Connect with us

الثقافة و الفن

عبدالعزيز السماعيل: جمعية الثقافة تمرُّ بمرحلة تحول صعبة

في شخصية الرائد المسرحي عبدالعزيز السماعيل، جوهر لا يود كشفه، ووراء ابتسامته التي يمتص بها ردود الأفعال الحادة

Published

on

في شخصية الرائد المسرحي عبدالعزيز السماعيل، جوهر لا يود كشفه، ووراء ابتسامته التي يمتص بها ردود الأفعال الحادة الكثير من الكلام، وقامة وطنية بحجمه لو مُنح صلاحيات ضامنة، وتمويلاً كافياً، لأنجز الكثير، وبقدر ما حاولت استثارته في هذه المساحة، إلا أنه برُقيّه الأخلاقي لم يحمّل أحداً أي مسؤولية، وهذا تأكيد على تصالحية المثقف والفنان والإنسان في وعيه ووجدانه، وهذا ما أمكن الخروج به من حوارنا معه..

• ما انطباعك عن مهرجان المسرح، وما نسبة الرضا عما قُدم من أعمال؟

•• قدم المهرجان سابقاً باسم المسرح السعودي حتى دورته الرابعة عام 1429هـ برعاية وزارة الثقافة والإعلام آنذاك، والآن تغيّر اسمه والجهة المنظمة باسم الرياض ليدشن لأول مرة حضوراً مميزاً للمملكة في سلسلة المهرجانات العربية باستضافة المسرحيين العرب من كل الدول العربية، وتقديم عروض مسرحية سعودية بمشاركة العنصر النسائي السعودي الذي كان سبباً مهماً في نجاحها، مثلما كان فيما مضى سبباً كبيراً في منع المهرجانات والعروض العربية من الحضور إلى المملكة، وفي مقابل تنظيم ممتاز وحضور جماهيري جيد قدمت عروض مسرحية جادة ومبهرة تألق فيها الممثلون والمخرجون ومصممو الإضاءة والديكور، رغم الضعف الكبير في إدارة نظام الإنارة على المسرح، ويلفت الانتباه في بعض العروض ضعف مواضيع المسرحيات؛ التي لا تناسب جهد الإخراج والسينوغرافيا، إما بسبب ضعف الموضوع ذاته أو عدم معالجته دراميا بشكل جيد، ورغم ذلك يعتبر المهرجان ناجحاً، وخطوة مهمة لوزارة الثقافة، نأمل أن يستمر كل سنتين على الأقل بشكل ثابت.

• هل تخدم المهرجانات البنية التحتية لـ«أبو الفنون»؟

•• من اللافت في هذا الموضوع أن الحضور في المهرجانات عادة يكون غالباً من المسرحين أنفسهم، وبذلك يمكن التأكيد على أن المهرجانات تقدم فرصة جيدة للقاء المسرحيين ببعضهم، واختبار تجاربهم المسرحية أكثر من أي شيء آخر، وتبقى جماهيرية العروض مرهونة بتقديمها للجمهور.

• ما الذي تحتاجه الفرقة الوطنية للمسرح السعودي لتتبوأ مكانةً عالمية؟

•• ربما تقصد المسرح الوطني، إذ تم تغيير اسمه، بدلاً من الفرقة الوطنية للمسرح، الذي تم تأسيسه في وزارة الثقافة قبل عامين، واكتملت عناصره تقريباً ليتم عقب ذلك تحويله إلى مؤسسة أو شركة للإنتاج، وذلك لم يحدث حتى الآن للأسف.. وهذا ما يحتاج إليه المسرح الوطني الآن.

• لكم دور في جمعية الثقافة والفنون منذ ما يزيد على ربع قرن، ما سبب عدم بلوغ الجمعية مستوى التطلعات؟

•• لقد اختلط على الجميع دور الجمعية سابقاً؛ ما سبب الكثير من الضغوط وحتى الظلم والحرج لموظفيها، إذ كانت هي الجهة الوحيدة المنتجة للفنون في المملكة، ورغم أنها جمعية أهلية كانت منذ تأسيسها ولا تزال تعتمد على إعانة سنوية مقطوعة ومحدودة جداً، تكرّس خطأ النظر إليها؛ ثقافياً وفنياً واجتماعياً باعتبارها المسؤولة عن أي قصور ثقافي وفني في المملكة، ولم يدرك إلا القليل بأن التنمية الثقافية المنشودة في أي بلد لا يمكن أن تحققها جمعية أو مؤسسة واحدة مهما فعلت وطال الزمن بها، إذ لابد من تأسيس جهاز حكومي فعال ومتمكن مادياً ومعنوياً للقيام بذلك وهو ما حصل في خطة التنمية 2030 بتأسيس وزارة الثقافة، ورغم تلك الظروف قدمت الجمعية عبر فروعها في المملكة الكثير جداً من الجهود ساهمت في بروز جيل الرواد ومن جاء بعدهم، وقدمت للجميع الورش والدورات والمعارض الفنية والعروض المسرحية والمهرجان وتمثيل المملكة في الخارج.

• أليس من الجحود للجمعية تركها تذبل وتموت تحت نظر مؤسسيها أو بعضهم؟

•• الجمعية كيان ممتد يبلغ عمره هذا العام 50 عاماً، منذ تأسيسه، ومن الصعب الحكم عليه بنظرة واحدة رغم الجهود التي قدمتها، فبينما تمر الجمعية منذ أكثر من سنتين بمرحلة تحول صعب ومهم لتوائم وضعها مع النظام الجديد للمؤسسات والجمعيات الأهلية في الدولة، وما يتطلبه ذلك من تحديث وتطوير في منظومتها بالكامل، فإنها لم تتوقف عن تقديم الكثير من الجهود الناجحة بالتعاون مع الكثير من الجهات الحكومية وغير الحكومية، إضافة إلى أنشطتها الخاصة؛ التي آخرها تتويج مسرحية (بحر) من جمعية الثقافة والفنون بالأحساء بأفضل تمثيل وإخراج وأفضل عرض في مهرجان الرياض المسرحي. وإذا عرفنا بأن الجمعية بطبيعتها -كما ذكرنا سابقاً- لا تستطيع لوحدها تقديم فعاليات كبرى بملايين الريالات، فهي تستطيع بخبرتها الطويلة وانتشار فروعها في المملكة أن تكون شريكاً فعالاً ومميزاً لتقديم هذا النوع من الفعاليات بالتعاون من الجهات المختلفة؛ ومن ضمنها وزارة الثقافة والدوائر الحكومية الأخرى والشركات.

• هل أزمة جمعية الثقافة والفنون أزمة كوادر أم دعم مالي؟

•• تختلف ظروف الجمعية سابقاً عنها حالياً، إذ لم يعد تقييمها من خلال الدعم المالي والتشغيلي من الخارج فقط، كما كان سابقاً، فقد أصبحت قوة الإدارة وتركيزها وما توفره من إيراد ذاتي للجمعية الأكثر أهمية لتشغيل الجمعية مستقبلاً، ويتطلب ذلك بالضرورة تغييراً إستراتيجياً في جهودها وطريقة عملها بما يناسب المرحلة التي تعيشها المملكة؛ وهو ما نعمل عليه حالياً بالتعاون مع المدير العام ومديري الفروع، ومن ضمنه إعادة النظر في الهيكل الوظيفي للفروع والإدارة العامة، ونتوقع أن يحقق ذلك نجاحاً كبيراً في المستقبل القريب.

• يُرجع البعض متاعب الجمعية إلى ضعف شخصية مديريها وأعضائها، ما تعليقك؟

•• كيف يكون ذلك ومديروها وموظفوها من أكفأ الأشخاص في مناطقهم، وهم أبناء الجمعية أصلاً، نشأوا وتربوا فنياً وثقافياً في أروقتها، كما أن لدى الجمعية مرونة كبيرة في التفاعل مع أي ملاحظات سلبية على أدائها، وبسبب التحدي الكبير الذي تعيشه الجمعية دائماً ستعيشه بشكل أكبر في المستقبل في ظل الانفتاح الكبير الذي تعيشه المملكة، ما يعني أن الجمعية ستضل في حالة تحدٍ إيجابي مع نفسها ومع الغير دائماً.

• لو تم تكليفك مجدداً بإنشاء جمعية أهلية للثقافة والفنون، ما الذي تشترطه على من كلفوك؟

•• من الصعب الآن تأسيس جمعية مثل جمعية الثقافة والفنون الحالية؛ التي تواءم نظامها أخيراً بنفس الاسم والتخصصات الفنية التي تعمل عليها، وكان ذلك أكبر وأهم خطوة تمت قبل أشهر عدة، بتشجع ودعم كبير من وزارة الثقافة والمركز الوطني للقطاع غير الربحي في وزارة الموارد، وبناء عليه تسير الجمعية الآن بخطوات ثابتة نحو المستقبل من خلال التحديث والتطوير اللازم للإدارة العامة والفروع حسب النظام.

• كيف تقيّم تجربتك في فرع الجمعية بالدمام؟

•• كانت تجربة مهمة ولافتة في حينها، إذ قدمت الجمعية عطاءً كبيراً ومميزاً في جميع التخصصات بالتعاون مع جميع موظفيها، وتطلّب ذلك جهداً غير عادي، استمر مع جميع مديري الجمعية الذين أتوا لاحقاً بتقديم المزيد من العطاءات؛ وهو ما جعل الجمعية في الدمام تتميز كثيراً من بين كافة الفروع، إذ أسست مهرجان الدمام للمسرح ومهرجان أفلام السعودية ومهرجان مسرح الطفل ومعرض فيديو ارت.

• أين تحب أن ترى الجمعية وفروعها؟

•• لا شك بأني أتمنى أن أرى الجمعية وفروعها كما كانت دائماً قوة فاعلة ومؤثرة في المشهد الثقافي، وداعماً أساسياً لجهود المملكة في ظل رؤية 2030، وأن يرى الفنانون فيها مقراً دائماً وأميناً لهم لتقديم عطاءاتهم المميزة بشكل مستمر.

• ما الذي يعلق بالذاكرة من العمل الصحفي في جريدة اليوم؟

•• العمل الصحفي ممتع ومتعب جداً، ولا يمكن أن يعشقه إلا صحفي بتركيبته الذهنية، والفنان ليس كذلك بطبعه، واستمتعت في العمل بجريدة اليوم، خصوصاً إعداد الصفحات الفنية في القسم الثقافي، بصحبة عدد من الرواد الصحفيين المميزين آنذاك لفترة تقارب 10 أعوام، ولكني لم أستطع الاستمرار أكثر من ذلك.

• لماذا يتراجع دور المبدع إدارياً؟

•• العمل الإداري الثقافي يستهلك موهبتك الفنية وعطاءك الثقافي حتماً، في أي موقع تكون فيه، ليس بسبب تنوع جهودك فقط، بل بسبب تركيزك على الشؤون الإدارية ومتطلباتها أكثر من أي شيء آخر، ولو ألقينا نظرة بسيطة على ظروف النشاط الثقافي في المملكة سابقاً، وما كان يمر به من مشقة وعناء سندرك التحدي الدائم مع الحياة والأهل والناس من حولك وليس مع إدارة الجمعية فقط، ومن يريد أن يقوم بعمل ثقافي جيد عليه أن يدرك ذلك أولاً، وهذا -بدوره- سيفصل المبدع كثيراً عن عمله الأصلي في الفن مثلاً، وعلى عكس ما تقول، لن يتقن جيداً العمل الإداري الثقافي إلا المثقف نفسه بشرط أن يكون مثقفاً إدارياً أيضاً، وربما يصعب ذلك على الكثيرين ولكنه ليس مستحيلاً.

• ألا ترى أن المسرح والدراما خسرتك كاتباً، وإدارة الفعل الثقافي لم تكسبك؟

•• أتفق معك حول خسارتي للفن والكتابة بسبب الإدارة، وهذا أمر طبيعي رغم أني لم أسعَ إلى ذلك، فقد وجدت نفسي إدارياً، رغماً عني تقريباً، ولم أتوقع استمراري في الإدارة طوال هذه المدة التي أبعدتني عن حياتي الفنية، ورغم ذلك فعزائي هو خدمة الثقافة والفنون والناس المحبين لها في بلادي.

• ماذا عن كتابة سيرتك الذاتية العملية والإنسانية؟

•• ستكون السيرة الذاتية من أجمل ما كتبت بكل تأكيد، فهي أرشيف للجمعية طوال حقبة مهمة من تاريخها، وهذا ما أنوي القيام به عقب مغادرتي المنصب الحالي في الجمعية والعودة إلى حياة الفن والثقافة من جديد.

أخيراً، أود تقديم خالص الشكر والتقدير للعاملين في الجمعية في كل مكان على تفهمهم لظروف الجمعية الراهنة واستمرار جهودهم وعطاءاتهم المختلفة، وسنبذل هنا في المركز الرئيسي في الرياض كل ما نستطيع لاستمرار دورها الرائد والمساهمة الفعالة من جديد في نهضة المملكة الكبيرة وتطلعات رؤيتها 2030 ثقافياً وفنياً.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل

انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.

Published

on

انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.

أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة

يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.

الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير

في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.

خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو

تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.

التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك

من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.

Continue Reading

الثقافة و الفن

كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية

تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.

Published

on

شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.

رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء

لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.

رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث

يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.

الأثر الثقافي والانطباع العالمي

إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.

ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة

مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.

Published

on

في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.

سياق الاحتفال والخلفية التاريخية

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.

دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030

تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.

الأهمية الثقافية والدولية للحدث

لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.

وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.

Continue Reading

Trending