الثقافة و الفن
عبدالواحد اليحيائي: الغموض المبهم المتعمّد دون مسوِّغ.. مزعج
مذ عرفتُ الكاتب عبدالواحد اليحيائي، والحياء والسخاء ركنان رئيسان في شخصيته، وربما كان لدراسته «الإدارة الصناعية»
مذ عرفتُ الكاتب عبدالواحد اليحيائي، والحياء والسخاء ركنان رئيسان في شخصيته، وربما كان لدراسته «الإدارة الصناعية» في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن دور في بنائه المعرفي، والثقافي، المبني على مبادئ وقيم أخلاقية لم ينزع يده منها، وعلى قدر ما يتمتع ضيف هذه المساحة بالهدوء، إلا أنه يشاكس الفكرة، ويجادل كتابته؛ لتخرج للناس في أبهى حُلّة لغوية وجمالية، مؤمناً بأن ما نريد به منفعة الناس يحتاج إلى شغل وتعب وجهد.. وهنا نص الحوار مع أبرز كُتّاب القصة القصيرة..
• ما ظروف وملامح انطلاقة شرارة الوعي؟
•• ولدت في بيئة تحترم أولئك الذين يقرأون، وتجعل للكتاب حيزاً عظيماً من التقدير والمحبة، وحين شعر والدي رحمه الله بحبي للقراءة جعل مصروفي اليومي منفصلاً عن مصروف شراء كتاب بين فترة وأخرى، وقال لي ذات مساء ونحن نشاهد معاً حلقة من برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود -رحمه الله-: انظر إليه كيف يكاد العلم أن يخرج من عينيه، ثم التفت إليَّ قائلاً بحماس الآباء المحبين: كن مثله عالماً، وسيعجبني ذلك كثيراً. أخي الأكبر كان قارئاً متمرساً، وكثيراً ما كنت التقط بعده ما قرأه من كتب بدءاً من المغامرات الخيالية المصورة (سوبرمان وأمثاله)، إلى كتب أكثر عمقاً في مرحلة لاحقة، وما زلت أتبادل الكتب مع أخي خالد، وإن اختلفت الأساليب باختلاف تقنيات تبادل الكتب والمعارف عبر الزمان.
في المدرسة الابتدائية كنت الأفضل في مادة (التعبير) ومن المتقدمين جداً في مادة (الخط العربي)، وكان تشجيع المدرسين جميلاً، إذ كانوا يقرؤون هم شخصياً على الطلاب ما كتبته في مادة التعبير، أو يشيرون إلى المواضع التي يمكن أن يكون فيها (الخط) أجمل. وكان لإثارة المنافسة بيننا -نحن الطلاب- بوسائل مختلفة أثره الكبير في الرقي بأفهامنا الصغيرة لتتطلع إلى الأجمل والأكمل دائماً، بعد ذلك في المتوسطة والثانوية وهناك وعبر مادتي (المطالعة) و(النصوص) تعرفت على المدرسة الأدبية السعودية بشخصياتها الكبيرة: عبدالله الفيصل، طاهر زمخشري، محمد علي السنوسي، حسن القرشي، حامد دمنهوري، حمزة شحاته، ومحمد عواد -رحمهم الله-، وتعرفت على مجلة (المنهل) لعبدالقدوس الأنصاري، ومجلة (العرب) لحمد الجاسر، وأيضاً تابعت الملاحق الثقافية في الصحف المحلية والعربية، واستفدت كثيراً من ملحق (المربد) بجريدة اليوم؛ الذي كان يشرف عليه حسن السبع -رحمه الله-، وفي المرحلتين الثانوية والجامعية تعرفت على مدارس عربية وإسلامية أخرى في مصر والعراق والشام والمغرب العربي أيضاً، كما أتاحت لي معرفتي باللغة الإنجليزية الاطلاع على الآداب المكتوبة بها أو المترجمة إليها، وكذلك استمرت بي الحياة إلى اليوم بين القراءة والتجربة والكتابة مع محاولة البحث عن الجديد الجميل في كل شيء.
• لمن تعزو الفضل فيما بلغته من شهرة أدبية؟
•• لكل من قرأت لهم؛ سواء من القدماء أو المعاصرين، بمعنى أني أعزو الفضل الأول للقراءة، القراءة شغلت الحيز الأكبر من وقتي منذ الطفولة وإلى اليوم، قرأت كثيراً ولكثيرين ومع ازدياد الكم المقروء بلا اهتمام بالكمِّ في البدايات ومع انتباه للمادة المقروءة والكيف مع مرور السنوات كان إيماني بقوله تعالى: «وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً» في ازدياد، وكان ذلك محفزاً على طلب المزيد، ويأتي بعد ذلك الحوار مع المثقفين حول ما قرأناه وما كتبناه ونشرناه، الحوار مع الآخر وفهمه وتبادل الأفكار معه يخلق مجالاً أوسع للإبداع والتجديد والتغيير الثقافي والمجتمعي باتجاه الأفضل، وهناك أيضاً تجاربي الخاصة مع الحياة والكتابة والأساليب، كل ذلك مع توفر وسائل النشر، والحرص قدر الإمكان أن آتي بجديد ومختلف ساهم في زيادة معرفة الناس بي، وهو ما أحب أن ينتهي إلى التقدير قبل أن يتحول إلى شهرة.
• أي باب تعشقه حتى اليوم؟ وأي نافذة يزعجك ضوؤها منذ الطفولة؟
•• القصة القصيرة والنقد هما مجالي الأحب إليّ، من خلال القصة القصيرة أستطيع أن أنقل رؤيتي الخاصة لما هو حولي من أفكار وأشخاص وأشياء، وبالنقد الذي أوجهه لأصدقائي ويوجهونه لي في حواراتنا المتبادلة المباشرة أو عبر الكتابة في وسائل النشر المختلفة، وأعشق كتابة المقالة الأدبية الموضوعية وأحب متابعة الفلسفة ومشكلاتها وتأويلاتها في مختلف مجالاتها. أما ما يزعجني منذ الطفولة وإلى اليوم فهو الغموض المبهم المتعمد الذي يلجأ إليه بعض المبدعين دون مسوِّغ من فن ودون خوف من رقيب ودون مانع من قدرة لغوية وثقافية.
• متى كتبت أول نص؟ هل تذكره، أو تحتفظ به؟
•• نعم، كتبته في المرحلة المتوسطة، وكان قصة قصيرة، ولعله موجود بين الكم المتراكم من الأوراق المحفوظة لدي من أزمنة مختلفة، وأتذكر أنه كان يحكي عن شاب يلبس «غترته» بطريقة كنا نسميها «البرشوتية» حينها، وهو موضوع قد يكون مستهلكاً اليوم؛ أي الحديث عن غرور بعض الشباب من خلال ما يلبسون عبر قصة قصيرة، لكن للبدايات رونقها أيضاً، و«العبرة بكمال النهايات لا نقص البدايات» كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
• لماذا كانت القصة خياراً؟ هل لها علاقة بالتخصص الدراسي؟
•• القصة القصيرة فن صعب، أو لنقل أنه السهل الممتنع، واخترتها من بين فنون الكتابة الأخرى لقدرتها على نقل أفكاري الخاصة للقراء بطريقة جاذبة ومشوقة، الأفكار العميقة جافة في الغالب؛ لذا فهي تحتاج مركباً من جمال وبساطة لتسويقها ونشرها في أوساط المجتمع. ولا علاقة مباشرة بالتخصص الدراسي بتوجهي إلى المجال الثقافي الأدبي، فأنا خريج كلية الإدارة الصناعية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
• من هم آباؤك المؤسسون لتجربتك؟
•• كثيرون جدّاً، وفي مجالات مختلفة؛ محلياً وعربياً وعالمياً، حاولت قراءة أكبر عدد ممكن ممن آمنت بتميزهم وقدرتهم على التغيير وبراعتهم في ذلك في مجالات مختلفة؛ أدبياً واقتصادياً واجتماعياً وفلسفياً، لكن بما أننا نتحدث عن القصة القصيرة والرواية وروادها؛ فهناك جبير المليحان وتجربته الرائعة في منتدى القصة العربية، وهناك جارالله الحميد، وعبدالعزيز مشري، وإبراهيم الناصر الحمدان، ومحمد علوان، وغازي القصيبي، وعربياً هناك يوسف إدريس، وزكريا تامر، وبالتأكيد لا يمكن إغفال عبدالرحمن منيف، ونجيب محفوظ، وغير هؤلاء كثر ممن تأثرت بهم في البدايات، بل وما بعد البدايات أيضاً، نحن حلقة في سلسلة ثقافية ممتدة من قبل وستبقى من بعد.
• كيف تقرأ تجربة القصة في المملكة؟
•• تجربة قوية، وممتدة وناجحة ومبشرة ولا أشك في ذلك.
• مَن رموز إبداعها اليوم في المملكة؟
•• كثيرون والحمد لله، والتنافس بينهم لإبراز الإبداع الأجمل كبير ومحفز؛ منهم: جبير المليحان، محمد المزيني، خالد اليوسف، عبدالواحد الأنصاري، محمد علوان، محمود تراوري، أمل الفاران، خليل الفزيع، عبده خال، شروق الخالد، صلاح القرشي، محمد المطرفي، وفاء الطيب.. وآخرون قادمون بقوة.
• متى شعرت باستباحة حِمَى القصة من متطفلين وفضوليين؟
•• حين كتبها من لا يحسنون الكتابة بلغة سليمة، وحين مارسها من لا يجتهدون في البحث عن فكرة جديدة أو مختلفة، وحين أصبحت استسهالاً وهرباً من كتابة أخرى يجيدها الكاتب لكن فضّل القصة؛ لأنه يعتقد أنها الفن الأسهل، وهي ليست كذلك بالتأكيد حين نأخذ القصة على محمل الجد والرغبة في إبداع مختلف وقابل للبقاء لأجيال قادمة.
• ألم تنزعج من اكتساح فنون أخرى لباحات الكتابة؟
•• لا، لأن الفنون الأدبية الكتابية تتنوع، لكنها لا تتعارض، وتتقاطع في أحيان كثيرة، وفي تنوعها وتقاطعها إثراء للقارئ المتابع، وفيه أيضاً تحفيز على ابتكار الجديد مع المحافظة على القديم المؤسس، بل بالعكس انزعج حين نقتصر على فن واحد ونهمل فنوناً أخرى، الجمال والجلال يسعان الجميع.
• أين تقف اليوم من فضاء أتاح للجميع الكتابة؟ وما ردة فعلك على ما ترصده من كتابات «أي كلام»؟
•• أؤمن بأن البقاء لما ينفع الناس ومنهم القراء، أما الزبد سيختفي ويبقى الماء النمير، وليكتب من يشاء أن يكتب كما يشاء فإن خرج من بين ألف كتابة لا نحب بقصة جميلة، أو قصيدة رائعة، أو نقد غني، فذاك هو المطلوب، من جموع من شعراء لا نعرفهم اليوم ولا نتذكرهم خرج لنا المتنبي قديماً، ومحمد إبراهيم يعقوب حديثاً، ومن جموع من قصص لم تعجبنا ظهر لنا عبدالرحمن منيف وعبده خال، لننتظر ولنأمل الخير فعسي أن يخرج الفرد المتميز من بين الكثير الفج.
• أستشعر أحياناً من خلال سيرتك أن ما يعنيك هو الإنتاج، بصرف النظر عن نوع المنتج، ما صحة هذا الاستشعار؟ وما الصحيح إن لم يكن صحيحاً ؟
•• الفنون الأدبية والثقافية تتلاقح، لا يمكن أن تكتب قصة قصيرة اجتماعية مثلاً دون أن تكون ملماً ببعض المعلومات الدينية والنفسية، ولا يمكن أن تشرح مبدأً فلسفياً دون أن تملك القدرة على إبرازه في قالب يفهمه المخاطبون، أكتب القصة القصيرة، وفي الطريق أعرج على نقد كتابات الزملاء، ثم اكتب المقال الموضوع في الفلسفة مثلاً فأحتاج أن أضرب الأمثلة من خارج الفلسفة ليعي القارئ ما أقول، وقد أكتب تاريخ مرحلة ما، ولن أكون منصفاً إن لم أقرأ هذه المرحلة بعيون أبنائها قبل عيون من يرصد التجربة من بعدهم، وقس على ذلك أفكاراً كثيرة، الإنتاج المختلف هو ضريبة القراءة المختلفة والبحث عن سند قوي لكتابة يراد لها أن تكون ممتعة، وأن تكون نافعة في الوقت نفسه، ولن تكون كذلك دون قراءة منوعة تنتج كتابة متنوعة.
• هل تماهينا مع الآخرين ثقافياً بحكم سعة التواصل الاجتماعي؟
•• نعم، نحن نفعل ذلك كل يوم، ونختلف ونتفق كل يوم مع الآخرين، لكن لنسع فنكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخر، وواثقين من قدرتنا على العمل والإنجاز في كل مجال في هذا العهد الزاهر الذي نعيشه في المملكة، ومن ذلك قدرتنا على المنافسة الثقافية والأدبية بإبداع خاص بنا يمثل بيئتنا بكل ما تحويه من تنوع وتغاير وتميز أيضاً.
• مِمَّ تخشى على الثقافة؟
•• من أدعيائها الذين لا يعملون، ويسوؤهم أن يعمل الناس كما عبَّر عن ذلك طه حسين -رحمه الله-، أخشى عليها من طرفي نقيض يقف في زاوية منه أولئك المتشائمون الذين يقللون من شأن كل إنجاز ثقافي فردي أو مؤسسي، وأولئك الذين يبالغون في تقدير الأعمال الضعيفة حدّ إفساد ذائقة القارئ وخلق جيل من الكتاب لا يستطيع التقدم؛ لأننا بالغنا في الثناء حدّ الغثاثة مادحين وحدّ الغرور مانحين.
• ما رأيك في قول «انتهاء عصر المؤسسات الثقافية» وابتداء زمن الفرد المؤسسة؟
•• أراها مقولة خاطئة، ما نشهده في وطننا على الأقل هو العكس، لكن يجب ألَّا تلغي المؤسسة دور الفرد؛ لأن مجموع الأفراد هو المؤسسة، وألّا يستهين الفرد بقدر المؤسسة؛ لأن العمل الجماعي مطلوب والله مع الجماعة. الغالب على الإبداع أن يكون فردياً، لكن محتضن الإبداع وراعيه في الغالب الأعم هو المؤسسة، وعسى ألا تتعارض الأدوار بين الفرد والمؤسسة.
• هل أنصف نقادنا مبدعينا؟
•• هم يحاولون الإنصاف قدر استطاعتهم، بمعنى الاطلاع على الأعمال (النصوص) وتقديمها للقراء، وإبراز ما فيها من جمال، وترويج المناسب من هذه الأعمال عبر الكتابة عنه في الوسائل الثقافية المتاحة. لكن مِمَّن النقاد يتاح له أن يقرأ كل عمل ينشر وهي كثيرة؟ وحتى إن وجد الوقت -وذلك صعب- فأين وسيلة النشر المناسبة إن تجاوزنا ما نكتبه من نقد انطباعي في الغالب عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ الناقد مثل المبدع، بل إن الملاحظ أن أغلب نقادنا يشتغلون بالإبداع والترجمة، وذلك يستغرق الكثير من الوقت، لكن لنجتهد ونحاول فذلك خير من ألا نعمل على الإطلاق.
• كم مرة فكرت في التوقف عن الكتابة؟ ولماذا؟
•• حتى الآن لم أفكر في ذلك، ولكني سأفكر فيه حين أصل إلى مرحلة أؤمن فيها بأن لا جدوى من الكتابة، وأن الكتابة فعل عبثي لا فائدة منه، وقد تعوذ نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- من دعوة لا يستجاب لها.
• بماذا تعالج مزاجية المثقف فيك إذا احتدت عليك؟
•• بمزيد من القراءة والتأمل، وربما بمشاهدة بعض الأفلام التي ينصح الأصدقاء بمشاهدتها، وأفضّل غالباً الأعمال التي اقتبست من روايات كنت قد قرأتها، وربما انصرف إلى سماع بعض الغناء الذي أحب أو الحديث مع الزملاء المنشغلين بالعمل العام فأفهم منهم وأتعرّف على ما يعرفونه ولا أعرفه.
• ما الجديد الذي تعمل عليه اليوم؟
•• أعمل على الترجمة، ترجمة عدد من القصص القصيرة التي أحب، ومجموعة من القصائد التي أحب أن يستمتع بها أصدقائي القراء، والترجمة إبداع آخر كما قال أستاذنا الكبير إحسان عباس، وقد أنجزت جزءاً كبيراً من ذلك، وعسى أن يصل إلى يد ناشر مثقف قريباً -بإذن الله-.
الثقافة و الفن
رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل
انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.
أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة
يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.
الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير
في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.
خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو
تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.
التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك
من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.
الثقافة و الفن
كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية
تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.
رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء
لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.
رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث
يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.
الأثر الثقافي والانطباع العالمي
إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.
ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية