Connect with us

ثقافة وفن

عالق في لوحة جدارية

كانت الشمس تزايل وهجها وتنحدر نحو المغيب، فيما تتأهب الضاحية لارتداء غلالتها الرمادية، حين حمل «سراج» حقيبته

كانت الشمس تزايل وهجها وتنحدر نحو المغيب، فيما تتأهب الضاحية لارتداء غلالتها الرمادية، حين حمل «سراج» حقيبته وهرع بخطى مرتبكة نحو الفناء الخارجي ليتوقف فجأةً وقد باغته شعور ظل يعاوده لعامينٍ مضيا، ما أن يعتريه حتى يكبل جسده ويمنع قدميه من أن تخطوا بعيداً، فيبقيه ساكناً حتى يملأ الظلام نتوءات البلدة وتتبخر رغبته في الرحيل.

وحين نفث المساء نسائمه، وتداعى حفيفها بين أغصان العتم والعرعر، وسرت في خثر الأوراق رعشة ناعمة، لم يعد على مدى الرؤية سواه وهو يقف إزاء منزله المنزوي الملاصق لسهلٍ ضيق موشى بالأشجار الحولية.

كان سراج ناء كمنزله، لا تربطه بأحدهم عرى صداقة، ولا يتشارك وآخرون اهتماماً ما، لم تكن لديه رغبة في الحديث إلى أحد، ولم يكن ثمة ما يسترعي اهتمامه ويحظى بعنايته سوى حدث وحيد تمتد جذوره إلى ماضٍ بعيد ويهيمن على ذاكرته، وكل ما سواه يعد متطفلاً ومن العبث مجرد تخيله، لم يكن يربطه ومنزله بالبلدة سوى ذلك الطريق الذي يؤدي إليها.

وحين حلّ الظلام سار بملامحه الشاردة وشعره الأشيب يجر جسداً يُلحظ تقوسه دالفاً إلى منزله.

لقد اعتاد أن يملأ مساحات الوقت الشاسعة الممتدة من ساعات الصباح الأولى إلى منتصف العتمة بانتظار شيء لا يعرفه، يتنقل في مفازات مخيلته بحثاً عن مقيل؛ عن أمل يعيده إلى الحياة، لم يكن ينتمي إلى يقظته ولا إلى عوالم الخيال، كان عالقاً في مكان ما بينهما، وفي الفضاء الخامل الذي تملأُه الوحدة ويحتله اليأس كانت تتجاذبه ذكرى وحيدة، تمر ساعاته ببطء ورتابة ويسير في ردهات المنزل وفنائه وكأنما يخطو على حافة الحياة، يستنهض ما تبقى في طويته من رغبة البقاء دونما طائل ويحمل جسداً مثقلاً بظلام لا مرئي دونما أمل.

يسير ببطء وكأن أسفل قدميه ثلج سميك وبذات البطء كانت تسير حياته.

جل يومه المتدفق بفتور كان يمضي وهو يحدق إلى سقف حجرته حيث نتوء متقطع لأفاريز عتيقة تحيط مربعاً متوسط الحجم مغطى بزجاج صلد يبدو كلوحة جدارية، يكشف عن قمر ونجمات كثريا معلقة إلى سقف رمادي، ويتسع إلى أن يصبح قبة رحبة تتلألأ بالسُدم اللامعة.

يستلقي على أريكة عرجاء ويجوب بعينيه الفراغ الممتد عالياً وكأنه معلق بين سماءين، يصغي إلى شهيقه ويستمع إلى صداه، ويرمق الضوء الشحيح الدالف عبر النافذة بثقة والمنتشر بخجل وهو يحمل تياراً نزراً مضرجاً بالذكريات.

أيام غير طوعية من التذكر الشديد تنبثق عن ماضٍ يلتصق بروحه، دمى قماشية بألوان ذهبية وفضية وقطار بلاستيكي ونجوم ورقية تصنع أخيلته.

كعادته استلقى على أريكته وأطلق وقبي عينيه عالياً وفجأة اتسعت حدقتا عينيه ولمع بهما وميض حاذق. وسرعان ما تكثفت فكرة ما وبدت ملحة.

مد سبابته نحو الأعلى ورسم طائرة شراعية مشدودة إلى حبل ينسدل نحو الفناء، بدت كفراشة بجناحين فتيين، يلتصقان بضحكات شفيفة تتطاير حولهما تارة فتتحول إلى حمامة ناصعة البياض وتارة إلى قرص يملأ أجنحة الطائرة بألوان قوس قزح.

ثم التفت نحو النافذة إلى شماله ورسم طفلاً يمسك بخيط الطائرة ويركض بعيداً، وفيما يعبث النسيم الطارئ بشعره تمتد ضحكاته كهالة نحو السماء.

توقف لبرهة ثم حني سبابته نحو وجنته ومررها برفق على سائل دافئ كما يفعل الرسام بفرشاته، شخص بصره لوهلة ثم التفت نحو النافذة الأخرى ورسم امرأة تحمل سلة وتمد يدها نحو ثمار الزيتون.

بدا منهكاً وحينما تسلل الدوار إلى عينيه اغمضهما، ثم خفض يده وأبقى على سبابته منتصبة.

انساب إلى أذنيه تذاؤب الريح وهي تصفع أغصان الأشجار وتعبث بالكتلة الورقية فيما الطفل يمسك بقدمها الرخوة ويركض خلفها، فالتفت نحو المرأة ليقيس الوقت المتبقي حتى امتلاء سلتها، أكمل الطفل ركضه خلف الطائرة التي راحت تنخفض نحو المنحدر الصخري، وفجأة، مضت الريح بضحكات الطفل، سقطت السلة وهرع سراج نحو النافذة.

سرت رعشة في جسده ففتح عينيه ببطء ليجده مسجى على أريكته، فيما الرجل الذي يشبهه يقف في اللوحة الجدارية ويشير بسبابته نحو المنحدر.

Continue Reading

ثقافة وفن

بعكاز وابتسامة.. تامر عاشور يتحدى الإصابة ويشعل حفل الكويت

في مشهد مؤثر يعكس الإصرار والحب للفن، أطل المطرب المصري تامر عاشور على جمهوره الكويتي مساء الجمعة 13 يونيو، في أول

في مشهد مؤثر يعكس الإصرار والحب للفن، أطل المطرب المصري تامر عاشور على جمهوره الكويتي مساء الجمعة 13 يونيو، في أول ظهور له بعد خضوعه لجراحة الرباط الصليبي، مستنداً على عكاز طبي وبجواره كرسي على المسرح.

رغم إصابته، لم يتخلَّ عاشور عن إحياء الحفل، الذي شهد حضورا جماهيريا لافتا، حيث قدم مجموعة من أنجح أغانيه مثل: هيجيلي موجوع، عشت معاه، وغيرهما من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والهتاف دعماً له.

الفيديو المتداول لظهور عاشور على المسرح أثار إعجاب رواد مواقع التواصل، الذين أثنوا على شجاعته وإصراره على الالتقاء بجمهوره رغم الألم وفترة التأهيل التي يمر بها بعد الجراحة الدقيقة في ركبته.

يُذكر أن عاشور يواصل حالياً جلسات العلاج الطبيعي، استعداداً للعودة بكامل نشاطه الفني خلال الفترة المقبلة، وكان قد طرح أخيراً ألبومه الجديد «ياه»، الذي ضم 12 أغنية متنوعة بين الرومانسي والدرامي، نالت إعجاب محبيه.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

«بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين».. تامر حسني يعلن خروج نجله من العناية المركزة

كشف المطرب المصري تامر حسني، تطورات الحالة الصحية لـ نجله «آدم» بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين إثر انفجار الزائدة،

كشف المطرب المصري تامر حسني، تطورات الحالة الصحية لـ نجله «آدم» بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين إثر انفجار الزائدة، موجّهًا الشكر والدعاء لكل من ساندهم خلال هذه الأزمة الصحية.

وكتب تامر حسني، منشوراً عبر حسابه الشخصي بمنصة «فيسبوك»، وقال: «لكل الغالين اللي اهتموا بتعب ابني الحمدلله الوضع مستقر بعد العملية التانية وخرج من العناية المركزة، بفضل الله ثم دعواتكم اللي لو عشت أشكركم عمري كله مش هوفي حقكم وربنا يتمم الشفاء على خير».

وتابع:«دائمًا بقول على دعواتكم الكريمة لكم مثلها وأضعاف أضعافها شكرًا يا أغلى الناس ربنا يحفظكم ويحفظ ولادكم قادر يا كريم».

وفي وقت سابق، تعرض نجل تامر حسني لأزمة صحية مفاجئة دخل على إثرها العناية المركزة بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين بسبب انفجار الزائدة.

ومن جانبه، وجه تامر حسني في منشور عبر حساباته الشخصية نصائح لمتابعيه بضرورة أخذ حذرهم من الأعراض التي تسبق انفجار الزائدة، حيث قال: «ومش كل سخونية تقولوا ده شوية برد، اطمنوا كذا مرة قبل لحظة انفجارها عشان بجد مشاكل بتحصل بعدها كبيرة ومحزنة أوي».

وعلى النطاق الفني، حقق تامر حسني بفيلمه الجديد «ريستارت» إيرادات مرتفعة في شباك تذاكر السينمات بمصر والسعودية والوطن العربي ضمن منافسة أفلام عيد الأضحى المبارك.

وشهد الفيلم مشاركة عدد من ضيوف الشرف منهم إلهام شاهين، محمد رجب، شيماء سيف، وأحمد حسام ميدو، والفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج سارة وفيق.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

سوسن بدر تعود للسينما وتشارك أحمد الفيشاوي بطولة «حين يكتب الحب»

أعلنت النجمة المصرية سوسن بدر تعاقدها رسمياً على بطولة فيلم سينمائي جديد بعنوان «حين يكتب الحب»، ويشاركها البطولة

أعلنت النجمة المصرية سوسن بدر تعاقدها رسمياً على بطولة فيلم سينمائي جديد بعنوان «حين يكتب الحب»، ويشاركها البطولة الفنان أحمد الفيشاوي، في عمل درامي رومانسي من تأليف سجى الخليفات، وإخراج محمد هاني.

وشاركت سوسن بدر جمهورها لحظة توقيع العقد عبر حسابها الرسمي على «إنستغرام»، معلنة بدء مرحلة التحضيرات للفيلم، على أن يتم الكشف عن تفاصيله كاملة خلال الفترة القادمة، تمهيداً لانطلاق التصوير.

يأتي هذا التعاون ليضيف إلى مسيرة سوسن بدر الفنية خلال الفترة الأخيرة، إذ انضمت أيضاً لأسرة فيلم «السلم والثعبان 2» الذي يحمل عنوان «أحمد وملك»، ويشارك في بطولته عمرو يوسف وأسماء جلال، من تأليف أحمد حسني، وإخراج طارق العريان، وإنتاج موسى عيسى.

وخلال موسم رمضان الماضي، تألقت سوسن بدر من خلال مشاركتها في أكثر من عمل درامي، منها مسلسل «أثينا» إلى جانب ريهام حجاج وأحمد مجدي ونبيل عيسى، ومسلسل «الكابتن» مع أكرم حسني وآية سماحة وسامي مغاوري، لتؤكد حضورها اللافت على الشاشة الصغيرة والسينما معاً.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .