Connect with us

ثقافة وفن

حبسة كُتّاب توهم ببلوغ الكتابة «سنّ اليأس»

في ظل تنامي إصدارات كُتّاب، وتوالي نشر أعمال منتمين للكتابة، التزمت شرائح وأطياف أدبية الصمت، إما بسبب زهد ذاتي،

في ظل تنامي إصدارات كُتّاب، وتوالي نشر أعمال منتمين للكتابة، التزمت شرائح وأطياف أدبية الصمت، إما بسبب زهد ذاتي، أو موضوعي، أو لتفادي التكرار، أو لشحّ الأفكار، أو لعجز البعض عن تجاوز ذاته، أو احتجاج على واقع اختلط فيه الغثّ بالسمين، فلاذ البعض بالعُزلة حماية لذائقته، ولما أنجزه من مشروعه، وإن لم يتجاوز عملاً واحداً، ولعل حبسة بعض الكُتّاب مما أثار التساؤلات حول بلوغ الكتابة سنّ اليأس؛ وهنا استطلاع آراء عدد من المتخصصين؛ في محاولة لاستجلاء واقع الأمر.

إذ عدّت الكاتبة الأكاديمية زكيّة العتيبي (حبسة الكاتب) تسمية دقيقة؛ كون حالة التوقف تلك تشبه حالة الحبس، وما يتبعها من طول المكوث، أو العمل على المطالبة بتخفيف الحكم.

‏وأوضحت العتيبي أنها توقفت عن الكتابة عشر سنوات، وظنّت معها أنها لم تعد صالحة للكتابة، كونها سمحت لظروف الحياة أن تجرفها دون مقاومة، فتحوّلتْ تلك الحالة إلى موجة سارت بها في كل اتجاه، إلا صوب البوح. ‏وقالت: «كنت حينها ممتلئة بالكلام إلا أنني فقدت إلى حد الإيمان بجدوى الكتابة. وأضافت: الحالة أقرب إلى غضب حزين إن صح توصيفي لتلك الحالة».

وأكدت العتيبي أنها بمجرد أن عادت للقراءة والاطلاع وتجريب قلمها لاستعادة لياقته عاد كل شيء. وترى أن الذين توقفوا عن الكتابة، توقفوا بمحض إراداتهم وإن لم يشعروا لأن قلق الكتابة يجعلهم في حالة غير مستقرة.‏وتؤكد أن حالة الإبداع لا تصل إلى سن اليأس إلا بالتعمد من الكاتب نفسه.

فيما ذهب الكاتب نصر المجالي إلى أن الكتابة في أيامنا الراهنة في حال لا تحسد عليها، في ظل الفوضى الثقافية والمعرفية واختلاط الأشياء في الواقع العربي وتضادها وتصارعها حسب مقتضيات وتطورات وتداعيات من الداخل والخارج. وأضاف: «ربما أنها تدعو بارئها مستصرخةً؛ للحفاظ على وشم طفولتها، وهودج عذريتها الذي كان قبل أن تدق عليها الأزمنة بوابات اليأس، وانقطاع الطمث أو أن تصبح عاقراً تحت ضربات الأحداث».

ويرى أن خنق الكلمة جاء من تسلُّط نخب شعبوية بائسة على الجماهير واستحلال ثقافتها كرهاً وغصباً لصالح موقف شخصي لا علاقة له بالشعب وثقافته ومستقبله وآلامه وأحلامه، ويؤيد المجالي بلوغ الكتابة سن اليأس.

فيما يؤكد الناقد عبدالواحد اليحيائي أن الكتابة (التقريرية أو الإبداعية) ليست هي من يبلغ سن اليأس، بل الكاتب..

ويرى أن اليأس هنا هو انقطاع الكتابة الجديدة أو الموحية أو المرشدة بل حتى الكتابة الممتعة، مشيراً إلى أن لذلك أسبابه بين الكاتب وقرائه: «كأن يصاب الكاتب بعارض جسدي، أو نفسي يحول بينه وبين كتابته، أو حين يؤمن بعدم جدوى كتابته، أو حين لا يرى جديداً يستحق الكتابة، أو حين يعتقد أن ما أراد كتابته أو قوله ربما كُتب؛ وقيل من قبل، فلا حاجة لتكراره مرة بعد مرة، أو حين يخاف الرقيب من ذاته الكاتبة، أو من خارج هذه الذات، أو حين يجتهد ثم لا يجد، أو لا يعرف وسيلة تنشر ما كتبه على الناس، أو حين يرى أنه أدى رسالته نحو المجتمع والناس فلا مزيد لديه، وأحياناً لا رغبة، وأيضاً حين يفقد الثقة في قرائه ومتابعيه، إما غروراً فيحسب كلماته تجاوزتهم فما عادوا أهلا لها، أو تواضعاً فيحسب أنهم ربما سبقوه فهماً ووعياً والعارف لا يعرف كما قيل». وأضاف اليحيائي: ييأس من الكتابة وجدواها حين لا يُطلب رأيه، وربما ييأس حين يطلب منه الرأي في شأن ما ثم لا يعمل به.

وتساءل: هل اليأس مرتهن بعمر أو جنس أو مكان أو زمان؟ ويجيب: ربما.. إلا أن جماع اليأس الكتابي هو أن لا يكون لدى الكاتب ما يكتبه لأن موارده من مادة الكتابة ضئيلة هزيلة، وهو ضئيل حين لا يجرب، وحين لا يقرأ، وحين لا يحاول أن يعلم ويفهم، وحين لا يلامس ما حوله من هموم ومن حوله من ذوات، لافتاً إلى أن اليأس من الكتابة حينها أجدى من كتابة توهم كاتبها بالخصب وما ثم إلا الثرثرة الفارغة والوقت الضائع بين الكتابة وقارئها. وتساءل: «كيف يخرج الكاتب من يأسه؟ ويجيب: لعل الدواء يحوي بعض مضادات الاكتئاب بسبب بعض ما يراه ويسمعه ثم لا يستطيع أن يكتبه، ولعله يحتاج جرعات من الحرية المسؤولة تقنعه أن الأمل أعظم من اليأس، وأن العمل مقدم على الكسل، وأن في الحياة الكثير مما يمكن الكتابة عنه بحب وأمل وحلم وإبداع».

ويؤكد المفكر شاهر أحمد نصر أن الكتابة، كما القراءة، فعل هداية لا يشيخ! وأن (اقرأ) هي أجمل جملة في كلمة، يحق للعرب أن يباهوا بها أمام العالم، إذ تلخص تجربة البشرية، وتسهم إسهاماً حضارياً راقياً في هدي البشرية، وبناء حاضرها، وغدها، ومستقبلها… مِن ثّم أتت الكتابة ضرورة ملازمة وحارسة لـ(اقرأ)؛ فالكتابة تحفظ اللغة، وتحفظ إنتاج البشرية الفكري، وميراثها الثقافي والعلمي؛ فضلاً عن إسهامها في تنظيم الأفكار، وتفاعل ملكات الإنسان وتطور موهبته، إنّها وسيلة مهمة لتوريث المعرفة من جيل إلى جيل.

وعدّ الكتابة الإبداعية كالتنقيب عن الذهب؛ يصفي طالبه أطناناً من الطمي لكي يعثر على غرام من الذهب، أو درة نفيسة، والكاتب المبدع يعارك الحياة، ويقرأ، ويقرأ، ويطلع على الثقافة البشرية، وعلى مختلف صنوف المعرفة، لينتقل إلى ساحة الكتابة التي لا تمنح نفسها إلا لمن عارك في سبيلها وأصبح يستحقها، إنّها هبة متميزة تُمنح لمن صقلت الحياة مشاعره، وسمت أحاسيسه، وصفا ذهنه؛ بالقراءة والتدريب ومعاركة الحياة، ولمن ظلّت محبّة العمل، والبحث عن الجمال والحرية والمحبّة نبراس حياته، ومن لازم تفكيره النقد، والشكّ، والموضوعية والتجرُّد عن الهوى منهجاً ناظماً لبحوثه، كي يبدع نصوصاً نسيجها بيان بديع فصيح متناسق عابق بقيم الخير والجمال والكرامة والحرية، وحبّ العمل وتخليد محبّة الأهل والإنسان والوطن.

ويرى أن «أسمى لحظات الكتابة حينما يتفاعل عقل الكاتب المنفعل مع العقل الكلي الفاعل، فتصبح الكتابة إبداعاً في التواصل مع المتعالي»، مضيفاً بأن هناك عوامل كثيرة تزيد باستمرار من ضرورة الكتابة وأهميتها؛ منها، على سبيل المثال: تخليد حبّهم لشعوبهم في ملاحم خالدة، ويرسّخ العاشق المبدع الصادق ملاحم الحبّ في نصوص خالدة.. كما يخلد الباحث عن الحقيقة والخلود بحثه كتابة: فلمّا عاد جلجامش من رحلته نحت قصته على الصخر (أي كتبها) لتخلد ملحمته.. فالعمل والكتابة أخلد من الإنسان، مؤكداً أن التجارب الإنسانية لا تنضب، والإنسان بطبيعته يصبو إلى تخليد تجاربه وذكراه، والكتابة أهم معين له في هذا السبيل، فالكتابة لا تشيخ ولا تنضب.

كل كاتب لديه ما يقوله في كل مرحلة من عمره

فيما ذهب الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي، إلى أن الكتابة كائن حي لذلك هي تمرّ بكل الحالات وتتأثر بها، فهي تمرض وتموت وتبلغ سن اليأس وتهيج فتكون مصغرة، وتخضر بربيع أنيق وتزهر وتثمر وتتلاشى وتتغابى وتلف حبلاً حول كاتبها، وربما تشنقه، وربما ترفعه وربما تسقطه، وربما تمد له بسبب ليصعد لسماء عليا. وأضاف: إلا أن كل ذلك يتأثر بفعل المحيطات بالكاتب، فكل المتغيرات التي تحدث للكاتب وتتأثر بها الكتابة هي من صُنع ظروف محيطة تؤثر وتتأثر وتتغير وتغير وتتبدل وتبدل، مؤكداً أن الكتابة؛ باعتبارها فعلاً حياً، لا بد أن تتبع كاتبها وكأنها الصفة تتبع الموصوف وتتأثر بحالاته رفعاً وضماً وجراً وموتاً وحياة، وبالتالي إذا بلغ الكاتب سن اليأس بلغت الكتابة معه سن اليأس.

وتروي الكاتبة جاكلين سلام حضورها عام 2006 مهرجاناً شاركت فيه الكاتبة الكندية (أليس مونرو) التي كانت في سن متقدمة وتحدثت عن معاناتها في الكتابة والاحتفاظ بتاريخ إنهاء مشروع الكتابة كما تم بالتعاقد مع دار النشر. ما أخرها عن مواكبة المشاريع الكتابية والحياتية اليومية وقررت حينها أن تتوقف عن الكتابة، إلا أنها لم تصدق، بل أصدرت قصصاً بعد ذلك وحصلت على نوبل عام 2013. فلم تيأس من الكتابة. ومثلها (مارغريت أتوود)، فهي في منتصف الثمانينيات وبدأت مؤخراً بكتابة سيرتها الذاتية.

وأضافت: باعتقادي أن الكاتب في أي حقل إبداعي لن يكتب في السبعين ما هو أهم وأجمل مما كتبه في الإصدار الثاني له إذا اعتبرنا أن الكتاب الأول ربما يكون فاشلاً أو تجربة غير ناضجة، مشيرةً إلى أن كل كاتب لديه ما يقوله في كل مرحلة من عمره. وعدّت الحالة العربية مؤهلة لليأس في كل المراحل، وترى أن ما يكتبه الكتّاب العرب لا شك محاولة جيدة في هدم جدار اليأس، رغم عدم الاستقرار الاجتماعي والإنساني، إذ يعاني الكاتب من محدودية مساحة التعبير ما يؤثر على التخييل وابتكار الجديد الذي يخترق المنظومة القديمة والخوض في حداثة تتجاوز الواقع.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .