﺤﻤﻞ رﻣﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻬﻮﻓﻪ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﻤﻈﻠﻤﺔ، ﻳﺮﻳﺪون دﺧﻮل اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﻬﻮف اﻟﻀﻴﻘﺔ، واﻟﺘﺴﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم ﻓﻴﻬﺎ، وﻳﺒﺪأ اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺗﻮﺻﻴﺎﺗﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ أن ﻫﻨﺎك أﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪي ﺛﻘﺎﻓﻲ دﻳﻨﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﺑﺘﻮﺻﻴﺎت: ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻣﻈﻠﻢ، وﻣﻦ أﺑﺮز ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ وأﻫﺪاﻓﻪ:

ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﺗﻜﻮن أﺷﺒﻪ ﺑﻌﺸﻴﺮة أو رﺣﻢ ﻷﻓﺮادﻫﺎ، وﻫﺬا ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ ﺑﻐﺮس اﻟﺘﻄﺮف ﻓﻴﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ، ﻓﺈذا ﺗﻜﻮﻧﺖ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ، وأﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻞ ﺟﻤﻌﻲ ﻳﺒﺪأ اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد اﻟﺠﻤﺎعة وﻫﺬه اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﺒﺎب، وﻳﻈﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺴﺘﺘﺮة، وﺗﺨﺘﻔﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻘﺎء دون أي ﻋﻼﻣﺎت ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻣﻦ ﺻﻮت ﺧﺎرﺟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻧﺘﻤﺎئه اﻟﻌﻘﺪي مستعينا ﺑﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ وﻋﻲ ﺟﻤﻌﻲ ﻳﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻋﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﺧﺘﺮاع رﺟﻞ دﻳﻦ ﻳﺤﻘﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ، أو ﻫﺪف اﻟﺼﻮت اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﺬي ﺗﺸﻜﻠﺖ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺔ لوعيه.

ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻹﺑﺮاز ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ واﻟﻤﻮاﻗﻒ، وﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﺎع اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت، ﻓﺎﻟﻘﺮﻳﺔ وﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﺔ وﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻪ، واﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻴﺮ واﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ روﻣﺎﻧﺘﻴﻜﻴﺔ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت، وﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ رؤﻳﺘﻬﻢ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻟﻠﺤﻴﺎة، وﻳﺒﺪو اﻟﻤﻜﺎن ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺧﺰانا ﺣﻘﻴﻘيا ﻟﻸﻓﻜﺎر واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻟﺤﺪوس، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻜﺎن ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ، ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻃﺮف ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ.

وﺗﺘﻔﻖ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﺪاف، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻟﺪواﻓﻊ، ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺑﺪاﻓﻊ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ «ﻫﺎدي». وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﺳﺘﻐﻼل اﻟﻨﻔﻮذ ﻛﺸﺨﺼﻴﺘﻲ «أﻟﺒﺮﺗﻮ وﻗﻴﺲ» ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ

وﻳﺘﻀﺢ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ اﻷﻋﻀﺎء ﺣﻮل أﻫﺪاف اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ.

وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﺘﺪ اﻟﺼﺮاع واﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ ﻫﺎدي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﻗﻴﺲ اﻟﻄﺎﻣﺢ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ أﺣﺪاث اﻟﺮواﻳﺔ، وﻳﺘﻔﺎﺟﺄ اﻟﻘﺎرئ ﺑﻤﻮت «ﻫﺎدي» ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ، -ﺗﺪﺧّﻞ ﺻﻮت اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻫﻨﺎ-، واﺧﺘﺎر ﻣﻮت ﻫﺎدي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻮار اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻗﻴﺲ، رﺑﻤﺎ أراد أن ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮواﺋﻲ ﻟﻠﻤﺜﻘﻒ ﻗﻴﺲ ﻟﻴﻜﻤﻞ دور اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، وﻳﺨﺘﺒﺮ ﻗﺪرات اﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﻠﻰ إدارة اﻷزﻣﺎت واﻟﺠﻤﻮع، وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺘﻤﺰق وﺗﺘﺸﺘﺖ، ﺑﻞ ﺗﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ وﻫﻮ رﺟﺐ اﻟﺬي أﻟﺼﻘﺖ ﺑﻪ اﻟﺘﻬﻢ.

ﻛﺎن اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺣﺬراً وحساسا ﻓﻲ ﺗﻨﺎول وﺣﻮار اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت، وﻳﺘﻔﻬﻢ اﻟﻘﺎرئ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ودﻗﺔ اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺤﻮارات ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺤﻘﻮل ﻣﻦ اﻷﻟﻐﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ، وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻤﺮان ﺳﺎر ﻓﻲ ﺣﻘﻮل ﻣﻦ اﻷﻟﻐﺎم، وﻧﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺷﺎطئ اﻷﻣﺎن، ورﺑﻤﺎ ﺗﻔﺘﺢ رواﻳﺘﻪ اﻷﻓﻖ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

Published

on

تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.

أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً

يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.

رؤية 2030 ودعم التراث الوطني

تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.

ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟

من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.

الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع

إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.

Published

on

تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.

أهمية المشاركة في المحافل الدولية

تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.

التوافق مع رؤية المملكة 2030

تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.

تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي

على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.

Continue Reading

الثقافة و الفن

الثلث الأول من رمضان في نهاية الشتاء: مميزات الصيام والأجواء

تعرف على خصائص تزامن الثلث الأول من رمضان مع الأيام الأخيرة للشتاء. كيف يؤثر الطقس المعتدل وقصر النهار على الصائمين؟ قراءة في الأجواء الروحانية والفلكية.

Published

on

يشهد العالم الإسلامي في هذه الفترة ظاهرة فلكية ومناخية مميزة، حيث يتزامن الثلث الأول من شهر رمضان المبارك مع الأيام الأخيرة من فصل الشتاء، مما يضفي على الصيام طابعاً خاصاً يجمع بين الروحانية العالية والأجواء المناخية المعتدلة. هذا التزامن ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو نتاج للدورة الفلكية للقمر التي تجعل الشهر الفضيل يطوف عبر فصول السنة المختلفة.

الدورة الفلكية وتغير مواسم الصيام

من المعروف فلكياً أن السنة القمرية (الهجرية) أقصر من السنة الشمسية (الميلادية) بحوالي 11 يوماً. هذا الفارق الزمني يؤدي إلى تراجع موعد شهر رمضان كل عام، مما يجعله يمر بجميع فصول السنة الأربعة في دورة كاملة تستغرق حوالي 33 عاماً. وفي هذه الأعوام، يحل الشهر الكريم ونحن نودع فصل الشتاء ونستقبل بدايات الربيع، وهي فترة انتقالية تعرف بالاعتدال الربيعي، حيث يتساوي الليل والنهار تقريباً في العديد من المناطق، وتبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي مع بقاء نسمات البرودة اللطيفة.

ميزات الصيام في نهاية الشتاء

يعتبر صيام رمضان في الأيام الأخيرة للشتاء وبدايات الربيع من أيسر أوقات الصيام مقارنة بأشهر الصيف القائظة. وتتمثل أبرز الميزات فيما يلي:

  • قصر ساعات النهار: في فصل الشتاء وبداية الربيع، يكون النهار أقصر نسبياً من الليل، مما يعني ساعات صيام أقل، وهو ما يخفف من مشقة الجوع والعطش على الصائمين.
  • اعتدال الطقس: تساهم الأجواء الباردة أو المعتدلة في تقليل فقدان الجسم للسوائل، مما يجنب الصائمين الشعور بالإعياء أو الجفاف الذي قد يحدث في مواسم الحر الشديد.
  • النشاط البدني: يساعد الطقس اللطيف الصائمين على ممارسة حياتهم اليومية والعبادات بنشاط أكبر، حيث لا يستنزف الحر طاقتهم.

الثلث الأول: أيام الرحمة في أجواء لطيفة

دينياً، يُعرف الثلث الأول من رمضان بأنه “أيام الرحمة”، وفقاً للأثر المروي: “أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. ومع تزامن هذه الأيام المباركة مع وداع الشتاء، تتجلى الرحمة الإلهية أيضاً في تخفيف المشقة البدنية على العباد. تتيح هذه الأجواء للأسر الخروج ليلاً للتراويح والزيارات العائلية دون عناء الحر أو الرطوبة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية والروحانية التي يتميز بها الشهر الفضيل.

الاستعداد الصحي والغذائي

مع برودة الطقس النسبية في ليالي آخر الشتاء، ينصح خبراء التغذية الصائمين بالتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة والدفء خلال وجبتي الإفطار والسحور، مثل الحساء الدافئ والأطعمة الغنية بالألياف، مع عدم إغفال شرب كميات كافية من الماء، حيث أن الشعور بالعطش يقل في الشتاء مما قد يؤدي لنسيان شرب الماء.

ختاماً، يمثل تزامن بداية رمضان مع نهاية الشتاء فرصة ذهبية لاغتنام الأجر في ظل ظروف ميسرة، حيث يجتمع صفاء الروح مع اعتدال الجو، ليكون موسماً مثالياً للطاعة والعبادة.

Continue Reading

Trending