الثقافة و الفن
«حمزة غوث».. كاسب ثقة الملوك
تُسهمُ الأقدارُ؛ في صناعة الحدث، وتهيئ الأسباب؛ لإنجاح مشروع، وإنجاز مهمة، وهذا ما تجلى في قصة كتاب (حمزة غوث)
تُسهمُ الأقدارُ؛ في صناعة الحدث، وتهيئ الأسباب؛ لإنجاح مشروع، وإنجاز مهمة، وهذا ما تجلى في قصة كتاب (حمزة غوث) لمؤلفه عاشق استقصاء السِّيَر الوطنية محمد بن عبدالله السيف؛ إذ التقى عندما باشر عمله في المدينة المنورة، مستشاراً ثقافياً وإعلامياً، لأميرها فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز عام 2013، بالاقتصادي يوسف الميمني، الذي عرّفه بدوره بالوجيه خالد حمزة غوث، وابنه ماجد ليبدأ تدوين سيرة شخصية وطنية؛ اكتنفت حياته مصاعب ومتاعب، ثم حاز مناصب ومناقب كان أهلاً لها، فإذا كان نال ثقة آل رشيد ليكون مفوضاً بالنيابة عنهم في لقاءات واجتماعات، فإن كمال أتاتورك أصدر حكماً بإعدامه، وافتداه أعضاء برلمانيون أكراد صبيحة اليوم المحدد لتنفيذ الحكم، بشفاعة حسنة، فيما كسب ثقة الملك عبدالعزيز رحمه الله، وأولاده الملوك؛ فتم تعيينه مستشاراً للملك عبدالعزيز وأول سفير للمملكة في طهران.
يأخذنا كتاب (حمزة غوث سياسي دولتين وإمارة) ليبرز لنا بوضوح تام ما رسمته العناية الإلهية من مخاضات ومسارات ومراحل أسهمت فيها مشيئة (قدريّة) سندت قوتي الإرادة، والإدارة، وهيأت لقبول الجزيرة العربية واحتفائها برمز الدولة السعودية، وموحّدها الملك عبدالعزيز.
وكما يذكر السيف فإن سيرة كاسب ثقة الملوك (حمزة غوث) هي سيناريو قرن عربي بتمامه؛ فالتحولات السياسية متسارعة، إقليمياً ومحلياً وعالمياً، فكان ابن طيبة الطيبة شاهد عيان على تداعي دور ونفوذ الدولة العثمانية، وصعود نجم الدولة السعودية، تحت لواء صقر الجزيرة العربية، فيما انهارت مراكز القوى الداخلية تباعاً، معلنة الصلح مع الملك العادل وإعلان البيعة له.
لم يكن حمزة غوث ظلاً بل ضوءاً ساطعاً، بمواهب جمة؛ فمنذ وُلد عام ١٢٩٩هـ / ١٨٨٢م في حي الساحة غرب المسجد النبوي، والنبوغ يفرض نفسه على ملامحه وسمته، ثم تولّت رعايته أسرة كريمة، والده إبراهيم غوث، ووالدته صالحة شمس، وفي الخامسة من عمره، دفع به والده إلى كتاتيب المسجد النبوي، فختم القرآن الكريم، وانتظم طالباً في المدرسة الرشدية، ليحوز الابتدائية والإعدادية، وكان يحرص على حضور الجلسة اليومية لوالده عقب صلاة المغرب، وتضم أدباء و وجهاء وطلبة علم، لا يقل سنّ أحدهم عن سبعين عاماً، ويدور الحديث في التاريخ والأدب، والشاب حمزة يُصغي ويسمع ويستوعب.
ومما يؤكد جدارة شخصيته الأدبية، أنه قرأ في ندوة بأحد بساتين المدينة، على نخبة من العلماء والأدباء؛ كتاب (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور) قراءة بليغة ومُتقنة، فكتب له أنور عشقي، وعمر كردي، ومحمد العُمري؛ وثيقة تزكية، وحثّوه على دراسة النحو وعلوم العربية ليجعلوا منه شاعراً أديباً.
وفي عام ١٩٠٠م زوّجه أبوه وعمره ١٦عاماً من أم السعد بنت محمد سعيد حوالة لأنه وحيد أسرة آل غوث وعليه مسؤولية امتداد الأسرة، ومع بارقة أمل بقدوم الأحفاد مات الأب إبراهيم غوث؛ وكان حمزة رجلاً يقارب العشرين عاماً من العمر المديد، فاضطلع بعمله في مهنة الأدلاء والإشراف على المزارع، ومن أول تجاوزات للحاكم العثماني ثار عليه أهل المدينة ومنهم حمزة غوث، وجرى القبض على عدد منهم فيما نجح حمزة غوث في اللجوء لأحلاف لهم من قبائل المدينة.
وأثناء الصراع ما بين العثمانيين والشريف حسين، تم إنشاء جريدة سُميت بـ(الحجاز)، وانتدب الكاتب السوري المشهور الشيخ بدر الدين النعساني لإصدارها؛ ففاوض حمزة غوث ليتولى مسؤولية تحريرها وإدارتها، وكانت تطبع في المطبعة التي أحضرها إلى المدينة المنورة الأمير شكيب أرسلان، وخاضت جريدة الحجاز معركة إعلامية ضد جريدة القبلة، وفي خضم الحرب الإعلامية ما بين القبلة والحجاز؛ دب خلاف بين محافظ المدينة المنورة الفريق فخري باشا والشريف علي حيدر، المعين حديثاً والياً على الحجاز والموجود في المدينة المنورة، وبدأ الشريف حسين بإحكام تطويق المدينة المنورة، فاشتدت قسوة الحياة على أهلها، وضعُفت مقاومة الجيش التركي، وبدأت الحكومة بتهجير أهلها ونقلهم إلى مدن الشام وغيرها، بما عُرف بـ(سفر برْلَك) فعزم حمزة غوث على السفر بعائلته مهاجراً إلى دمشق، ومن دمشق انتقل إلى تركيا، وهناك جرت أحداث مهمة في مسيرة حمزة غوث، انتهت بصدور حكم عسكري مصدَّق من أتاتورك بسجنه وإعدامه، بتهمة الاتصال بالسلطان وحيد الدين في مدينة سان ستيفانو، وذلك بهدف التآمر والإخلال بأمن الجمهورية، إلا أن هذا الحكم بعد وساطات وشفاعات لم ينفذ، بل عفا عنه أتاتورك مقابل مغادرة الأراضي التركية.
وتنفيذاً لأمر كمال أتاتورك بضرورة مغادرة حمزة غوث الأراضي التركية، تحت حراسة مشددة، لقاء العفو؛ مرّ بحلب، وفيها التقى بأحد أصدقائه من آل الرشيد، ففاوضه للسفر إلى حائل والالتحاق ببلاط ابن رشيد، فغادر حمزة إلى بغداد، ومنها إلى البصرة فالزبير، وأخيراً مدينة حائل، التي ما إن وصلها توجه إلى أميرها عبدالله بن متعب الرشيد، فأكرم وفادته وأنزله في قصر سماح. وفي بلاط ابن رشيد بدأ حمزة في ممارسة عمله السياسي المتمثل في مفاوضة الإنجليز، كما عمل مبعوثاً لابن رشيد في العراق وسورية. وقد غادر حائل إلى الكويت، وفيها التقى أميرها الشيخ سالم الصباح والمندوب السامي البريطاني في الكويت، وفي بغداد التقى المندوبة البريطانية السامية في العراق، السيدة (ميس بيل) كما قام بمهمة دبلوماسية في مارس 1921م 1339هـ، فزار القاهرة والتقى الملك فؤاد، بتكليف من أمير حائل، بهدف الحصول على دعم مصر السياسي لإمارة حائل.
وبضم الملك عبدالعزيز حائل، كان حمزة غوث يتنقل بين سورية ولبنان في مباحثات لم تنتهِ مع الفرنسيين، وبعد طول تفكير وتأمل، قرر الالتحاق ببلاط ابن سعود، فعاد من دمشق إلى الرياض، وحينما وصلها عام 1341هـ قابل الملك عبدالعزيز، الذي قال له: (أراك أخيراً قدمت إلينا يا حمزة، فما السبب؟ وهل أتيت مُسلِّماً أو مقيماً؟)، فقال حمزة: (إن أردتني مُسلماً فأنا مسلِّم وراحل، وإن أردتني مقيماً فأنا مقيم). فقال له الملك عبدالعزيز: (يا حمزة إنك لم تكن صديقاً لنا وخنتنا، لكنك كنت مع ابن رشيد تساعده ضدنا، ولم تخنه أو تتخلى عنه، فأهلاً بك في بلادك، وستكون مستشاراً لي). فباشر حمزة أولى مهمات عمله السياسي في بلاط ابن سعود، مستشاراً في الشعبة السياسية، التي كان يرأسها الأمير أحمد بن ثنيان. وأول مهمة بدأها مندوباً عن السلطان عبدالعزيز في التفاهم مع أمير الكويت في موضوع «قطع المسابلة مع الكويت». وبينما كان حمزة غوث يلملم أغراضه استعداداً للرحيل، وردت موافقة أمير الكويت على شروط ابن سعود ومطالبه، فطلب حمزة غوث من أمير الكويت تأكيد موافقته بأن يوفد معه ولي عهده الشيخ عبدالله السالم لمقابلة الملك بالرياض، فوافق.
ومن الأعمال السياسية المهمة لحمزة غوث رئاسته الوفد النجدي في «مؤتمر الكويت»، الذي ضمّ في عضويته عبدالعزيز القصيبي وحافظ وهبة وعبدالله الدملوجي. وحمّله الملك عبدالعزيز رسالة إلى الكولونيل (نوكس) المعتمد الإنجليزي في الكويت. وكانت مهمة المؤتمر تخفيف حدة التوتر الذي كان سائداً على علاقات سلطنة نجد مع مملكة الحجاز والعراق وشرق الأردن بسبب النزاعات الحدودية والخلافات بين القبائل وتبعيتها والمخافر الأمنية التي بناها العراق. وشارك في المؤتمر إضافة إلى الوفد النجدي وفد من العراق ومن إمارة شرق الأردن.
ثم وجه الملك عبدالعزيز رسالة إلى إبراهيم السبهان، القائم بأعمال أمير المدينة المنورة، يخبره فيها بأنه أصدر أمره ليكون حمزة غوث معاوناً لأمير المدينة المنورة، وقال الملك عبدالعزيز: (والمذكور مثل ما تعلم ولد لنا ومحسوب علينا، وهو إن شاء الله فيه بركة وعارف بالأحوال والأمور السياسية، وأنتم وهو إن شاء الله محل الروح، وفيكم البركة).
وفي شهر ربيع الثاني 1345هـ، قدم الملك عبدالعزيز إلى المدينة المنورة، في أول زيارة له للمدينة، وخرج لاستقباله وكيل أمير المدينة إبراهيم السبهان ومعاونه حمزة غوث وأعضاء المجلس الإداري وعدد من أعيان المدينة، وبقي الملك عبدالعزيز في المدينة قرابة الشهرين، رتَّب أوضاعها وأوضاع القبائل المحيطة بها، وأصلح وضعها الإداري، وشرح لأهلها وأعيانها سياسته الأمنية وضرورة التقيد بها.
وظل حمزة غوث في المدينة المنورة معاوناً لأميرها، حتى صدر الأمر الملكي بتاريخ 3 / 5 /1349هـ الموافق 26 / 9 /1930م بتعيينه عضواً في مجلس الشورى. وبعد أن أمضى السنوات النظامية عاد إلى مهمته الأساسية الأولى التي ابتدأ فيها مسيرته العملية، وهي العمل مستشاراً سياسياً في الديوان الملكي.
وفي شهر رجب 1357هـ، صدر قرار بتعيين حمزة غوث سفيراً لدى العراق خلفاً للشيخ إبراهيم بن معمر، كما تعيّن لاحقاً سفيراً في إيران في عام 1367هـ، وظل سفيراً فيها لمدة لا تقل عن ستة عشر عاماً. وأثناء عمله سفيراً في إيران صدر أمر ملكي بترقيته إلى منصب «وزير دولة». وكان عمله سفيراً في إيران هو آخر عمل له في السلك الوظيفي الحكومي، إذ تقاعد بعده، واستقر في المدينة المنورة، على ضفاف وادي العقيق، وظلّ مقدراً من قبل ملوك بلاده.
وتضمّنت السيرة عمله السياسي في العهد العثماني وفي إمارة آل رشيد، والعهد السعودي الزاهر ويقع الكتاب في 700 صفحة، ويشتمل على وثائق تنشر لأول مرة.
وإذا كان من جُملة ما نفتقر إليه في مكتباتنا؛ سيَر الشخصيات الوطنية، فإن الكاتب الاستقصائي محمد السيف نجح في تبني مشروع غاية في الأهمية، فكتب سيرة مهندس النفط عبدالله الطريقي، وناصر المنقور أشواك السياسة وغربة السفارة، ثم هذا العمل الكبير الشيّق، بحكم مهارة (أبو عبدالله) في الدخول بنا كمن يزوّرك في مدينة من الجانب العجائبي والمُدهش، لكنه يكتب بصدق وأمانة نقل، وتوثيق مهني، وكأنه مركز أبحاث، لا يكتب تاريخاً بل يدوّن ماضينا وحاضرنا المُشرق، وذكرياتنا وأحلامنا.
الثقافة و الفن
رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل
انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.
أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة
يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.
الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير
في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.
خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو
تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.
التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك
من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.
الثقافة و الفن
كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية
تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.
رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء
لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.
رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث
يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.
الأثر الثقافي والانطباع العالمي
إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.
ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية