Connect with us

الثقافة و الفن

عبداللطيف بن يوسف: لستُ شاعراً عظيماً ولا أطمح أن أكون أسطورة !

الحوار في الشعر وعنه مع عبداللطيف بن يوسف ممتع جداً، لأنّه يخرجه من دائرة الفهم الضيق إلى آفاق إبداعيّة أكبر، فالعمر

Published

on

الحوار في الشعر وعنه مع عبداللطيف بن يوسف ممتع جداً، لأنّه يخرجه من دائرة الفهم الضيق إلى آفاق إبداعيّة أكبر، فالعمر -كما قال- قد يضيع ونحن نبحث عن الشرارة الأولى التي قدحت هذه القصيدة أو تلك.

الكتابة عنده متعة، لكنّ متعته هذه ليست في الوصول إنما في الرحلة، في الأسلوب لا في الموضوع، في التركيب لا في الصورة.

الكثير من الأسئلة والإجابات في هذا الحوار..

• دعنا نبدأ من علاقتك بالشعر.. كيف بدأت؟

•• في الحقيقة لا أعرف، لأن الشعر يندلع في القلب بغتةً، وقد نقضي العمر كله في محاولة فهم ما الذي قدح الشرارة الأولى، وكيف تكونت هذه الجذوة، ولكن ما أعرفه أن نار القصيدة هذه كانت تحتاج كل حطب العمر، وما تبقى من الذكريات والمصادر المعرفية الأولى، لتبقى حية.

لا خمرَ في الكلماتِ

أنا انسكبتُ على استعارتها

فصارت تُسكِرُ

فالشعر ليس من الشعور وإنما

هو لحظة الإدراك أنَّا نَشعُرُ

هو أن يباغتنا الغناء بفكرةٍ

مرَّت ببال الكونِ وهو يُفكرُ

تحيا بنا الكلماتُ إنْ متنا لها

من طعنةِ الأقلامِ

يولدُ دفترُ

• النص الأخير.. ماذا يعني لك؟

•• ما يذهلني حقاً في كل تجربة كتابة، هو تناسل المفردات العربية، والنسب الغريب الذي كنت أصادفه منذ الطفولة بين كلمات تتفق في اللفظ وتختلف في المعنى، كما يتفق المعنى في ألفاظ متعددة، على أني استوعبت متأخراً جداً قول الشافعي بأن اللغة لا يحيط بها إلا نبي. منذ ذلك الحين أوقفت بحثي عن الكمال، وأصبحت أرضى بالقليل لذلك جاءت مجموعاتي الشعرية بكَمٍّ أقل وحيرة أكبر، كمَنْ يدخلُ في متاهةٍ، دخلتُ في القصيدة، ليس سوى الحدس يدلني على طريقة الخروج المثلى، وعادةً ما يضل طريقه بين رموز الخليل وغواية القافية التي تحرك المعنى نحو ما تريد هي لا ما تريد أنت، هناك داخل المتاهة ضربات تتسارع وأدرينالين تشعله الرغبة والخوف مما سيحدث وقد لا يحدث، حين تتضاءل خياراتك وترى كل ما حشدت من مفرداتٍ تقف في حالة عجزٍ كاملٍ عن تلبس ثوب مطلع أو خاتمة، حين تجد إيقاعك الذي أبدعته يتحول إلى قهقهاتٍ تسخر منك، فأيُّ خالقٍ أنت إذ تخلق نسيجاً لا تستطيع الإمساك بأطرافه إلا بما أذنت لك به أوتاد العروض، وأسباب الجرس.

وليس الأمر متعلقاً بالدربة والمراس، فأنت في كل مرة تخرج من المتاهة بالصدفة المحضة، وليست الموهبة التي تزيد وتنقص، تتوهج وتخفت بواسطة إلهام مجهول، لا يبعثه الماء ولا الخضرة ولا الوجه الحسن، إنما توفيق سماوي، يخرجك سالماً، وهو نفسه الذي يعيدك فيها مرة أخرى، وفي كل مرة تكبر المتاهة أكثر، وتصبح الأشياء أكثر غموضاً وضبابية، وأوجع ما في الأمر هو أنك تلغي كل المسارات الموثوقة خوفاً من التكرار والإعادة والملل، لعلك تعثر على الخروج الصعب، والطريق المليء باللا متوقع، لإدراكك أن كل نهاية هي بداية لتيه آخر، والمتعة الوحيدة تجدها في الرحلة وليس في الوصول، في الأسلوب لا في الموضوع، في التركيب لا في الصورة.

• مستقبل الشعر.. كيف تنظر إليه؟

•• من بداية سؤال الشعر وظهور بدايات النقد الأدبي، كان هناك من يصنف أنه من أهل اللفظ أو أهل المعنى، كما جاءت طبقات ابن سلام بتصنيفات الفحولة الشعرية أو عدمها، ومن ثم جاء الآمدي والمرزوقي وتكلما عن عمود الشعر، وطرد الآمدي أبا تمام من عمود الشعر لأنه ممن لم يعمل على أصول الشعر وقواعده وفضّل البحتري عليه، حتى وصلنا إلى زمننا الحالي وسؤال الحداثة والتقليدية وغيرهما من التيارات والموجات، وبالنسبة لي لا أعتبر نفسي معنياً بكل ذلك إلا بكونه تراثاً أفيد منه، وأني مع بقية زملائي بتعدد مشاربهم وخياراتهم، لسنا سوى الشاعر الأخير الذي يسلك طريق الشعر وفوق متنه تلك الحمولة التاريخية، ويحاول أن يصل إلى طريقة تناول جديدة وطريقة نظر للأشياء وابتكار سرد ماكر لصرامة الحالة الكلاسيكية الشعرية، والذهاب إلى قمة الإبداع والابتكار اللغوي والشعري، التي بالمناسبة أراها تتسع للجميع.

• الإبداع والثقافة في السعودية.. كيف تراها اليوم؟

•• سأبدأ بما قاله سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان-حفظه الله-: «إن تعزيز الثقافة ضرورة أساسية، والحفاظ عليها مسؤولية حضارية» إلى أن قال: «بلادنا تستحق أن تزدهر بمختلف ألوان الثقافة، لإثراء نمط حياة الفرد، والإسهام في تعزيز الهوية الوطنية، وتشجيع الحوار الثقافي مع العالم»، هذه الكلمات نلمسها اليوم ونحسها في كل الأنشطة الأدبية والثقافية، ونعيش فترة استثنائية من تاريخنا الثقافي، وقد أمثّل الأمر بأن الثقافة والفنون كانت جزراً متباعدة حتى جاءت الرؤية المباركة لتجمع هذه الجزر في أرض صلبة ومنظومة واحدة تتفاعل مع بعضها البعض، فأصبح للشاعر فرصة للإفادة من أخيه الموسيقي، وصار للسينمائي مكان في بال الروائي، والمسرح عاد أباً للفنون يجمع الكل فوق خشبته، فتعانقت ريشة الفنان بعقل الفيلسوف في لحظة تاريخية فارقة.

• ماذا عن علاقة الشعر بالفلسفة؟

•• ما هو مؤكد لنا أن الشعر اليوم لم يعد بعيداً عن أسئلة الفلاسفة، لكن الشعر إذ يستخدم المجاز لا يعمل بآليات المنطق الفلسفي، وقد يذهب في إمكانات الخيال ليأخذ الفيلسوف إلى آفاق أوسع، كما أن الفلسفة رافد مهم للتجربة الشعرية من حيث تحررها من الأفكار المستعملة، وتعيدها إلى تأمل البدهي والتفكير فيه، وهو ما يعيد إمكانية الدهشة للشاعر مرة أخرى، وإن كنت أتحرج من هذه المقاربات ولكني أقول إن الشعر يحتاج دائماً إلى إعمال التفكير العقلي، كما يحتاج التفكير العقلي إلى الشعرية لكي يستطيع رفع حدود المنطق ليفتح بوابة الحدوس.

• ثلاثة دواوين منشورة، وجوائز وحضور أدبي لافت، ما الذي اكتسبته من كل هذا، وماذا افتقدت؟

•• أنا لست شاعراً عظيماً ولا أطمح أن أكون أسطورة الشعر أو نبي الشعراء أو هامة الشعر وغيرها من الألقاب الكبيرة، بل لست سوى ذلك الولد الذي يخشى المشاركة في الإذاعة المدرسية، حتى اقتنصني مخلب العنقاء وأخذني باحتراقاته إلى آخر الأرض.. وماذا بعد؟!.. قال: تعود.. وعدتُ.. كما أنا.. رجلٌ يقرأ عليكم ما تيسّر من خساراته.. تلك الخسارات التي جعلته يفوز بكل هذه المحبة لا تقدر بثمن.. صديقكم الذي كَبُر أمام أعينكم منذ صفحات المنتديات حتى لقطات التيك توك، وقبل أن يغادر هذه الدنيا لن يطلب منكم أن تعلقوا كلماته نياشين أو تجعلوه جهشة في صدوركم.. فما كان ذا مالٍ كثيرٍ ولا غنىً.. ولكنه معطٍ لما جال في اليدِ.

• في ظل تشابه الأصوات الشعرية اليوم، كيف يمكن التفضيل بين تجربة شعرية وأخرى؟

•• سأستعير كلمة الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن «لم يعد يغريني في الشعر إلا الشعر ذاته»، الشعر الذي لا يمكن أن يعرّف، والذي يعطينا ذلك الهامش من الحرية والتعويض المجازي عن عجزنا الدائم عن تغيير أي شيء في الواقع الذي حولنا، هو الذي يجعلنا نبحر في لغة آفاقها أرحب من القوانين التي تحد من انسجامنا مع وجودنا الإنساني، وهو المحاولة الدائمة لاكتشاف ذواتنا والوقوف الجاد أمام مرآة أنفسنا، وصحيح أن على الشعر أن يتقن أدوات البلاغة، وأن يسمي كل الأشياء، ويجترح المعاني البكر، ويستنطق الغياب، ويكون نشيد الذي لا نشيد لهم، وعليه أن يكون القول المختلف عن القول العادي، ولكن كذلك يجب أن لا ننسى أن الشعر هو الفرح المختلس من دوامة الوقت، وأن الشعر منتجعٌ للمتعة واللعب، وصداقة دائمة مع الشجر والحجر والحيوان والإنسان، وليس صراع ديكة يقفون على مسرح، رغم أهمية وجود المهرجانات والمسابقات؛ بكونها محفزات لتطوير التجربة والاحتكاك بالتجارب الأخرى.

• ما علاقتك -بوصفك شاعراً تكتب بالفصحى- بالشعر العامي أو النبطي؟

•• الشعر العامي أو الشعبي أو النبطي أو المحكي أو شعر العامية، هو كما يقول الدكتور سعد الصويان «ذائقة الشعب وسلطة النص»، وأنا لا أخجل أو أتردد بأن أقول أن محفوظاتي من الشعر الشعبي تفوق ما أحفظه وأردده من الشعر الفصيح، وهو كما يقول الدكتور صلاح فضل رحمه الله: «الأدب الشعبى مظهر عبقرية الشعوب، بل نذهب إلى أبعد من ذلك فنجد بعض النماذج من الأدب العامي غذَّى اللغة الفصحى وفنونها بأساليبه وأنماطه، وبعضها ضخَّ فى العربية دماً حاراً ساخناً منحها قدراً عظيماً من الحيوية»، وهي تلك الحيوية والحرارة التي أفيد منها دائماً، وأعتقد أنها ثروة ثقافية لا يمكن إهدارها بدعوى أنها لا ترتقي للأدب الرفيع، ولعلي أضيف هنا إلى الشعر الحكايات الشعبية والأساطير والمرويات وتهويدات الأمهات، كلها في ظني روافد مهمة لتجربة الشعر العربي لها الأثر على تكويني وذائقتي.

• الكتابة المتأخرة في العمر، هل تأخذ من المبدع أم تمنحه تجربة أكثر فرادةً وتميزاً؟

•• كانت العرب تسمي ذلك قديماً النبوغ وقد شهدت الشعرية العربية أكثر من نابغة؛ وهو أمر نادر أن يأتي الشعر بحيوية عالية في مرحلة متأخرة من العمر، ولكن هذا يؤكد أن الشعر هو مستحيل- ممكن في حياة أيّ واحد منّا، لكنّ بعضنا فقط ينجح في إثارة الاهتمام نحوه. والتقدم بالعمر قد لا يكون هو العامل الأهم في المسألة الإبداعية بل الشعور بذلك التقدم، فإن من يحافظ على الطفولة في داخله سيظل يقف أمام ضفة نهر الخيال دائماً، ومن يتماهى مع شعور الكِبر فسيجد كل شيء حوله يموت حتى الأحلام، والشعر طفولة دائمة حتى ولو جاء في آخر العمر.

• علاقتك بعبد العزيز بن سعود البابطين، كيف بدأت؟

•• هي ليست علاقتي وحدي بل أجيال من الشعراء خرجوا من عباءة الشاعر والرجل النبيل عبدالعزيز بن سعود البابطين، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

أتاني بريد المنعمين وخصني

بفضل ذوي النعمى وأنت بهِ أدرى

فلم أنسَ يا ربَّ المساكين أنها

أياديك بي تحنو ولطفكَ بي أجرى

وما شكرت نفسي لفرحةِ زائلٍ

ولكن حق الله أن نكثر الشكرا

ومن شكر رب الناس شكر عبادهِ

هنيئاً لمن بالجود قد أدرك الأجرا

وها قد مُلي قلبي امتناناً وفرحةً

رعى الله من تجري على كفِّهِ البشرى

رحم الله عبدالعزيز بن سعود البابطين الذي احتضننا صغاراً وأعطانا فرصة الظهور وتقديم ما لدينا من خلال المنصات والجوائز التي قدمها في مسيرة طويلة من العمل الأدبي والثقافي والاجتماعي، لا أنسى أول وقوف لي وأول إلقاء شعري في مهرجان ربيع الشعر بمكتبة البابطين، ومن بعدها انفتحت لي أبواب الشرق والغرب فكان نِعم المُمكّن والداعم، وهو دعم لم يتوقف عند لحظته الأولى فقط بل استمر حتى استطعت تحقيق جائزة أفضل ديوان لعام 2017م بتكريم من هذا الراحل الكريم عبدالعزيز بن سعود البابطين -غفر الله له-.

• ما رأيك في التكسّب بالشعر؟

•• في البداية، دعنا نتفق أن الشعر ليس أفضل الطرق إلى الشهرة والمال، وإن كان هناك بعض الاستثناءات، إلا أنه يجب التفريق بين مسائل الإعلام والتفاعل والتداول وبين الشعر والفنون وغيرهما، وذلك لأنه كما يقولون سوق الفن مختلف كلياً عن الفن نفسه، ولكن بما أنك سألتني سأحاول الاختصار وسأبدأ بأن ثقافتنا المحلية والخليجية تعيش مراحل تحول كبرى، سواء على صعيد الثقافة المعاشة أو الثقافة المعرفية والفنية، وهذه الثورة في العمل الثقافي أحدثت نتائج عظيمة، بل وإمكانات لنموٍ مستدام في شتَّى القطاعات الثقافية، ثم إنها أصبحت تعدك بأن تكون مبدعاً متفرغاً للإبداع، وقُوْتُك هو إبداعك وشغفك، فلا تضطر للعمل والوظائف وغيرها، بل قد تكون الثقافة ذات جدوى اقتصادية، وذلك أكبر من أحلام كل المثقفين والمبدعين.

ماذا عن غريبِ الوجهِ واليدِ واللسانِ؟، ماذا عن الشعر إذن؟ وهو الأكثر التصاقاً بهويتنا، وهو الفن الذي استطاع الاستمرارية منذ أكثر من ١٥٠٠ عام دون انقطاع حسب ما نزعم، ولكننا نعلم كذلك أنه ضمن مقاييس السوق الإبداعي، مادة غير قابلة لإحداث دورة اقتصادية ذات جدوى، ولا خلق منتج استهلاكي يحقق مردوداً يستحق الاستثمار، وهذا النوع من التفكير قد تدعمه إحصاءات مثل الدراسة التي نشرتها إحدى الصحف الأمريكية عن الشعر فمنذ ١٩٩٢ إلى ٢٠١٢ انخفض عدد متابعيه من ١٧٪ إلى ٦.٧٪ من الأمريكيين، هذا الانخفاض جعل الشعر (الفن الشعبي) أقل جماهيريةً من الأوبرا (الفن النخبوي جداً)، الصحيفة بكل بساطة تقول الشعر لا يموت، الشعر ينقرض.

وفي قراءة أخرى لمنطقة أخرى من العالم مثل بريطانيا، سيحقق الشعر في العام الذي تصعد فيه مشكلة البركست ٢٠١٨م أعلى مستوى مبيعات للكتب، والذي كان يشهد تصاعداً منذ عام ٢٠١٢م، هل هذا يعني أن الشعر يحيا في الأزمات.. ربما، ولكن بلغ في هذه الذروة بعد بيع مليون و300 ألف كتاب، ما يقارب ١٥ مليون دولار من العائدات وهو ما لا يمكن أن يقارن بلوحة رقمية بيعت بأكثر من ٦٠ مليون دولار، وعليه، فمن حاول أن يستعمل الشعر للوصول إلى شهرة أو مال فأعتقد أنه أخطأ الطريق، إنما الشعر لا يطلب إلا لذاته.

• أنت من جيل المنتديات، ما الذي أضافته تلك المواقع لتجربة جيلك واختلفت عن بقيّة الشعراء؟

•• «وحبّب أوطان الرجال إليهمُ.. ملاعب قضاها الشباب هنالكا» لكن المدهش أن جيلي من الشعراء لم تكن لهم أوطان شعرية واقعية بل افتراضية، وللأسف أغلبها تلاشى أو غاب ولم يعد له وجود في الفضاءات، فنحن شئنا أم أبينا أبناء تلك اللحظة التكنولوجية الفارقة، أبناء مقاهي الانترنت، أبناء الاتصال البطيء وذلك الصوت الغريب الذي يصدر من الكمبيوتر لحظة الاتصال بالشبكة العنكبوتية كما كنا نسميها، نحن أبناء الأسماء المستعارة والحوارات المعمقة مع من لا نعرفهم، أبناء الورود الإلكترونية ورموز الإيموجي، ومجموعات البريد الإلكتروني والمدونات الإلكترونية وغيرها مما لا يتسع الحوار لذكره.

جسدت تلك المرحلة روح اللا مركزية الثقافية من خلال الصفحات اللانهائية، ومفهوم (الهايبرلنك) الذي يجعلك تتنقل في تصفح لا نهائي بين عوالم متعددة وثقافات غريبة تطلع عليها لأول مرة، كان الأمر مدهشاً حقاً، وذلك قبل اللوغارثميات التي أصبحت تحدد لك ما تقرأه من خلال تطبيقات تدار من شركات عالمية ولا يمكنك الخروج من تصوراتها للمحتوى المتداول، تلك اللا مركزية أنتجت جيلاً لديه اهتمامات مختلفة ومتعددة، وما يهمني حقاً هو الأثر الإبداعي، فعلى الرغم من تسيّد الحداثيين للمنصات الإعلامية الورقية، كان الانترنت منتجعاً للجميع من المهتمين ابتداءً من التقليديين المغرقين في التقليدية إلى أقصى الحداثيين احتراقاً، وكان لنا فرصة النحلة التي تتنقل بين الزهور بواسطة (هايبرلنك) وصفحة جديدة.

ماذا أضافت؟ الحقيقة لا أدري لكن ما زلنا نجد نتاجها في تخصصات ثقافية مختلفة، خرجت من تلك الفضاءات ونضوج كبير يشهده المشهد الثقافي السعودي تساهم فيه تلك المواهب ضمن إطار دعم حكومي غير مسبوق من المنظومة الثقافية، مما يجعل المراقبين للمشهد يرون أن مستقبل الأساليب الأدبية والفنية والثقافية لم يعد محدوداً في أشكال معينة بل مفتوح لكل ابتكار وإبداع.

• لماذا تكثر الـ«أنا» في شعرك وشعر جيلك؟•• في زمن تعدد الهوية لا يسعك أن تصبح أنت إلا نادراً، وفي هذا النادر تجد أنك الآخرين. في العمق أنت لا أحد، أنت مفتوحٌ على كل احتمال وكل شخصية قادرة على تلبُّسك، هكذا يقول الحكيم البوذي، لكنه لم يمارس الشعر العربي، ولم يفهم كيف تكون المفرد على صيغة الجمع.

ليس هناك سوى أني في لحظة الشعر أشعر أنني كل الذين لم أكنهم، وأني أشتاق إليهم. في لحظة الشعر لا أحاول فهم الواقع لأني أشعر أن بإمكاني اختراع احتمالات جديدة لواقع موازٍ، وعلى عكس الحياة اليومية المليئة بالكلمات الجاهزة والأسئلة والأجوبة المعلبة، في الشعر كل حرف وكل كلمة تأتي كرغبة غامضة سواءً بقصدية عقلية أو بحدسٍ مطوي، وكلاهما يجعل الناس تخاف من هذه الأنا اللا متوقعة والحرة التي تستمد أصالتها من كونها تدون ما نصمت عنه أو ما لا نقوله.

• قراءتك لمحمود درويش، هل غيّرت من آرائك وقناعاتك؟

•• لا شك أن القراءة؛ سواءً لمحمود درويش أو الشعراء البارزين في القرن العشرين، تركت أثراً كبيراً على مسيرة الشعرية العربية، وهي بتنوعها منذ حركة الإحياء المصرية إلى جماعة شعر أثرت تجربتنا كشعراء الألفية وما بعدها، وبالتأكيد كان لها بصمات على تجربتي الشخصية، ابتداءً من بدر شاكر السياب الذي تعلمت منه لأول مرةٍ طريقة الكتابة التفعيلية، إلى محمود درويش الذي فتح القصيدة على كل العلوم الإنسانية بلغة لم يسبق لها أحد، ولكن يظل الأثر الأهم بالنسبة لي يخرج من المكان ومن الأصوات الأولى والأغاني الأولى، ما زالت القصائد التي ترددها جدتي فاطمة بنت الشيخ عبداللطيف العفالق هي الأكثر إلهاماً لي، ومرويات عمي الشيخ أحمد بن علي المبارك شيخ أدباء الأحساء لها المساهمة الأعلى في ذائقتي، ومراجعات وانتباهات العم الدكتور راشد المبارك شكّلت تصوراتي النقدية وطريقة تناولي للنصوص.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

أيتن عامر وقضية شيماء جمال: حقيقة العلاقة وتفاصيل الجريمة

تعرف على حقيقة علاقة أيتن عامر بقضية مقتل الإعلامية شيماء جمال. تفاصيل الجريمة التي هزت مصر، الخلفية الكاملة للحدث، وتأثيره على الرأي العام.

Published

on

تصدر اسم الفنانة المصرية أيتن عامر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي بالتزامن مع الضجة الكبرى التي أحدثتها قضية مقتل الإعلامية الراحلة شيماء جمال، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن طبيعة العلاقة التي تربط الفنانة بهذه القضية الجنائية المعقدة. في الحقيقة، لم تكن العلاقة شخصية أو مباشرة، بل جاءت في سياق التفاعل العام والمواقف الإنسانية التي يبديها نجوم الفن تجاه القضايا التي تهز الرأي العام.

سر ربط اسم أيتن عامر بقضية شيماء جمال

جاء الربط بين أيتن عامر وقضية شيماء جمال نتيجة للتفاعل النشط للفنانة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. تُعرف أيتن عامر بجرأتها في التعليق على القضايا الاجتماعية، وخاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الزوجية والعنف ضد المرأة. وقد تزامن نشرها لبعض المقاطع والتعليقات التي تتحدث عن "الخيانة" و"غدر الرجال" مع تكشف تفاصيل مقتل شيماء جمال على يد زوجها، مما جعل الجمهور يربط بين محتوى ما تقدمه وبين الواقعة الأليمة، معتبرين أن كلماتها تلامس جرحاً مجتمعياً نكأته هذه الجريمة.

الخلفية الكاملة لجريمة هزت مصر

لفهم سياق هذا التفاعل، يجب العودة إلى تفاصيل الجريمة التي وقعت في يونيو 2022، والتي تُعد واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث للشارع المصري. بدأت القصة باختفاء الإعلامية شيماء جمال، ليتبين لاحقاً أنها قُتلت غدراً على يد زوجها، الذي كان يشغل منصباً قضائياً رفيعاً (نائب رئيس مجلس الدولة)، بمساعدة شريك له.

كشفت التحقيقات أن الزوج استدرج الضحية إلى مزرعة نائية في منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة بدعوى شرائها لها، وهناك قام بضربها على رأسها بمقبض مسدس ثم خنقها حتى الموت، وقام بدفن جثمانها في حفرة أعدها مسبقاً وسكب عليها مواد كاوية لتشويه المعالم، في تخطيط إجرامي مسبق أثار ذعر المجتمع.

أهمية الحدث وتأثيره المجتمعي

لم تكن قضية شيماء جمال مجرد خبر عابر، بل تحولت إلى قضية رأي عام تجاوزت الحدود المحلية لتشغل الصحافة العربية. وتكمن أهمية هذه القضية في عدة نقاط:

  • سقوط الحصانة المعنوية: كون القاتل قاضياً يفترض به تحقيق العدالة، سبب صدمة كبيرة وزعزع الثقة المجتمعية، مما استدعى تحركاً سريعاً من الجهات القضائية لرفع الحصانة عنه ومحاكمته، تأكيداً على مبدأ "لا أحد فوق القانون".
  • تسليط الضوء على العنف الأسري: فتحت القضية الباب واسعاً للنقاش حول العنف الذي تتعرض له النساء، حتى اللواتي يتمتعن بمكانة اجتماعية وإعلامية مرموقة.
  • العدالة الناجزة: الحكم بالإعدام شنقاً على المتهمين (الزوج وشريكه) بعد محاكمة عادلة وسريعة، أرسل رسالة طمأنة للمجتمع بفاعلية منظومة العدالة المصرية.

في الختام، فإن علاقة أيتن عامر بالقضية هي علاقة "تفاعل فنان مع قضايا مجتمعه"، حيث استخدمت منصتها للتعبير عن الصدمة والرفض للعنف، وهو الدور الذي يلعبه الفن دائماً كمرآة للواقع.

Continue Reading

الثقافة و الفن

تامر هجرس ينضم لفيلم عيلة دياب ع الباب مع محمد سعد

تامر هجرس يكشف تفاصيل دوره الكوميدي الجديد في فيلم عيلة دياب ع الباب بطولة محمد سعد وإخراج وائل إحسان. تعرف على القائمة الكاملة لأبطال الفيلم وموعد التصوير.

Published

on

تامر هجرس ومحمد سعد

أعلن الفنان المصري تامر هجرس انضمامه رسمياً إلى فريق عمل الفيلم السينمائي الجديد «عيلة دياب ع الباب»، الذي يشهد عودة النجم الكوميدي محمد سعد إلى الساحة السينمائية. ويأتي هذا التعاقد ليعزز من قوة طاقم العمل الذي يستعد لبدء التصوير قريباً، وسط ترقب كبير من الجمهور لعودة «اللمبي» في ثوب جديد، خاصة بعد النجاح اللافت الذي حققه هجرس مؤخراً في فيلم «جوازة توكسيك».

تفاصيل شخصية تامر هجرس الجديدة

وفي تصريحات صحفية، كشف تامر هجرس عن حماسه الشديد لهذه التجربة، موضحاً أن الدور الذي سيلعبه يختلف كلياً عما قدمه في السابق. وأشار هجرس إلى أن الشخصية تحمل طابعاً كوميدياً جديداً ومميزاً، ومليئة بالتفاصيل الدرامية التي تخدم السياق الكوميدي للفيلم، معرباً عن أمله في أن ينال هذا التحول في أدائه إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث يسعى دائماً للتنويع في أدواره والابتعاد عن النمطية.

قائمة أبطال «عيلة دياب ع الباب»

يجمع فيلم «عيلة دياب ع الباب» نخبة من نجوم الكوميديا والدراما في مصر. فبجانب النجم محمد سعد وتامر هجرس، يشارك في البطولة كل من الفنانة غادة عادل، هيدي كرم، دنيا سامي، ونور إيهاب، بالإضافة إلى الوجه الشاب تونا، ابنة الفنانة رانيا منصور. وتواصل الشركة المنتجة إبرام التعاقدات مع باقي فريق العمل تمهيداً لانطلاق التصوير تحت قيادة المخرج المخضرم وائل إحسان.

عودة الثنائيات الناجحة وأهمية العمل

يكتسب هذا الفيلم أهمية خاصة في المشهد السينمائي الحالي لعدة أسباب، أبرزها عودة التعاون بين النجم محمد سعد والمخرج وائل إحسان، وهو الثنائي الذي صنع سابقاً واحداً من أهم أفلام الكوميديا في تاريخ السينما المصرية الحديثة، فيلم «اللمبي» عام 2002، والذي أحدث ثورة في شباك التذاكر حينها. يعول الجمهور وصناع السينما على هذا التعاون الجديد لإعادة بريق الكوميديا الشعبية الراقية، خاصة في ظل انتعاش سوق السينما المصري والسعودي مؤخراً.

نشاط فني ملحوظ لتامر هجرس

يعيش تامر هجرس حالة من النشاط الفني الملحوظ، حيث يأتي انضمامه لهذا الفيلم بعد النجاح الجماهيري الكبير لفيلمه الأخير «جوازة توكسيك»، الذي شارك في بطولته مع النجمة ليلى علوي وبيومي فؤاد. وقد استطاع الفيلم أن يحقق إيرادات مرتفعة، لا سيما في دور العرض بالمملكة العربية السعودية، مما يؤكد قدرة هجرس على التواجد بقوة في الأعمال الكوميدية الاجتماعية التي تجذب العائلة العربية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

محمد هنيدي خارج سباق رمضان وتأجيل مسلسل عابدين لـ 2027

رسمياً خروج محمد هنيدي من دراما رمضان القادم بعد تأجيل مسلسل عابدين لعام 2027، وتفاصيل أزمة فيلم الجواهرجي الذي يجمعه بمنى زكي بعد 25 عاماً.

Published

on

 

في خبر شكل صدمة لعشاق الكوميديا في مصر والوطن العربي، أعلنت الشركة المنتجة لمسلسل «عابدين»، الذي يقوم ببطولته النجم المصري محمد هنيدي، عن تأجيل عرض العمل رسمياً إلى موسم دراما رمضان 2027، مما يعني خروج هنيدي بشكل مؤكد من المنافسة الرمضانية للموسم القادم.

وجاء هذا القرار المفاجئ بناءً على رؤية الشركة المنتجة وفريق العمل، حيث أرجعت أسباب التأجيل إلى عدم اكتمال قائمة الممثلين المشاركين في العمل حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن السيناريست الكبير يوسف معاطي من الانتهاء من كتابة كافة حلقات المسلسل، نظراً لأن العمل يتطلب تحضيرات دقيقة وكتابة متأنية تليق بحجم التوقعات المنتظرة، خاصة وأن التعاون بين هنيدي ومعاطي دائماً ما يثمر عن أعمال تترك بصمة واضحة لدى الجمهور.

تاريخ حافل وتوقعات عالية

يأتي هذا الغياب ليترك فراغاً في الخريطة الكوميدية الرمضانية، حيث يعتبر محمد هنيدي أحد أبرز أعمدة الكوميديا في العالم العربي. وعلى الرغم من أن هنيدي ليس من النجوم الذين يظهرون سنوياً في الدراما التلفزيونية، إلا أن أعماله القليلة نسبياً مقارنة بالسينما، مثل «أرض النفاق» و«مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، حققت نجاحات جماهيرية ساحقة وظلت عالقة في أذهان المشاهدين. لذا، كان الجمهور يترقب مسلسل «عابدين» ليكون عودة قوية للنجم الكوميدي للشاشة الصغيرة، إلا أن الرغبة في تقديم عمل متقن دفعت صناع العمل لتأجيله لضمان خروجه بأفضل صورة ممكنة.

لغز تأجيل «الجواهرجي» مستمر

لا يبدو أن سوء الحظ يلاحق هنيدي في الدراما التلفزيونية فحسب، بل امتد ليشمل نشاطه السينمائي أيضاً. فمسلسل «عابدين» ليس العمل الوحيد المؤجل، حيث يواجه فيلم «الجواهرجي» مصيراً غامضاً رغم الانتهاء من تصويره بالكامل منذ عدة أشهر. وكان من المقرر طرح الفيلم في دور العرض السينمائي خلال شهر يوليو الماضي، إلا أن الشركة المنتجة تراجعت في اللحظات الأخيرة، وأخطرت دور العرض بتأجيل الطرح إلى أجل غير مسمى دون إبداء أسباب واضحة، ليعود الفيلم إلى أدراج الانتظار مجدداً.

عودة الثنائية الذهبية مع منى زكي

يكتسب فيلم «الجواهرجي» أهمية خاصة وقيمة فنية كبيرة تتجاوز كونه مجرد فيلم كوميدي جديد، حيث يشهد عودة التعاون بين محمد هنيدي والنجمة منى زكي بعد غياب دام أكثر من 25 عاماً. وتعود الذاكرة بالجمهور إلى تعاونهما الأيقوني في فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» عام 1998، وهو الفيلم الذي أحدث انقلاباً في موازين السينما المصرية وأطلق موجة «سينما الشباب» التي سيطرت على المشهد الفني لسنوات طويلة. لذلك، فإن تأجيل «الجواهرجي» لا يمثل مجرد تأخير لفيلم، بل تأجيل لاستعادة نوستالجيا محببة لجيل كامل نشأ على كيمياء هذا الثنائي الناجح.

Continue Reading

Trending