Connect with us

الثقافة و الفن

رائدة العامري: أنا بنت التاريخ والحضارة

تحضر الناقدة الدكتورة رائدة العامري، برؤية إنسانية، وحسّ أخلاقي، تحاول من خلالهما جاهدة تحويل المعقّد إلى بسيط،

Published

on

تحضر الناقدة الدكتورة رائدة العامري، برؤية إنسانية، وحسّ أخلاقي، تحاول من خلالهما جاهدة تحويل المعقّد إلى بسيط، مؤكدةً أن الأنسنة في مأمن مهما كانت التحديات، ولم تعتكف ضيفتنا في ركنها الأنثوي، بل غامرت بالكتابة لتعبّر عن ذات طموحة ومؤهلة هاجسها (الوعي) أولاً ودائماً، وبين رؤى أكاديمية ونقدية وثقافية، نبحر معها على ضفاف دجلة والفرات، عائدين بالممكن من الجمالي والمعرفي والوفاء للوطن.. وهنا نص الحوار:

• ماذا يعني تدريسك في جامعة تحمل اسم مدينة بابل؟

•• بابل عاصمة العراق القديمة، وهي عاصمة لأربع حضارات متعاقبة، المدينة التي ولد بها النبي إبراهيم عليه السلام، فضلاً عن أن الانتماء لهذه المدينة يعني الانتماء للتأريخ وللحضارة، وأنا بنت التأريخ والحضارة.. التدريس في جامعة تحمل اسم المدينة التاريخية (بابل) رمز لنشر المعرفة والتراث البابلي وتعزيز تفهمنا لهذه الحضارة القديمة وإرثها الثقافي والحفاظ عليه؛ لا سيما الحرص على الإسهام في البحث العلمي والتطوير الاجتماعي.

• لمن ترجعين الفضل فيما وصلت إليه؟

•• بدأ اهتمامي بالأدب مبكراً مع قراءتي الأولى وتعلم الأبجدية أميل للشعر وأبحر فيه بخيالي وبما مكنني الله من إصرار وتحمُّل. وكان للأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد أستاذي في مرحلة البكالوريوس وهو أستاذ النقد والأدب، فضل، إذ كنت من بين الطالبات المتفوقات في الدراسة، ولاحظ ميلي إلى قراءة الأدب والنقد قراءة مختلفة كما قال إنه ينمّ عن شخصية ناقد أو أديب يستحق الاهتمام، بدأت معه درس النقد الذي كان درساً مميزاً لما حواه من تطبيقات عديدة؛ وفق مناهج حديثة أثَرتْ معرفتي وزادت حبي لدرسِ النقد تحديداً، وتوج ذلك كله بعدما أصبحت طالبة للماجستير وأنا هنا أعد نفسي باحثة وناقدة في الشعر بشكل خاص والأدب بشكل عام، ولاحظ ذلك أستاذي الدكتور حسين عبود الهلالي في جامعة البصرة، فمنحني من وقته وعلمه ومكتبته ما منحني لأكون باحثة جادة ومميزة، هذا ما لاحظه وما منحه من وقت أثري به المعرفة وأثري به معرفتي، وزادني حماساً ذلك الإطراء الذي كان يقوله لي، وعندما أتساءل أو أشكره على الإطراء، يقول: أبداً هذا ليس بالإطراء إنما هذه هي الحقيقة وأنا أتوسم فيك باحثة وناقدة مميزة، وتكامل ذلك كله في مرحلة الدكتوراه، عندما أرى قامات كبيرة من الأساتذة الأفاضل منهم الأستاذ الدكتور عبدالعظيم السلطاني ما جعلني كأنني طفلٌ يحبو في مهده الأول وكأنني عدت إلى الدراسة من صفي الأول، وكان له الفضل الكبير في توجيهي توجيهاً مختلفاً وكأني أحمل قلمي وأُعملُ فكري لأول مرة، فكان ما كتبته في أطروحة دكتوراه محط إعجاب ورضا الكثيرين.

• لماذا اعتنيت بشعر محمد الجواهري والصكر تحديداً؟

•• الجواهري شاعر العرب الأكبر، كما وصفه بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي، للشعر العربي (قمتان) المتنبي والجواهري، ولأنني من معاصريه فإنني أميل إلى الجواهري.. وعندما سُئل السياب عن المفاضلة بين الجواهري وأحمد شوقي قال: ما أرى أحمد شوقي إلا قزماً أمام العملاق الجواهري، هذا من جانب، ومن جانب آخر يعتبر شعر الجواهري توثيقاً لتأريخ العراق والعرب في مسيرته الطويلة، التي وحدها تعتبر مرجعاً تاريخياً للعراق، بضخامة ديوانه، وغزارة إنتاجه، وتنوع أفكاره ورؤيته، ما يجعل القارئ/‏‏ المتلقي يتوجس عند سبر أغوار عالمه الداخلي، كونه عالماً محفوفاً بالمخاطر، فلا يسلم فيه الدارس من التوجس والحيرة، ويستشعر مكنونات الشاعر وخفاياه المرتبطة بالمرأة والبيئة، إذ يشمل العديد من المجالات والاتجاهات الفكرية والمفاهيم المتعلقة في إطار ينمّ عن استلهام ثقافة الشاعر القارّة والأفكار الراسخة، وتفاعلاته الاجتماعية، عن طريق منظور قائم على التحليل والاستقراء العلمي لتجربته الأدبية، التي تجلت في منجزه الشعري، الذي قدمه بطريقة جذابة وممتعة ومشوقة، تعين على إعادة بناء المنظومة الفكرية لدى الجواهري وإيصالها برؤية ثقافية إلى القارئ/‏‏ المتلقي.

أما شعر حاتم الصكر.. فهذه قصة كبيرة وجميلة، إذ لم أتردد أبداً في تتبع نداءات القصيدة.. وكما قال الدكتور حاتم الصكر: «ذلك التردد لم يكن مجدياً إزاء إصرار الأستاذة الدكتورة رائدة العامري، وهي تحثني على أن أُتاح للقراءة ولأغراض الدراسة الجامعية مع طلَبتها، كل ما أصدرت شعرياً، في أزمان وأمكنة بعيدة ومتباعدة، بل تولت متابعة نشره وأشرفت عليه، وربما استقصت فيه بعض اهتمامات جيلي، وتنويعات موضوعاته، ونوعاً من أسلوب كتابته».. هذا ما قاله -نصّاً- الدكتور حاتم الصكر في مقدمة الديوان.

ويعدّ الدكتور حاتم الصكر من النقاد الكبار في المدونة العراقية الحديثة وله أطروحات كبيرة، وأثار انتباهي بمقدرته النقدية إضافة لشعرية الناقد الكبير ما دفعني للبحث في الإرث الشعري، وتبين لي إثر البحث والاستقصاء والذهاب إلى المكتبات في بغداد أن للناقد الصكر مجموعة شعرية واحدة عثرت عليها، فيما بقية الأشعار مبثوثة في أماكن متفرقة، ولهذا أخذت على عاتقي مسؤولية جمع هذه الأعمال الشعرية في كتاب واحد، وتيسر لي ذلك بمعونة الدكتور حاتم الصكر، فتواصلت معه وأرسل لي القصائد على شكل صور فوتوغرافية ليس إلا، وقمت بجمع هذه الأشعار وطباعتها وتنضيدها وتنقيحها ومن ثم أرسلتها إلى الدكتور حاتم الصكر وهو الذي دققها أيضاً، تم لنا بعون الله جمع هذا الإبداع الشعري، في الدواوين الأربعة لترى النور وهذه مسؤولية أدبية ونقدية كبيرة؛ كوني أتولى جمع شعر الشعراء، وشعر النقاد، ولهذا كان الدكتور حاتم الصكر موضوعاً مهماً لي عندما قمت بتبويب هذه الأشعار وتنقيحها ومن ثم إعادة طباعتها ونشرها. والدافع الرئيسي لهذا الموضوع ما وجدته من إبداع في هذه المدونات الشعرية التي تعني الكثير للقارئ/‏‏ المتلقي.

• ماذا أعطى شعر الجواهري للمرأة العراقية؟

•• إن الحديث عن المرأة في شعر الجواهري مغامرة كبيرة، برؤية المحاور الثقافية والفكرية والأدبية، والاجتماعية التي تناولها الشاعر. ولا بد لنا من الاعتراف بأن المرأة ليست جسداً بيولوجياً، وإنما مكوّن تاريخي واجتماعي وثقافي، وهذا يفسر حركة نمط شعر الجواهري من الخطاب الموجه نحو المرأة في غايته وأبعاده وبيان طبيعة العلاقة، التي تتجلى في التوظيف لهذا المفهوم في المنجز الشعري. التي تُشير إلى منظومة فكرية ثقافية، تتضمّن المفاهيم والمقولات لواقع وغاية يملكها الشاعر معرفياً، فحضور المرأة في النص الشعري له دلالة اجتماعية، تتضمن إعادة رسم صورة المرأة عند المتلقي، ليتمكن من الولوج إلى عالم النصّ الشعري، والتعامل مع أسراره وفك رموزه، على مستوى التشكيل المنجز للخطاب الشعري. إذ إنَّ المرأة يمكن أن تكون كناية عن المجتمع، وهي صورة من صور الخطاب الاجتماعي الثقافي، ذي البعد الأدبي والتراثي والفني، وعالج الشاعر قضية تحرر المرأة من نماذج متعددة عبر منجزه الشعري؛ وفق منظور ملحوظ يجمع بين العلم والتحرر والنهضة، ويتناول قضايا التخلف والطبقية، والارتباط بالآخر، فللشاعر رؤيته في خطاب المرأة التي تدل على العمق الإنساني والبُعد الثقافي، ما يحتّم النظر إليها باحترام فائق، ووقف الجواهري إلى جانب المرأة، ودافع عن حقها في التحرر والتعليم، ورفع صوته عالياً لتعليمها، وفي هذا دلالة على جرأة الشاعر وصراحته وقوة موقفه المباين لمواقف الكثير ممن يقف أمام حرية المرأة ونقرأ له:

عَلِّمُوها فقد كَفاكُـــــــــمْ شَنارا

وكَفَاها أنّ تحسَبَ العِلم َعارا

• كيف تقرأين واقع الثقافة العراقية؟

•• في الحقيقة نبقى باحثين لا نعطي الحكم القاطع لشيء معين ولا يمكن التقييم تقييماً قطعياً.. لكن يبقى سؤال ذكي يأخذنا في رحلة فنية عميقة، إلى ثقافة تعود إلى آلاف الأعوام، والوقوف عند تاريخها العريق، ما يمنحنا أفقاً أوسع وأعمق لتأمل الثقافات والحضارات، ومنها الحضارة السومرية والبابلية، فضلاً عن الأحداث التاريخية المهمة التي شكلت العراق كما نعرفه اليوم.

• لأي مدرسة نقدية تنتمين أو تميلين؟

•• بما أنّ هدفي تقديم قراءة نقدية دقيقة وافية للنص فلا بأس من أن أستعين بكل المذاهب النقدية مثل: (المذهب النفسي، والتاريخي، والمتكامل، والفني)، ولكني أجد ضالتي في المذهب الفني، الذي ينظر إلى فنية النص. أما بالنسبة للمدارس النقدية سواء التأويلية أو التفكيكية أو السيميائية أو حتى التاريخانية الجديدة، فلا أجد ضيراً في استثمار جميع التقنيات المتاحة من هذه المدارس، بما يسهم في فكّ شفرات النص، وإن كنت أميل أكثر إلى التأويل.

• هل تخلّى الناقد عن دوره النقدي لصالح النقد الثقافي؟

•• لا شك أن الناقد لا يتخلى عن دوره النقدي لصالح النقد الثقافي؛ فالناقد الأدبي أو الفني يعمل على تحليل الأعمال الأدبية أو الفنية، بغض النظر عن الجوانب الثقافية المرتبطة بها. أما النقد الثقافي فيركز على فهم الأعمال الثقافية وتأثيراتها على المجتمع وتحليل العوامل الاجتماعية والثقافية التي تتداخل فيها، على الرغم من أن النقد الثقافي يمكن أن يكون جزءاً من النقد الأدبي، ويمكن أن يضيف أبعاداً إضافيةً للنقد الأدبي أو الفني ويوفر الفهم العميق للعمل وتأثيراته في الثقافة المحيطة به، فإنه يركز على جانب أوسع من التأثير الثقافي للأعمال؛ فضلاً عن ذلك يمكن للناقد أن يوظف مهاراته النقدية والتحليلية في التعامل مع الأعمال الفنية والأدبية من منظور ثقافي أو اجتماعي؛ أي أن يمارس النقد الثقافي كجز من دوره النقدي الأوسع.

• بماذا تردين على من يقول: «النقد العربي صدىً لما قدمه النقاد المصريون»؟

•• نعم، يمكن القول إن النقد العربي انعكاس لما قدمه النقاد المصريون على مرِّ العصور، إذ قدم النقاد المصريون مساهمات مهمة في مجال النقد الأدبي والفني، وطرحوا آراء وتحليلات قيمة للأعمال الأدبية والفنية. فتاريخ مصر الثقافي غني وحافل بالنقاد المعروفين؛ ومنهم الدكتور طه حسين، وجابر عصفور، وصلاح فضل، وغيرهم ممن نعدهم أعمدة تاريخ النقد العربي. فالقاهرة منطلق نشوء وتطور مدارس نقدية مهمة دفعت حركة النهضة الأدبية للنهوض، ومع ذلك، يجب أن نعترف أن النقد العربي ليس حكراً على المصريين فقط، بل توسّع وشمل جميع أنحاء الوطن العربي. ويمكننا القول إن النقد العربي تراكم لتجارب وأفكار العديد من النقاد وليس محصوراً ومقتصراً على بلد بذاته.

• ما أبرز تناولات نقدك السردي؟

•• يوجد العديد من المدلولات التي يمكن استخدامها في النقد السردي، منها في تحليل الهيكل السردي للعمل كالتوزيع الزمني للأحداث والتوتر الدرامي. ثم المدلولات النفسية والمدلولات الثقافية والاجتماعية، ومن ثم المدلولات التي تتعلق بالصراعات في النص.

• هل من مهددات لهويتنا الثقافية العربية؟

•• ربما يكون للتغيرات الاجتماعية والثقافية المتسارعة في المجتمعات العربية تأثير مباشر أو غير مباشر على الهوية الثقافة العربية، لا سيما الهجرة واللجوء والإقصاء والتمييز التي تواجه البعض في بعض الأحيان ما يؤدي إلى إضعاف القدرة على التعبير عن الهوية الثقافة العربية بحرية، فضلاً عن الصراعات والحروب التي تؤثر بشكل كبير على الهوية؛ سواء من خلال الجانب المادي للتراث الثقافي أو المعنوي، ولا بد أن نجتهد في الحفاظ على الهوية، بتعزيز ثقافتنا والتواصل بين المجتمعات العربية.

• أين تجدين حضورك الأقوى في التدريس أم التحكيم أم الكتابة؟

•• حضوري الأقوى يعتمد على نوع الأداء الذي أتقنه بشكل جيد؛ سواء في التدريس، التحكيم، والكتابة، وتقديم المعلومات بشكل واضح ومنظم وتوجيه المتلقين لتحقيق أهدافهم العلمية، وتوضيح المفاهيم المعقدة وتوفير المساعدة والتوجيه المستمر.

• هل يمكن أن يكون النقد تجريبياً شأن الإبداع؟

•• نعم.. يمكن أن يكون النقد تجريبياً فيما يتعلق بالإبداع؛ كون النقد التجريبي نوعاً من النقد الذي يركز على التجديد والابتكار في الأعمال الفنية أو الأدبية. وفي هذا السياق، يمكن أن يتعامل الناقد التجريبي مع الأعمال الإبداعية بطرق غير تقليدية ويستكشف مختلف الجوانب الفنية والمفاهيمية فيها، ولا سيما يمكن الناقد من تحليل وتقييم التجارب الإبداعية المبتكرة والمحدثة، التي تتجاوز الحدود العادية للفن أو الأدب التقليدي. والنقد التجريبي يسهم في تعزيز التطور والابتكار في الفنون والأدب من خلال فهمنا الأعمق للإبداع وتأثيره على المجتمع والثقافة، فضلا عن أن الناقد التجريبي لابد أن يحافظ على طابعه الشخصي ورؤيته الفنية الفريدة، ما يمكنه من تقديم آراء وقراءات لافتة ومدهشة عن الأعمال الإبداعية بعيداً عن المحاكاة.

• ما انطباعك عن مواقع التواصل الاجتماعي؟

•• تعد المواقع الاجتماعية وسيلة مهمة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، وتوفر وسيلة لاكتساب المعرفة والمعلومات وتبادل الأفكار والآراء والخبرات. مع ذلك، ينبغي أيضاً أن ندرك بعض التحديات المحتملة للمواقع الاجتماعية؛ كونها تسبب الضغط الاجتماعي والشعور بالقلق، لكن الاستخدام السليم والمتوازن للمواقع الاجتماعية مهم وذلك للحفاظ على توازن بين العالم الافتراضي والحياة الواقعية.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل

انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.

Published

on

انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.

أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة

يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.

الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير

في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.

خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو

تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.

التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك

من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.

Continue Reading

الثقافة و الفن

كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية

تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.

Published

on

شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.

رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء

لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.

رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث

يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.

الأثر الثقافي والانطباع العالمي

إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.

ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة

مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.

Published

on

في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.

سياق الاحتفال والخلفية التاريخية

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.

دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030

تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.

الأهمية الثقافية والدولية للحدث

لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.

وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.

Continue Reading

Trending