الثقافة و الفن
عبداللطيف بن يوسف: لستُ شاعراً عظيماً ولا أطمح أن أكون أسطورة !
الحوار في الشعر وعنه مع عبداللطيف بن يوسف ممتع جداً، لأنّه يخرجه من دائرة الفهم الضيق إلى آفاق إبداعيّة أكبر، فالعمر

الحوار في الشعر وعنه مع عبداللطيف بن يوسف ممتع جداً، لأنّه يخرجه من دائرة الفهم الضيق إلى آفاق إبداعيّة أكبر، فالعمر -كما قال- قد يضيع ونحن نبحث عن الشرارة الأولى التي قدحت هذه القصيدة أو تلك.
الكتابة عنده متعة، لكنّ متعته هذه ليست في الوصول إنما في الرحلة، في الأسلوب لا في الموضوع، في التركيب لا في الصورة.
الكثير من الأسئلة والإجابات في هذا الحوار..
• دعنا نبدأ من علاقتك بالشعر.. كيف بدأت؟
•• في الحقيقة لا أعرف، لأن الشعر يندلع في القلب بغتةً، وقد نقضي العمر كله في محاولة فهم ما الذي قدح الشرارة الأولى، وكيف تكونت هذه الجذوة، ولكن ما أعرفه أن نار القصيدة هذه كانت تحتاج كل حطب العمر، وما تبقى من الذكريات والمصادر المعرفية الأولى، لتبقى حية.
لا خمرَ في الكلماتِ
أنا انسكبتُ على استعارتها
فصارت تُسكِرُ
فالشعر ليس من الشعور وإنما
هو لحظة الإدراك أنَّا نَشعُرُ
هو أن يباغتنا الغناء بفكرةٍ
مرَّت ببال الكونِ وهو يُفكرُ
تحيا بنا الكلماتُ إنْ متنا لها
من طعنةِ الأقلامِ
يولدُ دفترُ
• النص الأخير.. ماذا يعني لك؟
•• ما يذهلني حقاً في كل تجربة كتابة، هو تناسل المفردات العربية، والنسب الغريب الذي كنت أصادفه منذ الطفولة بين كلمات تتفق في اللفظ وتختلف في المعنى، كما يتفق المعنى في ألفاظ متعددة، على أني استوعبت متأخراً جداً قول الشافعي بأن اللغة لا يحيط بها إلا نبي. منذ ذلك الحين أوقفت بحثي عن الكمال، وأصبحت أرضى بالقليل لذلك جاءت مجموعاتي الشعرية بكَمٍّ أقل وحيرة أكبر، كمَنْ يدخلُ في متاهةٍ، دخلتُ في القصيدة، ليس سوى الحدس يدلني على طريقة الخروج المثلى، وعادةً ما يضل طريقه بين رموز الخليل وغواية القافية التي تحرك المعنى نحو ما تريد هي لا ما تريد أنت، هناك داخل المتاهة ضربات تتسارع وأدرينالين تشعله الرغبة والخوف مما سيحدث وقد لا يحدث، حين تتضاءل خياراتك وترى كل ما حشدت من مفرداتٍ تقف في حالة عجزٍ كاملٍ عن تلبس ثوب مطلع أو خاتمة، حين تجد إيقاعك الذي أبدعته يتحول إلى قهقهاتٍ تسخر منك، فأيُّ خالقٍ أنت إذ تخلق نسيجاً لا تستطيع الإمساك بأطرافه إلا بما أذنت لك به أوتاد العروض، وأسباب الجرس.
وليس الأمر متعلقاً بالدربة والمراس، فأنت في كل مرة تخرج من المتاهة بالصدفة المحضة، وليست الموهبة التي تزيد وتنقص، تتوهج وتخفت بواسطة إلهام مجهول، لا يبعثه الماء ولا الخضرة ولا الوجه الحسن، إنما توفيق سماوي، يخرجك سالماً، وهو نفسه الذي يعيدك فيها مرة أخرى، وفي كل مرة تكبر المتاهة أكثر، وتصبح الأشياء أكثر غموضاً وضبابية، وأوجع ما في الأمر هو أنك تلغي كل المسارات الموثوقة خوفاً من التكرار والإعادة والملل، لعلك تعثر على الخروج الصعب، والطريق المليء باللا متوقع، لإدراكك أن كل نهاية هي بداية لتيه آخر، والمتعة الوحيدة تجدها في الرحلة وليس في الوصول، في الأسلوب لا في الموضوع، في التركيب لا في الصورة.
• مستقبل الشعر.. كيف تنظر إليه؟
•• من بداية سؤال الشعر وظهور بدايات النقد الأدبي، كان هناك من يصنف أنه من أهل اللفظ أو أهل المعنى، كما جاءت طبقات ابن سلام بتصنيفات الفحولة الشعرية أو عدمها، ومن ثم جاء الآمدي والمرزوقي وتكلما عن عمود الشعر، وطرد الآمدي أبا تمام من عمود الشعر لأنه ممن لم يعمل على أصول الشعر وقواعده وفضّل البحتري عليه، حتى وصلنا إلى زمننا الحالي وسؤال الحداثة والتقليدية وغيرهما من التيارات والموجات، وبالنسبة لي لا أعتبر نفسي معنياً بكل ذلك إلا بكونه تراثاً أفيد منه، وأني مع بقية زملائي بتعدد مشاربهم وخياراتهم، لسنا سوى الشاعر الأخير الذي يسلك طريق الشعر وفوق متنه تلك الحمولة التاريخية، ويحاول أن يصل إلى طريقة تناول جديدة وطريقة نظر للأشياء وابتكار سرد ماكر لصرامة الحالة الكلاسيكية الشعرية، والذهاب إلى قمة الإبداع والابتكار اللغوي والشعري، التي بالمناسبة أراها تتسع للجميع.
• الإبداع والثقافة في السعودية.. كيف تراها اليوم؟
•• سأبدأ بما قاله سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان-حفظه الله-: «إن تعزيز الثقافة ضرورة أساسية، والحفاظ عليها مسؤولية حضارية» إلى أن قال: «بلادنا تستحق أن تزدهر بمختلف ألوان الثقافة، لإثراء نمط حياة الفرد، والإسهام في تعزيز الهوية الوطنية، وتشجيع الحوار الثقافي مع العالم»، هذه الكلمات نلمسها اليوم ونحسها في كل الأنشطة الأدبية والثقافية، ونعيش فترة استثنائية من تاريخنا الثقافي، وقد أمثّل الأمر بأن الثقافة والفنون كانت جزراً متباعدة حتى جاءت الرؤية المباركة لتجمع هذه الجزر في أرض صلبة ومنظومة واحدة تتفاعل مع بعضها البعض، فأصبح للشاعر فرصة للإفادة من أخيه الموسيقي، وصار للسينمائي مكان في بال الروائي، والمسرح عاد أباً للفنون يجمع الكل فوق خشبته، فتعانقت ريشة الفنان بعقل الفيلسوف في لحظة تاريخية فارقة.
• ماذا عن علاقة الشعر بالفلسفة؟
•• ما هو مؤكد لنا أن الشعر اليوم لم يعد بعيداً عن أسئلة الفلاسفة، لكن الشعر إذ يستخدم المجاز لا يعمل بآليات المنطق الفلسفي، وقد يذهب في إمكانات الخيال ليأخذ الفيلسوف إلى آفاق أوسع، كما أن الفلسفة رافد مهم للتجربة الشعرية من حيث تحررها من الأفكار المستعملة، وتعيدها إلى تأمل البدهي والتفكير فيه، وهو ما يعيد إمكانية الدهشة للشاعر مرة أخرى، وإن كنت أتحرج من هذه المقاربات ولكني أقول إن الشعر يحتاج دائماً إلى إعمال التفكير العقلي، كما يحتاج التفكير العقلي إلى الشعرية لكي يستطيع رفع حدود المنطق ليفتح بوابة الحدوس.
• ثلاثة دواوين منشورة، وجوائز وحضور أدبي لافت، ما الذي اكتسبته من كل هذا، وماذا افتقدت؟
•• أنا لست شاعراً عظيماً ولا أطمح أن أكون أسطورة الشعر أو نبي الشعراء أو هامة الشعر وغيرها من الألقاب الكبيرة، بل لست سوى ذلك الولد الذي يخشى المشاركة في الإذاعة المدرسية، حتى اقتنصني مخلب العنقاء وأخذني باحتراقاته إلى آخر الأرض.. وماذا بعد؟!.. قال: تعود.. وعدتُ.. كما أنا.. رجلٌ يقرأ عليكم ما تيسّر من خساراته.. تلك الخسارات التي جعلته يفوز بكل هذه المحبة لا تقدر بثمن.. صديقكم الذي كَبُر أمام أعينكم منذ صفحات المنتديات حتى لقطات التيك توك، وقبل أن يغادر هذه الدنيا لن يطلب منكم أن تعلقوا كلماته نياشين أو تجعلوه جهشة في صدوركم.. فما كان ذا مالٍ كثيرٍ ولا غنىً.. ولكنه معطٍ لما جال في اليدِ.
• في ظل تشابه الأصوات الشعرية اليوم، كيف يمكن التفضيل بين تجربة شعرية وأخرى؟
•• سأستعير كلمة الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن «لم يعد يغريني في الشعر إلا الشعر ذاته»، الشعر الذي لا يمكن أن يعرّف، والذي يعطينا ذلك الهامش من الحرية والتعويض المجازي عن عجزنا الدائم عن تغيير أي شيء في الواقع الذي حولنا، هو الذي يجعلنا نبحر في لغة آفاقها أرحب من القوانين التي تحد من انسجامنا مع وجودنا الإنساني، وهو المحاولة الدائمة لاكتشاف ذواتنا والوقوف الجاد أمام مرآة أنفسنا، وصحيح أن على الشعر أن يتقن أدوات البلاغة، وأن يسمي كل الأشياء، ويجترح المعاني البكر، ويستنطق الغياب، ويكون نشيد الذي لا نشيد لهم، وعليه أن يكون القول المختلف عن القول العادي، ولكن كذلك يجب أن لا ننسى أن الشعر هو الفرح المختلس من دوامة الوقت، وأن الشعر منتجعٌ للمتعة واللعب، وصداقة دائمة مع الشجر والحجر والحيوان والإنسان، وليس صراع ديكة يقفون على مسرح، رغم أهمية وجود المهرجانات والمسابقات؛ بكونها محفزات لتطوير التجربة والاحتكاك بالتجارب الأخرى.
• ما علاقتك -بوصفك شاعراً تكتب بالفصحى- بالشعر العامي أو النبطي؟
•• الشعر العامي أو الشعبي أو النبطي أو المحكي أو شعر العامية، هو كما يقول الدكتور سعد الصويان «ذائقة الشعب وسلطة النص»، وأنا لا أخجل أو أتردد بأن أقول أن محفوظاتي من الشعر الشعبي تفوق ما أحفظه وأردده من الشعر الفصيح، وهو كما يقول الدكتور صلاح فضل رحمه الله: «الأدب الشعبى مظهر عبقرية الشعوب، بل نذهب إلى أبعد من ذلك فنجد بعض النماذج من الأدب العامي غذَّى اللغة الفصحى وفنونها بأساليبه وأنماطه، وبعضها ضخَّ فى العربية دماً حاراً ساخناً منحها قدراً عظيماً من الحيوية»، وهي تلك الحيوية والحرارة التي أفيد منها دائماً، وأعتقد أنها ثروة ثقافية لا يمكن إهدارها بدعوى أنها لا ترتقي للأدب الرفيع، ولعلي أضيف هنا إلى الشعر الحكايات الشعبية والأساطير والمرويات وتهويدات الأمهات، كلها في ظني روافد مهمة لتجربة الشعر العربي لها الأثر على تكويني وذائقتي.
• الكتابة المتأخرة في العمر، هل تأخذ من المبدع أم تمنحه تجربة أكثر فرادةً وتميزاً؟
•• كانت العرب تسمي ذلك قديماً النبوغ وقد شهدت الشعرية العربية أكثر من نابغة؛ وهو أمر نادر أن يأتي الشعر بحيوية عالية في مرحلة متأخرة من العمر، ولكن هذا يؤكد أن الشعر هو مستحيل- ممكن في حياة أيّ واحد منّا، لكنّ بعضنا فقط ينجح في إثارة الاهتمام نحوه. والتقدم بالعمر قد لا يكون هو العامل الأهم في المسألة الإبداعية بل الشعور بذلك التقدم، فإن من يحافظ على الطفولة في داخله سيظل يقف أمام ضفة نهر الخيال دائماً، ومن يتماهى مع شعور الكِبر فسيجد كل شيء حوله يموت حتى الأحلام، والشعر طفولة دائمة حتى ولو جاء في آخر العمر.
• علاقتك بعبد العزيز بن سعود البابطين، كيف بدأت؟
•• هي ليست علاقتي وحدي بل أجيال من الشعراء خرجوا من عباءة الشاعر والرجل النبيل عبدالعزيز بن سعود البابطين، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
أتاني بريد المنعمين وخصني
بفضل ذوي النعمى وأنت بهِ أدرى
فلم أنسَ يا ربَّ المساكين أنها
أياديك بي تحنو ولطفكَ بي أجرى
وما شكرت نفسي لفرحةِ زائلٍ
ولكن حق الله أن نكثر الشكرا
ومن شكر رب الناس شكر عبادهِ
هنيئاً لمن بالجود قد أدرك الأجرا
وها قد مُلي قلبي امتناناً وفرحةً
رعى الله من تجري على كفِّهِ البشرى
رحم الله عبدالعزيز بن سعود البابطين الذي احتضننا صغاراً وأعطانا فرصة الظهور وتقديم ما لدينا من خلال المنصات والجوائز التي قدمها في مسيرة طويلة من العمل الأدبي والثقافي والاجتماعي، لا أنسى أول وقوف لي وأول إلقاء شعري في مهرجان ربيع الشعر بمكتبة البابطين، ومن بعدها انفتحت لي أبواب الشرق والغرب فكان نِعم المُمكّن والداعم، وهو دعم لم يتوقف عند لحظته الأولى فقط بل استمر حتى استطعت تحقيق جائزة أفضل ديوان لعام 2017م بتكريم من هذا الراحل الكريم عبدالعزيز بن سعود البابطين -غفر الله له-.
• ما رأيك في التكسّب بالشعر؟
•• في البداية، دعنا نتفق أن الشعر ليس أفضل الطرق إلى الشهرة والمال، وإن كان هناك بعض الاستثناءات، إلا أنه يجب التفريق بين مسائل الإعلام والتفاعل والتداول وبين الشعر والفنون وغيرهما، وذلك لأنه كما يقولون سوق الفن مختلف كلياً عن الفن نفسه، ولكن بما أنك سألتني سأحاول الاختصار وسأبدأ بأن ثقافتنا المحلية والخليجية تعيش مراحل تحول كبرى، سواء على صعيد الثقافة المعاشة أو الثقافة المعرفية والفنية، وهذه الثورة في العمل الثقافي أحدثت نتائج عظيمة، بل وإمكانات لنموٍ مستدام في شتَّى القطاعات الثقافية، ثم إنها أصبحت تعدك بأن تكون مبدعاً متفرغاً للإبداع، وقُوْتُك هو إبداعك وشغفك، فلا تضطر للعمل والوظائف وغيرها، بل قد تكون الثقافة ذات جدوى اقتصادية، وذلك أكبر من أحلام كل المثقفين والمبدعين.
ماذا عن غريبِ الوجهِ واليدِ واللسانِ؟، ماذا عن الشعر إذن؟ وهو الأكثر التصاقاً بهويتنا، وهو الفن الذي استطاع الاستمرارية منذ أكثر من ١٥٠٠ عام دون انقطاع حسب ما نزعم، ولكننا نعلم كذلك أنه ضمن مقاييس السوق الإبداعي، مادة غير قابلة لإحداث دورة اقتصادية ذات جدوى، ولا خلق منتج استهلاكي يحقق مردوداً يستحق الاستثمار، وهذا النوع من التفكير قد تدعمه إحصاءات مثل الدراسة التي نشرتها إحدى الصحف الأمريكية عن الشعر فمنذ ١٩٩٢ إلى ٢٠١٢ انخفض عدد متابعيه من ١٧٪ إلى ٦.٧٪ من الأمريكيين، هذا الانخفاض جعل الشعر (الفن الشعبي) أقل جماهيريةً من الأوبرا (الفن النخبوي جداً)، الصحيفة بكل بساطة تقول الشعر لا يموت، الشعر ينقرض.
وفي قراءة أخرى لمنطقة أخرى من العالم مثل بريطانيا، سيحقق الشعر في العام الذي تصعد فيه مشكلة البركست ٢٠١٨م أعلى مستوى مبيعات للكتب، والذي كان يشهد تصاعداً منذ عام ٢٠١٢م، هل هذا يعني أن الشعر يحيا في الأزمات.. ربما، ولكن بلغ في هذه الذروة بعد بيع مليون و300 ألف كتاب، ما يقارب ١٥ مليون دولار من العائدات وهو ما لا يمكن أن يقارن بلوحة رقمية بيعت بأكثر من ٦٠ مليون دولار، وعليه، فمن حاول أن يستعمل الشعر للوصول إلى شهرة أو مال فأعتقد أنه أخطأ الطريق، إنما الشعر لا يطلب إلا لذاته.
• أنت من جيل المنتديات، ما الذي أضافته تلك المواقع لتجربة جيلك واختلفت عن بقيّة الشعراء؟
•• «وحبّب أوطان الرجال إليهمُ.. ملاعب قضاها الشباب هنالكا» لكن المدهش أن جيلي من الشعراء لم تكن لهم أوطان شعرية واقعية بل افتراضية، وللأسف أغلبها تلاشى أو غاب ولم يعد له وجود في الفضاءات، فنحن شئنا أم أبينا أبناء تلك اللحظة التكنولوجية الفارقة، أبناء مقاهي الانترنت، أبناء الاتصال البطيء وذلك الصوت الغريب الذي يصدر من الكمبيوتر لحظة الاتصال بالشبكة العنكبوتية كما كنا نسميها، نحن أبناء الأسماء المستعارة والحوارات المعمقة مع من لا نعرفهم، أبناء الورود الإلكترونية ورموز الإيموجي، ومجموعات البريد الإلكتروني والمدونات الإلكترونية وغيرها مما لا يتسع الحوار لذكره.
جسدت تلك المرحلة روح اللا مركزية الثقافية من خلال الصفحات اللانهائية، ومفهوم (الهايبرلنك) الذي يجعلك تتنقل في تصفح لا نهائي بين عوالم متعددة وثقافات غريبة تطلع عليها لأول مرة، كان الأمر مدهشاً حقاً، وذلك قبل اللوغارثميات التي أصبحت تحدد لك ما تقرأه من خلال تطبيقات تدار من شركات عالمية ولا يمكنك الخروج من تصوراتها للمحتوى المتداول، تلك اللا مركزية أنتجت جيلاً لديه اهتمامات مختلفة ومتعددة، وما يهمني حقاً هو الأثر الإبداعي، فعلى الرغم من تسيّد الحداثيين للمنصات الإعلامية الورقية، كان الانترنت منتجعاً للجميع من المهتمين ابتداءً من التقليديين المغرقين في التقليدية إلى أقصى الحداثيين احتراقاً، وكان لنا فرصة النحلة التي تتنقل بين الزهور بواسطة (هايبرلنك) وصفحة جديدة.
ماذا أضافت؟ الحقيقة لا أدري لكن ما زلنا نجد نتاجها في تخصصات ثقافية مختلفة، خرجت من تلك الفضاءات ونضوج كبير يشهده المشهد الثقافي السعودي تساهم فيه تلك المواهب ضمن إطار دعم حكومي غير مسبوق من المنظومة الثقافية، مما يجعل المراقبين للمشهد يرون أن مستقبل الأساليب الأدبية والفنية والثقافية لم يعد محدوداً في أشكال معينة بل مفتوح لكل ابتكار وإبداع.
• لماذا تكثر الـ«أنا» في شعرك وشعر جيلك؟•• في زمن تعدد الهوية لا يسعك أن تصبح أنت إلا نادراً، وفي هذا النادر تجد أنك الآخرين. في العمق أنت لا أحد، أنت مفتوحٌ على كل احتمال وكل شخصية قادرة على تلبُّسك، هكذا يقول الحكيم البوذي، لكنه لم يمارس الشعر العربي، ولم يفهم كيف تكون المفرد على صيغة الجمع.
ليس هناك سوى أني في لحظة الشعر أشعر أنني كل الذين لم أكنهم، وأني أشتاق إليهم. في لحظة الشعر لا أحاول فهم الواقع لأني أشعر أن بإمكاني اختراع احتمالات جديدة لواقع موازٍ، وعلى عكس الحياة اليومية المليئة بالكلمات الجاهزة والأسئلة والأجوبة المعلبة، في الشعر كل حرف وكل كلمة تأتي كرغبة غامضة سواءً بقصدية عقلية أو بحدسٍ مطوي، وكلاهما يجعل الناس تخاف من هذه الأنا اللا متوقعة والحرة التي تستمد أصالتها من كونها تدون ما نصمت عنه أو ما لا نقوله.
• قراءتك لمحمود درويش، هل غيّرت من آرائك وقناعاتك؟
•• لا شك أن القراءة؛ سواءً لمحمود درويش أو الشعراء البارزين في القرن العشرين، تركت أثراً كبيراً على مسيرة الشعرية العربية، وهي بتنوعها منذ حركة الإحياء المصرية إلى جماعة شعر أثرت تجربتنا كشعراء الألفية وما بعدها، وبالتأكيد كان لها بصمات على تجربتي الشخصية، ابتداءً من بدر شاكر السياب الذي تعلمت منه لأول مرةٍ طريقة الكتابة التفعيلية، إلى محمود درويش الذي فتح القصيدة على كل العلوم الإنسانية بلغة لم يسبق لها أحد، ولكن يظل الأثر الأهم بالنسبة لي يخرج من المكان ومن الأصوات الأولى والأغاني الأولى، ما زالت القصائد التي ترددها جدتي فاطمة بنت الشيخ عبداللطيف العفالق هي الأكثر إلهاماً لي، ومرويات عمي الشيخ أحمد بن علي المبارك شيخ أدباء الأحساء لها المساهمة الأعلى في ذائقتي، ومراجعات وانتباهات العم الدكتور راشد المبارك شكّلت تصوراتي النقدية وطريقة تناولي للنصوص.
الثقافة و الفن
سعد لمجرد يعلق على تسليم فضل شاكر نفسه للسلطات اللبنانية
سعد لمجرد يوجه رسالة دعم مؤثرة لفضل شاكر بعد تسليمه للسلطات اللبنانية، تجسد الأخوة والقيم الإنسانية في عالم الفن.

سعد لمجرد وفضل شاكر: قصة دعم وأخوة فنية
في عالم الفن، حيث تتقاطع الأضواء مع الظلال، تأتي لحظات نادرة تبرز فيها القيم الإنسانية فوق كل شيء. واحدة من هذه اللحظات كانت عندما وجه الفنان المغربي سعد لمجرد رسالة دعم مؤثرة للفنان اللبناني فضل شاكر. هذا الأخير الذي قرر تسليم نفسه للسلطات اللبنانية بعد سنوات من الجدل حول ملفه القانوني.
رسالة الأخوة والدعم
لم يكن سعد لمجرد مجرد زميل في المجال الفني لفضل شاكر، بل اعتبره شقيقًا تربطه به مشاعر حب ووفاء لا تتغير. في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك سعد صورة لفضل وأرفقها برسالة مليئة بالصدق والحنان. قال سعد: “عرفتك عن قرب، ورأيت فيك الصدق في كل شيء”. كلمات تعكس علاقة إنسانية عميقة تتجاوز حدود الشهرة والأضواء.
تمنيات بإنهاء الأزمات القانونية
في ختام رسالته، أعرب سعد عن أمله الكبير في أن تنتهي أزمات فضل القانونية قريبًا. قال: “أسأل الله أن يفرّجها عليك ويعيدك إلينا سالماً غانماً”. هذه الكلمات ليست مجرد تمنيات عابرة، بل هي دعوة صادقة للسلام والطمأنينة لصديق عزيز.
الجمهور بدوره لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الرسالة المؤثرة. تفاعلوا معها بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيدين بكلمات سعد التي تعكس تقديرًا ووفاءً نادرًا في عالم الفن اليوم.
ديو مفاجأة: تعاون فني جديد
وكما لو أن الدعم الشخصي لم يكن كافيًا، أعلن الفنان اللبناني محمد فضل شاكر عن تعاون مرتقب بين والده والفنان المغربي سعد لمجرد. الديو الجديد بعنوان سهران يا حبيبي يعد بمثابة مفاجأة للجمهور المتعطش لأعمال تجمع بين الأصوات الرائعة والمشاعر الصادقة. ومن المتوقع طرح الأغنية قريباً بعد الانتهاء من تصوير الكليب الخاص بها.
“سهران يا حبيبي” ليس مجرد عنوان لأغنية جديدة؛ إنه وعد بأمسية موسيقية ساحرة تجمع بين ثقافتين غنيتين وتاريخين موسيقيين مميزين. إنها فرصة لنرى كيف يمكن للفن أن يكون جسرًا للتواصل والتفاهم بين الشعوب.
في النهاية، تبقى مثل هذه اللحظات الإنسانية دليلاً على أن الفن يتجاوز الحدود ليصبح لغة عالمية للتعبير عن الحب والدعم والأمل.
الثقافة و الفن
تحقيق مع محمد رمضان بسبب أغنية “واحد يا أنصاص”
محمد رمضان يواجه تحقيقاً جنائياً بسبب أغنيته رقم واحد يا أنصاص التي أثارت جدلاً واسعاً، اكتشف تفاصيل القضية المثيرة للجدل.

محمد رمضان وأغنيته المثيرة للجدل: قصة “رقم واحد يا أنصاص”
هل سمعت عن الأغنية التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية؟ نعم، نحن نتحدث عن أغنية “رقم واحد يا أنصاص” للفنان المصري محمد رمضان، والتي تسببت في إحالته إلى التحقيق بتهمة نشرها دون الحصول على التصاريح اللازمة.
في مشهد يبدو وكأنه مقتبس من فيلم درامي، أُحيل محمد رمضان إلى المحاكمة الجنائية في القضية رقم 9213 لسنة 2025 جنح الدقي. السبب؟ أداء وإذاعة مصنّف سمعي بصري في مكان عام دون الحصول على التصاريح المطلوبة من وزارة الثقافة. يبدو الأمر وكأنه حلقة جديدة من مسلسل القوانين واللوائح التي تطارد الفنانين.
ما وراء الكواليس: تفاصيل الدعوى القضائية
الدعوى القضائية المقدَّمة ضد رمضان لم تكن مجرد شكوى عابرة. بل اتهمته بأن الأغنية “تحرّض على العنف وتخالف الأعراف العامة”. كلماتها تتضمن عبارات خارجة عن الذوق العام وتشجع على الاعتداد المبالغ بالنفس والإساءة إلى الآخرين. هل يمكن أن تكون هذه الأغنية هي النسخة الحديثة من “أنا الملك”؟
نص الدعوى يشير بوضوح إلى أن الأغنية تُعدّ مخالفة لأحكام القانون رقم 38 لسنة 1992 المنظّم لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية. إذ لم تحصل على الترخيص اللازم للعرض العام أو لتصوير الفيديو كليب. ربما كان يجب على محمد رمضان التفكير مرتين قبل الضغط على زر النشر!
ردود الفعل: بين المؤيد والمعارض
كما هو الحال دائماً مع أي قضية مثيرة للجدل، انقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض. البعض يرى أن الفن يجب أن يكون حراً وغير مقيد بالتصاريح واللوائح، بينما يرى آخرون أن هناك حدوداً يجب عدم تجاوزها للحفاظ على الذوق العام.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع ما ستؤول إليه الأمور في المحكمة، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤثر هذه القضية على مسيرة محمد رمضان الفنية أم أنها مجرد عثرة صغيرة في طريقه نحو النجومية المستمرة؟
ختاماً: الفن والقانون.. صراع لا ينتهي
قصة محمد رمضان وأغنيته “رقم واحد يا أنصاص” تذكرنا بأن عالم الفن ليس بعيداً عن القوانين واللوائح. وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية التوازن بين حرية التعبير الفني واحترام القوانين المنظمة لهذا المجال.
فهل سيستطيع محمد رمضان تجاوز هذه الأزمة كما فعل مع العديد من التحديات السابقة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
الثقافة و الفن
ليلى عبدالله تشعل الجدل بجلسة تصوير في الجبال
ليلى عبدالله تثير الجدل بجلسة تصوير جريئة في الجبال، تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي يكشف عن الآثار الإيجابية والسلبية للتغيرات في المظهر.

التفاعل مع الصور الشخصية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي
في الآونة الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة رئيسية لتبادل الصور واللحظات الشخصية، مما يتيح للفرد مشاركة جوانب من حياته مع جمهور واسع. هذا التفاعل الواسع قد يكون إيجابيًا ومشجعًا، لكنه قد يحمل أيضًا بعض الجوانب السلبية مثل الانتقادات الحادة.
التغيرات في المظهر وتأثيرها على الجمهور
من الطبيعي أن يلاحظ المتابعون تغيرات في مظهر الشخصيات العامة مثل الممثلة ليلى عبدالله. هذه التغيرات يمكن أن تكون ناتجة عن عوامل متعددة مثل استخدام الفلاتر الرقمية أو الزوايا المختلفة للكاميرا والإضاءة.
تُعتبر الفلاتر الرقمية أداة شائعة لتحسين الصور وإبراز جوانب معينة منها، لكنها قد تؤدي إلى خلق صورة غير واقعية للشخص. من المهم أن يدرك الجمهور أن هذه الأدوات تُستخدم بشكل واسع ولا تعكس بالضرورة الواقع.
الاستجابة للنقد والتعامل معه بفعالية
عند مواجهة النقد، يُفضل التعامل معه بطريقة هادئة ومتزنة كما فعلت ليلى عبدالله. الردود المباشرة أو غير المباشرة التي تركز على الاختيارات الشخصية وتؤكد على عدم أهمية النقد السلبي يمكن أن تكون فعالة في تهدئة الوضع.
كما يمكن للشخصيات العامة توضيح العوامل التقنية التي تؤثر على مظهرهم في الصور، مثل الزوايا والإضاءة، لتقديم فهم أعمق للجمهور حول كيفية تأثير هذه العناصر على الصورة النهائية.
نصائح للتفاعل الصحي مع وسائل التواصل الاجتماعي
للحفاظ على تجربة إيجابية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يُنصح باتباع بعض الخطوات البسيطة:
- الوعي بالتأثير النفسي: كن واعيًا بتأثير التعليقات والصور عليك وعلى الآخرين.
- التفكير النقدي: لا تأخذ كل ما تراه على الإنترنت كحقيقة مطلقة؛ فكر في العوامل التي قد تؤثر على المحتوى.
- المشاركة الإيجابية: حاول نشر تعليقات ودودة وبناءة تدعم الآخرين بدلاً من التركيز على الانتقاد السلبي.
- الحفاظ على الخصوصية: كن حذرًا فيما تشاركه عبر الإنترنت واحترم خصوصية الآخرين.
- إدارة الوقت: حدد وقتًا معينًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الإفراط الذي قد يؤثر سلبًا عليك.
باتباع هذه النصائح، يمكن للأفراد الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي بطريقة صحية ومثمرة دون التأثر سلبًا بالانتقادات أو الضغوط الاجتماعية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية