Connect with us

ثقافة وفن

زفايغ.. الملك الذي سقط على رقعة شطرنج

بينما نميل لادخار ظنوننا الخاصة حيال كاتب ما، تأتي قراءته على نحو متأنٍ ومنصف وبمعزل عن الاعتقاد السائد تجاه انتمائه

بينما نميل لادخار ظنوننا الخاصة حيال كاتب ما، تأتي قراءته على نحو متأنٍ ومنصف وبمعزل عن الاعتقاد السائد تجاه انتمائه لتبدد الكثير مما كنا نعتقده لصالح ما تخبرنا إياها سيرته ورؤاه وأفكاره، وما تمنح لنا أعماله من عوالم رحبة تسهم في اتساعنا وتمددنا نحو اكتشاف وتأويل ما كنا نجهله ونتوجس منه خيفة.

هذا هو ما يبدو عليه الحال إزاء الكاتب والروائي النمساوي «ستيفان زفايغ» أحد الكتاب الذين خلقوا للغموض إغواءً يجتذب المتعة، وبرعوا في تجسير الهوة بين الألفة والغرابة، وصنعوا للذات الضعيفة المرتحلة وطناً في مخيلة القارئ، وبددت قراءتهم على نحو عميق وغير متحيز ما أضب الأعين وغشي الألباب، فخاتلت رواياته القارئ بمتع تستعصي على الوصف وفوائد تسترعي الدهشة، تفسر انتشاره مؤخراً على نطاق واسع ورواج أعماله على الصعيد العربي بعد عقود طويلة من رحيله.

قد يبدو ما يكتبه ستيفان بائساً، وقد تبدو رواياته أداة لقمع البهجة وقهر الأمل وإضفاء سوداوية مدقعة على علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، ولكنه عدا عن أنه نتاج طبيعي لحقبة مضطربة وقاسية عاشها زفايغ، غُيب فيها الفرد وكرست الحشود ورسخت الجماعة، كما هي الحروب العظمى، وحصيلة متوقعة لسنوات من التشرد والترحال ملأها الخوف والتوتر، ومآل لغربة تجذرت في أوردته حتى أمست جزءاً منها، فهو مظهر روائي وأسلوب ناجع لدمج القارئ بالنص وحيلة حاذقة لمزج النقيضين في داخل الشخوص الروائية التي تتوحد بقيادة العمل وتبقى ممسكة بزمامه على امتداد صفحاته.

لقد اعتاد الروائيون أن يخلقوا تصورات مؤثرة لشخوصهم الروائية وهالة من المشاعر تحيط بهم وتجتذب القارئ نحو عوالمهم، ولكن ستيفان جنح إلى خلق شخوص بسيطة بتصورات مؤثرة تبحث عن مشتركات التعايش وتنشد السلام غدت فيما بعد بيادق هاجم من خلالهم الحرب بضراوة الروائي والظلم بعنفوان الأديب والقهر بحِدةِ الناقد وفضاضة المجتمع بذكاء الكاتب المسرحي والفهم الخاطئ بمحاججة المفكر.

لقد عَبَرت أفكار زفايغ من خلال ساحات المعارك وركضت تحت أزيز الرصاص واجتازت الخنادق وعبرت القرى المبادة وتوقفت لتأبين رجل لا يعرفه وسيدة لم يلتقِ بها، وأمضت ليالي طويلة تنسج آمالها في نهايات قريبة للحرب العظمى ورسمت خرائط النجاة، فجاءت شخوصه قادرة على خلق الحيل والفرار مما يحاصرها وأتت كتبه متضوعة برائحة الخوف والبارود والغضب والعزلة والعزاء، وبدا كاتبها كما لو كان يبتلع قطع جمر ليلفظها على الورق جملاً لاسعة.

اختار زفايغ لنفسه لغة باذخة الشعور وارفة المعاني تستطيع أن تقيس إبعاد روحك من خلال شريطها، وتتسلل إليك لتخز الأماكن المتيبسة في نفسك وتصيب عاطفتك بالتنميل، وقد اعتاد ستيفان أن يلتقط الإيقاع المناسب للرواية قبل أن يشرع في كتابتها وكان يتأنى في ذلك، ولكنه ما أن يكتب جملته الاستهلالية حتى ينطلق على ذات النسق وينقلك بغموض وسحر بطيئين من كهوف النص العميقة إلى مدن مزدحمة بالأضواء، لكنه يبقي على روحك ثائرة ورافضة لكل ما هو غير قيمي وإنساني وأن تلبس بريق المدنية وألق التطور.

لا ينتهي الظن بإبداع زفايغ إلى حد معين بل يظل مشرعاً نحو الكتابة عنه بطريقة تشبهه وتشابه طريقته في الحديث عن نفسه، وقد تمددت كلتا الطريقتين لتُرى الأولى عبر من طرقوا نهجه الكتابي وأسلوبه الروائي، وتُقرأ الأخرى من خلال كتابه «عالم الأمس» وآلاف المقالات التي تتحدث عنه وعن براعته ومهارته اللتين سجلتا تمايزاً وريادةً في كتابة العالم خلال أكثر آوانه نزقاً وفضاضةً وعدوانيةً.

فليس أقدر من الحرب التي دفنت تحت ركام المدن أشلاءً وأحلاماً وأمالاً وانحدرت بالإنسانية إلى مستوى منخفض على دفع كاتب كستيفان لأن ينتفض لعقيدته المسالمة التي تتجاوز طائفةً وصِمت بحب الأشياء اللامعة ومزاولة المراباة نحو معتقد إنساني يجتمع حوله ذوو العقل ويلتف حوله الراغبون في السلام، فكان أن خاض بكتبه النحيلة المترعة باليأس والحزن حروبه في ساحة الفكر ونافح عن قيم السلام ومبادئ التعايش التي كان يؤمن بها وقضى نحبه في سبيل ذلك، ولكنه ترك إرثاً ضخماً من المؤلفات مضمخاً برائحة النبل والسلام متسلحاً بالأفكار التي لا تعود كذلك عندما يسكبها قلمه بل تتحول إلى بيادق على خارطة متباينة الألوان.

ولذلك كان لسقوطه المدوي أن يكون مقاربة أخرى للسلام ومحاولة لخلق نهاية تنبذ العنف، لتؤكد على قناعته بمبادئه وقيمه وبطريقة تشبه تلك التي قضى بها سقراط في سبيل أفكاره، ليرينا أنه يمكن للكاتب الذي قضى عمره محارباً من أجل السلام أن يسقط كملك على رقعة شطرنج، دون أن ينزف قطرة دم.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

ثقافة وفن

سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال، وهم: حنان الحازمي، وجواهر السيد من السعودية، وعاطف أحمد من مصر، وعبدالعزيز بوبي من الصومال.

ووفقاً لمدير الاتيليه هشام قنديل، سيقدم كل فنان تجربته الخاصة واتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه من الفنانين.

وتقدم الفنانة جواهر السيد 10 لوحات تمثل آخر تجاربها، التي يقول عنها الناقد تحسين يقين: «إن ما يميزها هذا التواصل اللافت بين النساء والأطفال، فضلا عن تعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف».

وأضاف: «على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية».

وتقدم الفنانة حنان الحازمي 10 لوحات بأحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية، وستضع في هذا المعرض أقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي. وحول تجربتها، قال الناقد المصري الدكتور حسان صبحي: «اعتمدت الفنانة حنان الحازمي على طرق تحليلية خاصة في إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات المهمة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية». ولفت إلى أن تلك الأعمال امتلكت طاقة مسالمة تكتنزها عناصرها وبناؤها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.

أما الفنان المصري عاطف أحمد فيقدم 10 لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته.

وعن أعماله قال الناقد صلاح بيصار: «أعمال عاطف تنحاز إلى الجموع من الفلاحين الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل، يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد».

أما الصومالي عبدالعزيز بوبي فهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وتتميز تجربته كما يقول الناقد الدكتور عصام عبدالله العسيري بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام.

وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، يقدمها في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان جذابة.

Continue Reading

ثقافة وفن

بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع الأوركسترا السعودية» في جولتها الخامسة بمسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية طوكيو، وذلك بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام، وحضور جماهيري كبير.

وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، في كلمة خلال الحفلة، إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازيًا ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

وعدّ «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيرًا إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وقد بدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية – بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم.

وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفلة بأداء مُتناغم لميدلي الإنمي باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين اختتمت الحفلة بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

وتعد هذه الحفلة المحطة الخامسة لروائع الأوركسترا السعودية في العاصمة اليابانية طوكيو، بعد النجاحات التي حققتها في أربع محطات سابقة، كانت تتألق في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح سنترل هول وستمنستر.

وتعتزم هيئة الموسيقى استمرارية تقديم عروض حفلات “روائع الأوركسترا السعودية” في عدة محطات بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزًا للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .