Connect with us

ثقافة وفن

علي الحازمي يشيّد محراب الوحدة

استطاع علي الحازمي في مجموعته الشعريّة (غصن وحيد للغناء) الصادرة عن دار أدب للنشر والتوزيع طبعة أولى 2023، أن يوفّر

استطاع علي الحازمي في مجموعته الشعريّة (غصن وحيد للغناء) الصادرة عن دار أدب للنشر والتوزيع طبعة أولى 2023، أن يوفّر مناخًا شعريًّا كتابيًّا للوحدة التي عبّر الشاعر عن امتنانه لها عبر التغنّي بها من جهة، وكشفت عن تعذّب ذاته من خلالها من جهة ثانية. بدءًا بالعنوان (غصن وحيد للغناء) يمكن للمتلقّي أن يلاحظ رغبة الشاعر في المناجاة والتعبير، فالغصن الذي يعدّ جزءًا من كلّ (الغابة) يُمنح من خلال فعل الغناء طاقة تجعله بغنى عن الشجر والبشر والمحيط ككل الذي يمثّل العالم، الأمر نفسه يتوضّح أكثر في قصائد المجموعة المحصّنة بالموسيقى الداخليّة والخارجيّة التي تراوحت بين الوجوديّة، الاستكشافيّة والغزليّة، ممّا يضعنا أمام الإشكاليّة الآتيّة: كيف رسم الحازمي الوحدة؟ وإلى أي حدّ خدم نظام التفعيلة سياقه الشعريّ؟

الوحدة.. باب النجاة والهلاك

تجلّت الوحدة في عدد يسير من قصائد الحازمي كبابٍ يدفعه نحو الاكتشاف والتعرّف إلى الذات وتحويل الموجودات من أدوات يعتلجها التشيؤ إلى كيانات تحتاج إلى تأويل وتعريف، ففي قصيدته الأولى من المجموعة (الإقامة في الصدى) ينطلق الشاعر من الحزن والوحدة والانكسار وصولًا إلى أولى عتبات الذات ما يضعنا أمام نوع من التسامي والترفّع عن الشعور البشريّ المادّي المتكرّر «وما سألتُ عن الذين تقاسموا حلمي الشريد، عن الذين تهاتفوا في نبض أغنيتي الجريحة» (ص.9) استخدام صيغة النفي (ما سألتُ) تتناغم وتنسجم مع سلوك الشاعر تجاه الحياة المعبّر عنها بشكل مباشر، «أصغي إلى نغم الحياة…» (ص.9)، وتنمّ عن الاستعداد والتمهيد النفسيين للذات لاتخاذ خطوة الانسلاخ عن المحيط والمجموع والتعمّق في دهاليز الأنا.. وقد ظهر هذا التخلّي والرغبة في البحث في قطع آخر من القصيدة حين حافظ الحازمي بشكل لا واعٍ على قيمة الانتماء «من الأسلاف في لغي ولدتُ» (ص.11) ليعاجل هذه الصيغة الخبريّة بصيغة اعتراضيّة تكشف ميله نحو التفرّد والبناء الذاتيّ ورسم الهويّة الخاصّة «لكنّي لم أنحنِ يومًا/‏ لطيف غمامة عبرتْ» (ص.11) تأتي الغمامة كرمز بعيد كلّ البعد من دلالته الكلاسيكيّة (الحزن/‏الأوقات الصعبة/ ‏الهمّ…)، لتشير إلى التقليد والعرف والبديهي والمتّبع وهو ما يخدم غاية الشاعر في البحث عن ذاته.

أتت الوحدة في هذه القصيدة كأنموذج لباب يطرقه الحازمي بحثًا عن النجاة، لكن نموذجا شعريا آخر قد بيّن كيف صارت الوحدة نقمة أو موضع هلاك للشاعر، ففي قصيدة (جدار الريح) يكشف العامل النفسي عن مدى ارتداد الوحدة على الشاعر بشكل بشكل سلبي «ناديتُ نومي بأعلى ما استطعت/ ‏ولم يجب عيني في قلق المرايا سوى التفات الصمت…» (ص.19)، وفي قصيدة (يحرسني غيابك) تدفع الوحدة الشاعر للبحث عن الجماعة والذكريات مع الآخر «وأنت تعدو في مجاهل أمسك المنسيّ/‏ تسأل في براري الغيب/‏ عن فجر يعود إلى وصالك» (ص.29)، أضفت لفظة (براري) على الكلمة المضافة (الغيب) نوعًا من الاغتراب النفسي الذي يعيشه الشاعر بعد أن عبّر بشكل مباشر عمّا يعتلج لا وعيه من قلق.

ارتبط الحبّ لدى علي الحازمي بالوجع والماضي متوّجًا الوحدة برفضها والبحث عن متنفس متمثل بالبوح «فيا حبّ…عقدناكَ نايًا بليل مواجعنا في الغياب/ ‏فهيّئ لنا/ ‏في دروب الوصول اليك قدم» (ص.92).

حركة الإيقاع والمستوى المعجمي

منح نظام التفعيلة الذي اعتمده الشاعر في مجمل قصائده في تقدّم النصوص نحو المتلقّي بصيغ إيقاعيّة مختلفة بدءًا بتوازن السطور الشعريّة «ناديتُ من نومي/ ‏بأعلى ما استطعت» (ص.19)، والتكرار الذي شمل تحديدا أحرف الجر وأداة الجزم (لم) والسجع «شالها شغف الورود/ ‏وعطرها عبق الوجود» (ص.29)، والتكرار وصل إلى المستوى المعجمي، حيث تواترت في أكثر من قصيدة كلمات مثل الغيب/‏ والشال/‏ الأهداب/‏ الدموع… وقد ساهم التكرار في بناء هويّة المجموعة ككلّ ومنحها إلى جانب الوزن مستوى موسيقيا ولغويا متماسكا، لكنّ نظام التفعيلة وضع على الشاعر شروطه أو ربّما قيوده اللفظيّة، فعلى سبيل المثال في قصيدة (جدار الريح) ورد التشبيه الآتي: «…كالشمس في شال الغياب/‏ تساقطت أهداب من هرعوا» (ص.17)، ألم يكن من الأجدى أن يحمل السياق عبارة «كخيوط الشمس في شال الغياب…»؟ هل حرم الوزن الحازمي من إدخال عبارة توازن ما بين جزء من الشمس والأهداب؟ أم اختار الشاعر التجديد من ناحية التصوير؟ السؤالان نفسيهما ينطبقان على ما ورد في قصيدة (يجدون أسبابًا)، «… مثقلًا بالوهم والليل الجريح» (ص.23)، هل الليل بصفته المجروحة يضيف ثقلًا إلى الفرد؟ أم يكون موضع ثقل تجاه نفسه؟

أتت مجموعة علي الحازمي انطلاقة لبناء عالم مختلف وجديد يبدأ بالاكتشاف الذاتي ولا ينتهي عند التفاهم مع الوحدة والتعرّف إليها، والحق أنّ الأسى بوجهيه الإيقاعيّ والدلالي قد ساعد الشاعر على تشييد محراب الوحدة والحفاظ على الوحدة الموضوعاتيّة الخاصّة بالمجموعة.

Continue Reading

ثقافة وفن

رحيل أيقونة الجاز والسينما نيكول كرواسي عن 88 عاماً

غيّب الموت اليوم (الأربعاء) الفنانة الفرنسية نيكول كرواسي، المطربة والممثلة وراقصة الباليه، عن عمر 88 عاماً، حسب

غيّب الموت اليوم (الأربعاء) الفنانة الفرنسية نيكول كرواسي، المطربة والممثلة وراقصة الباليه، عن عمر 88 عاماً، حسب صحيفة لوموند الفرنسية.

اشتهرت كرواسي بأدائها الأيقوني لأغنية «دا با دا با دا» في الفيلم الشهير «رجل وامرأة»، والتي أصبحت علامة موسيقية خالدة في ذاكرة عشاق السينما.

وُلدت نيكول كرواسي في 9 أكتوبر 1936 في نويي-سور-سين، ونشأت في بيئة موسيقية بفضل والدتها، عازفة البيانو الهاوية.

منذ طفولتها، أظهرت شغفا بالفنون، حيث درست الرقص الكلاسيكي وحلمت بالوقوف على المسرح رغم معارضة والدها، وقالت ذات مرة: كنت أعلم دائماً أن مكاني على خشبة المسرح، هناك أشعر بالحرية.

في سن المراهقة، اكتشفت موسيقى الجاز مع سدني بيشيه، مما شكّل نقطة تحول في مسيرتها.

درست كرواسي، فن التمثيل الصامت مع مارسيل مارسو، وسافرت مع فرقته إلى أمريكا الجنوبية عام 1957، ثم إلى الولايات المتحدة عام 1960، وهناك أثبتت موهبتها في عروض المسرح الموسيقي، حيث قادت عروضاً في رينو ونيويورك وشيكاغو، مكتسبة لقب Soul Sister بفضل صوتها الدافئ وأسلوبها المتألق.

وفي عام 1966 تعاونت مع المخرج كلود لولوش والملحن فرانسيس لاي لتؤدي أغنية فيلم «رجل وامرأة» مع بيير باروه، لتصبح الأغنية رمزاً عالمياً.

أخبار ذات صلة

واصلت التعاون مع لولوش في أفلام مثل «عش لتعيش» 1967، «الآخرون» 1981، و«مسار طفل مدلل» 1988.

وفي السبعينات، حققت نجاحاً كبيراً بأغانٍ مثل «تحدث إليّ عنه» و«امرأة معك»، معبرة عن صورة المرأة الحرة، وفي عامي 1976 و1978، أذهلت الجمهور بأدائها في مسرح الأولمبيا بباريس.

تنوعت موهبتها بين الجاز والموسيقى الشعبية والمسرح الموسيقي، حيث تألقت في «هيلو دوللي» عام 1992، و «فوليز» 2013، و «كاباريهز» 2014.

كما شاركت في السينما والتلفزيون، حيث لعبت دوراً بارزاً في مسلسل «دولمن» عام 2005، الذي جذب 12 مليون مشاهد.

في عام 2006، روت كرواسي قصتها في سيرتها الذاتية «لم أرَ الزمن يمر»، التي لخصت 60 عاماً من العطاء الفني، وعُرفت بحياتها الخاصة الهادئة، لكنها كانت دائماً صريحة بشغفها بالغناء والرقص والتمثيل، وقالت: «الغناء والرقص والتمثيل هو الحياة التي أردت عيشها».

Continue Reading

ثقافة وفن

مؤلف مصري يشن هجوماً على أحمد آدم: «أهانني في بداية مشواري ودعيت عليه»

روى المؤلف المصري محمود حمدان، الذي يعد مسلسل «فهد البطل» آخر أعماله، موقفاً هاجم فيه الفنان المصري أحمد آدم،

روى المؤلف المصري محمود حمدان، الذي يعد مسلسل «فهد البطل» آخر أعماله، موقفاً هاجم فيه الفنان المصري أحمد آدم، حدث في بداية مشواره الفني، مشيراً إلى أنه لن يتعاون معه في حياته، واصفاً إياه بأنه فنان مغرور.

وكشف حمدان، في منشور عبر حسابه على «فيسبوك» أن الموقف يعود لعام 2007، حين وقع عليه وزملائه في أكاديمية الفنون اختيار المخرج الدكتور جلال الشرقاوي للمشاركة في مسرحية من بطولة أحمد آدم، وذلك في بدايات مشوارهم الفني.

وأوضح أنه خلال بروفة جنرال قبل العرض بيوم واحد، وأثناء تقديمه لدوره، أثار ضحك بعض الحاضرين في الصالة، إلا أن رد فعل أحمد آدم كان قاسياً للغاية، حيث أوقف البروفة ووجه إليه انتقادات حادة أمام الجميع على حد قوله.

وتابع حمدان: «وقّف البروفة وقدام كل الناس سمعني أسوأ كلام يقوله فنان محترف لشاب لسه بيشق طريقه، أنت هتاخد فرصتك بس مش معايا مع حد تاني، تقف مكانك متتكلمش، مش هتشتغل يلا امشي، خرجت من المسرح والدموع مكتومة جوايا».

أخبار ذات صلة

وأشار حمدان إلى أن عدداً من أصدقائه في الوسط الفني منهم مصطفى أبو سريع وحسني شتا وإبراهيم السمان ومحمد العمروسي، حاولوا مواساته بعد الموقف الذي تعرض له، معلقاً: «رجعت البيت وصليت وأنا منهار من البكاء ودعيت على أحمد آدم».

واختتم حمدان حديثه أنه بعد 5 سنوات، طلب منه أحد المنتجين كتابة فيلم لأحمد آدم، لكنه رفض قائلاً:«حتى لو دفعت لي 100 مليون، مش هكتب له».

Continue Reading

ثقافة وفن

«أنا رئيسها».. براءة «نمبر ون» من تهمة إهانة العلم المصري

قضت محكمة مصرية ببراءة الفنان المصري محمد رمضان من التهم الموجهة إليه في القضية المتعلقة بإهانة العلم المصري والإساءة

قضت محكمة مصرية ببراءة الفنان المصري محمد رمضان من التهم الموجهة إليه في القضية المتعلقة بإهانة العلم المصري والإساءة إلى رموز الدولة، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا وقت عرضه حفله في أمريكا.

وفي أول تعليق لمحمد رمضان، على براءته من اتهامه بإهانة العلم المصري والإساءة لرموز الدولة، أعلن طرح أغنيته الجديدة بعنوان «أنا رئيسها»، والمقرر طرحها اليوم الأربعاء على قناته الرسمية في يوتيوب وجميع المنصات الموسيقية.

وبدأت القصة عندما تقدم أحد المحامين بدعوى جنحة مباشرة أمام المحكمة، اتهم فيها محمد رمضان بارتكاب أفعال تمس القيم الوطنية، على رأسها إهانة العلم المصري، والترويج لأفكار الماسونية، معتبرًا ما حدث اعتداءً على الكرامة الوطنية.

وطالب المدعي بإلزام رمضان بدفع تعويض قدره مليار دولار دعمًا للمشروعات القومية، وجبرًا للضرر الأدبي الذي لحق بالشعب المصري.

أخبار ذات صلة

وجاء في الدعوى أيضاً أن رمضان ظهر في مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يضع العلم المصري على ظهره، وهو ما اعتُبر إساءة مباشرة للرموز الوطنية.

وفي سياق مختلف، يعكف محمد رمضان على انتهاء تصوير فيلم «أسد» بشكل نهائي، استعدادًا لطرحه في السينمات على مستوى عالمي خلال الفترة القليلة المقبلة.

الفيلم من إخراج محمد دياب، وتأليف مشترك بين محمد دياب، خالد دياب، وشيرين دياب، ويشارك في العمل نخبة من النجوم إلى جانب محمد رمضان، وهم: رزان جمال، كامل الباشا، علي قاسم، ركين سعد، ماجد الكدواني، إسلام مبارك، وغيرهم.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .