Connect with us

ثقافة وفن

زهران القاسمي: أنا خائف لأن «البوكر» وضعتني تحت المجهر

لا يدل سمت الكاتب الروائي زهران القاسمي، الأميل للهدوء والصوت المُهذّب، إلى أنه يعتملُ في صدره كل هذا البركان

لا يدل سمت الكاتب الروائي زهران القاسمي، الأميل للهدوء والصوت المُهذّب، إلى أنه يعتملُ في صدره كل هذا البركان السردي والشعري، فالمخيال القروي لم يبت الصلة بالمحضن الأول العامر بالحكاية الشعبية والأسطورة والتنظيم الاجتماعي المحكوم بأعراف تضيق وتتسع بحسب ظروف الزمان والمكان، وبما أنه ضنينٌ في فتح مغاليق النفس والروح والذاكرة، ومقتصد في كلامه، استبسلتُ في الظفر ببعض الحقائق، واستنطاقها من براثن المجاز، وهنا حصيلة ما خرجنا به في إحدى صباحات الباحة، التي كان «البوكري العماني الأول» ضيفاً عليها..

• ماذا عن البيئة الأولى؟

•• أنا من أسرة محبة للقراءة، كانت عند والدي مكتبة منزلية، كونه قارئاً متمرّساً، وعاشقاً للشِّعر، وكنت مغرماً بالقصيدة الكلاسيكية، وألف ليلة، وتأثرتُ بكتاب (حياة الحيوان الكبرى) للدميري، وفي فضاء شعري تأسست الذائقة مبكراً.

• ما مهنة العائلة؟

•• نحن بالأصل صاغة ذهب وفضة، وكانت نقوش أسلافي مميزة، لما فيها من الإبداع، بحكم الرؤية الذهنية، ومن خلال متابعتي للصياغة للخواتم الفضية، وتلبيس العصي والخناجر، استوعبت أن الحياة فنّ وإلهام.

• ألم تستهوك المهنة الجديّة؟

•• عندما كبرت اندثرت المهنة الأصلية، وأغرت الهجرة للخليج للعمل في الزراعة والبناء البعض، فانصرفوا لتحصيل وتحسين المعيشة، كون الصياغة لم تعد توفّر لقمة العيش، فهُجرت الصياغة، فانتقل البعض لشركات النفط، والزراعة في بلدان عدة.

• هل أنت ابن أسرة كادحة؟•• كل القرويين كادحون، وتذوب المسميات في ظل التقارب المعيشي بين الأفراد والعائلات، بما في ذلك شيخ القبيلة، الذي يحمل أدوات الزراعة وينطلق كل صباح للحقل ليكدح ويشتغل بيده، فلا طبقية في القرية، ولا تمايزات.

• توقعتُ أن اختيار الكتابة كان ردة فعل على المستوى المعيشي، ما يعني رد الاعتبار للعائلة..

•• لا أعتقد أني وضعتُ هذا الاعتبار في ذهني، فالمنطلق للكتابة بدأ من رؤية جمالية، وأعتز بأني كادح وما زلتُ إلى الآن أكدح، وعندي مزرعة أعمل فيها بنفسي، وأيضاً مربّي نحل، وأتجوّل في الجبال بحثاً عن العسل البرّي والقروي، مهما بلغت من مراتب ووصلت لدرجات عليا في وظيفة مرموقة وبراتب جيّد، أظل منتمياً للأرض، وحسّي الزراعي لا يذبل.

• إذن، أنت صديق النحل؟

•• بالفعل، وأعرف الكثير من أسراره.

• بالإمكان وصف كتابتك بالعسل؟

•• أتمنى ذلك.

• متى بدأت الدراسة؟

•• درستُ القرآن أولاً على يد والدي، كان إمام المسجد، ويجمعني وأقراني تحت ظل شجرة المانجو، فتعلمنا التلاوة وكتابة الحروف، وعندما التحقنا بالمدرسة كنا مبرزين في التلقي بسهولة.

• أين أكملت تعليمك؟

•• درست الإعدادية في البلد، ولم تكن هناك مرحلة ثانوية، فانتقلت لولاية (إبرا) تبعد نحو 100كم، ووفرت الوزارة لنا سكناً داخلياً، ونعود للقرية نهاية الأسبوع.

• هل تخصصت علمياً أم أدبياً؟

•• دراستي علمية، وتخصصتُ في الصحة العامة، في الرقابة الصحية.

• متى بدأت الكتابة؟

•• هناك محاولات شعرية، لكن دون تفكير في النشر.

• ماذا عن الآباء الشعريين؟

•• تدرجتُ في كتابة الشعر، وحفظتُ الكثير، وبدأتُ أكتب عمودياً، وفي الثانوية انتقلت للمدرسة الرومانسية، وعندما قرأتُ أدونيس ومحمود درويش، كنت اقرأ التجربة كاملة، ومن خلال صحيفة عمان، تعرفت على سيف الرحبي، وسماء عيسى اللذين كانت تجربتهما مميزة جداً، وانتقلت للتفعيلة، ثم لقصيدة النثر.

• أين بدأتَ النشر؟

•• في صحيفة الوطن، كان بها صفحة أدبية يشرف عليها الشاعر حسن المطروشي، وطلب مني أن أكتب زاوية باسم سيرة الحجر، فبدأتُ شعرياً، وبسبب نص حكائي تحولت للسرد، مأخوذ عن حكاية من القرية، كنا نلعب كرة قدم بالقُرب من قبر في خلاء، وأحد زملائي أصيب بألم في قدمه، ثم تفاقم المرض، وأصبح مصاباً بالسرطان، وتوفي منه لاحقاً، فذهبتُ لاستعادة كل المحكيات المتعلقة بالمكان، وهي ليست حكايات شعبية، بل متعلقة بالمكان، بمعنى هناك قصة تدور حول موضع محدد، في البلد (مسجد، شجرة، صخرة) وأعيد تسريدها، وعندما نشرتها لقيت قبولاً، وجدت فيها عالماً مختلفاً ثم جاءت القصة (سيرة الحجر).

• كيف طرقت عالم الرواية ؟

•• عقب ثلاثة أعوام من (سيرة الحجر) جاءت، فكرة طرق عالم ثالث، إثر الشعر والقصة، فالقصة القصيرة فضاؤها محدود، ولا تمنحك مساحة كما الرواية، وليس بها إتاحة لخلق عوالم وشخصيات وتعقيدات، فقررت خوض تجربة الرواية، فكتبت (جبل الشوع)، والعمل عن القرية يقوم على أربعة أشخاص يذهبون قبل الستينيات إلى خارج القرية طلباً للرزق، في مسقط، والبعض للشمال، والبعض للجنوب إلى زنجبار، وفي العمل تقاطعات زمنية، حاضر، وماضٍ.

• ما هو «الشوع»؟

•• الشوع شجرة جبليّة من فصيلة المورينغا، فيها قرون، ويستخرج منها زيت الشوع، يُستخدم في العطريات، وفي الطب الشعبي، وهي تتكاثر في الجبال المحيطة بالقرية.

• هل تعدها تجربة ناجزة حينها؟

•• بالعكس أعدها تجربة بدائية، ومررتها لعدد من الأصدقاء ممن سبقوني للسرد، ووجهوني توجيهات بشأن الشخصيات والتحرير واللغة، واستفدتُ منهم، ونشرتها، ولاقت استحساناً حينها، لا بأس به، بغضّ النظر عن الفنيّة.

• ما انطباعك عنها اليوم؟

•• أشعر أنّي تسرّعتُ في نشرها، كانت محتاجة لعمل أكثر، لتأخذ كل شخصية حقها، ولكني كنتُ متسرعاً، بحكم إعجابي بالعمل، والحرص على الدفع به للطباعة، لأتخلص من هذا العبء.

• ماذا كتبت تالياً لجبل الشوع؟

•• كتبتُ (القنّاص) رواية صغيرة عن الوعل، وأنا مرتبط ارتباط روحي بالوعل، لأنه يعيش في بيئتنا، وأسرتي أسرة قناصين، كانوا يحبون قنص الوعل، والعمل مستوحى من حكايات كبار السنّ عن القنص في العصاري والأمسيات، ويستعيدون حكاية رحلات القنص، كل ذلك أسس للقناص.

• ماذا عن رواية «جوع العسل»؟

•• تقوم على رحلة ثلاثة أصدقاء: عزّان بن سعيد، عبد الله بن حمد، وناصر بن سالم الحطّاطي، للبحث عن العسل في الجبال البعيدة، ولأن البحث عن النفس يستدعي الانفراد بها، بخوفها، بجوعها، بغضبها، بغارتها على نفسها، بذاكرتها في مواجهة صريحة، يفترق الثلاثة بقوة الطبيعة. ولا يملّون البحث عن أنفسهم، ولا يتوقفون عن المشي فيها بذريعة البحث عن العسل الجبلي اللذيذ، يقتفون أثر النحل الفَطِن، يقابلونه بذكاء الإنسان الذي يزعم -في كلّ مرّة- أنه تمكّن من هذا النحل، فراح يبحث فيه عنه بعيداً جدّاً على أثر طيرانه المستقيم، وهو قريب منه، في مسافة نيّة جائع، وفيه كناية عن جوع كل إنسان المفرط تجاه ما يتعلّق به، ولو تعرّض لمخاطر، أو وقع في شراك الهلاك.

• متى قررت كتابة «تغريبة القافر»؟ وماذا عن التغريبة التي توجت جهودك بالبوكر؟

•• لكل رواية خصوصية، ولكي لا أكرر نفسي، ولتعلقي بالماء، والأفلاج، وتنظيم المجتمعات خصوصاً القروية، فمن بعد جبل الشوع، وجوع العسل، والقنّاص، كانت (تغريبة القافر) والقافر عاش غربة، واغترابا، بحكم ما يتمتع به هذا الطفل، الذي سقطت أمه في البئر، وهو في بطنها، وبإخراجها من الجُبّ لفظت أنفاسها، فقررت (كاذية بنت غانم) توليد الغريقة، وأخذت مطواة (جنبية) وشقت بطن (مريم) المتوفاة، وأخرجت الطفل الذي صرخ بوجه (الفقيه) الذي أراد دفنه مع جسد أمه، فجاء القافر، الذي وُلد بموهبة سماع صوت الماء تحت الأرض، وكان يحدد موضع الآبار، ويعرف بعض الأسرار التي تطيح بالرقاب، ولذا بقدر ما تكون الموهبة مصدر سعادة، قدر ما تكون سبباً للشقاء.

• كم استغرقت من الوقت؟

•• استغرقت عامين كاملين، وتضمنت عملاً بحثياً، اشتغلت فيها على الأفلاج، وتنظيم السقيا، والمصطلحات، وجمعت حكايات المزارعين قبل عصر الآلة، فالقنوات كانت تأخذ منهم سنوات من التعب والجهد في شقّ القنوات تحت الأرض، على مسافات تصل أحياناً إلى خمسين متراً، في طبقات صخريّة قاسية، والحفر بأدوات بدائية مطرقة وإزميل، وأحياناً تكون التربة رخوة فتدفن ضحايا تحتها بالانهيارات؛ ولأنهم يعتنون بالمساجد والجوامع يمررون الفلج داخلها، ليتمكن الناس من الوضوء والارتواء، وكذلك بيت شيخ القبيلة، لما له من رمزية ومكانة اجتماعية، فدخل في العمل الحكاية، والصورة الواقعية، والأسطورة، والجهد العلمي، ما عزز مصداقيته، أو قريب من المصداقية.

• ألم تأتك ردود أفعال من التحسس المجتمعي الذي كتبت عنها هذا التوثيق؟

•• بالعكس، هناك سعادة بالعمل خصوصاً بعد الفوز بالبوكر، فأولاً شخصياتي أخلقها بعيداً عن الواقع، كي لا تمس الحكاية أي فرد، فالذي يعنيني لُبّ الحكاية، الفكرة، ومن ثم أصوغها سردياً بأدواتي الفنية، ما يجعلها شخصية مختلفة، لا إشارة في اسميتها ولا مكانها، ولا سلوكياً، ومصدر سعادة مجتمعي القروي، ما أعدتهم إليه من ذكريات أسلافهم.

• ما أبرز ردود الفعل؟

•• كانت ردود أفعال مبهجة، علماً أني أرى في رواياتي السابقة ما هو أعمق منها، وخبير الأفلاج الدكتور عبدالله الغافري قال لي: أنت أنجزت عملاً علمياً، وسهلت على الناس كونك مررته لهم في إطار سردي، ففيها توثيق.

• ماذا عن ذائقة المتلقي في سلطنة عمان؟

•• لفترة قريبة كانت الشعرية، سائدة، ومتسيّدة، حدّ أنهم قالوا: «تحت كل حجر في سلطنة عمان شاعر»؛ لذا عدد الشعراء كبير، ومن بداية التسعينيات بدأنا نتجه للسرد، أو أنه استدرجنا لعوالمه الساحرة، فالجيل الأول محمود الرحبي، ويونس الأخزمي، وبشرى خلفان، وجوخة الحارثي، بدأوا من القصة القصيرة، ثم انتقلوا للرواية، فالاشتغال بالسرد قريب، وجميعهم مؤسسون شعرياً، ونحن متقاربون زمنياً.

• هل من نُقاد حاضرين لإثراء تجاربكم؟

•• في الفترة الأخيرة نعم، من جيلنا الذين أتموا دراساتهم الأكاديمية، والتفتوا بعناية للمنجز العماني من منتصف التسعينيات، ومن الأسماء الدكتورة منى السليمي، والدكتورة عائشة الدرمكي، والدكتور خالد البلوشي، والدكتور محمود حمد، وغيرهم، وقبلهم لم يكن نقاد، فالاهتمام كان متجهاً لدراسة أشياء أخرى أكثر أهمية.

• هل تلبستك نرجسية الفوز بالبوكر؟

•• بالعكس، لا أثر لأي نرجسية، والشيء الوحيد الذي أضافته البوكر انتشار أعمالي، وصار اسمي معروفاً، وأعمالي مقروءة، مقارنةً بالأعمال السابقة، كما عرّفني الفوز على وسط الكتابة والنقد والإبداع في الوطن العربي، إذ ما كان يتاح لنا الجلوس على طاولة واحدة، وغير هذا ليس هناك أهمية كبيرة جداً.

• ما هو شعورك عند إعلان فوزك بالبوكر؟

•• كنت خائفاً أن أقع في فخ التحسس من كتابة عمل جديد، يقل عن جودة السابق، فالآن أنا تحت المجهر.

• هل كتبت جديداً؟

•• كتبتُ «نوفيلا» وأنجزتها، ومررتها لعدد من أصدقاء أثق بذائقتهم ورأيهم داخل عمان وخارجها، وما زلتُ أكتب مقاطع شعرية، ولم أحسم أمري مع السرد والشعر، فكل كتابة هي مشروع، وعندي مجموعة شعرية عن الموسيقى.

• لمن تقرأ من السعوديين؟ •• بدرية البشر، وعبده خال، وطاهر الزهراني، وعبدالله ثابت، ومحمد خضر.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

ثقافة وفن

سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال، وهم: حنان الحازمي، وجواهر السيد من السعودية، وعاطف أحمد من مصر، وعبدالعزيز بوبي من الصومال.

ووفقاً لمدير الاتيليه هشام قنديل، سيقدم كل فنان تجربته الخاصة واتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه من الفنانين.

وتقدم الفنانة جواهر السيد 10 لوحات تمثل آخر تجاربها، التي يقول عنها الناقد تحسين يقين: «إن ما يميزها هذا التواصل اللافت بين النساء والأطفال، فضلا عن تعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف».

وأضاف: «على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية».

وتقدم الفنانة حنان الحازمي 10 لوحات بأحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية، وستضع في هذا المعرض أقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي. وحول تجربتها، قال الناقد المصري الدكتور حسان صبحي: «اعتمدت الفنانة حنان الحازمي على طرق تحليلية خاصة في إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات المهمة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية». ولفت إلى أن تلك الأعمال امتلكت طاقة مسالمة تكتنزها عناصرها وبناؤها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.

أما الفنان المصري عاطف أحمد فيقدم 10 لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته.

وعن أعماله قال الناقد صلاح بيصار: «أعمال عاطف تنحاز إلى الجموع من الفلاحين الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل، يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد».

أما الصومالي عبدالعزيز بوبي فهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وتتميز تجربته كما يقول الناقد الدكتور عصام عبدالله العسيري بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام.

وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، يقدمها في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان جذابة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .