Connect with us

ثقافة وفن

عدنان الصائغ: كأنّ تجربتي هذيان طويل

تعد تجربة الشاعر عدنان الصائغ من أنضج التجارب الشعرية لجيل السبعينيات العربي، كيف لا وهو الذي حياته قصيدة، وأيامه

تعد تجربة الشاعر عدنان الصائغ من أنضج التجارب الشعرية لجيل السبعينيات العربي، كيف لا وهو الذي حياته قصيدة، وأيامه نشيد، وعلاقاته بحور وأنهار، وأماسيه أوزان وقوافٍ، يأسر الصائغ عارفيه ومحبيه بهذا السمت الهادئ، حتى يأتي الشِّعر فتغدو الكلمات فوّهات ألم وعذابات شأن البراكين التي لا تنتهي تماماً ولا تثور كُليّاً.. هنا نص حوارنا مع صاحب «نشيد أوروك» و«نرد النص»:

• من «نشيد أوروك» إلى «نرد النص»، كأنك ما زلتَ مسكوناً بألم يصعب التعبير عنه في مجاميع صغيرة.. ما تعليقك؟

•• الألم المرُّ والمريرُ الذي اعتصر حياتَنا كلَّها عقوداً من الحروب والطغيان والحصارات المتعددة، أضفى على تجربتي في الكتابة شكلاً مختلفاً كأنه هذيان طويل مسعور لا ينتهي، مضى بي إلى مديات تجريبية لا يمكن لأي نص أن يستوعبها. وهكذا وُلدتْ أولى سطور «نشيد أوروك – أو هذيانات داخل جمجمة زرقاء لا علاقة لعدنان الصائغ بها» وأنا وقتها كنتُ جنديَ احتياط مرمياً في إسطبل مهجور في قرية شيخ أوصال في كردستان (شمالي العراق). كان ذلك عام 1984، وانتهيتُ منها عام 1996 وأنا لاجئ في بيروت. كان الهذيان ممتداً على مساحة تجاوزت الـ550 صفحة ونحو 12 عاماً. ولم أكن أدري أو أتصور أين سترمي بي الأقدار ثانية؛ مكاناً أو نصاً.

غير أن القدر قادني مرةً أخرى في عام 1996 نفسه، من رمال بيروت الساخنة إلى ثلوج جنوب القطب (شمال السويد)، إلى تجربة نصٍّ مفتوحٍ أكثر غرائبية وتجريباً وطولاً لأنتهي منه العام الفائت 2022 بعد نحو 25 عاماً، و1380 صفحة، حمل عنوان «نرد النص».

لكن كما تعرف والكثيرون أنني مهتم وأميل إلى كتابة قصيدة الومضة والتكوينات القصيرة، وقد صدرت لي عدة مجاميع شعرية بهذا الشأن وعرفت بهذا النوع من الكتابة، وهناك دراسات كثيرة حول ذلك، حتى أن شاعرة طالبة دكتوراه اسمها هناء أحمد كانت تعد عدتها لأن يكون عنوان أطروحتها للدكتوراه عن قصيدة الومضة والنصوص القصيرة في شعري، غير أن دخول «داعش» إلى مدينتها الموصل، جعلها وعائلتها تلجأ إلى بغداد وهناك أكملت أطروحتها لكن بعنوان «عتبات النص في شعر عدنان الصائغ» لظروف الجامعة واشتراطاتها، وهكذا ظل الموضوع مفتوحاً.

• ألم تتخوف من تردد القارئ في اقتناء ديوان كبير يتجاوز 1380 صفحة، ناهيك عن قراءته؟

•• نعم كثيراً ما واجهني هذا السؤال ونحن نعيش زمناً مكثفاً بكل شيء لغة وإنجازاتٍ، وصولاً إلى الأغنية السريعة وتغريدات «الموبايل». وجوابي أنني أدرك ذلك تماماً، خصوصاً وأنا أعيش في الغرب منذ نحو ثلث قرن، حيث لا فائض من وقت أو كلام. لكن لم يكن الأمر باختياري حقاً؛ أي لم أكن أقصد التطويل ولا أحبذه في أي عمل أو خطاب. غير أن هاتين التجربتين كانتا مختلفتين عن كل تجاربي وجيلي أيضاً. وكأن قدرهما -مثلما هو قدري- أن تكونا كذلك. فعندما بدأت في العمل الأول «نشيد أوروك» كنت أتصور أنني سأنتهي منه بعد 10 أو 20 سطراً أو صفحة أو صفحتين أو 10 صفحات، وإذا به يجرني لما لم أتوقعه ولا الناقد جبرا إبراهيم جبرا، ولا الشاعر عبد الرزاق الربيعي، ولا خالي د. عبدالإله الصائغ، وهم من واكبوا بداياته.

والأمر نفسه حدث مع «نرد النص» فقد قادتني سطوره الأولى إلى مسالك جديدة ومتاهات لم أكن أحسب لها حساباً ولم أكن أتخيل أنني سأقترب منها يوماً. فطريقي الشعري غير هذا، لكن هذه هي مفاجآت النص التي قد يفاجئ حتى كاتبه بما لم يكُ يحسب له حساباً.

إنه؛ أي «نرد النص»؛ حرثٌ في المسكوت عنه والمعلن أيضاً، في متون وهوامش التاريخ والدين والميثولوجيا والسلطة والجنس والمجتمعات والنظم المعرفية وغيرها، كاشفاً وسائلَ ومُحاججاً في (وعن) تلك الإشكاليات الكبرى التي أثقلت الإنسان على مر التاريخ والحقب -وخصوصاً نحن العرب- مكبلةً ومكممة (ومسممةً أحياناً) الحياةَ والفكر والروح، لتحجب عنا -لقرون وما زالت- مسالك التنوير والتفكير والعلم والاجتهاد والابتكار والحداثة.

• هل يغدو النص بين يديك سرداً لا متناهياً؟ سردته القصيدة؛ إن صح الوصف؟

•• ربما نعم في حيز من القصيدة، وليس بالعموم؛ فقد يثقل السرد على النص، بل قد يقتله. الأمر كله يخضع ويعتمد -أولاً وأخيراً- على مهارة الشاعر وتمكّنه من أدواته وثقافته، وعلى موضوعاته التي يطرحها والشكل الذي لبسته أو ألبسها، وعلى اللغة والإيقاع والصورة وأشياء أخرى كثيرة.

والأمر يصبحُ معكوساً وصحيحاً أيضاً في الرواية والقصة والآداب والفنون الأخرى؛ فقد ترى فيها شعراً أو روح الشعر. وخذْ «خريف البطريرك» لماركيز، و«في مديح زوجة الأب» لماريو بارغاس يوسا، مثلاً. وبعض قصص زكريا تامر، وفيلم «عازف البيانو» للمخرج رومان بولانسكي، أو بعض أفلام المخرج عباس كيارستمي، أو مسرح صلاح القصب أو لوحات ج. م. و. تيرنر، أو علاء بشير، وفان كوخ… إلخ. وقوائم الجمال والشعر تطول.

• ألم تخطر ببالك كتابة الرواية؟

•• لا.. كذلك القصة أو الرسم أو الموسيقى، وذلك لإيماني وادراكي أن الشعر قادر أن يضم كل تلك الأنواع الأدبية والفنية والمعارف الإنسانية وحتى العلوم والفلسفات. وهذا ما تراه في النشيد وأكثر في النرد فقد تجد الفن التشكيلي والموسيقى والسينما وشكل الرواية والقصة القصيرة والهندسة والعلوم والمذكرات والرسائل والمناشير والأخبار والإعلانات… إلخ. إنه نص مفتوح على كل ما يخطر وما لم يخطر ببال وحال. لهذا، وعوداً على سؤالك السابق، فكثيراً ما عدوهما أي «نشيد أوروك» و«نرد النص» شكلاً من رواية شعرية، أو سرداً شعرياً.

• كيف تعيش التحديث في نصك، بحكم أن العراق مدرسة تجديدية؟

•• دائماً يذكّرنا الشاعر محمود درويش بذلك، في مقطعه: «الشِعْرَ يُولَدُ في العراقِ، فكُنْ عراقيّاً لتصبح شاعراً يا صاحبي!». وكنتُ قد التقيته في بغداد، وكذلك في عمان. وكذلك المفكر جاك بيرك في قوله: «العراق بلد شعري» وكنتُ قد التقيته في العراق أيضاً.

هذا الكلام وغيره ألقى على كاهلي -وغيري من الشعراء- مسؤولية مضافة ومضاعفة، خصوصاً والأمر الأكبر هو هذا الإرث الذي أحمله معي وفيَّ من أول ملحمة شعرية عرفها تاريخ الشعر في العالم «ملحمة جلجامش» مروراً بأغاني اينانا والنصوص السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والعربية الإسلامية وكذلك المدارس الفكرية والتنوع الديني والعِرقي: العرب والأكراد والتركمان والسريان، والمندائيون، واليهود والمسيحيون، والكلدوآشوريون والإيزيديون، والشبك، والكاكائية والبهائية والزرادشتية… إلخ، مروراً بالمدارس النحوية: (الكوفة والبصرة وبغداد)، والمذاهب الفقهية والصراعات الفكرية (المعتزلة والأشاعرة والحنابلة والإمامية… إلخ)، ومعهم (القدريَّة والجَبريَّة… إلخ، وخلق القرآن… إلخ) ودخولاً وتوقفاً أمام انعطافات الشعر العباسي، وتجارب الفترة المظلمة، والبند وثورة الشعر الحديث (قصيدة التفعيلة على يد السياب ونازك والبياتي وبلند، وبعدهم سعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر وفاضل العزاوي وفوزي كريم وعبدالكريم كاصد… إلخ)، ثم قصيدة النثر (سركون بولص وزاهر الجيزاني وخزعل الماجدي وهاشم شفيق وحكمت الحاج وطالب عبد العزيز… إلخ)، ثم النص المفتوح، والشذرات و(الهايكو)… إلخ.

وكنتُ أرى في تنويعات هذا الإرث الضخم، عاملاً مهماً للانفتاح ومواصلة التجريب (المدروس وحتى غير المدروس) دون خوفٍ أو تردد، ووجدتني أمضي في ديواني ما قبل الأخير (و..) وأكثر في ديواني الأخير (نرد النص)، إلى تخوم بعيدة جداً في افتراع الأشكال والمعاني وغير ذلك.

لأُجربْ، لتجربْ. ما الذي تخسره إن كنت واثقاً من نفسِكَ. وطُوبى لمن عاشَ التجربة في الشِعر والحياةَ.

• بين الأمسيات في الغرب وأمسياتك لجمهور عربي.. كيف تصف انفعالك وتفاعل جمهورك مع نصك في الأماسي الشعرية؟

•• سؤال جميل ينفتح عن ألبومات أثيرة ومثيرة عن ذكريات ولقاءات وحوارات رافقت أو أعقبت تلك الأماسي، عن مشهدين مختلفَين وجمهورَين متنوعَين ولغتين بينهما بحارٌ ومفازات وإرث وايقاعات وأسرار.

في الأمسيات العربية تصل اللغة/‏القصيدة مباشرةً وحارةً إلى جمهورها لا يقطعها شيء، لكن قد تجد أحياناً ثمة شروداً أملته أوضاعنا.

في الأمسيات الغربية تجد ذائقات مختلفة وجمهوراً مختلفاً ليس له من إرثٍ عنك مسموعاً أو مقروءاً إلا النزر، في الكثير من الأحيان، فتكون هي أمام موسيقى لغتك يتصاعدون معه حتى تطل الترجمة بينكما لتقربك أو تبعدك، قليلاً أو كثيراً.

وتحت ذلك الجسر الذي بينكما تتمازج الكلمات والصور والمشاعر. ولأنه جمهور احترف ثقافة الإصغاء فكثيراً ما تجده مشدوداً لهدير الصوتين معاً؛ الشاعر ومترجمه. وفي النقاشات واللقاءات في الأمسية أو بعدها تتلمس ذلك، وتتلمسه أيضاً في مقتنيات الكتب خلال الأمسية باقتناء نسخة أو أكثر من نسخة أحياناً موقعة لتُهدى لصديقٍ أو حبيبٍ أو عائلة.

نعم، لقد لمستُ -وغيري- الكثير من الحفاوة في بلاد الغرب، في السويد وبريطانيا اللتين عشتُ فيهما، وكذلك في العديد من عواصم العالم التي زرتها وألقيتُ شعري فيها، من كندا إلى هولندا، إلى كولومبيا، إلى الإكوادور، إلى كوبا، إلى اليابان وإلى وإلى…

• ألا يزال العراق يبتعد عنك كلما اتسعت في المنافي خطاه؟•• إنها معادلة صعبة لا يدركها إلا من تنقل في المنافي، وتقلَّب ببلده الحالُ والمآل. كأني أستعيد معه هذا النص الذي كتبتهُ قبل 27 عاماً:

«لي بظلِّ النخيلِ بلادٌ مسوّرةٌ بالبنادق

كيف الوصولُ إليها

وقد بعد الدربُ ما بيننا والعتابْ

وكيف أرى الصَحْبَ

مَنْ غُيّبوا في الزنازين

أو كرّشوا في الموازين

أو سُلّموا للترابْ

إنَّها محنةٌ -بعد عشرين-

أنْ تُبْصِرَ الجسرَ غيرَ الذي قد عبرتَ

السماواتِ غيرَ السماواتِ

والناسَ مسكونةً بالغيابْ»!

• هل هاجس الشاعر الأكبر هو الأمان؟

•• ليس من أمان لأي شاعر مختلف -خصوصاً في بلداننا المحكومة بالكثير من الممنوعات- وهكذا تجد أن الكثير من شعرائنا ماتوا خارج أوطانهم، وخذ الكاظمي والجواهري والصافي النجفي، وخذ بعدهم جيل الرواد البياتي ونازك وبلند، وبعدهم: سعدي وسركون وفوزي وأنور الغساني ومظفر النواب ومصطفى جمال الدين ومؤيد الراوي وجان دمو وعبدالأمير جرص، وبعدهم من أجيالٍ.. وصولاً إلى كريم العراقي الذي رحل عنا قبل أيام.

ولأن الشاعر الحقيقي ثورة دائمة ضد الثبوت الفج والظلم والقبح والقناعات والشعارات الفارغة فهو في صِدامٍ دائمٍ.

ولهذا فهو عندما يبحثُ عن الحرية والأمان والتقدم لوطنه ولناسه وللعالم وبالتالي له أيضاً، فكأنه يبحثُ عن «يوتوبيا»، لذا ترى قوائم التصفيات الجسدية والمعنوية والمطاردات والتشويهات تلاحقُ الشاعر دائماً وأبداً.

• إلى أي مستوى أنت راضٍ عن الحياة في ظل ما عشته من أهوال الحروب؟

•• أتذكر عنواناً جميلاً وضعه الشاعر التركي ناظم حكمت لكتابه: «الحياة هي جميلة يا صاحبي»، وقد عاش مرارات السجون والأقبية لعقود، والمنفى أيضاً حتى وفاته فيه، لكن ضوء الشعر كان يملأ كيانه ويمده بالكثير، وهذا الضوء دائماً كان معي في خضم تلك السنوات الحالكة والطاحنة من الحروب والقمع والحصارات، ثم التشرد والمنافى ومكابداتهما أيضاً.

• أي مجموعاتك الشعرية عبّرت عنك بموضوعية؟

•• في كلِّ مجموعة شعرية هناك بالتأكيد شيءٌ مني أو من مرحلةٍ من حياتي. وقد يتغير هذا الاِنشداد من ديوان لآخر، ومن عمرٍ لآخر، ومن حالٍ لآخر. فكل شاعر تجده في مرحلة أو حالٍ ما، ملتصقاً بنص أو ديوانٍ، حتى يأتي آخر فيجذبه إليه. وفي النهاية يجد نفسه مقسماَ كأنه يستعيد قول شاعر ما قبل الإسلام عروة بن الورد «أُقَسِّمُ جسمي في جُسومٍ كثيرةٍ».

لكن في خضم هذا قد يجد الشاعر نصاً لا يفارقه أو ديواناً أكثر قرباً إليه -كما ذهبتَ في سؤالك الكريم- وهذا ما لمْ أتلمسه بهذا الوضوح في حالي وتجربتي، لكنني رأيتهُ كثيراً عند قراءٍ لي ونقاد ودارسين، كانوا يميلون لنص أو ديوان دون سواهما، وهذا ما يستوقفني كثيراً للتأمل أو المراجعة.

• ماذا عن فكرة الديوان المسموع والقناة «اليوتيوبية» لإلقاء القصائد من خلالها؟

•• إنها فكرة جيدة للشاعر، تقرّبه من جمهوره وقرائه. وتنقل إليهم إيقاعات روح الشاعر وهو يمر بنبرته، بصمته، أو يتماوج بين الكلمات ونقاط التوقف، صعوداً أو خفوتاً وما بينهما، فيعطي للقصيدة مستوى ومناخاً وملمساً.

وقد أتيح أخيراً أن تكون لي قناة على اليوتيوب تضم الكثير من القراءات والأمسيات الشعرية والحوارات.

• ما الذي تنتظره مبدعاً من الذكاء الاصطناعي؟

•• الشعراء والفنانون يميلون إلى الطبيعة أكثر من ميلهم إلى كل ما هو اصطناعي أو آلي. لكن لا بأسَ أن يكون لهذا الذكاء «الجديد المُصنَّع» مكانةً ما في أسلوب حياتنا العصرية وأنماط احتياجاتنا. فالعصر والعلم يسيران بسرعة خارقة ولا يمكن ولا ينبغي لنا إيقافه عدا المُجْمَع على مضرته.

• كيف يمكن أن تصف تجربة دعوتك لمقهى هافانا في مكة المكرمة؟

•• هي دعوتي الأولى إلى الأرض السعودية عام 2010، وحدثت لي مفارقات لم أكن أتصورها خصوصاً أنني كنت قبلها بعام؛ أي 2009 مدعواً إلى العاصمة الكوبية (هافانا) للمشاركة في مهرجان شعر دولي.

بَلَدان متباينان أزورهما لأول مرة بأجواء وتقاليد مختلفة إلى حد ما، عما هي في بلدي وكذلك عن البلدان العربية والأوروبية التي سكنتها أو مررت بها. والحديث يطول ويُدهش وذو شجون وشؤون.

• ما أثر الإقامة في الغرب على قصيدتك؟

•• كان ذلك التأثير على ثقافتي وتجربتي الشعرية معاً، كثيراً ومهماً؛ فالاطلاع والانفتاح على العالم وثقافاته المتنوعة يفتح لك أكثر من نافذة وأفق، فالشوارع والجسور والناس والمتاحف والحدائق والتماثيل تنفتح أمامك أحياناً ككتاب، بما تراه من معالم فنية كلاسيكية وحداثوية، ومن تجارب وسطور.

• كيف ترى المملكة اليوم؟

•• أحلم وأتمنى دائماً أن أراها وبلداننا العربية وبلدي في ارتقاء وتطور إلى أفق مفتوح حر، ليس بالأبنية فقط بل بالبنية العقلية.

• ما مصدر سعادتك المتجدد؟

•• في نص قديم بعنوان «عن المسدسِ الذي أصبحَ شاعراً» نُشر بعنوان «بالون» في ديواني «مرايا لشعرها الطويل» عام 1992، أقول فيه:

«أنتَ تملكُ الصكوكَ..

وأنا أملكُ القصائدَ..

ورغم ذلك فأنا أكثرُ سعادةً منكَ

حياتُكَ: بنوكٌ، ومسابح من الفسيفساءِ، وسكرتيراتٌ أنيقاتٌ، وكونياك، وملاعق من ذهبٍ، وصفقاتٌ، ودم…

وحياتي: شوارع من الريحِ، وكمبيالاتٌ مستحقّةٌ، وأصدقاءٌ، ومطرٌ، وخبزٌ منقوعٌ بالباقلاء…

ورغمَ ذلك..

فأنا استطيعُ أنْ أضعَ رأسي على الوسادةِ وأَحْلُمُ

أمّا أنتَ فلا تستطيع أنْ ترى غيرَ الكوابيسِ»

وأجد بعد هذه التجربة أن ذلك الحلم (الزهد) ظل يتجدد دائماً وهو مصدر السعادة الذي لا ينفد.

• هل تجد قصيدة النثر عناية كافية في العالم العربي؟

•• إنها الأكثر تعرضاً للظلم والتشويه. أمام طوفان النصوص الرديئة من جهة، ومن جهة أخرى تكلس بعض العقول الثقافية التي ما زالت تمارس عمليات الاستخفاف بها أو إقصائها، رغم أنها الأصعب في فنون الشعر قاطبة. أقول هذا وقد جربت وكتبتُ بكل أنواع الشعر على مدى أكثر من 40 عاماً: القصيدة العمودية، قصيدة التفعيلة، القصيدة المدورة، قصيدة النثر، وأيضاً القصائد القصيرة جداً والطويلة جداً وما بينهما.

نعم إنها القصيدة الخالصة التي تعتمد على مقوماتها الفنية بعيداً عن تزويقات الوزن والقافية وغير ذلك. وقد تحدثت عن ذلك كثيراً في كتابي «القصيدة الآن – من عمود إلى النص المفتوح» الذي صدر قبل أيام عن نادي الأدب الحديث ودار قناديل. وقبله كتابي «اشتراطات النص الجديد، ويليه في حديقة التجربة» عام 2008.

• كيف ترى الثقافة العربية وأنت خارج دائرتها، على المستوى المحسوس؟

•• الثقافة العربية بحاجة ماسة أولاً إلى مناخات من الحرية والتجريب والبحث والتواصل. فطالما ظلت محكومة بقوانين اجتماعية وسلطوية، فإنها ستبقى أسيرةً.

الأمر الثاني الترجمة والتواصل مع العالم، وهذا شأن مهم جداً لم يجد إلا القليل من يلتفت إليه بجدية وحرص وعمل… إلخ.

• ما الذي يبقى في ذاكرتك عن العواصم؟

•• رغم أن ذاكرتي ثقبتها شظايا الحروب والسنوات، لكن يعلق فيها أثناء رحلاتي أو إقاماتي مشاهد وحكايا وصداقات ومفاجآت أظل أعيدها في ذاكرتي وروحي، وقد يتسرب بعضها إلى نصوصي.

• هل أنصف النقاد تجربتك؟•• أقول ربما نعم، قياساً إلى مجايليَّ من الشعراء الذين تتصاعد أصواتهم غالباً بالشكوى.

• أي الأسماء الشعرية السعودية تراهن عليها؟

•• أعد نفسي متابعاً جيداً للشعر في كل مكان، في بلدي والأوطان العربية، وبلدان العالم. وباستمرار يستوقفني هنا أو هناك صوتٌ مغايرٌ أو نصٌّ متفردُ.

Continue Reading

ثقافة وفن

هل مات صائماً؟.. ابنة سليمان عيد تكشف تفاصيل جديدة حول اللحظات الأخيرة قبل وفاته

كشفت سلمى سليمان، ابنة الفنان المصري الراحل سليمان عيد، تفاصيل جديدة حول الساعات الأخيرة في حياة والدها، مؤكدة

كشفت سلمى سليمان، ابنة الفنان المصري الراحل سليمان عيد، تفاصيل جديدة حول الساعات الأخيرة في حياة والدها، مؤكدة أن الوفاة جاءت بشكل مفاجئ، وسط صدمة كبيرة للوسط الفني ومحبيه.

وقالت سلمى خلال مداخلة هاتفية لها في برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة «ON»، إن والدها كان يعاني من ضعف في عضلة القلب منذ 30 عاماً، لكنه تعايش مع المرض طوال هذه السنوات.

وأوضحت: «بابا ما كانش بيعاني من حاجة غير القلب، وكان بياخد أدوية منتظمة، وعاش مع المرض سنين طويلة، لكن الوفاة حصلت فجأة».

وأكدت أن والدها لم يكن صائماً وقت الوفاة، إذ أنهى صيامه لآخر يوم من الأيام الستة من شوال، قائلة: «كان مخلص الأيام الستة يوم الخميس، وصلى الفجر، ودخل الحمام، وبعد شوية وقع، ووالدتي اللي اكتشفت وفاته».

أخبار ذات صلة

وأشارت سلمى إلى أن والدها كان يحب الجميع ويتعامل مع الناس بمحبة وبساطة، وكان محبوباً من الجيل الجديد وكل الأجيال، مضيفة: «حب الناس في الجنازة والعزاء وجبر الخاطر اللي شفناه، ده كان عزاء كبير لقلوبنا».

أما عن لحظة الوداع، فقالت متأثرة: «أصعب لحظة لما شفت والدي في الكفن وكان وشه بيضحك، ويا رب يصبرنا على فراقه».

يُذكر أن سليمان عيد من مواليد 17 أكتوبر 1968 بحي إمبابة الشعبي بمحافظة الجيزة، ونشأ وسط بيئة بسيطة، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، وبدأ مشواره الفني بصبر ومثابرة، قبل أن ينطلق بقوة بعد مشاركته في فيلم «الإرهاب والكباب» 1992 مع «الزعيم» عادل إمام.

Continue Reading

ثقافة وفن

معتصم النهار يقتحم الدراما المصرية بمسلسل «أنا أنت أنت مش أنا».. والبطلة نجمة مصرية

في خطوة غير مسبوقة، يخوض الفنان السوري معتصم النهار أولى بطولاته في الدراما المصرية من خلال مسلسل جديد يحمل اسم

في خطوة غير مسبوقة، يخوض الفنان السوري معتصم النهار أولى بطولاته في الدراما المصرية من خلال مسلسل جديد يحمل اسم «أنا أنت أنت مش أنا»، الذي ينتمي لنوعية أعمال الـ15 حلقة.

ووفق بيان صحفي من منتج العمل إيهاب منير، أوضح أن المسلسل سيكون مفاجأة للجمهور ومن المقرر انطلاق تصويره خلال الشهر القادم، ويُعد للعرض على المنصات الرقمية في الأشهر القليلة القادمة، مشيراً إلى أن صنّاع العمل يضعون اللمسات الأخيرة على التحضيرات تمهيداً لبدء التصوير.

وتقدم الفنانة المصرية ميرنا نورالدين بطولة مسلسل «أنا أنت أنت مش أنا» أمام معتصم النهار، ويجري التعاقد مع باقي الفنانين المشاركين في البطولة، والعمل فكرة الفنان والمطرب كريم أبوزيد، وتأليف شقيقه السيناريست أحمد محمود أبوزيد، وإخراج هشام الرشيدي، وإنتاج إيهاب منير، الذي قدّم أخيراً مسلسل «عمر أفندي» بطولة الفنان المصري أحمد حاتم، والفنانة المصرية آية سماحة.

أخبار ذات صلة

وكان معتصم النهار قد خاض منافسات موسم دراما رمضان 2025 بمسلسل «نفس»، من إخراج إيلي سمعان، ومن كتابة إيمان السعيد. وشارك في بطولة العمل: عابد فهد، دانييلا رحمة، أحمد الزين، إلسا زغيب، وسام صباغ، إيلي متري، نهلة عقل داوود، رانيا عيسى، حسين مقدم، يارا خوري، جوزيف بو نصار، جو صادر، رنين مطر، وفاء موصللي، جبريال يمين، ختام اللحام، روزي الخولي.

Continue Reading

ثقافة وفن

سلاف فواخرجي تخرج عن صمتها وتعلّق على قرار شطبها من نقابة الفنانين السورية

علّقت الفنانة السورية سلاف فواخرجي، على قرار شطبها من نقابة الفنانين في سورية خلال الفترة الأخيرة، في خطوة مفاجئة

علّقت الفنانة السورية سلاف فواخرجي، على قرار شطبها من نقابة الفنانين في سورية خلال الفترة الأخيرة، في خطوة مفاجئة أرجعتها النقابة إلى ما وصفته بـ«تنكّرها لآلام الشعب السوري وإنكارها للجرائم»، موجهة رسائل لكل من دعمها في أزمتها.

وجّهت سلاف رسالة شكر لكل من دعمها في أزمتها من خلال منشور على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وقالت: «سأعود لأنشر ما كُتب عني، ليس لأثبت شيئاً على الإطلاق، فالمثبت لا يُثبت والمشروح لا يُشرح، وإنما إعادة النشر هي كحق شكر لمن وقف معي سواء بالمنطق فقط أو بالمنطق والمحبة معاً، وكلفوا أنفسهم عناء الاهتمام والكتابة والتعبير عن الحب».

وتابعت: «بداية شكراً لكل الإخوة في مصر وكافة الدول العربية فرداً فرداً، وأشكر الظروف التي جعلتني أشعر بكل هذا الحب والدفء منهم، وجعلتني أنتمي إليهم كأهل حقيقيين أكثر مما كنت، والذين عبّروا بشجاعة وقوة عن تضامنهم الجليّ والصادق».

اعتذرت سلاف من كل من تعرض للإساءة أو الشتائم على حساباتهم الشخصية بسبب دعمها، وأوضحت: «وأعتذر ممن شُتم سواء على صفحتي والصفحات العامة، أو حتى على حساباتهم الخاصة! بسبب دعمه لي، وما وصله من سُباب وإهانة وطعن وحتى تهديد، بهدف ترهيبهم وحذف أي كلمة طيبة بحقي، ولتحريمهم تكرار الدعم لي منهم من تحمل وأشكره، ومنهم من لم يستطع وأقدر له ذلك».

أخبار ذات صلة

وأضافت سلاف: «وأقول لهم صدقوني هؤلاء الذين يتبعون ثقافة الانتهاك والشتيمة يمثلون أنفسهم ولا يمثلون الشعب السوري، فالشعب السوري راقٍ كما تعلمون وليست هذه لغته ولا يمكن لها أن تكون، صدقوني هؤلاء الذين يتبعون ثقافة الانتهاك والشتيمة يمثلون أنفسهم ولا يمثلون الشعب السوري، صدقوني».

كما وجهت سلاف الشكر لكل زملائها الفنانين والإعلاميين والمعنيين السوريين الذين وقفوا معها في أزمتها، وأضافت: «لا بدّ من أن أشكر زملائي الفنانين والإعلاميين والمعنيين السوريين الذين اتصلوا بي وأرسلوا لي وقدموا لي كل الحب وهو ليس بغريب عنهم، واعتذروا مني لأنهم لا يستطيعون التعبير علناً خوفاً، منهم من كان داخل سورية، ومنهم من كان خارجها لكنه يخاف على أقاربه في الداخل، ومنهم من لا يقدر على تبعات الحملات الإلكترونية التي بتنا نعرفها جميعاً».

واختتمت سلاف منشورها: «وأتمنى أن لا يلوم أحد الفنانين السوريين، فهم في القلب قلبي وقلب كل الوطن العربي الذي وصلنا إلى قلوب ناسه بفننا السوري وكنّا سفراء حقيقيين لاسم بلدنا، ولطالما كنا وسنبقى واحداً مهما تباعدنا، وأعتذر ممن يشعر بالانزعاج من إعادة النشر، فهذا واجب عليّ.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله».

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .