Connect with us

ثقافة وفن

سيدي قم.. وقوفا بأطلال مداح

احتفظت في صدري بلقاء شخصي مع طلال مداح، دائما أقلّبه وأخفي تفاصيله الحميمة في خزنة مقفلة.قصة صغيرة جدا، أرددها

احتفظت في صدري بلقاء شخصي مع طلال مداح، دائما أقلّبه وأخفي تفاصيله الحميمة في خزنة مقفلة.

قصة صغيرة جدا، أرددها في سري حين يشتد بي الوجد، أعلقها إذا أغلقتْ الوحدةُ بابَها عليّ، أستعيدها تباعا ولا أمسّ تفاصيلها مثل تحفة نادرة، أطوف خاشعا بها.

دائما تقفز تلك «الراء» الرشيقة وتذوب على طرف لساني، وعندما يسرد الآخرون ذكرياتهم معه، أستعيد طعمها طازجا، وأتمعّن في وجوه محبيه، ينثرون فرحين روايات لا تفقد دهشتها، رغم تكرارها، يرممونها بالابتسامات والقهقهات العالية التي عادة ما تزخرف أي ذكرى طلالية. وبمجرد انتهاء الراوي مكرهًا، من حكايته للسامعين المنصتين بوَلهِ العشاق، حتى تعلو مسحةُ الأسى على وجوههم، مثل فراشة الفقد، يحاولون أن يهشّوها بحركةٍ تلقائية واهنة.

أدركتُ مبكرا، ضرورة اقتناء هذه «الراء» كأول نقش على الماء في متحف وطني للغناء.

أداري ابتسامة الرضا، وأعض على لحن يتفلّت، أضمره داخلي، وأحفظ سره، أخبئه كنزا، وأغلق عليه.

أذكر تعلقي بطلال، قبل طيش الشباب، وفي يوم من ثمانينيات القرن الماضي، ألمح لي «عادل» صديقي في المدرسة، بأنه لن يقدر على العودة إلى بيت أهله ما لم يحضر أغنية «سيّدي قم».

داريت دهشتي، فلم أسمع بهذه الأغنية من قبل، رغم حرصي الشديد على أغاني طلال. ما هذه الصيغة؟! كأنها حُلية مفقودة، اتفق الجميع على إخفائها، والإشارة لها إلا همسا، ألهذا تكثفت الأغنية كلها في عنوان حسي؟!.

قطعنا شارع الموسيقى الذي يفصل «النعاثل»* عن «الكوت»* مشيا بين البيوت حتى وصلنا دكاكين أشرطة الكاسيت، بجواري فتى مسلوب العقل، يدندن بلحن شجي، نقله عن لسان امرأة عجوز.

بحثنا بين الأغاني عنها:

«سيدي قم

ما خبرت اللي يحب

يشتهي النوم».

بعد عدة دكاكين متجاورة،

وجدناها صدفة، من جلسة خاصة، في نسخة شريط «كاسيت» مهرب، خارج شركات الإنتاج، باعنا إياها شاب، بعيدا عن عيون صاحب الدكان:

«سيدي قم

لا تنام و في الســــما

باقي نجوم،

يا جريح البارحة

كيف طبت اليوم.

سيدي يا سيدي قوم».

ألمحُ طلال وكأنه يغادرني للتو، يخرج من الباب ملتفتا عدة مرات، قاصدا المطار بعد أن أطال المكوث في بيتي، وتخلى عن موعد رحلته الأول، ها هو يوصي رفيقه مرارا، بإرسال هدية لم أميزها، ويشير إلي.

هكذا ودعت رنين ضحكته، ممتلئ القلب، حملتها معي ولم أكشف عنها لأحد،

أستعين بها حين يخنقني الدمع، مثل دعاء السر،

أو صدقة اليمين دون علم يساري، كي أنجو،

بل مثل بركة الجدة التي حلت على حفيدها، منذ مغيب ذلك اليوم الذي عاد فيه راكضا بلهفة نحو البيت، ليبشر بصيده لؤلؤة الأغاني.

أجزم أن طلال له سر مع كل من سمعه أو رآه، كما أعتقد أن هذا المطلع «سيدي قم» المكتفي بذاته، عالق في الذاكرة الغنائية مثلما «قفا نبك» أيقونة الملك الضليل، ومطلع معلقته في ذاكرة الشعر العربي، مع الفارق بين المطلعين في ندائهما الأبدي، بين شموخ طلال في خطاب النهوض والقيام، وبين انكسار امرئ القيس الباكي «من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ».**

«سيدي قم» جملة سحرية، ربما تعويذة لو قُرأت على السيد الذي هوى فوق مسرحه في أبها، لقام حيا أمام الناس.

يا لها من خاتمة مبجلة، شامخة بكل ما تعنيه «سيدي قم».

لهذا لن أتخلى عن قصتي معه، ولن أدونها، أيضا، فكلما أخفيتها كبرت قيمتها وازداد لمعانها، وأينما عبر صوته في الفضاء، تداعت راؤه بصدى حنون، تأخذني إلى حضرته، مطرق الرأس أمام ضريح اللغة، على خشبة المسرح، تلك الراء التي ستصبح مزارا،

لأردد عند رأسه: سيدي قم.

ثم أنصرف عن الوقوف بها، متفاديا قول الشاعر:

«يقولون: لا تهلكْ أسىً وتجمّلِ»**.

* النعاثل والكوت، من أحياء الهفوف بالأحساء.

** من معلقة الشاعر امرؤ القيس.

Continue Reading

ثقافة وفن

ريهام عبدالغفور: التنمّر يزعج أولادي «بِيتأذوا»

أبدت الفنانة المصرية ريهام عبدالغفور، استياءها من موجة التنمّر التي طالتها بعد ظهورها في مقطع فيديو على «تيك توك»

أبدت الفنانة المصرية ريهام عبدالغفور، استياءها من موجة التنمّر التي طالتها بعد ظهورها في مقطع فيديو على «تيك توك» إلى جانب طفلة شاركتها التمثيل في مسلسل «ظلم المصطبة»؛ إذ وجّه بعض المعلقين انتقادات ساخرة حول مظهرها وسنّها، ما دفعها للرد قائلة: «مشاعري مش مهمة قد مشاعر أولادي». وأضافت، أن تأثير هذه الكلمات يطال أسرتها، ويؤذي أبناءها نفسياً، مطالبة بقدر من الاحترام في النقاشات العامة. وأكدت ريهام، أنها لا تمانع النقد الفني، لكنها ترفض التنمر القائم على الشكل والعمر. موقفها أثار تعاطف جمهور واسع، وفتح باب النقاش مجدداً حول التعليقات المسيئة على منصات التواصل الاجتماعي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

«نومة هنية يا غالي».. رسالة مؤثرة من صلاح عبدالله للراحل سليمان عيد

تصدرت حالة الحزن العميق التي أبداها الفنان المصري صلاح عبدالله خلال جنازة صديقه الفنان سليمان عيد، الذي تُوفي

تصدرت حالة الحزن العميق التي أبداها الفنان المصري صلاح عبدالله خلال جنازة صديقه الفنان سليمان عيد، الذي تُوفي (الجمعة) إثر أزمة قلبية مفاجئة، مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الفنية، إذ ودّع عبدالله رفيق دربه بكلمات مؤثرة عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» عكست عمق العلاقة الإنسانية والفنية التي جمعتهما على مدار عقود، فيما أظهرت دموعه خلال مراسم الجنازة مدى تأثره برحيل «سولوم» كما كان يُلقبه.

ونشر صلاح عبدالله منشوراً عاطفياً على «إكس»، قال فيه: «اطمن يا سولوم ما تقلقش عليَّا أنا بقيت كويس وبطلت عياط وبدعيلك من قلب قلبي يا عشرة العمر يا غالي.. نومة هنية في الجنة ونعيمها يا أطيب خلق الله». لتثير هذه الكلمات تفاعلاً واسعاً من الجمهور والزملاء، الذين عبروا عن تعاطفهم مع عبدالله وإعجابهم بصدق مشاعره تجاه صديقه الراحل.

وخلال جنازة سليمان عيد، التي أُقيمت في القاهرة بحضور عدد من نجوم الفن والمقربين، شوهد صلاح عبدالله وهو ينهار باكياً، عاجزاً عن إخفاء حزنه العميق، وأثارت لقطاته وهو يودع صديق عمره موجة من التأثر بين الحاضرين وعلى مواقع التواصل، ووصف الكثيرون المشهد بأنه يعكس «معنى الأخوّة الحقيقية».

أخبار ذات صلة

ووصفت منشورات على منصة «إكس» حالة صلاح عبدالله خلال جنازة صديقه بأنه «دخل في نوبة بكاء شديدة»، ما يبرز عمق الرابطة التي جمعته بالراحل سليمان عيد، الذي اشتُهر بأدواره الكوميدية وروحه المرحة التي أضفت البهجة على الشاشة المصرية.

كان سليمان عيد، الذي رحل عن عمر 64 عاماً، واحداً من أبرز نجوم الكوميديا في مصر، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تركت بصمة في وجدان الجمهور، وكان هو وصلاح عبدالله، الذي يُعرف بأدواره الدرامية والكوميدية المميزة، يشكلان ثنائياً إنسانياً وفنياً استثنائياً، إذ تبادلا الدعم والمحبة على مدار سنوات طويلة. وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع من أعمال مشتركة لهما، مشيدين بالكيمياء التي جمعتهما على الشاشة وخارجها.

Continue Reading

ثقافة وفن

شمس البارودي تهاجم محمد رمضان بسبب الطيار أبو اليسر.. ما القصة؟

أعادت الفنانة المعتزلة شمس البارودي قضية الممثل المصري محمد رمضان والطيار الراحل أشرف أبو اليسر للواجهة مرة أخرى،

أعادت الفنانة المعتزلة شمس البارودي قضية الممثل المصري محمد رمضان والطيار الراحل أشرف أبو اليسر للواجهة مرة أخرى، بعدما طالبت بمحاسبة محمد رمضان في ما يتعلق بالقضية التي وقعت في 2019 وكانت حديث «السوشال ميديا» حينها.

وشنت شمس البارودي هجوماً عنيفاً على محمد رمضان متهمة الأخير بالتسبب في قهر الطيار، وكتبت منشوراً عبر حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك»: «حسبي الله ونعم الوكيل، أنا سمعت وعارفة موضوع الطيار رحمة الله عليه، بس أول مرة أشوفه، يا رب اللي قطع عيشه ينقطع من رحمتك».

وأشارت إلى أن الراحل تُوفي قهراً بسبب ما حدث، مضيفة: «الرجل تُوفي قهراً، ربنا يقهرك وكل من يقف جنب الباطل».

واقعة محمد رمضان والطيار أشرف أبو اليسر

أخبار ذات صلة

تعود الواقعة إلى أكتوبر 2019 حينما نشر رمضان مقطع فيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقود طائرة وبجواره الطيار أبو اليسر، ما أثار جدلاً كبيراً، وتم تقديم بلاغات ضد رمضان والطيار لاتهام الأخير بمخالفة قانون الطيران المدني.

وأوقعت هيئة الطيران المدني المصرية عقوبة على الطيار أشرف أبو اليسر بسحب رخصته مدى الحياة لانتهاكه معايير السلامة أثناء الطيران، إضافة إلى سحب رخصة مساعده لمدة عام، هو ما تسبب له في أزمة نفسية حادة قادت إلى وفاته.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .