Connect with us

ثقافة وفن

خطيئةُ العطر

ظمأى أتيتُ بخافقٍ متلهّبِصوبَ العيونِ الحالماتِ المشربِفإذا سعيرُ الشّوق يُوصدُ بابَهاعنِّي ويقذفني خلال الغَيهبِومضيتُ

ظمأى أتيتُ بخافقٍ متلهّبِ

صوبَ العيونِ الحالماتِ المشربِ

فإذا سعيرُ الشّوق يُوصدُ بابَها

عنِّي ويقذفني خلال الغَيهبِ

ومضيتُ أجمعُ من قميصي عطرَهُ

حتى تفطَّر كلُّ نبضٍ مُتعبِ

آياتُ عطرك في السّماء توشّحتْ

أقمارها تتلو نبوءةَ مذهبي

رأتِ البشير على إهابك ماطراً

والبيّنات تصاغُ من غارِ النّبي

يا أيها العطر الشقيُّ ميمماً

شمسَ الحياة بهالة لم تغْربِ

حمّى الغياب إذا حضرت ستنطفي

وتحلُّ آمالي بأفق أرحبِ

فإلى متى تنأى وغاراتُ الهوى

تسري بعمرِ صبابتي وترقِّبي؟!

أصغتْ إلى نغم الطيور جريحة

وعيونها ترنو وراء المطلبِ

تهدي الرّياح عناقها كسنابل

ينثالُ منها كل همس طيّبِ

فتضوع ما بين الدّموع وفيضها

بيضاء زهر من رحيق مخصبِ

يا أيها العطرُ الشّقي بلهفتي

اُسكبْ حنينك في ضلوع معذِّبي

ثوبي المعتق قد تخضَّب بالنوى

يا لي أنا.. يا للمسير المتعبِ

أغوى التّرحلُ كلَّ أطيافِ المُنى

ورسائلُ العشَّاقِ لم تترتّبِ

سيظلّ للعطر البديعِ خطيئة

حتى يطيبَ من البعاد تلهُّبي

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

في انتظار فاطمة

انكسر قلمه، تناثر حبره مع تقاطر دمعته، حمل كرسيه ذا الأرجل الثلاث، رماه مهشّماً، اقتعد ساحة بيته نظر إلى الغمام،

انكسر قلمه، تناثر حبره مع تقاطر دمعته، حمل كرسيه ذا الأرجل الثلاث، رماه مهشّماً، اقتعد ساحة بيته نظر إلى الغمام، وقمر السماء منكسراً:

حكايتي انتهت لتبدأ منتهاها ابتداءً من ذرّ الرماد في عيني صبرت واحتسبت حين رحلت أم أولادي بعد ثلاث سنوات عجاب قررت الزواج بعد يقين ألا أضع مقارنة مع من أخذت مكانها…

فالوقت مختلف معتقداً أن النساء هن النساء في هذا البحث المضني، وجدت ضالتي في «فوفو» الفاتنة المثيرة تربعت عرش قلبي وأصبحت الأميرة!

حاولت صرف النظر، لبعدنا الفكري والثقافي بيني وبينها، لكن وجدتها عشرينية الهوى مثلي، فأنا أربعيني الغرام خمسيني العشق، الحقيقة أيها القمر ترددت بين الإقدام أم الإحجام، مِنْ أجمل ما فيها ثقافتها، فاختلافها أدب مناكفتها فكر وفلسفة أعجبتني كثيراً غمرتني بحنانها تجرأت حين تمنت هي أن أرسل لها مؤلفي الوحيد فوافقت ومن ذا الوقت ارتبط قلبي بنبضات شوق صوتها فهي جميلة الوجه، عيناها كصقر حين تعتب يمامة إذا غازل الحب عينيها، في كل مرة أذكّرها أن فارق السن كبير وهي تؤكد غرامها بي فقالت: «لولي» أحبك، أعشقك، أهوااااك..

أتذكر وقتها وقفت على أمشاط رجلي فرحاً كطفل يتراقص على أنغام المطر، استمرت علاقتنا فسكنت في وريدي في مخدتي التي كتبت عليها اسمي واسمها مستلهماً أغنية فيروز:

وهديتني وردي فرجيتها لصحابي

خبيتها بكتابي زرعتها ع المخدة

طلبت رقم والدها في يوم جمعة انتابني شعور ألا أكلمه، قلت في نفسي غداً أكلمه!

هكذا دون سابق إنذار.. «فوفو» اختفت، أزالت كل الصداقة من حساباتي الشخصية هكذا فجأة، مرّ أسبوع، أسبوعان وأنا منهك النفس حيران بعدها فتحت رمشي على رسالة منها:

أعتذر منك إخواني رفضوا الزواج..

ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وكردّة فعلٍ بحث خلال شهر عن بنت الحلال، هكذا اعتمد على بعض أفراد عائلته وفي لحظات تمت الخطبة وبدأ في مراسم الزواج قلبه معلّق مع «فوفو» ولأنه يخاف الله ترك كل شيء وراءه واهتّم بزوجته الثانية معتقداً أن مع الأيام سيحبها وصار ما كان خائفاً منه!

هذه الزوجة قلبت حياته رأساً على عقب، فرقت بين أولاده، لسانها حرباء، بيتها مثلها جعلته كبيت معالج بالقرآن، تحمّل وأخيراً انفجر طلقها وطردها وسجد شكراً لله. العجيب والغريب أن «فوفو» يجدها كلما اشتاق لها حين يسمع صوتها يبكي كطفل فقد أمه بعد أن يغلق محادثتها..

عادت حبيبته، لم تتزوج، سألها: لماذا؟ قالت: لم ولن يسكن قلبي غير «لولي» فكيف أتزوّج من سأظلمه معي؟! عاد قلبه ينبض من جديد وبدأ عشقه الأبدي فكتب وأبدع وثار واستثار الجميع فزوجته الثانية منعته قسراً من الكتابة حاول معها فرفضت هي لا تحب القراءة، عقلها فارغ إلا من توأمة هاتفها في يديها ولا تعرف الكتابة سوى حين تشتم وترفس وتزبد وترعد..

مسترجلة الكلام، عدوة السلام، قبيحة المخبر..

نادته طفلته: بابا تعال أريد أن أنام، احتضنها مع مخدته نامت واستيقظ مع قرب الفجر، أخذ الكرسي ثبته على الجدار، لملم الورق، توسّط ذراعيه، وأجهش بالبكاء منشداً:

هل تحبني ما ملاكي

يا نبضات سطري

يا كل فواصلي

يا عطر كلماتي

هيا انثري عبير همزة تعلقت بأستار قلبي

أميطي عن الحاء وشاح دمعي

اطرقي باب بائي واسكني داخل كهف كافي

يا شين الغرام ونبل الوئام وسيدة النساء

أعشقك أهواك.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

المصادفة

لم يخطر يوماً في بال أيٍّ منّا أن نسير في الطريق كخطين متوازيين؛ لأننا ببساطة لم نكن يوماً لنفترق، كنت كالظل الذي

لم يخطر يوماً في بال أيٍّ منّا أن نسير في الطريق كخطين متوازيين؛ لأننا ببساطة لم نكن يوماً لنفترق، كنت كالظل الذي يرافق خطواته، وكثيراً ما كان الظل يسبق صاحبه لهفة وشوقاً، هكذا تربينا معاً، لم يكن في تفكير أيٍّ منّا أنه غير الآخر، وأنه على الرغم من فارق التكوين بين جسدينا بأنوثتي وذكورته ندرك أنه يتوجب علينا أن نراعي عادات المجتمع، أن يكون لقاؤنا ضمن إطار العائلة، كان تكوين تفكيرنا يأخذنا إلى أبعد من حدود الجسد، وتلك الفواصل الموضوعة فيما بيننا، هكذا مرَّتْ سنوات العمر، وأصبحت أنا سمر الطالبة في الثانوية، وعمر الذي أصبح شاباً، وبدأت تظهر على وجهه علامات النضج، فصوته الذي كان يزقزق مثل العصفور أمام قفص شباكي، لأخرج للعب معه في الشارع تغيرت نبراته أصبح أكثر خشونة وجاذبية، وكان يتوجب علينا أن نفترق في المدرسة، وأن يصبح لكل منا أصدقاؤه، وهكذا بدأت تتباعد المسافة فيما بيننا، وتعلو جدران ابتعادنا، وزادت بانتقال والد عمر إلى مدينة أخرى بعدما تقاسمت العائلة إرث الجد وافترق الأبناء، وبذلك كانت القطيعة بيني وبين عمر، ومرت الأيام، وتعاقبت السنوات، وأنستني انشغالاتي تلك المرحلة من عمري، وابتعدنا كل في طريق، وعندما أنهيت دراستي الجامعية، وتمَّ تعييني مدرسة لمادة اللغة العربية التي أحببتها بسبب عمر الذي كان يحبُّها، على الرغم من ميله إلى الرياضيات، فهو كما كان يردّد دائماً: أحب أن أحسبها جيداً…

وكنت أقول له: سأكون جدول الضرب الذي يقسم ظهرك، إن لم تتابع تحصيلك الدراسي، وانتهت الأخبار فيما بيننا، ولم نعد نلتقي، كبرنا وتخرج كل منّا..

أصبحت مدرسة، كان يقتضي مني ذلك أن أتوجه إلى الوزارة؛ لأعرف مكان تعييني، وفي أي مدرسة سيكون دوامي، كنت أسابق الريح فرحةً بأنني سأبدأ حياتي العملية وسأصبح مستقلة بقراراتي، وسأعلم طلابي الاعتماد على أنفسهم، وبدأت أفكار التدريس تمرُّ على مخيلتي، وكيف سأقف للمرة الأولى مدرسة أعلم اللغة العربية، وقد استغرق تفكيري كل الوقت الذي لم أشعر فيه بمسافة الطريق، لولا زمور صاحب الحافلة، ينبهني إلى أنه قد وصل إلى آخر خط في مساره…

ضحكت من نفسي، وأنا أتمتم هل هذا وقت التأخير؟ وأردفت عسى في كل تأخير خير.

إن استغراقي في حلم التدريس اضطرني أن أعود سيراً على الأقدام ما يساوي ربع ساعة من الزمن حتى وجدتني أمام باب الوزارة، وثمَّة جموع ممن يدخلون لمعرفة أسمائهم في التعيين والأماكن التي سيباشرون العمل فيها، اقتربت من لوحة الإعلانات كانت الأسماء تبرق، وقد غشى عيوني الدمع فرحاً باسمي الذي لم أشعر بجماله من قبلُ كما في هذه اللحظة، وبدأت أكرر اسم المدرسة، وأفرك عيني لا أصدّق، وقلت لعلها تشابه أسماء دخلت إلى الموظف:

– مرحبا أستاذ.

– أهلاً وسهلاً: ردَّ الرجل الخمسيني وابتسامة تعلو شفتيه.

– وأردفت: أنا مدرسة، تعينت في مدرسة، أود معرفة اسمها بدقة.

– استدار إلى الكمبيوتر وهو يردّد: ما اسم الآنسة؟

– قلت: سمر

ورحت أراقب أصابعه، وهو يكتب اسمي، ها هو يضرب حروف اسمي: س م ر العامري.

التفت إلي وهو يقول: مبارك أنت يا آنسة معينة في مدرسة الشهيد: عمر أحمد رابح، لم يتضح حرف الحاء، كأنه لم يصل إلى سمعي، علت غشاوة عيني أصبح المكتب يدور، والموظف الخمسيني يدور على كرسيه، وقد تحوَّل إلى ثلاثة أخيلة، ولم أستيقظ إلا في غرفة الإنعاش، كان هو عمر الذي أبعدتنا الأيام، ومن ثمَّ أرجعتنا لنلتقي من جديد كل يوم، ولكن باختلاف المواقع والحالات، وما زلت أذكر كلامه: «أحب أن أحسبْها جيّداً».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

أحمد بن ركاض العامري: الثقافة مشروع وطني مستدام والكتاب الورقي لا يزال عصياً على الشاشات

بين الرؤية الثقافية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحنكة الإدارة

بين الرؤية الثقافية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحنكة الإدارة الثقافية المعاصرة، تتحرك هيئة الشارقة للكتاب لتؤسس مشروعاً تنموياً متكاملاً، لا يقتصر على نشر المعرفة بل على بناء الإنسان. وفي هذا الحوار، يفتح لنا رئيس الهيئة أحمد بن ركاض العامري أبواب رؤيته الخاصة، كمثقف وفاعل في الشأن الثقافي العربي، ليحدثنا عن الكتاب والهوية، عن القراءة والفكر، وعن الشارقة كمحور ثقافي عالمي.

منطلق الرؤية الثقافية في الشارقة

• من موقعكم، أين تمضي الشارقة بمشروعها الثقافي بقيادة صاحب السمو ورعاية الشيخة بدور؟

•• الشارقة لا تنظر للثقافة كزينة شكلية أو موسمية، بل كمشروع متكامل لبناء الوعي وتنمية الإنسان. مشروع بدأ منذ عقود على يد صاحب السمو حاكم الشارقة، ويستمر بتوجيهاته ورعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي؛ التي تترجم هذا التوجه إلى أفعال ومبادرات محلية وعالمية. الثقافة هنا ليست فعلاً معزولاً، بل ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة.

إن المشروع الثقافي في الشارقة دائم المواكبة لطبيعة التحولات العالمية، يقدم أدوات المعرفة والنقد والتفكير، ويشكل جزءاً حياً من دورة التطور المستدام التي تشهدها الإمارة في كافة القطاعات.

الجزء الأول:

أسئلة شخصية

• هل يحمل الكتاب ثقافته الخاصة، أم أنه انعكاس لثقافة كاتبه؟

•• الكتاب يحمل طبقات متعددة من المعنى؛ فهو نتاج تجربة الكاتب، وامتداد لثقافة المجتمع، ووسيلة لنقل الثقافة الإنسانية. إنه نافذة على العالم بأسره.

• في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما الذي لا يزال يملكه الكتاب الورقي ولا تستطيع الشاشة سرقته؟

•• الكتاب الورقي يحتفظ بعلاقة وجدانية وحسية فريدة. هو طقس من التأمل، وعلاقة شخصية لا تستطيع الشاشة محاكاتها. يحتفظ بآثار الزمن، وملاحظات القارئ، وإهداءات المؤلفين، ما يجعله تجربة إنسانية لا يمكن رقمنتها بالكامل.

• هل ترى أن المجتمعات تُبنى أولاً بالقراءة، أم أن القراءة تأتي نتيجة لبناء المجتمع؟

•• العلاقة تكاملية. لا توجد قراءة بدون بيئة حاضنة، ولا مجتمع متماسك دون وعي قرائي. المجتمعات التي تحتفي بالمعرفة هي التي تزدهر.

• برأيك، ما العلاقة بين الهوية الثقافية والأدب المحلي؟ وهل يمكن أن يفقد الإنسان هويته إذا انقطعت صلته بلغته؟

•• الأدب المحلي مرآة الهوية وذاكرة المجتمع. اللغة هي وعاء الثقافة، والانقطاع عنها اغتراب عن الذات والتاريخ.

• هل تؤمن بأن القراءة يمكن أن تكون فعل مقاومة؟ مقاومة للجهل، للسطحية، وربما حتى للزمن؟

•• نعم، القراءة مقاومة للجهل، للتبعية، للتكرار. هي ما يُبقي الذاكرة حية، وتمنح الإنسان أدوات التفكير النقدي والوعي والتحرر.

• كيف تصف اللحظة التي يُمسك فيها الطفل أول كتاب له؟ وهل نولد بحاجة للقراءة، أم نتعلمها كحاجة مكتسبة؟

•• الطفل يولد بالفضول، والكتاب هو الوسيط الذي يُشبع هذا الفضول ويوجّهه نحو المعرفة والاكتشاف.

• ما تعريفك الشخصي للمثقف؟ وهل كل قارئ مثقف؟

•• المثقف ليس من يقرأ فقط، بل من يربط المعرفة بواقع مجتمعه. هو من يُسائل ويعيد طرح الأسئلة. الثقافة موقف، لا تراكم معلومات. ليس كل قارئ مثقفاً، فالمثقف يحمل مسؤولية فكرية تجاه مجتمعه.

• هل مرّ بك كتاب غيّر رؤيتك للعالم؟ وكيف ترى قدرة الكتب على تشكيل وعي الإنسان؟

•• كل كتاب يترك أثراً. التغيير لا يحدث فجأة، بل يتراكم تدريجياً عبر الفهم والتحليل والتأمل.

• برأيك، إلى أي مدى يمكن للمعارض والفعاليات الثقافية أن تصنع حواراً حضارياً حقيقياً بين الشعوب؟

•• هي منصات إنسانية عابرة للحدود. تفتح نوافذ على ثقافات الآخر، وتبني فهماً مشتركاً، وتعزز قيم الاحترام المتبادل.

• هل تعتقد أن الكتاب هو امتداد للزمن أم محاولة للهرب منه؟

•• الكتاب يُعيد تشكيل الزمن. يجعل اللحظة أعمق، ويفتح أزمنة متعددة نعيشها في القراءة، ويحفظ التجربة الإنسانية.

• من خلال تجربتك، هل الثقافة فعل فردي أم مسؤولية جماعية؟

•• الثقافة تبدأ من المبادرة الفردية، لكن نجاحها وتحولها إلى مشروع يحتاج بيئة ومؤسسات ومجتمعاً. إنها تفاعل دائم بين الفرد والجماعة.

الجزء الثاني: هيئة الشارقة للكتاب

• هيئة الشارقة للكتاب ليست مجرد مؤسسة، بل مشروع حضاري. كيف تصف الرؤية التي انطلقت منها، وإلى أين تتجه اليوم؟

•• الهيئة تسير على نهج مشروع ثقافي شامل. تسعى إلى دمج الثقافة في التنمية، وتعزيز مكانة الشارقة عالمياً، وتطوير صناعات المعرفة والنشر والترجمة.

• ما الذي يجعل من معرض الشارقة الدولي للكتاب حدثاً عالمياً مختلفاً عن بقية المعارض؟ هل هو التنظيم، الرؤية، أم روح الشارقة الثقافية؟

•• ليس مناسبة موسمية، بل منصة حضارية للحوار. يعزز الترجمة، حقوق النشر، وصناعة الكتاب. يُعد من أكبر معارض الكتب عالمياً، ويستقطب جمهوراً من مختلف الجنسيات والثقافات.

• إلى أي مدى تعكس الثقافة سياسة تنموية في الشارقة؟

•• منذ البداية، تم التعامل مع الثقافة كجزء من التنمية الشاملة، وليس كقطاع مستقل. خُططت البنية الثقافية في الإمارة لتكون جزءاً من مشروع إنساني طويل الأمد.

• كيف تقيسون أثر الجهود التي تبذلها الهيئة في صناعة جيل قارئ ومثقف؟ هل من معايير لقياس التغيير الثقافي؟

•• نقيسه من خلال التحول في طريقة التفكير، وانتشار الوعي النقدي، وازدهار المواهب. الثقافة ليست معادلة رقمية، بل فعل تراكمي يثمر على المدى البعيد.

• هل يمكن للثقافة أن تنافس الاقتصاد في التأثير؟ وكيف يمكن تحويل المعرفة إلى مشروع وطني مستدام؟

•• الثقافة لا تنافس الاقتصاد، بل تؤسسه. إنها المحرك الخفي الذي يمنح الاقتصاد بعداً إنسانياً ويخلق بيئة للإبداع والابتكار.

• كيف تتعامل الهيئة مع التحديات الرقمية؟

•• نتبنى نهجاً متوازناً، ندمج بين الأصالة والحداثة. نطلق منصات رقمية، وندعم المحتوى الجاد، ونشرك الأجيال الجديدة في هذه الرحلة.

• ما دور الشارقة في إعادة تموضع الثقافة العربية عالمياً؟

•• الشارقة اليوم ليست مجرد مدينة ثقافية، بل منصة عربية للعالم. المعارض والبرامج والترجمات كلها تسهم في تقديم الثقافة العربية بلغة يفهمها الآخر.

• هل للمكان ذاكرة ثقافية؟ وما أثر جغرافيا الشارقة؟

•• نعم، لكل مكان ذاكرته. والشارقة بحكم موقعها وتاريخها احتضنت التعدد والانفتاح، مما صاغ هويتها الثقافية المتوازنة بين الأصالة والحداثة.

• ما أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتك؟

•• أبرز التحديات كانت التوفيق بين الطموح الكبير والموارد. لكن كل تحدٍ يُضيف للخبرة، ويعمق الإيمان بضرورة العمل الثقافي طويل النفس.

• لو كتبت كتاباً عن تجربتك، ما عنوانه؟ ولماذا؟

•• «شارقة سلطان»؛ لأنه يُجسد الامتنان والتقدير لرؤية صاحب السمو، التي جعلت من الثقافة خياراً وطنياً إستراتيجياً.

• مهرجان الشارقة القرائي للطفل.. كيف يُنمّي هذا المهرجان حب القراءة لدى الأطفال؟

•• من خلال تحويل الكتاب إلى تجربة ممتعة وتفاعلية. المهرجان يشرك الأسرة، ويقدم برامج متنوعة تجمع بين المسرح والورش والقصة، ليصبح الكتاب صديقاً للطفل وليس عبئاً.

• ما الذي يجعل معرض الشارقة مختلفاً عن غيره من المعارض؟

•• هو ملتقى للأفكار لا مجرد سوق للكتب. يجمع الثقافات، ويفتح حوارات معرفية، ويمنح كل مشارك تجربة غنية بالمعرفة والتنوع.

السيرة الذاتية

أحمد بن ركاض العامري:

رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحد أبرز الفاعلين في المشهد الثقافي العربي، وصاحب تجربة طويلة في إدارة المشروعات الثقافية والتنموية. شغل منصب مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومثل دولة الإمارات في أغلب معارض الكتاب حول العالم. كان لحضوره الفاعل في المعارض الدولية أكبر الأثر في إحداث أثر ملموس لمشاركة هيئة الشارقة للكتاب في تلك المعارض العالمية، وقاد العديد من المبادرات لتعزيز الحضور الثقافي العربي عالمياً. يُعرف برؤيته المتوازنة بين الأصالة والابتكار، وبإيمانه أن الثقافة ركيزة مركزية في بناء الإنسان والمجتمع.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .