الثقافة و الفن
علي عطا: لا مؤامرة لتسييل الثقافة.. وبائع ضميره بائس
يمثّل الشاعر الإعلامي الروائي علي عطا لأصدقائه وزملائه كينونة من اللُّطف تسير على قدمين. ورغم كل أعباء مهنة المتاعب
يمثّل الشاعر الإعلامي الروائي علي عطا لأصدقائه وزملائه كينونة من اللُّطف تسير على قدمين. ورغم كل أعباء مهنة المتاعب إلا أنه رحّب بتحمّل مسؤولية ثقافية إعلامية لها إرث عريق، إذ تم اختياره رئيساً لتحرير (سلسلة الإبداع العربي) ثقة به. وضيفنا خريج كلية الإعلام – جامعة القاهرة 1986. وعمل محرراً ثقافياً في جريدة «الحياة» اللندنية، ومسؤول صفحات الرأي وآداب وفنون وتراث وآفاق وعلوم (مكتب القاهرة) سابقاً، ومشرف على القسم الثقافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط سابقاً. يكتب مقالات لصحيفة (المشهد) القاهرية، ويشرف على قسمها الثقافي بنسختيه الورقية والإلكترونية. يكتب لموقعي (إندبندت عربية) اللندني، و(النهار العربي) البيروتي. وصدرت له ثلاث مجموعات شعرية (على سبيل التمويه) 2001، و(ظهرها إلى الحائط) 2007، و(تمارين لاصطياد فريسة) 2013، وله روايتان (حافة الكوثر) و(زيارة أخيرة لأم كلثوم). وصدر له قبل أيام عن (بيت الحكمة) في القاهرة كتاب بعنوان (وجوه وكتب وقضايا).. وهنا نص حوارنا معه:
• ماذا تعني إناطة رئاسة تحرير (سلسلة الإبداع) لشخصكم الكريم؟ وما الذي تستشعره من هذه الإناطة؟
•• تشرفت طبعاً بقرار رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين إسناد رئاسة تحرير سلسلة الإبداع العربي لشخصي، وأرجو أن أكون على قدر هذه الثقة التي تم التعبير عنها في نص القرار كالتالي «إننا إذ نثق في قدرتكم على النهوض بهذه السلسلة، بما تمتلكونه من إسهامات ثرية في المشهد الثقافي والفكري، ورؤى ثاقبة وعميقة، يسعدنا توليكم رئاسة تحريرها». وبالطبع أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذا العمل خلفاً لقامة ثقافية كبيرة تتمثل في الشاعر والروائي سمير درويش، وإن شاء الله أبني على ما أقامه هو خلال السنوات الماضية، مع مدير تحرير السلسلة الشاعر عادل سميح. وعموماً أنا مستبشر خيراً، فالهيئة المصرية العامة للكتاب التي تصدر هذه السلسلة هي أكبر دار نشر في العالم العربي، ويترأسها، حالياً، مثقف متميز هو الدكتور أحمد بهي الدين؛ الذي استشعرت خلال لقائي معه عقب صدور القرار بأنه راغب في النهوض بإصدارات الهيئة المختلفة، خصوصاً في الشق الخاص بالانفتاح على حيزنا العربي الواسع؛ متمثلاً في مبدعيه من المحيط إلى الخليج. وقد اتفقنا على توسيع دائرة ما تنشره السلسلة لنضيف إلى الشعر والرواية والقصة، المسرح والسيرة والنصوص العابرة للنوعية. وأرجو أن يحالفني التوفيق في تحقيق ذلك.
• ألست قلقاً على الصحف والمجلات؟
•• لست قلقاً، فهي تلبي حاجة إنسانية لا غنى عن تلبيتها؛ ورقياً وإلكترونياً. وفي هذا السياق أنا لست ممن يقولون بنهاية الورقي ليحل الإلكتروني محله، بل أنا أكاد أثق في أن الإلكتروني عارض، والورقي هو الذي سيستمر في المستقبل. وأياً كانت صيغة النشر؛ ورقيةً أو إلكترونيةً، فإن المهم هو الارتقاء بالمضمون لاجتذاب القراء ونيْل ثقتهم. تعيش البشرية فترة انتقالية في عمرها المديد، وسيتم تجاوزها حتماً، في ظل التطورات المتسارعة تكنولوجياً، ولكن حاجة الإنسان إلى المعرفة والصحافة ستظل وسيطاً مهماً جداً لتحصيل تلك المعرفة، إلى قيام الساعة.
• هل الإبداع العربي بخير؟
•• نعم بخير، ولا أجد هنا حرجاً من ذكر مثال بسيط يؤكد ذلك، وهو سلسلتنا المخصصة له، كما أن هناك مؤشرات أخرى مهمة على أن الإبداع العربي بخير؛ على رأسها الجوائز التي يحصل عليها المبدعون العرب، ليس في بلدانهم فحسب، ومنها جائزة الملك فيصل، والبوكر العربية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة الملتقى، وجائزة كتارا، وجائزة ساويرس، ولكن أيضاً في العالم، كما في جائزة معهد العالم العربي في باريس والبوكر البريطانية، وجائزة نوبل، فعلى لائحة مرشحيها دائماً ما تجد مبدعين يكتبون بالعربية. وأظن أن الإبداع العربي سيجد صدىً أوسع على مستوى العالم في حال بذل المزيد من الجهد والمال في سبيل ترجمته للإنجليزية، وغيرها من اللغات الأجنبية. ويمكننا في هذا الصدد أن نلاحظ طفرة في ترجمة الأدب العربي، بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل عام 1988، مقارنة بما كان عليه الحال قبل هذا الإنجاز التاريخي.
• ما رأيك في من يصف العصر بتسييل الثقافة؟ وما سبب التسييل؟
•• لا أتفق معهم في هذا الوصف، في حدود فهمي له على أنه أمر يهدد الهويات الثقافية المختلفة ليقولبها في سياق عولمي. فالثقافة قوة ناعمة، تبني ولا تهدم، ما دامت تسري في أجواء تحترم حرية التعبير في الحدود التي إذا تم تجاوزها، فربما تقع أضرار على مجتمع إنساني ما، مع قناعتي بأن هناك من يرفض أن تكون هناك حدود لحرية التعبير عن الرأي. لست مع من يرون أن هناك مؤامرة هدفها «تسييل الثقافة»، على حد تعبيرك، أو تعبير آخرين يرون دائماً أن هناك من يستهدف ثقافتهم ويسعى إلى تغييرها لتوافق هواه. الثقافة أشبه بكائن حي، من الطبيعي أن يتطور، وأن ينتقل من طور إلى آخر، بمرور السنين، فيتعايش في سياقها ثابت ومتحول، بتعبير أدونيس. التلاقح حتمي، ما دام البشر بثقافاتهم المختلفة يتواصلون مع بعضهم بعضاً، تأثيراً وتأثراً.
• كيف يمكن النهوض بالثقافة الصلبة؟
•• كما قلت في إجابة السؤال السابق، دائماً ما توصف الثقافة بالنعومة، ولا أدري لماذا قد يصفها البعض بالصلبة. هل المقصود الثقافة الجامدة؟ أصلاً لا ينبغي أن تكون في عالمنا ثقافة جامدة، وإلا فإنها حتما ستفرز تعصباً أعمى لا يمكن أن تحمد عقباه. هذا طبعاً في حدود فهمي لهذا المصطلح، وقد يكون فهماً غير دقيق!
• هل تعوّل على جامعة الدول العربية في إحياء الفعل الثقافي؟
•• لا أعوّل عليها في أي شيء في هذا الصدد، فحالها فيه لا يقل سوءاً عن حالها في الشأن السياسي وفي الشأن الاقتصادي، منذ أن تأسست وإلى الآن. هذا من واقع حال ذراعها الثقافية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وهذا ما نراه من عجزها عن عقد قمة ثقافية عربية لطالما انتظرناها. ثم إن الفعل الثقافي لم يمت لننتظر من الجامعة العربية أن تحييه. يمكن للمتفائلين أن ينتظروا منها أن تدعمه، لا أن تحييه، ذلك لأنه حي يرزق، وعلامات ذلك أكثر من أن تحصى، ومنها الحراك الثقافي المتنامي في غير بلد عربي، سواء بجهود رسمية أو أهلية. وبالطبع لم نصل بعد إلى حد الاكتفاء في هذا المضمار، ولن نصل، فطموحات المثقفين وأمانيهم لا سقف لها، ودائما يسألون: هل من مزيد؟
• متى شعرتَ بأن الثقافة العربية في خطر؟ ولماذا؟
•• من إجاباتي على الأسئلة السابقة تستطيع أن تلاحظ أنني لا أرى أن الثقافة العربية في خطر، إلا من الأفكار الظلامية الخطرة على الثقافة المحلية والإقليمية والإنسانية، كونها لا تريد لنا أن نتقدم، وهي بالمناسبة مماثلة -من حيث هدفها- لأفكار فرق منا تدعي الاستنارة، لكنها لا تكف عن ذم الثقافة العربية والحط من شأنها والزعم بأنها عالة على الثقافة الغربية.
• هل أمات الإسلام السياسي الثقافة باتهامها في مقتل؟
•• الثقافة لم تمت، ولن تموت، لكنها بالطبع قد تمرض، ثم سرعان ما تتعافى. وفي اعتقادي أنه ما من سياسة في أي مكان في العالم بلا ظهير ديني، حتى في البلاد التي نصفها بالعلمانية، في الغرب وفي الشرق، وفي الشمال وفي الجنوب. وهذا أمر مختلف عن الحركات التي ترفع راية الإسلام لتحقيق غايات سياسية، وفي بلادنا ستجد أنها صنيعة نظم سياسية واستخبارية، من جماعة (الإخوان المسلمين)، إلى (داعش)، وبينهما (التكفير والهجرة)، وغيرها مما لا مجال هنا لذكره تفصيلاً.
• من خلف الدكاترة عبدالرحمن بدوي وحسن حنفي وجابر عصفور؟
•• ما أعرفه هو أنهم جميعاً مصريون، تخرجوا في كلية الآداب في جامعة القاهرة، وكل منهم ترك إرثاً فكرياً، يقبل السجال بشأنه؛ اتفاقاً واختلافاً. أما من خلفهم، فلا أعرف بالتأكيد، فإذا كنت أنت تعرف، فليتك تخبرني!
• لماذا المثقف العربي بائس في الغالب؟
•• ربما مادياً، ويكاد ذلك ينطبق على غالبية من يحمل هذه الصفة في أي مكان في العالم، لكن المثقف عموماً هو عصب نهوض أي مجتمع يؤمن بحرية التعبير. ومع ذلك فصفة البؤس من الممكن أن تنطبق على مثقفين أثرياء مادياً، لكنهم باعوا ضمائرهم واتخذوا من الانتهازية والوصولية منهج حياة، وهؤلاء تجدهم دائماً يجاملون السلطة أياً كانت طبيعتها.. وهم في ذلك مثلهم مثل غيرهم ممن ليسوا بالضرورة مثقفين.
• أين تقع مصر إثر تفكيك مركزيات الثقافة؟
•• لا تزال من مراكز إنتاج الثقافة واستهلاكها، إذا جاز التعبير، حتى بعد انتهاء صيغة المركز والأطراف. نحن الآن نعيش في ظل تعدد مراكز الثقافة العربية، من الدار البيضاء إلى الرياض والشارقة، وصنعاء، ومسقط، والكويت، والدوحة، والمنامة، وبيروت وبغداد ودمشق. طبعاً حدثت هزة تركت تأثيرات سلبية على بعض المراكز التقليدية بسبب ما ترتب على انتفاضات ما يسمى خطأ بالربيع العربي، كما في بغداد ودمشق مثلاً، وبسبب تجدد الاحتراب الأهلي في اليمن والتهاب الصراعات الطائفية في لبنان في ظل هيمنة متزايدة لحزب الله. لكنني شخصياً أتمنى أن يتعافى الجميع وتتجدد الروح، كما بدأنا نلاحظ مثلاً في ليبيا من نهوض ثقافي واعد.
• بين الصحافة والرواية والشعر، كيف توزّع الاهتمام؟ وما الذي يستأثر بالذائقة؟
•• الصحافة استأثرت بالاهتمام الأكبر، لكنها بدأت تتوارى لصالح الإبداع منذ غياب جريدة (الحياة) التي عملت في مكتبها في القاهرة لنحو 30 عاماً، ومكتبها في الرياض لنحو ثلاثة أعوام، عقب تقاعدي رسمياً من العمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط، سعدت بأن جمعت بعض جهدي الصحفي في كتاب (وجوه وكتب وقضايا في زحام عوالم افتراضية) الذي أصدرته عن دار (بيت الحكمة) في القاهرة. ذائقتي تميل إلى الشعر الذي أصدرت فيه ثلاثة دواوين إلى الآن، وفي طريقي لإصدار ديوان رابع، إلا أنني مهتم في الوقت نفسه بالاطلاع على ما يتيسر لي الاطلاع عليه من روايات ومجموعات عربية ومترجمة، وأسعد بمقاربات نقدية عنها أنشرها في (إندبندت عربية) و(النهار العربي) و(الفيصل) وغيرها من منافذ النشر الصحفي.
• بماذا خرجت من تجربة العمل الصحفي في المملكة؟
•• خرجت بالكثير؛ خبرة عملية مع قامات صحفية بارزة، على رأسها الأستاذ جميل الذيابي الذي سأظل مديناً له ما حييت لحسن تعامله معي ولمودته الأخوية الدافئة التي دامت لما بعد مغادرتي المملكة في فبراير 2007. كان مكتب (الحياة) في الرياض أشبه بجامعة عربية دولية، فكان هناك السعودي مع اللبناني والمصري والسوداني والفلسطيني والتونسي والمغربي والليبي، مع البريطاني والهندي والبنغالي وأيضاً الإريتري. كوّنت صداقات غالية ما زلت أحافظ على المودة مع أصحابها إلى اليوم، ومنها بالطبع صداقتي معك.
• ما انطباعك عن التحولات الثقافية في المملكة؟
•• سعيد بها جداً، وأتمنى لها من كل قلبي الازدهار فهي تصب في صالح العمل الثقافي العربي بشكل عام. هذه التحولات سواء في مجال النشر أو المسرح والسينما ونوادي الأدب، والاحتفاء بالمثقفين وما يبدعونه، والفعاليات المتعددة طوال العام في الرياض وجدة والدمام والظهران وسكاكا، وغيرها من المدن السعودية، لا تشمل فوائدها السعوديين فقط، بل إنها مفيدة جداً لكل عربي، بل وحتى لكل مستعرب.
الثقافة و الفن
رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل
انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.
أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة
يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.
الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير
في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.
خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو
تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.
التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك
من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.
الثقافة و الفن
كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية
تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.
رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء
لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.
رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث
يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.
الأثر الثقافي والانطباع العالمي
إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.
ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية