Connect with us

ثقافة وفن

خزعل الماجدي: لا أتفقُ مع أطروحات الصليبي والربيعي

أكاد أجزم أن اسمه طرق سمعي منذ عقود، الشعراء يعدونه أباً لهم، والمفكرون يرونه عرّاباً يسلك الفجاج دون وجل، ودارسو

أكاد أجزم أن اسمه طرق سمعي منذ عقود، الشعراء يعدونه أباً لهم، والمفكرون يرونه عرّاباً يسلك الفجاج دون وجل، ودارسو تاريخ الأديان يتمثلون أدبياته وطرحه، وذات يوم خُيّل إليَّ أن شخصية الدكتور خزعل الماجدي خيالية أو أنه كائن أسطوري، ولد في مدينة كركوك العراقية، الواصلة بين وسطه وشماله، عرفت مدينة كركوك في عهد الساسانيين بكرمكان؛ التي تعني الأرض الحارة، وكلمة كرك تعني الجمال بالتركية القديمة، لذا اكتسبت قصيدته الأولى الريادة، واحتفظ بيته الآمن ببكارته التي لا تزال واحة سلام للحالمين بضفاف وادعة، عرّج على كل مظان التجريب الإبداعي، وحاديه شغفٌ تشرّبه طفلاً وشاباً ويافعاً وكبيراً، بصمته مطبوعة في الوجدان، ووشم حفرياته منقوش في الذاكرة، عاج على تاريخ الأديان، بروح تحنّ للكفاءة، وقدّم بسخاء ما يفوق 60 مؤلفاً عن الحضارات والأديان والميثولوجيا، وسطّر ما يزيد على 50 مؤلفاً في الشعر والمسرح، وله أكثر من 80 محاضرة فكرية وثقافية عامة في أوروبا وكندا وأمريكا والعالم العربي.. وهنا نص حوارنا معه:

• كنت أحد الآباء المؤسسين للشعر الحديث، من أين بدأت علاقتك بالقصيدة؟ ومتى؟

•• الآباء المؤسسون للشعر الحديث أربعة من الشعراء العراقيين المعروفين هم؛ بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، عبدالوهاب البياتي، بلند الحيدري، وهؤلاء بمثابة أساتذة لي، أنا أنتمي لجيل الشعراء السبعينيين الذي جاؤوا بعدهم بعقدين، جيلنا أضاف نكهة روحانية للشعر العراقي والعربي، وأعطى شحنة جمالية عالية بعد أن أثقلته تجارب السياسة والرومانسية.

أزعم أن جيل السبعينيات اجتمعت فيه الكثر من صفات الأجيال التي سبقته، وكان له شرف الحفاظ على منجزات الشعرية العراقية وتطويرها وإغنائها بالأبعاد الجمالية والروحية، كما أنه هو الذي كرّس بشجاعة نمطَي قصيدة النثر والنص المفتوح، لذلك أعتقد اليوم أن جيل السبعينيات هو الذي قاد مرحلة جديدة في الشعر العراقي، وعبّر عن تجربته بقصيدة النثر، وقدم تجارب مهمة في هذا المجال، وكذلك في النص المفتوح.

الشعرية العراقية، منذ ظهورها حتى الآن، قطعت أشواطاً مهمة لكنها للأسف غير مدروسة وغير مصنفة بشكل جيد من قبل الدارسين والباحثين، فقد كان التركيز على جيل الرواد الخمسينيين وجيل الستينيات، وحين وصل الأمر لجيل السبعينيات توقف الجميع وأهملوه وأهملوا ما بعده!

علاقتي بالشعر رافقت أحلام صباي وشبابي، إذ وجدت في الشعر بيتاً يمكنني أن أسكن فيه بسلام ويمكنه أن يحميني من شرور العالم، وبقيت وما زلتُ وفياً للشعر، فلم أضعه في معتركات ودهاليز وأحابيل السياسة والجاه وغيرها، وما زال الشعر وفيّاً لي فهو يمنحني الحب والجمال والنظرة النوعية للحياة والعالم.

• خلال أبوّتك والراحل يوسف الصائغ للشعر الأحدث، هل تبنى العراق إستراتيجية التجديد مبكراً؟

•• نعم بلا شك، فالعراق هو البلد الرائد في هذا المجال كما أوضحته في الجواب السابق، بل أزعم أن تعاقب الأجيال العقدية للشعر فيه جاء متواتراً منتظماً أكثر من أي بلدٍ عربي، فقد حمل كلّ جيلٍ عقدي (في النصف الثاني من القرن العشرين) رسالة شعرية فنية مميزة، وظهر عشرات الشعراء في كل جيل حاولوا اجتراح جماليات ومذاقات جديدة فيه.

الشاعر الكبير يوسف الصائغ كانت له مساهمة نوعية واضحة وكبيرة في الشعر والمسرح.

• من هم الأبناء الأوفياء الذين تبنوا مواصلة المشوار بعدكم وربما معكم؟

•• جاء بعدنا جيل مثابر ونشيط هو جيل الثمانينيات استطاع أن يبتكر ويوسع التجربة الشعرية، وواصل التعبير فيها عن طريق قصيدة النثر، اهتم بالحياة اليومية والواقع. وظهر فيه شعراء ممتازون تصدروا الشعر العراقي رغم محاولات تهميشهم.

• أي العواصم العربية أوفر حظاً في تراكمات الإبداع؟

•• القاهرة، فهي تاريخ عريق من الثقافة التي تتحول وتتغير باستمرار، لا يضيع فيها شيء ويبقى محفوظاً في الذاكرة وفي الوثائق.

• هل حداثة القصيدة مرتبطة بتحديث المجتمع؟

‏•• نعم بلا شك، وإلاّ تبقى الحداثة الشعرية معلقة في الهواء وقد تسقط وتتراجع بسهولة دون رصيد اجتماعي للحداثة. الحداثة الشعرية التي لا تتناغم مع تطورات الحداثة الاجتماعية تبقى حالة مقترحة وحلماً أكثر مما هي حقيقة.

• ما سرّ العلاقة بين الشِّعر والفكر؟ وهل يتطور الشعراء ليغدوا مع الوقت مفكرين؟

•• هي علاقة ضمنية، وليست علاقة ظاهرة؛ بمعنى أن الشاعر يجب أن يكون من النضج الفكري بحيث تصبح قصيدته فاعلة وقوية فطرة وفكراً، ربما يكون هناك شعراء فطريون سلاحهم موهبتهم فقط، لكن الشعر كلما تطور احتاج إلى الفكر بقدر احتياجه للفطرة والعفوية. ليس من المحتوم أو الضروري أن يتطور الشعراء إلى مفكرين، فهذا خيارٌ تحدده تجربة كلّ شاعرٍ على حدة، وهو خيارٌ نادر وصعب ولا يخوض فيه الشعراء.

تجربتي قادتني لهذا الخيار، ربما بسبب عطشٍ روحي ذهبت للأساطير والأديان، وربما بسبب معرفيّ طوّرته تجربتي الأكاديمية ذهبت للحضارات.. وهو أمر نادر لا يمر به الجميع وليس ملزماً لأحد.

• ما منطلق القراءة لتاريخ الأديان؟ وما غايته؟

‏•• تاريخ الأديان يعطينا فرصة مدهشة لمعرفة كيفية تفاعل الإنسان مع المقدّس، حيث سنجد احتمالات مذهلة كلها تصبّ في إثراء تجربتنا الروحية، لا يجوز أن يعرف المتدين دينه فقط، بل عليه أن يعرف دينه وسط أديان أخرى جاءت في سياقه التاريخي. ويجب أن يتحلى بقدر من الموضوعية التي لا تجعله ينزلق للتعصب ولاستنتاجات تصب في صالح دينه فقط، سيكون من اللطف أن يعتبر جميع الأديان محاولات للاقتراب من المقدس من زوايا مختلفة، حينها سنعدل بين الأديان وسنراها كلها كألوان طيف لضوء واحد.

• كيف وجدت صلة وتقاطع المقدّس مع الطقوس والميثولوجيا؟

•• الطقوس تعبّر عن المقدس بشكلٍ عمليّ عبر الحركات والأفعال والأقوال الطقسية، فهي انفعال المؤمن مع المقدس وتجسيده بالفعل والحركة، أما الأساطير فتعبّر عن المقدّس بشكلٍ سرديّ عبر القصص والحكايات الخاصة به أو برموزه من أماكن وشخصيات وأحداث تاريخية، فهي استرسال سردي للمؤمن ونتاج سياحته في المجال القدسي.

هذه هي الوظيفة الطبيعية السلسة للطقوس والمثولوجيا (الأساطير) مع المقدس.

إلا أن الطقوس تذبل حين تتحول إلى حركات شكلية لا تنبع من الأعماق، والأساطير تتصلب وتؤذي حين تتحول الى حقائق وأيديولوجيات متزمتة مطلقة.

• ألا يجرُّ التوغل في دراسة علم الأديان المتاعب على دارسه؟‏

•• المتاعب لا بدّ منها لكشف الحقائق، والتحليل في المجال المقدّس ضروري من أجل فهمه والتعامل الواعي معه، الذين يهربون من المتاعب في مجال الفكر لا يحصلون على شيء ويبقون في منطقة رمادية لا معنى لها، لا بد من الشجاعة ومواجهة أوهام التاريخ وأوهام النفس.

• لماذا يحاول البعض إنزال النظريات الفرضية على أرض الواقع وتطبيقها؟

‏•• هذا النوع من السلوك يعبّر عن عجز المعاينة المباشرة للواقع وعجز عن استنتاج قوانينه ومعضلاته، وهو يشبه طريقة المنهج الاستنباطي المنقرض الذي كان يبدأ من مقولات كلية يتم تطبيقها على الواقع، وقد تراجع هذا المنهج حين ظهر المنهج الاستقرائي الذي قلب الأمر وقام بقراءة الوقائع والتفاصيل الصغيرة ليصل من خلالها لأحكام عامة تخص تلك التجربة.

• كيف ترى الاتصال التاريخي بين الجزيرة العربية ومحيطها من خلال الحفريات واللُقى؟

•• الجزيرة العربية جزء مهم وفاعل وحيوي في تاريخ غرب آسيا والشرق الأدنى القديم والوسيط، ولا بد من الاهتمام النوعي بتراثها الحفريّ الخاص بكل مراحل ما قبل التاريخ والمراحل التاريخية بعيداً عن المرويات التاريخية التي قدمت صورة مبالغاً بها، وكان ذلك بسبب الدين الإسلامي ومكانته المهمة في التاريخ الوسيط.

لم يعد اليوم، بالإمكان قبول كلّ تلك المرويات إلاّ بعد تمحيصها وفحصها بدقة آثارية ووثائقية عالية. ولم تعد السردية الدينية الوسيطة كافية لمعرفة حقيقة الأحداث التي جرت.

الوقت ما زال مبكراً لكشف التفاصيل، كونه مضى زمن من عدم الاهتمام بالحفريات الآثارية وعدم استخدام نتائجها في السرد العلمي لذلك التاريخ.

‏لابد من القول إن الاتصال التاريخي بين الجزيرة العربية ومحيطها عميق وحاسم، وإن الجزيرة أثرت في مجمله وتأثرت به.

• أين تقف مما طرح كمال صليبي ولاحقاً فاضل الربيعي؟ وما أثر مقولاتهما على الواقع الجغرافي المُعاصر؟

•• لا أتفق مطلقاً مع طروحاتهما ومع الطروحات التي تشبهها والتي قام بها آخرون سواء كانوا عرباً أو مستشرقين، لأنها تقوم على تأويلات لغوية لا رصيد لها في الآثار، وتستعمل الجغرافيا التاريخية بطريقة موجهة لصالح هذه التأويلات اللغوية، الأمر الذي يخالف منهج البحث العلمي.

التأويل في موضوعات كهذه خطرٌ جداً، لأن الغاية من علوم التاريخ والحضارة هو الوصول الى الحقيقة، وليس التمتع الوهمي بالتأويلات.

كذلك تكمن خطورة مثل هذه الطريقة في جعل التاريخ رواية أدبية مفتوحة لأحداث ووقائع متخيلة.. وهذا خطرٌ جداً ونتائجه غير محمودة، الناس بحاجة للحقيقة الراسخة قدر المستطاع وليس للخيال والأوهام.

وما دمنا قد تعلمنا من علم الآثار (وهو مؤشر المصداقية في علم التاريخ) أن التوراة عبارة عن مروية دينية لا تؤيدها الآثار، فلماذا ننقلها من فلسطين للجزيرة أو اليمن أو أي مكان آخر؟ إذن لتبقَ مروية في كل مكان.

• ألا نقع في إشكالات عند القول إن القدس في اليمن؟

•• وهذا نموذج صارخ للإشكالات، فضلاً عن عشرات بل مئات بل آلاف الإشكالات، وكل ذلك يتم لأن فلاناً سمح لنفسه بالتأويل اللغوي والجغرافي! لا بد فعلاً من كشف هذه الأغاليط.

• كيف هو واقع المرأة العربية بين الأديان والحضارات؟

•• لو عدنا لجذور المشكلة لوجدنا أن المرأة هُمشت واستعبدت منذ الانقلاب الذكوري في نهاية عصور ما قبل التاريخ، واستمر ذلك في جميع الحضارات بطريقة تصاعدية ووصل ذروته مع الأديان، وبقي الأمر في الشرق على حاله ولم يتغير إلاّ قليلاً.

في الغرب تغير الأمر بطريقة أفضل وشابته بعض الأخطاء والمبالغات.

واقع المرأة العربية اليوم مزرٍ فهي في هامش الفاعلية الاجتماعية، مواهبها معطلة ومكانها سجون صنعها لها الرجل ولم يعد مستعداً لمراجعتها.

أتمنى فعلاً أن تنعم المرأة بالتعليم والمكانة اللائقة بها في المجتمع والبيت.

• هل طالبت بمركز وكراسي بحثية في عالمنا العربي معنية بعلم الأديان؟

•• نعم طالبت كثيراً دون أي جدوى، وما دمنا نخاف بهذه الطريقة من علم الأديان فسنبقى خارج الدائرة العلمية، في مجال دراسة الأديان، ومن جانبي أقول -وأنا واثق من ذلك- أن هذا العلم يمكنه أن يناقش ويحلل الأديان بطريقة دقيقة دون المساس بها، الإسلام اليوم بحاجة ماسة لهذا العلم الذي سينصفه ويخلّصه من الكثير مما علق به من تزوير وتطرف ومبالغات.

• بماذا يتجاوز الباحث في الحقل الديني الخوف عند دراسته لما هي ثوابت؟

•• عليه ألا يقع فريسة الغلوّ والتطرف في وصف وتحليل مكونات الدين الرئيسية والثانوية.

هناك اليوم طروحات جديدة تخص الإسلام المبكر، وتاريخ القرآن وغيرها، ولابد من نظرة موضوعية من قبلنا نحوها تكون بديلة عن المرويات الموروثة وعمّا تطرحه دوائر البحث العلمي الغربية، فبدلاً من شيوع مثل هذه الأفكار بين شبابنا من خلال وسائل التواصل المعلوماتية والاجتماعية يجب أن تكون لنا أجوبة معقولة في هذا المجال، أما صمتنا المطبق وهروبنا من هذه التحديات فأمر غير صحيح.

• هل وقع خلط بين الأديان والأعراف والعادات والتقاليد؟

‏•• نعم كثيراً، سواء في الماضي أو في الحاضر، فقد نهشت المرويات والعادات والتقاليد القبلية والدينية والقومية والمناطقية الأديان وجعلتها خليطاً من الأمزجة الدفاعية والهجومية التي يتدرع بها المتعصبون والطائفيون، وفي كل هذا كانت الحقائق تختفي وتتشوه وتزول.

• متى تعود للشِّعر وأنت المنغمس في عوالم الماورائيات؟

•• وهل غادرته يوماً حتى أعود إليه؟ لن أبالغ إذا قلت لك إني أكتب الشعر يومياً، حتى ولو بسطر واحد أو فكرة أو عنوان قصيدة، لكني لا أحبذ أبداً نشر الشعر في وسائل التواصل الاجتماعي لأنه سيُعوّم ويتسطح ويُبتذل، الشعر عندي بقدسية الروح ولا أراه إلاّ عزيزاً مصاناً نشطاً متوهجاً.

ولكي أثبت لك ما قلته أقول إني نشرت، خلال عامين (منذ 2021 إلى الآن 2023) ست مجموعات شعرية جديدة، ومختارات شعرية واحدة، وهي: آدمواء، مرايا فقدت عقلها، أساطير داخلية، تطيرُ البدايات من يدي، أنتِ احتمالي الأنثوي، الطريق إلى شجرة الحياة، كما لو أن العالمَ أطلس سحر (والأخيرة مختارات شعرية).

وهناك الآن معي ثلاث مجموعات شعرية جديدة سأنشرها خلال العام القادم.

هذا كله بسبب مواصلتي اليومية في كتابة الشعر، لأني أعتبره موّلد (جنريتور) الطاقة الروحية والجمالية في حياتي.

عوالم القبليات والماورائيات منحتني الكثير وزادت سعير شعري ووضعتني في مناطق لم أكن أحلم بها يوماً، ويقيناً أنها السبب في نشاطي الشعري المتصاعد.

• ما جديدكَ في النشر القريب؟

•• الكتب الفكرية التي ستصدر قريباً: الحضارة الصينية بجزءين، الديانة الآشورية، إنانا والانقلاب الذكوري.

والكتب الشعرية: لأنكِ تحبين الورد، لابد من أخطاءٍ أيها الصديق، سعادة التفاصيل.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

ثقافة وفن

سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال، وهم: حنان الحازمي، وجواهر السيد من السعودية، وعاطف أحمد من مصر، وعبدالعزيز بوبي من الصومال.

ووفقاً لمدير الاتيليه هشام قنديل، سيقدم كل فنان تجربته الخاصة واتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه من الفنانين.

وتقدم الفنانة جواهر السيد 10 لوحات تمثل آخر تجاربها، التي يقول عنها الناقد تحسين يقين: «إن ما يميزها هذا التواصل اللافت بين النساء والأطفال، فضلا عن تعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف».

وأضاف: «على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية».

وتقدم الفنانة حنان الحازمي 10 لوحات بأحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية، وستضع في هذا المعرض أقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي. وحول تجربتها، قال الناقد المصري الدكتور حسان صبحي: «اعتمدت الفنانة حنان الحازمي على طرق تحليلية خاصة في إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات المهمة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية». ولفت إلى أن تلك الأعمال امتلكت طاقة مسالمة تكتنزها عناصرها وبناؤها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.

أما الفنان المصري عاطف أحمد فيقدم 10 لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته.

وعن أعماله قال الناقد صلاح بيصار: «أعمال عاطف تنحاز إلى الجموع من الفلاحين الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل، يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد».

أما الصومالي عبدالعزيز بوبي فهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وتتميز تجربته كما يقول الناقد الدكتور عصام عبدالله العسيري بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام.

وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، يقدمها في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان جذابة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .